حسين مروة ونشاطه السياسي والثقافي في العراق (1908 - 1949)


سلمان رشيد محمد الهلالي
الحوار المتمدن - العدد: 7777 - 2023 / 10 / 27 - 00:01
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات     

حسين مروة ونشاطه السياسي والثقافي في العراق (1908-1949)

المقدمة
يعد حسين مروة من الشخصيات الفكرية اللبنانية التي اثارت جدلا محتدما في الاوساط الثقافية العربية , وهذا الجدل لايرجع الى طبيعة التحولات الايديولوجية والسلوكية التي واكبت مراحل حياته المتعددة فحسب , بل ويرجع ايضا الى طبيعة الاراء الجدلية والاصلاحية والاهتمامات الموسوعية التي تميز بها . فقد حصل عنده تحول من المطارحات الاسلامية ابان دراسته الدينية في الحوزة العلمية في النجف الى المنطلقات العلمانية والتغريبية والمتمثلة بالتوجه القومي اليميني المحافظ ثم المتبنيات الماركسية والثورية واليسارية .
انقسمت حياة حسين مروة الى مرحلتين متمايزتين في بعض المسارات ومتشابهتين في اخرى وهما المرحلة العراقية : وامتدت من عام 1924 وحتى اسقاط الجنسية العراقية عنه وترحيله الى لبنان عام 1949 . والمرحلة الثانية : وامتدت من عام 1949 وحتى اغتياله في منزله في بيروت عام 1987 . وموضوع البحث اختص بالمرحلة الاولى من حياته والتي سميت بالفترة العراقية واخذت مايقارب الخمسة والعشرين عاما من عمره , مع ادراج السنوات الاولى من حياته في لبنان من حيث الولادة عام 1908 ونشاته مع والده الشيخ علي مروة الذي فرض عليه نمطا محددا من السلوك والعيش , تميز بالارغام على قضاء حاجيات المنزل والقسر في ارتداء اللباس الديني وهو بعمر الطفولة , والتماهي مع الطقوسيات والممارسات الدينية التي كان يقوم بها . وقد اخذت هذه الفترة مايقارب الستة عشر عاما من حياته او طفولته (1908-1924) حتى وفاة والده عام 1920 ومن ثم ذهابه الى النجف للدراسة الدينية عام 1924 .
توزعت المرحلة العراقية على مسارات عديدة من الاحداث والتحولات والصور. فقد ابتدأ مشاوره الديني طالبا في الحوزة العلمية في النجف ,مواظبا على الاذكار والتعلم الديني والتماهي مع المتبنيات الطقوسية والفقهية ,الا ان ذلك لم يدم طويلا, فقد دخل معترك التنوير والتغيير من خلال نافذة الادب ,اذ كان اهتمامه بالشعر والاندماج معه دورا في الخروج من دائرة التقليد والاجترار الى دائرة الابداع والابتكار ,ثم اخذ بالاطلاع على الصحف والمجلات العربية التنويرية التي كانت تصل الى النجف من بلاد الشام ومصر ,والتي شكلت القراءات الاولى مسارا مهما للتحديث والاصلاح ,تصاعدت الى مديات اخرى تمثلت بالتاثر بالافكار والايديولوجيات الوافدة كالقومية والماركسية اليسارية ,ومن ثم التحرر من اللباس الديني وارتداء اللباس العصري , والتماهي مع الممارسات والسلوكيات الثورية والاصلاحية المتمثلة بالكتابة بالصحف والمجلات العراقية والعربية ,والمشاركة الفاعلة بالتظاهرات الشعبية المنددة بالسلطات الملكية الحاكمة في العراق ,والتي كانت السبب الاساس في ترحيله الى بلده الاصلي لبنان واسقاط الجنسية العراقية عنه عام 1949 .
ينقسم البحث الى ثلاث محاور رئيسية فضلا عن المقدمة والاستنتاجات والهوامش والمصادر . الاول : واختص بحياة حسين مروة في لبنان منذ ولادته عام 1908 وحتى قدومه للعراق عام 1924 . والثاني : عن وجود حسين مروة في العراق بين عامي (1924- 1949) ودراسته في الحوزة العلمية في النجف ومشاركته بتاسيس الشبيبة العاملية النجفية عام 1928 وتاثره بالفكر الماركسي وتعينه مدرسا في مدينتي الناصرية وبغداد واخيرا نشاطه السياسي المعارض للحكم الملكي واسقاط الجنسية العراقية عنه وعودته الى لبنان عام 1949 . واما المحور الثالث والاخير فقد اختص بالنشاط الثقافي لحسين مروة في العراق وكتاباته وقصائده ومقالاته .
اولا : حسين مروة : ولادته ونشاته في لبنان 1908 – 1924
تعد اسرة ال مروة من اهم الاسر العلمية والادبية في لبنان , حيث ظهر فيها ادباء ومنظرين ومفكرين وسياسيين وعلماء دين , ولها حضور لافت وتواجد في العديد من القرى والمدن اللبنانية (جبل عامل) وفلسطين (الجليل) والاردن (اربد) والعراق (النجف) وسوريا (اللاذقية) وايران (طهران وقم) . وترجع هذه الاسرة في اصولها الاجتماعية الى قبيلة همدان اليمنية العربية التي هاجرت الى شمال الجزيرة العربية وتوزعت في تلك الاماكن الحضارية (1) .
ولد حسين الشيخ علي مروة في قرية حداثا التابعة لقضاء بنت جبيل في جنوب لبنان عام 1908 (وبحسب الوثائق الرسمية 1910)(2). وكان والده رجل دين وخطيب معروف في الاوساط الاجتماعية والشعبية . تلقى علومه الدينية في النجف كعادة رجال العامليين انذاك , عرف عنه النزاهة وعزة النفس وعدم محاباة الزعماء الاقطاعيين ,وكان شاعرا ملتزما ترك ديوان شعر مخطوط تناول فيه الاغراض الشعرية المعتادة في ذلك الوقت من الرثاء والمديح والعشق وغيرها(3) .
نشا حسين مروة على يد والده نشاة صارمة افقده مرح الطفوله ,حيث البسه - وهو بعمر الثامنة - زي رجال الدين (العمامة والجبة) وادخله ضمن سلوكياته الدينية والطقوسية , ومجالسة الكبار والسفر الى المدن والقرى البعيدة لاداء المهام الدينية الخاصة . وتلقى تعليمه الاول في المدرسة الرسمية في قرية حداثا على يد المعلم علي الحسن نور الدين اتقن خلالها القراءة والكتابة(4) .
توفى والده عام 1920 وهو بعمر اثنى عشر عاما ,مما اورثه مسؤولية مضاعفة من الالتزام العائلي والاجتماعي , الا انه اثر اكمال دراسته على يد الشيوخ ورجال الدين في القرى والمدن المجاورة , بمساعدة ابن عمه الشيخ احمد مروة (والد المنظر الماركسي اللبناني كريم مروة)(5), واستمرت هذه الفترة مايقارب الاربع سنوات متتالية (1920-1924) . وكان اهم الاساتذة الذين درس عندهم : حسن محمود الامين وعلي شرارة وعبد الرؤوف فضل الله(6) (والد المرجع الديني محمد حسين فضل الله)(7) ويوسف فقيه . التحق بعدها بمدرسة الزرارية الرسمية ومعلمها الشاعر احمد حجازي (ابن البادية)(8) الذي كان له تاثير كبير على حسين مروة من حيث التعليم والتربية , وبقى في هذه المدرسة عاما واحدا انتقل بعدها الى مدرسة النبطية التي كانت تزاوج بين التعليم الديني والعصري , اتم فيها دراسة الفية ابن مالك ومغنى اللبيب لابن هشام والمنطق والحساب ومبادىء اللغة الفرنسية , وبعد ان اكمل مروة السادسة عشر من عمره ,عزم على ان يولي وجهه شطر مدينة النجف في العراق من اجل اكمال دراسته الدينية(9) .
ثانيا : حسين مروة في العراق 1924-1949
عزم حسين مروة الذهاب للنجف عام 1924 وتحقيق وصية والده بهذا الشان . وكانت العادة المتبعة ان تكاليف السفر يتكفل بها المحسنين واهل الكرم من ابناء المنطقة , ودعا رجل الدين المتنفذ في جبل عامل انذاك عبد الحسين شرف الدين(10) الميسورين على التبرع , وحثهم على ذلك من خلال لقاء جمعه مع الاهالي . وانطلق حسين مروة في رحلة السفر الى بيروت اولا ثم دمشق , وبعدها توجه بالطريق البري الى بغداد , ونزل في الكاظمية في دار للسيد حسن الصدر(11) احد اقارب عائلة ال شرف الدين , التي بقى فيها اسبوعا كاملا قبل ان ينتقل الى مدينة النجف(12) .
1 . دراسته في الحوزة العلمية في النجف .
بدا حسين مروة الدراسة الدينية في النجف مدة اربعة عشر عاما , الا انها لم تكن على وتيرة واحدة من الاستمرارية والحماس ,وانما كان يتخللها فترات من الانقطاع والياس والاغتراب , وانقطعت نهائيا عام 1938 بعد ان ترك العمامة وارتدى الملابس العصرية وعين مدرسا في المدارسة الحكومية(13) . واول حلقة علمية انضم اليها في مدينة النجف كانت في جامع الهندي , حيث درس المنطق على يد الشيخ علي الزين العاملي , ثم في مدرسة الخليلي في محلة العمارة , واخيرا استقر به المقام والسكن في المدرسة البادكوبة(14), ووجد هناك العديد من الطلبة اللبنانيين الذي استمر بصدقاتهم طيلة وجوده في العراق امثال محمد شرارة(15) ومحمد باقر ابراهيم(16), ثم انتقل للدراسة على يد الشيخ محمد الكنجي الذي كان رجلا مستنيرا مبتعدا عن الجمود والتزمت . ودرس اصول الفقه على يد الشيخ عبد الكريم مغنية وعلم البلاغة على يد الشاعر النجفي المعروف مهدي الحجار الذي رغبه كثيرا بالادب والشعر ,اطلع خلالها على ديوان الشاعرين ابراهيم الطباطبائي ومحمد سعيد الحبوبي وغيرهم(17) .
وكما كانت النجف مركزا للتعليم الديني المحافظ ,فانها من جانب اخر كانت مركزا للتنوير والاصلاح والانفتاح على مختلف التيارات الفكرية والادبية(18). فقد تاثر حسين مروة بهذا الجانب من الانفتاح , واخذ يطالع ويواكب اخر الصرعات الثقافية التي كانت تطرحها المجلات العربية المعروفة انذاك , من قبيل المقتطف والهلال والعصور والرسالة والثقافة . فضلا عن مؤلفات المفكرين والكتاب العرب من جيل النهضة الذين برزوا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في مصر وبلاد الشام , امثال جمال الدين الافغاني ومحمد عبدة وعبد الرحمن الكواكبي وشبلي شميل وطه حسين وعباس محمود العقاد وسلامة موسى واسماعيل مظهر وفرح انطوان ومصطفى صادق الرافعي ونقولا حداد والمازني وجبران خليل جبران وتوفيق الحكيم واحمد لطفي السيد وغيرهم(19). وقد عبر حسين مروة عن تلك الاجواء والتاثيرات الاولى ابان دراسته في النجف بقوله (تتبعت كل شيىء انتجه الناشرون العرب المحدثون في مسالة الكتب وفي كل الحقول . وكان الناشرون عراقيين وسوريين ولبنانيين ومصريين , والنجف انذاك سوقا لجميع المنشورات العربية)(20).
تعرض حسين مروة في النجف الى حملة من النقد والسخرية من قبل المتزمتين والمحافظين من رجال الدين بسبب تلك القراءات الفكرية والادبية , والاطلاع على اخر التوجهات الثقافية , الامر الذي جعله يفكر بترك الدراسة الدينية نهائيا بعد عودته الى لبنان مع ابن عمه احمد شرارة , الا ان تاصيل التعليم الديني في وجدانه وعوزه المادي و صعوبة توفر العمل في لبنان , ادى الى الغاء هذه الفكره , ومن ثم العودة من جديد الى النجف لاكمال دراسته الدينية(21).
وصف حسين مروة نفسه في النجف بانه كان حسن السيرة والسلوك , مع الجدية المطلقة في دراسة الفقه والاصول والالتزام بالسياقات الحوزوية المعتادة والخضوع للطقوس الدينية والاخلاقية والفكرية والاجتماعية , الا ان ذلك الالتزام لم يستمر سوى عاما واحدا , حيث اخذ بالتمرد على تلك السياقات التقليدية والطقوسية حتى وصف نفسه بالابن الضال . وقد كانت اولى بوادر التمرد على النسق الديني والاجتماعي السائد هو اقتنائه لديوان السيد ابراهيم الطباطبائي الذي اشتراه من سوق المزاد في النجف , مما جلب له النقد والتوبيخ من الزملاء في الدراسة الذين عدوا ذلك خروجا عن المالوف وانشغالا عن الدراسة الدينية التي يجب ان يتفرغ لها الطالب كليا(22).
دخل حسين مروة خلال دراسته واقامته في النجف بعلاقات اجتماعية مع العديد من رجال الدين والادباء , وقد استمرت تلك العلاقة حتى بعد تركه الدراسة الدينية والاستقرار في بغداد لاحقا . وكان من اهم اولئك الادباء الشاعر الشعبي النجفي حسين قسام(23) الذي كتب عنه مروة قائلا (فن هذا الرجل عبقرية عجيبة اقول فن واقول عبقرية ,وانا اعنيهما معا ,واقصد معناهما قصدا دون التواء او انحراف . وماهو الفن ؟ وماهى العبقرية ؟ اليس الفن موهبة طبيعية هى في الذهن خصوبة واتساع وقوة تخيل ودقة ملاحظة ,وهى في النفس شعور مرهف وانسانية صافية وهى في القلب رحمة وشهامة .... واذا كان هذا معنى الفن ,وكان هذا معنى العبقرية ,فلم لايكون حسين قسام الذي احدثك عنه فنانا عبقريا ,وهو موهوب طبيعة الفنان وطبيعة العبقري)(24) فيما احتفظ الشاعر القسام هذه الشهادة القيمة لحسين مروة وامتدحه بقصيدة شعبية مطلعها :
ياحسين المروة امجانها راسك وانت توصفت بيها وحكك باسك
بلاط العلم سواك وضخم راسك وعلمك صار خزنة وكنز ماليه(25)
2 . تاسيس الشبيبة العاملية النجفية عام 1928
اخذت الافكار الاصلاحية والتنويرية تلقي بتاثيراتها المباشرة على وجدان حسين مروة والطلبة المصاحبين له بالدرس والسكن , وانعكست ضمن سلوكيات محددة هدفها الاساس التعبيرعن تلك الافكار ونشرها ضمن المحيط الديني والعلمي في النجف , وقد تجلى ذلك واضحا بتاسيس جمعية (الشبيبة العاملية النجفية)عام 1928 من قبل مجموعة من الطلبة اللبنانيين العامليين وبعض العراقيين التنويريين , وهم : علي الزين ومحمد علي شرارة ومحسن شرارة ومحمد حسين الزين وهاشم الامين فضلا عن حسين مروة . واما من النجفيين فكان اهمهم صالح الجعفري كاشف الغطاء ومحمد صالح بحر العلوم وعبد الرزاق محي الدين(26) . وكثيرا ما اطلق اعضاء الجمعية الشبيبية العاملية على انفسهم تسمية (اخوان الصفا) ,وقد صوّر علي الزين احد اعضاء الجمعية هذه التسمية شعرا بقوله :
من لي كأخوان الصفا بفتية اتخذت نهاها مرشدا ودليلا
مهما تنوعت المطامع دونها لا تبتغي غير الحقيقة سؤلا
ومن البيان الحر اذكت شعلة تستأصل التمويه والتضليلا(27)
كان هدف الجمعية نشر الافكار التنويرية والاصلاحية من خلال مسارين : المسار السياسي والمتمثل بتعميق الاتجاه الوطني العراقي الذي كان يمثله انذاك الزعيم محمد جعفر ابو التمن(28) . والمسار الثقافي والمتمثل بالترويج للادب العصري والدعوة للافكار الحديثة التي اخذت تنتشر في العالم العربي والاسلامي , واصلاح الانظمة الدراسية الدينية , وتحديث المناهج العلمية , وتطويرها ومحاربة التقليد الاعمى . وقد كان للجمعية مشاركات واضحة في المناسبات الاجتماعية والدينية , تجلت بالقاء القصائد والكلمات , ونشرها في الصحف والمجلات العراقية والعربية كالعرفان والهاتف وغيرها , الا ان دعواتها لم تقابل بارتياح من قبل المرجعية الدينية في النجف(29) .
وقد اثارت المقالات الثلاث التي كتبها احد اعضاء الجمعية وهو محسن شرارة(30) في مجلة العرفان اللبنانية بعنوان (بين الفوضى والتعليم الصحيح) جدلا محتدما في الاوساط النجفية والثقافية , حيث انتقد فيها التنظيم الدراسي التقليدي وسوء الادارة العامة والمالية وترك العلوم المساعدة الاخرى كالفلك والطب والجغرافية , وازدراء العلوم الحديثة مثل علم الاجتماع والنفس والمقارنة بين الاديان واللغات الاجنبية وغيرها . وعقد مقارنة بين مؤسستي الازهر والنجف , وبين ان الاولى تم اصلاحها من خلال دعوات وانشطة الشيخ محمد عبدة , فيما ان الثانية - ورغم خروج مثقفين كبار ومصلحين - امثال علي الشرقي ومحمد رضا الشبيبي , الا انهم ضلوا اقلية بالقياس الى العدد الاكبر من المحافظين(31) . ورغم ان محسن شرارة قد تعرض الى الهجوم والتكفير من قبل المتزمتين والمعترضين على تلك الاراء الاصلاحية , الا ان دعوته سرعان ماظهر تاثيرها على الشباب العصري والمجددين في النجف, فقد تاسست نتيجة لذاك جمعية الرابطة الادبية عام 1932 وجمعية منتدى النشر عام 1935 والعديد من المدارس والجمعيات والمجلات الدينية الحديثة وغيرها(32) .
ان النظرة الاصلاحية والرغبة باعادة قراءة التراث الاسلامي وفق اسس عصرية تعتمد المناهج الفكرية الحديثة التي تميزت بها كتابات بها حسين مروة وانعكست لاحقا في كتابيه (تراثنا .. كيف نعرفه) و(النزعات المادية في الفلسفة العربية - الاسلامية) , قد اكد ان ارهاصاتها الاولى وبواكيرها المعرفية قد بدات اثناء دراسته الدينية في النجف . ويبدو ان الرؤية التقليدية السائدة في الدراسة والتقويم فضلا عن التاثر باجواء ومطارحات الشبيبة العاملية النجفية ومناداتها بالاصلاح كانت السبب الاساس في بلورة تلك النظرة الخاصة عنده ,والتي لازمت اكثر مراحل حياته المتعددة(33) .
ارسل حسين مروة الى مدينة العمارة في جنوب العراق لمعاونة الشيخ حبيب المهاجر العاملي(34) في مواجهة التبشير المسيحي الذي كان يقوم به مجموعة من البروتستانت الامريكان بين عامي (1927-1932). ويرجع السبب الاساس لاختياره من قبل المجتهدين لهذه المهمة هو الثقافة العصرية التي يمتلكها وقابليته للتواصل مع الطلبة والشباب بهذا المسار , فقد عمل البروتستانت على انشاء مستشفى ومكتبة من اجل التبشير وكسب الاهالي المسلمين لصفوفهم , فعمل الشيخ المهاجر من جانبه على تاسيس مكتبة واصدار مجلة ثقافية وعصرية خاصة باسم (الهدى), وانتدب حسين مروة لادارتهما , ونجح في ذلك نجاحا باهرا ,حتى اصبح الصديق المقرب للطلبة والشباب هناك , وحاز على ثقتهم ورضاهم واستطاع من خلال المجلة واللقاءات المباشرة معهم من نشر مفاهيم الثقافة والادب والقاء المحاضرات الاسبوعية على رواد المكتبة , الا انه تفاجا في يوم من الايام ان الشيخ المهاجر قال له في المسجد وامام الحاضرين والمصلين (قررت الهيئة الادارية في المكتبة فصلك من العمل لانك تنشر الزندقة والالحاد بين الطلاب)(35) . وقد ظهر لاحقا ان سبب الطرد هو رغبة الشيخ المهاجر العاملي بتوظيف احد اقاربه مكانه , ورغم اعتراض الطلبة والشباب على ذلك الفصل وطالبوا حسين مروة البقاء في مدينة العمارة ومزاولة نشاطه بمفرده , الا انه رفض ذلك العرض خوفا من الانقسام الاجتماعي في المدينة ,واثر العودة الى بغداد ومن ثم الى اهله في لبنان بعد ان عقد العزم على ترك الدراسة الدينية في النجف(36) .
خلال عودته الى لبنان اراد حسين مروة اكمال دراسته في كلية الاداب او الحقوق في جامعة دمشق اسوة باقرانه حسن الامين ومحمد صفي الدين وشريف الحسيني , الا ان صديقا اقنعه بالتعيين معلما في المدرسة العاملية التي كان يديرها حسين صباح(37) في بيروت مدة عام واحد , الا ان الخلاف بين الادارة من جهة وبين مؤسسي المدرسة القى بضلاله القاتمة على المستوى التعليمي فيها ,الامر الذي جعله يترك العمل فيها وينضم الى الكادر الاداري لجريدة الشعب التي يصدرها في دمشق توفيق جانا ,وبرئاسة تحرير نصوح بابيل الذي اصبح فيما بعد نقيبا للصحفيين السوريين . وعاد بعدها الى لبنان من اجل الزواج من ابنة بنت عمه فاطمة محمد فاعور بزي الذي ارتبط معها بقصة حب حقيقية عرفها اقارب الطرفين, فتزوجها عام 1930 بعد خطوبة استمرت ثلاث سنوات وولدت له بعد عام تقريبا ابنه البكر نزار . فلما عاد الى دمشق وجد ان الجريدة الغت العمل معه فعانى خلال تلك الفترة من البطالة وشظف العيش والعوز مدة ستة اشهر متتالية ,قضى وقته بالعمل اليومي كمصحح لغوي والتسكع في المقاهي ,تعرف خلالها على الشاعر احمد الصافي النجفي والكاتب سليم خياطة والشاعر معروف الرصافي وغيرهم(38) . الا ان الشاعر البناني عبد الرؤوف الامين(39) المعروف لاحقا بفتى الجبل قد ساعده ماليا من خلال اعطائه قسط الدراسة الذي ارسله والده الى المدرسة التي كان يدرس فيها بدمشق , سيما بعد تراكم الاحتياجات والحاحها بعد ولادة ابنه الاكبر نزار , ثم عاد حسين مروة الى بيروت وعمل محررا في جريدة (العهد الجديد) لصاحبها خير الدين الاحدب والتي تعكس الاتجاه الوطني للزعيم رياض الصلح المضاد لسلطات الانتداب الفرنسي , الا ان الضائقة المادية كانت تلازم الجريدة وصاحبها فترك العمل فيها واثر العودة للدراسة الدينية في النجف بعد ان تبرع له قريبه التاجر سليمان مروة بتكاليف السفر الى العراق(40) .
عاد حسين مروة للدراسة الدينية في النجف عام 1934 وحصل في العام التالي (1935) على الجنسية العراقية , واستمر بالدراسة الحوزوية هذه المرة مدة اربع سنوات تعرف خلالها على الكاتب المعروف وصاحب المؤلفات التجديدية هاشم معروف الحسني واصبح رفيقه بالدراسة والمذاكرة , كما زامله خلال تلك الفترة الشيخ والكاتب الاصلاحي محمد جواد مغنية(41) الذي اصبح من اصدقائه المقربين والشيخ عبد الله نعمة(42) الذي عين لاحقا رئيسا للمحكمة الشرعية الجعفرية العليا في لبنان . الا ان عودته للدراسة في الحوزة العلمية لم تستمر سوى اربع سنوات حيث تركها عام 1938 واستقر به المقام في بغداد ونزع الملابس الدينية والعمامة بعد ان اخذت الافكار التحديثة تجذبه بقوة واهمها القومية والماركسية(43) . وقد نشر في صحيفة الهاتف التي يصدرها جعفر الخليلي(44) مقالا عن حادثة نزعه للعمامة واللباس الديني وارتدائه الباس الغربي والسدارة بعنوان (مابين عمامتي وسدارتي) نشره في شباط عام 1939 (45). علما ان خلال تلك السنوات قد شهد تحول العديد من اللبنانيين والعراقيين من اللباس الديني ونزع العمامة الى اللباس الغربي وارتداء السدارة منهم محمد مهدي الجواهري وابراهيم الوائلي ومحمد علي شرارة وهاشم محسن الامين ومحمد حسن الصوري وصدر الدين شرف الدين وغيرهم .
3 . تاثره بالفكر الماركسي
تعرف حسين مروة على الفيلسوف ماركس قبل تعرفه على الماركسية . وكان ذلك من خلال اطلاعه على رواية فرح انطوان (الدين والعلم والمال) التي تذكر اسم ماركس من خلال الحوار بين احد ارباب العمل والعمال المطالبين بتشريعات الضمان الاجتماعي والحقوق المشروعة(46) , الا ان تاثره بالفكر الماركسي كان من خلال الاطلاع على (البيان الشيوعي) الذي كتبه كارل ماركس وفردريك انجلز عام 1848 واعاره اليه القيادي الشيوعي العراقي المعروف حسين محمد الشبيبي(47) لمدة يومين , وحصل بعدها تحولا كبيرا في افكار حسين مروة من المتبنيات التقليدية والدينية الى المنطلقات العلمانية والاشتراكية . وقد اكد ذلك بقوله (من النجف دخل حياتي ماركس)(48) . وذكر ان صلته بالشبيبي قد ازدادت حتى انه اخذ بلقائه في بغداد في مقره السري قرب الجامع الحيدرخانة في شارع الرشيد . وذكر قصة معبرة بهذا الصدد وهى انه سال الشبيبي عن موقفه من احدى القضايا الوطنية والسياسية .فاخذ يذكر له اراء لينين, فعارضته قائلا : لماذا لاتستشهد باراء ماركس وتذكر اراء لينين فقط ؟ فاجابه : ان اللينينية هى الماركسية المطبقة على ارض الواقع الملموس تطبيقا ابداعيا(49) .
واعتقد ان هناك جانبا اخرا ساهم بتعريف حسين مرو بالفكر الماركسي قبل تعرفه الى حسين محمد الشبيبي ,وربما هيئا المقدمات لذلك هو اطلاعه على مقالة كتبها ابن عمه كريم مروة في مجلة العرفان اللبنانية عام 1932 بعنوان (كارل ماركس والاشتراكية) استعرض فيها مبادىء الاشتراكية العامة واختلافها عن الشيوعية وموانع انتشارها في العالم العربي والاسلامي (50).
كما اراد حسين مروة خلال هذه المرحلة تعميق ثقافته الماركسية من خلال الاطلاع على كتاب (راس المال) لكارل ماركس , لكنه لم يجد سوى ترجمة للكتاب من قبل راشد البراوي عبارة عن تلخيص للكتاب .واطلع ايضا على كتب لينين واهمها (الدولة والثورة) و(الاستعمار اعلى مراحل الراسمالية) . واما كتاب ستالين (المادية الديالكتيكية) فقد بين ان له تاثير مباشر في دراسة الفكر والف باء المادي العلمي(51) .
اقام مروة في بغداد علاقة صداقة مع العديد من السياسيين والمثقفين وتركزت في العام الاول مع اتباع حزب الاستقلال القومي الذي يراسه محمد مهدي كبة(52) . كما اقام صداقات كبيرة مع قيادات الحزب الشيوعي العراقي ,الا انه لم ينضم رسميا الى صفوف الحزب ,رغم مشاركته بالكثير من الفاعليات السياسية والجماهيرية التي قام بها في بغداد(53) .
4 . تعينه مدرسا في الناصرية
في نهاية عام 1938 عين حسين مروة مدرسا في مدينة الناصرية في جنوب العراق , وكان قد سبقه الى تلك المدينة صديقه في الدراسة الدينية في النجف وزميله في جمعية الشبيبة العاملية محمد علي شرارة ,الذي صادف ايضا ان ترك العمامة والدراسة الدينية وارتدى اللباس الغربي في تلك الفترة .وعين الاثنان في ثانوية الناصرية كمدرسين للادب العربي(54), وهى اول المدارس التي تاسست في هذه المدينة . وقد بقي محمد علي شرارة وزوجته وابنتيه بلقيس وحياة شرارة سنتين في الناصرية ,فيما لم يبقى حسين مروة سوى عاما واحدا ,وتركها بسبب الخلاف مع مدير الاعدادية حول اجور المحاضرات وتاخر صرفها . ويرجع الفضل بتعين رجال الدين والحوزة العلمية بالمدارس الحكومية والرسمية الى وزير المعارف محمد رضا الشبيبي الذي رغب بالاستفادة من قدرات الخريجين اللبنانيين في سد النقص الذي كانت تعاني منه المدارس العراقية انذاك(55) .
ساهم حسين مروة ومحمد علي شرارة والشاعر عبد الرؤوف الامين المعروف بفتى الجبل في انعاش الحركة الادبية والثقافية في مدينة الناصرية ,وتقدمها الى مديات اكثر عصرية ,بعد ان كان يغلب عليها الطابع التقليدي .وذكر الشاعر رشيد مجيد ان الندوات الادبية التي يعقدها هؤلاء الثلاث مساء كل يوم اثنين في ثانوية الناصرية ,قد ساهمت في بلورة جيل ادبي وثقافي تجديدي تبنى التوجهات العصرية والحديثة ,برز منهم عبد المحسن القصاب ومحمد حسن العضاض ونعيم عبيد الكيالي وشاكر الغرباوي وغيرهم(56) ,الا ان الاشكال هو انعدام وجود مجلة او صحيفة تنشر تلك النشاطات الادبية وتاخذ بها الى العلن والظهور, حتى قيام شاكر الغرباوي باصدار مجلة البطحاء عام 1946 والتي كان لها دورا كبيرا في تعزيز الحركة الثقافية في المدينة , ويبدو ان تلك العلاقة القديمة والرغبة بتشجيع الاقلام الشابة هى التي ادت الى قيام حسين مروة في النشر بهذه المجلة رغم تركه لها عام 1939 . فقد نشر قطعة نثرية في العدد الحادي عشر تقترب من القصة بعنوان (خدعة الشيطان)(57) .
5 . حسين مروة مدرسا في بغداد
ترك حسين مروة مدينة الناصرية في نهاية عام 1939 واستقر في بغداد حتى اسقاط الجنسية العراقية عنه عام 1949 . وقد توزعت انشطته خلال هذه السنوات العشرة بين التدريس والكتابة في الصحف والمجلات العراقية من جهة وبين الممارسة العملية للنشاط السياسي من جهة اخرى(58) .
استقر مروة في مدينة الكاظمية مع عائلته التي قدمت من لبنان للعيش معه في العراق . وكان بيته ملتقى المثقفين والادباء العراقيين واللبنانيين ومن مختلف التوجهات الاجتماعية والسياسية , وكان ابن ابن عمه كريم مروة وابنه نزار يقومان بواجب الضيافة والتنظيم لتلك الندوات التي تتناول مختلف الموضوعات الثقافية والسياسية .وكان ابرزهم صديقه في رحلة الدراسة الدينية سابقا محمد علي شرارة وحسن الامين ومحمد حسن الصوري وجعفر همدر العراقي وجعفر الخليلي وغيرهم(59) . كما كان من جانب اخر يحضر الندوات القافية التي تعقد في بيت محمد علي شرارة في الكرادة الشرقية والتي ضمت شخصيات ادبية وسياسية بارزة امثال نازك الملائكة وبدر شاكر السياب ولميعة عباس عمارة وكاظم السماوي وحسين مردان وبلند الحيدري واكرم الوتري وسلام عادل(60) وزوجته ثمينة ناجي يوسف وعزيز جعفر ابو التمن وغيرهم . وارتبط ايضا بعلاقة خاصة مع الاديب والوجيه ناجي جواد الساعاتي الذي كان منزله منتدى ثقافيا يحضره العديد من رجال الادب والسياسة(61) .
عمل حسين مروة خلال تلك الفترة مدرسا للادب العربي في المدرسة الجعفرية ومدرسة شماس اليهودية الاهلية في بغداد , وكان صباح كل يوم يعبر من الكاظمية الى الاعظمية بواسطة الجسر الخشبي انذاك مع كريم مروة الذي يدرس بالمدرسة الجعفرية وابنه نزار الذي كان يدرس بمدرسة شماس اليهودية ,ثم ينطلقون الى المركز الرئيسي للعاصمة . كما عين مرات عدة في الحلة وسامراء ايضا لغرض التدريس(62) .
6 . نشاطه السياسي المعارض واسقاط الجنسية العراقية عنه عام 1949 .
اتخذ النشاط السياسي لحسين مروة صيغة المعارضة للنظام الملكي الحاكم , وهذه المعارضة تبلورت من خلال تاثره بالفكر الماركسي الذي يتبنى النهج الثوري واليساري في الحكم والتقييم لجميع الانظمة وعلاقاته الخاصة مع اغلب الشيوعيين العراقيين انذاك ,الذين كانوا يعتبرون هذا النظام متخلفا وعميلا للغرب ورجعيا , وقد اتخذ المسار المعارض عنده المشاركة الفاعلة بالتظاهرات التي تقوم بها القوى الثورية ضد النظام الحاكم او الكتابة السياسية بالصحف والمجلات العراقية .
لم ينضم حسين مروة طيلة وجوده في العراق رسميا الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي ,وربما كان الخوف من الملاحقة والاعتقال واسقاط الجنسية التي كانت تقوم بها الحكومات العراقية الملكية ضد المنضمين لهذا الحزب هى السبب في ذالك , الا ان هذا لم يمنع من مشاركته في الانشطة المعارضة التي كان يقوم بها هذا الحزب ,واهمها التحريض على النظام السياسي الحاكم في الكتابة الصحفية وتاييد الواجهات الحزبية له مثل منظمة انصار السلام والترويج لسياسة الحزب وايديولوجيته الثورية والتقدمية والمشاركة بالتظاهرات الطلابية التي ينظمها ضد السلطة الحاكمة(63).
كان الميدان الاول لترويج الفكر الماركسي واطروحات الحزب الشيوعي العراقي عند حسين مروة هو الطلبة والشباب , واتخذ من دار البعثات العربية في الاعظمية قرب مرقد الامام الاعظم ابو حنيفة النعمان التي كانت قسما داخليا للطلاب العرب الذين يدرسون في الكليات العراقية ,مقرا موسميا للزيارة والنقاش والجدل مع اصحاب التوجهات الفكرية والايديولوجية الاخرى كالقوميين المحافظين والبعثيين والليبراليين , حتى قيل ان الدار اصبحت مغلقة للماركسيين بفضل تاثيرات حسين مروة وصديقه محمد علي شرارة على الطلبة انذاك , الا ان قدوم الشاعر البعثي السوري سليمان العيسى وفائز اسماعيل في منتصف الاربعينات قد ساهم بنشر الافكار البعثية بين الطلبة العرب وخاصة السوريين واللبنانيين وحتى العراقيين(64) .
تعرف حسين مروة خلال تلك المرحلة من نهاية عقد الاربعينيات على القيادي الشيوعي المعروف حسين علي الرضي المعروف بالاسم الحركي (سلام عادل) وخطيبته ثمينة ناجي يوسف ,والذي اصبح لاحقا سكرتير المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي من عام 1955 وحتى اعدامه في اعقاب انقلاب 1963 . وكان مكان اللقاء بينهما هو منزل صديقه محمد علي شرارة الذي كان عبارة عن صالونا ثقافيا وادبيا معروفا في بغداد (65).
يبقى النشاط السياسي التحريضي الذي قام به حسين مروة بعد توقيع معاهدة بورتسموث بين الحكومتين العراقية والبريطانية عام 1948 هو المسار الاهم في حياته , فقد ساهم بالتظاهرات والاحتجاجت الطلابية والجماهيرية الكبيرة التي عمت البلاد في اعقاب تلك المعاهدة ,والتي عرفت بالادبيات السياسية والعقائدية للحركة الوطنية العراقية بالوثبة , وكان للحزب الشيوعي العراقي والتنظيمات الحزبية الاخرى الدور الابرز في التنظيم والتحريض على حكومة صالح جبر التي وقعت عليها دون الرجوع لاارادة الناس التي اصبحت ترفض تلك الاتفاقيات والتحالفات لانها تدخل في اطار الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي الاشتراكي والغربي الليبرالي(66). وقد استرجع حسين مروة احداث تلك التظاهرات والاحتجاجات في مذكراته المعنونة (ولدت شيخا واموت طفلا) بالقول (شاركت بالوثبة وشهدت فصول الانتفاضة الشعبية يوما بيوم, كنت اسير في التظاهرات واكتب مقالا يوميا في جريدة الراي العام للجواهري . وكنت حريصا على ان تنجح الانتفاضة خائفا من ان تغرق في الفوضى والصراعات الجانبية ... واذكر انني سمعت هتافا ضد الشيوعيين فوجدت نفسي اثب الى صاحبه واضربه .... لاني وجدت بجلاء ان الشيوعيين كانوا احرص الجميع على نجاح الانتفاضة وسلميتها وصيانتها من الفوضى .... والتي استمر تدفقها في كل ارجاء العراق اربعين يوما ... ومن هنا بدا تحولي الحاسم الى الشيوعية ,ولكنني على الرغم من ذلك لم انتنمي عضويا للحزب الشيوعي العراقي)(67). وقد ذكر ايضا ان الحماس قد وصل به اثناء الانتفاضة الى قمته ,حتى انه كان يكتب مقالتين يوميا في صحيفتي (الساعة) لصاحبها صدر الدين شرف الدين و(الراي العام) , ومقالا اسبوعيا في صحيفة (الحضارة) التي كان يصدرها محمد حسن الصوري , كما اصدر صحيفة باسم (السيار) تاثرا بالجريدة التي كان يصدرها بهذا الاسم يوسف ابراهيم يزبك , الا انه لم يصدر منها سوى عددا واحدا والغى امتيازها , فضلا عن ارتباطه باكثر من (60) ساعة من التدريس اسبوعيا في المدارس النهارية والمسائية في بغداد(68) .
لم تتخذ الحكومة العراقية اي اجراء ضد حسين مروة بسبب تلك المشاركة الفاعلة بالتظاهرات ضد معاهدة بروتسموث عام 1948 ,ويبدو ان المشاركة الجماهيرية الكثيفة ومن مختلف الاحزاب والتوجهات والطبقات الاجتماعية قد حال دون اتخاذ السلطات لاي تبعات او ملاحقات قانونية ضد المشاركين ,فضلا عن رغبتها بتهدئة الشارع وامتصاص النقمه الكبيرة التي خلفتها اجراءات الحكومة في بدايتها ,واهمها اطلاق النار على المتظاهرين ومقتل العديد منهم واهمهم شقيق الشاعر المعروف محمد مهدي الجواهري ,الذي القى قصيدة حماسية بالجماهير بعنوان (اخي جعفر) زادت من حماس الشارع العراقي واحتقانه(69).
الا ان الحكومة وبعد ان تجاوزت هذه الازمة والانتفاضة العارمة ,عملت على ملاحقة قادتها ورموزها والاحزاب الفاعلة فيها ,واهمها الحزب الشيوعي العراقي ,فاقدمت على اعدام اربعة من قيادات الحزب في شباط 1949 في بغداد وهم (يوسف سلمان يوسف المعروف بفهد وحسين محمد الشبيبي وزكي بسيم ويهودا ابراهيم صديق)(70) وقد ذكر حسين مروة انه لن ينسى ذلك اليوم المشؤوم وهو يرى قيادات الحزب معلقين على المشانق في اماكن متفرقة في بغداد , وخاصة صديقه المقرب الذي اول من عرفه على الفكر الماركسي واعاره البيان الشيوعي حسين محمد الشبيبي(71).
واما حسين مروة فقد اسقطت الحكومة العراقية الجنسية عنه بعد ان نشر في جريدة الحضارة مقالا بعنوان (العقل والعاطفة عند نوري السعيد) ردا على مقالة سبق ان كتبها رئيس الوزراء السابق نوري السعيد دعا فيها الشعب العراقي للركون للعقل بدل العاطفة . وجرى اسقاط الجنسية العراقية عنه وابعاده مع عائلته الى لبنان في التاسع من حزيران 1949 وبعد اسبوعين فقط من نشرها(72). وقد رد حسين مروة على هذا القرار بمقالة حملت عنوان (انا العراقي.... وان) نشرها في جريدة صوت الاحرار البغدادية ذكر فيها (انا عراقي قبل ان تكون لي هذه الشهادة من الورقة التي امسكتها بيدي اربعة عشر عاما , وانا كذلك عراقي بعد ان انسربت هذه الشهادة من يدي الى خزائن البوليس , وسابقى عراقيا وانا طريد خارج الحدود , وانا بعد عراقي لان حياة الشعب قد انصهرت في حياتي ولان حياتي قد انصهرت في حياة هذا الشعب , اكاد لااعرف لنفسي الما غير الامه ولارجاء غير رجاءه ولامطمحا غير مطامحه)(73).
عاد حسين مروة الى لبنان بعد دبر له السفير اللبناني في العراق كاظم الصلح اوراقا رسمية تؤهله الدخول الى الاراضي اللبنانية , سيما بعد ان فقد هويته السابقة في خضم الاحداث والتنقلات في العراق , واستمر يعمل في مجال الصحافة والكتابة السياسية والادبية والفكرية , وانضم رسميا الى الحزب الشيوعي اللبناني وبقى على هذا الحال حتى اغتياله في بيروت عام 1987 وهو بعمر قارب (75) عاما(74).
اسقطت الجنسية العراقية عن حسين مروة , الا ان صلته بالعراق لم تنقطع كليا فقد زاره ثلاث مرات : الاولى عام عام 1958 لتهنئة زملائه الشيوعيين واصدقائه القدامى بالثورة ونجاحها سافر خلالها الى مدينة الديوانية في الجنوب للمشاركة في مهرجان السلام , القى خلالها خطبة سياسية ثم عاد الى بغداد , وبقى فيها فترة من الزمن لمعاونة صديقه القديم الشاعر الجواهري في ادارة وتحرير صحيفة (الراي العام) التي اعاد اصدارها بعد ان اغلقت في العهد الملكي . وقد نشر بمناسبة هذه الثورة كتابا حمل عنوان (الثورة العراقية) بحث فيه اسباب الانتفاضات الفكرية والاجتماعية وجذور الثورات في العراق ابتدا من ثورة العشرين وحتى ثورة تموز 1958 . والثانية للمشاركة في الحفل التابيني الكبير الذي اقيم في نيسان 1968 بمناسبة اربعينية السياسي العراقي كامل الجادرجي(75), وقد لبى خلالها ايضا دعوة من جمعية الكتاب والمؤلفين من اجل القاء محاضرة فيها , رغم علمه بالتوجه القومي الناصري لتلك الجمعية المخالف لتوجهات حسين مروة الفكرية وتاسيسها كبديل حكومي لاتحاد الادباء والكتاب العراقي , الا انه لبى الدعوة رغبة منه بالتوحد وتجاوز الاشكالات بسبب التداعيات الخطيرة لنكسة حزيران عام 1967 على المشهد السياسي والثقافي العربي . والثالثة كانت استجابة لدعوة وزارة الاعلام العراقية للمشاركة بمهرجان المربد الشعري الاول عام 1971 دافع خلالها عن شاعرية الجواهري التي اراد بعض النقاد بالتواطوء مع الدكتور محمد النويهي , النيل منها والازدراء بها(76).
ثالثا : نشاطه الثقافي في العراق .
توزعت الكتابة الصحفية عند حسين مروة خلال تواجده في العراق على مياديين متعددة : الادبية والتاريخية والسياسية والفكرية . وكان الشعر هو المسار الارحب الذي دخل بواسطته هذا المعترك متاثرا بالبيئة النجفية التي يعد الشعر فيها نمطا ثقافيا مهما ,خرج منها شعراء متميزون امثال الحبوبي والجواهري والصافي النجفي ومحمد صالح بحر العلوم وعلي الشرقي ومحمد رضا الشبيبي وغيرهم . وقد تاثر حسين مروة في بواكير حياته بالعديد من الشعراء العرب امثال احمد شوقي وايليا ابو ماضي وبدوي الجبل . كما تاثر بالادب النثري كالرواية والقصة والسيرة بجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وتوفيق الحكيم وطه حسين ومصطفى صادق الرافعي والمازني . واما في مجال الكتابة التاريخية فقد اعلن تاثره باحمد امين وعباس محمود العقاد(77) .
نشر حسين مروة اول قصيدة له في العراق في جريدة النجف بعنوان (انا ونجمة الصباح) بالاسم المستعار (ساهر) وقد جلبت له هذه القصيدة غضب واستياء بعض الاساتذة المدرسين في الحوزة العلمية الذين عرفوا بالتزمت الجمود , مما اثر على سمعته عند الطلبة والزملاء واطلقوا عليه تسمية (هرطوقي) و(عصري) . ثم اعقبها قصيدة اخرى بعنوان (وقفة على ضفاف الليطاني) بالاسم المستعار (ناظر) نشرها في مجلة العرفان اللبنانية كتب عنها حسين الامين مقالا نقديا(78). بعد ذلك توالت عشرات المقالات والكتابات التي نشرها في الصحف والمجلات العراقية والعربية كان اهمها مقالاته في جريدة الهاتف لصاحبها جعفر الخليلي , الذي ارتبط به بصداقة خاصة بدات في النجف اثناء دراسته الدينية , وانتهاء ببغداد بعد انتقال كلا من حسين مروة والخليلي اليها . فقد بدات العلاقة بعد ان توسط الاخير لمروة اثر اعتقاله في مركز شرطة النجف بسبب عدم تجديد اقامته كطالب في الحوزة العلمية قبل حصوله على الجنسية العراقية , راجيا منهم امهاله فترة من الزمن للمراجعة واستحصال الموافقات الرسمية وعدم تكدير (الشيخ) وامتعاضه(79). وقد استمر بالكتابة في صحيفة الهاتف طيلة ستة سنوات متتالية بين عامي 1934-1940 واعتبرها حسين مروة مصدرا مهما لدراسة المطارحات الفكرية التي كان ينادي بها لانها اتخذت (الشكل القصصي الذي يغلب عليه طابع السيرة الذاتية), وقد تمنى قبل اغتياله ان تجمع تلك المقالات في كتاب مستقل لانها تشكل تراثا مهما في مسيرته الثقافية والسياسية(80).
كان مجال الدعوة الى الوحدة الاسلامية والتقريب بين المذاهب الفقهية المتعددة وترسيخ مبدا الاصلاح هو من اهم المسارات التي دعا اليها حسين مروة خلال تواجده في العراق . فقد نشر في مجلة الرسالة المصرية عام 1938 مقالا بعنوان (الوحدة الاسلامية) بين فيها ان هناك مظاهر من الحركة الاصلاحية قائمة في ديار المسلمين هدفها فهم الحقائق المستوحاة من روحية الدين الاسلامي , وان رجال الدين كانوا في عصور التاريخ الاولى هم العنصر الصحيح الذي عمل للاسلام اكثر مما عملته العناصر الاخرى التي كان بعضها يحمل معاول التهديم ,خدمة للاغراض السياسية وتقربا للحكام والسلاطين , الذين كانوا يعملون بشتى الوسائل من اجل التباعد والتباغض بين اتباع المذاهب الاسلامية . ودعا في ختام مقالته (ان تمد مدرسة النجف يدها الى شقيقتها الكبرى مدرسة الازهر , وان يتبادل المعهدان الكريمان البعوث العلمية ويوحدا مناهج التعليم فيها , وان يشتركا في الراي كلما حدث في الاسلام حدث من اصلاح او تثقيف او تاليف او تاسيس)(81). وقريب لهذا المعنى ايضا, نشر مقالا في مجلة الرسالة المصرية بعنوان (محرم بين الشيعة والسنة) اكد فيها ان حوادث التاريخ اذا استحال ان يتغير مجراها فليس من المستحيل ان نغير نحن مجرى اهواهما المندفعة ,ونقلب هذه افكار السائدة علاقات اهل القران راسا على عقب) وبين ان هناك اناس اخذوا الجانب البغيض من صفحات التاريخ الاسلامي واعرضوا عن الجانب الاغر اللامع ,مجاراة لاهواء الدهماء ونزعاتها الهوجاء . وانتقد تملق العلماء للعامة والسواد الاعظم من الناس وتسترهم على اخطائهم ونزواتهم واندفاعاتهم ,وذكر ان شهر محرم فيه صفحتين من الذكرى ,صفحة هجرة الرسول الى المدينة وترسيخ الاسلام ,وذكرى استشهاد حفيده الامام الحسين في سبيل الحق ,الا ان الاشكال ان احدى الطوائف تجعله يوم فرح بمناسبة الهجرة والاخرى تجعله مناسبة حزن بسبب الاستشهاد ,مما يجعل كل طائفة تنظر للاخرى بعين الريبة والشك,والامر اليوم منوط بالعلماء والمصلحين من الطرفين ان يكون الاحتفال بالهجرة من جانب وتاريخ الاستشهاد من جانب اخر دون مغالاة او تطرف او تاجيج(82) .
وفي مسار الكتابة الادبية نشر حسين مروة العديد من المقالات ذات المنحى الابداعي والشخصي , توزعت بين الخاطرة والرثاء والوصف والمديح وغيرها . فقد كتب مقالا في رثاء الكاتب المصري مصطفى صادق الرافعي بعنوان (دمعة خالصة من النجف على الرافعي - فقيد البيان الرفيع) اثتى فيها على دوره في الدفاع عن اللغة العربية والحفاظ عليها والسعي لبيان اسرارها . واكد ان الرافعي كان من دعاة فضائل الاسلام في زمن كادت ان تتقلص فيه عن هذه الارض الواسعة ظلال الفضيلة ومثل الانسانية العليا(83). كما نشر مقالا عن الشاعر الهندي طاغور استعرض فيها الجوانب المتعددة من شعرة واهتماماته المتعددة من التصوف والفلسفة والمعاني الانسانية التي ينادي بها . وعبر حسين مروة عن مشاعره الخاصة في مقال بعنوان (في حياتنا الوجدانية) بين فيها معاني الشرف والكرامة والحق والاغتراب والكمال التي يجب ان يتصف بها الانسان ويسعى اليها باسلوب نثري ادبي رفيع(84).
واما في مجال الكتابة السياسية فقد كانت الاحداث السائدة في عصره كالقضية الفلسطينية والموقف من الاستعمار والانتداب ودعم حركات التحرر دورا كبيرا في تحديد توجهاته وبيان اراءه ومتبنياته الخاصة بهذا الشان . فقد نشر في جريدة الهاتف العراقية مقالا ,كان في الاصل كلمة القاها امام المتظاهرين في مدينة النجف عام 1937 بمناسبة مرور عشرون عاما على وعد بلفور ,دعا فيها الشعوب العربية الى استنهاض المقاومة والرفض والتحدي (للملكية البريطانية والاستعمار اليهودي) . واعتبر الوعد اعتداءا صريحا على العروبة وتجاوزا على المسجد الاقصى ,مؤكدا (ان الشعوب العربية تقيم اليوم الف دليل ودليل على ان لاقوة او نفوذ غير نفوذ العرب مادامت العروبة رمزا للاباء السياسي)(85). الا ان الاستنهاض والعزيمة والثورية التي تميزت بها كلمة حسين مروة قد تراجعت بعد عشر سنوات من ذلك التاريخ ,وبعد اعلان تاسيس دولة اسرائيل واعتراف الامم المتحدة بها عام 1948 .فقد نشر مقالا بجريدة الهاتف في تشرين الثاني من هذا العام بعنوان (هذه الشعوب المزعومة) انتقد فيها التهاون والتلكوء في اتخاذ المواقف المصيرية والحقيقية للقادة والزعماء العرب وتخاذلهم امام هذه التطورات والتداعيات ,محملا الشعوب العربية المساهمة المباشرة في ذلك الخذلان والسكوت على قادتهم مؤكدا (انها شعوب مزعومة لانها غير موجودة – كما يظهر – ولو كان لها اثر من وجود لكان اسبق الناس الى الاعتراف بها زعماؤها الذين يسوسون امرها ويصرفون شؤونها ويحملون اقدارها)(86).
الاستنتاجات
1 . ان تاثر حسين مروة بالثقافة العراقية والتفاعل مع الاحداث السياسية خلال تلك المرحلة من حياته كان ظاهرا بافراط في كتاباته ومواقفه.
2 . كانت نشاطاته السياسية المعارضة قد تبلورت بقوة بعد تركه الدراسة الدينية في النجف , فيما كان يغلب عليها سابقا النمط التنظيري والمثالي .
3 . ان عدم تكيف حسين مروة مع البيئة المحافظة في مدينة النجف يعد من اهم الاسباب الرئيسية في تركه الدراسة ونزع اللباس الديني .
4 . توزعت اهتماماته الثقافية خلال تلك المرحلة بين الشعر والقصة والنقد والمقالة السياسية والفكرية والاجتماعية .
5 . كانت التاثيرات الماركسية خلال المرحلة العراقية قد اسست المفاهيم اللاحقة في مؤلفاته بعد عودته الى لبنان وانضمامه للحزب الشيوعي اللبناني , وشكلت النظام المعرفي والسياسي والاخلاقي له .
6 . رغم التاثيرات الماركسية الظاهرة في مواقفه وكتاباته في العراق ,الا انه لم يكتب مقالا خاصا عن هذه النظرية او التطبيق العملي لها ,كما حصل لاحقا بعد عودته الى لبنان .
7 . كانت الاراء التنويرية والعصرية للكتاب والادباء المصريين قد ساهمت بصورة اساسية في تكوين العقل الثقافي لحسين مروة وتطويره .
8 . لم يشكل الكتاب والادباء العراقيين تاثيرا كبيرا على وجدان حسين مروة وافكاره الثقافية والسياسية .
9. كانت التاثيرات العروبية ظاهرة بافراط في كتابات ومواقف حسين مروة بعيدا عن الايديولوجية القومية واحزابها ورموزها .
10 . شكلت القضية الفلسطينية ركيزة اساسية في كتاباته ومواقفه السياسية في العراق .

الهوامش والمصادر
(1) محمد حسين مروة، كشكول ابو هادي، دار الفارابي، بيروت، 2004، ص96.
(2) السيد ولد اباه، اعلام الفكر العربي، الشبكة العربية للابحاث والنشر، بيروت، 2010، ص40.
(3) عباس بيضون، حسين مروة ولدت شيخا واموت طفلا، دار الفارابي، بيروت، 1990، ص21 ؛ اوبرت . ب. كامبل, اعلام الادب العربي المعاصر , المعهد العربي للابحاث الشرقية, بيروت, 1996, ص 45.
(4) احمد .ح. . مروة (اعداد) , سيرة حسين مروة كما ارادها ان تكتب , ولدت رجلا واموت طفلا, دار الفارابي, بيروت, 2018, ص 22 ومايليها .
(5) كريم مروة: منظر ماركسي لبناني . ولد عام 1930 ارسله والده للدراسة الدينية في العراق الا انه وجد ان ابن عمه حسين مروة قد ترك الدراسة ونزع العمامة . انضم الى المدراس العصرية الاهلية . تعرف على الشيوعية في العراق واصبحت له علاقات ادبية وسياسية مع العديد من المثقفين والادباء امثال الشاعر بلند الحيدري ولميعة عباس عمارة والسياب , عاد الى لبنان وانضم للحزب الشيوعي اللبناني . له اكثر من عشرين كتابا بالفكر الماركسي . ينظر : فخر ابو صقر , كريم مروة يتذكر في مايشبه السيرة , دار المدى , العراق , 2002 ,ص 33ومايليها .
(6) عبد الرؤوف فضل الله : رجل دين لبناني .ولد في قضاء بنت جبيل عام وهو عديل المرجع العراقي محسن الحكيم .هاجر الى النجف للدراسة في الحوزة العلمية وحاز على مرتبة الاجتهاد وعاد الى لبنان وساهم بالعمل الاجتماعي والديني توفى عام 1984 ودفن في النجف . ينظر : كاظم عبود الفتلاوي , المنتخب من اعلام الفكر والادب , دار المواهب , بيروت , 1999 , ص 101 .
(7) محمد حسين فضل الله: رجل دين لبناني . ولد في النجف عام 1935 اثناء دراسة والده في الحوزة العلمية فيها وانضم الى الحركات الاصلاحية والسياسية التي تشكلت في العراق . ساهم في الكتابة الادبية والصحفية انتقل الى لبنان عام 1966 له العشرات من المؤلفات الدينية توفى عام 2010 . ينظر : نزار محمد جودة الميالي , الفكر السياسي عند السيد محمد حسين فضل الله , مطبعة بيروت , لبنان , 2011 , ص 32 .
(8)احمد خليل حجازي : (ابن البادية) شاعر لبناني . ولد في صور عام 1899 قضى حياته في لبنان وعين مدرسا وانتقل الى سلك القضاء نشر قصائده في المجلات اللبنانية باسم مستعار هو (ابن البادية) توفى عام 1971 . ينظر : خليل شرف الدين , تاريخ الزرارية والبلاد العاملية , دار ومكتبة الهلال , بيروت , 1995 , ص 66 .
(9) محمد دكروب، من حسين مروة , اوراق من سيرته وكلمات بمنزلة الوصية، مجلة النداء، (بيروت)، العدد 308، 24 شباط 2007، ص4-19؛ عباس بيضون، المصدر السابق، ص34-39.
(10) عبد الحسين شرف الدين: رجل دين لبناني . ولد في الكاظمية في العراق عام 1873 ودرس في الحوزة العلمية في النجف انتقل الى لبنان عام 1905 له العديد من المواقف ضد الانتداب الفرنسي . له العديد من المؤلفات توفى عام 1957 . ينظر : حسن الصدر , تكملة امل الامل , تحقيق احمد الحسيني وباقر محمود المرعشي , دار الاضواء , بيروت , 1986 , ص 256 .
(11) حسن الصدر: رجل دين عراقي .ولد في الكاظمية عام 1856 هاجر الى النجف لاتمام الدراسة الدينية وحصل على درجة الاجتهاد . له العديد من المؤلفات المطبوعة والمخطوطة توفى عام 1935 .ينظر : جعفر السبحاني , موسوعة طبقات الفقهاء , ج 14 , مؤسسة الامام الصادق , قم , 1994 , ص 194 .
(12) عباس بيضون، المصدر السابق، ص45-48؛ محمد دكروب ، المصدر السابق، ص15.
(13) عباس بيضون، المصدر السابق، ص51.
(14) المصدر نفسه، ص52 .
(15) محمد علي شرارة: اديب لبناني . ولد عام 1907 وسافر الى العراق عام 1920 للدراسة في الحوزة العلمية في النجف وساهم بتاسيس جمعية الشبيبة العاملية مع زملائه اللبنانيين ترك الدراسة الدينية ونزع العمامة والباس الديني متاثرا بالفكر الماركسي مثل صديقه حسين مروة وعين مدرسا في الناصرية والحلة وبغداد وهو والد الكاتبة حياة شرارة توفى عام 1979 ودفن في النجف .ينظر :بلقيس شرارة , محمد شرارة من الايمان الى حرية الفكر , دار المدى , بغداد , 2009 , ص 50 ومايليها .
(16) محمد باقر ابراهيم: شاعر لبناني . ولد في لبنان عام 1912 جمعت قصائده بعد وفاته في ديوان حمل عنوان (قطوف دانية) توفى عام 1989 . ينظر : محسن عقيل , روائع الشعر العاملي , دار المحجة البيضاء , بيروت , 2004 , ص87 .
(17) عباس بيضون، المصدر السابق، ص52.
(18) حول الدور الفكري لمدينة النجف خلال تلك المرحلة ينظر: محمد باقر احمد البهادلي، الحياة الفكرية في النجف الاشرف 1921-1945، مطبعة ستارة، النجف ، 2004، ص30 وما يليها.
(19) حول تأثير النهضة العربية على مدينة النجف ينظر: سيليفيا نيف، النجف مركزا للعلمانية الراديكالية، انتشار الفكر اليساري والشيوعي بين طلاب المدارس الدينية في النصف الاول من القرن العشرين، في: محمود عبد الواحد محمود، العراق المعاصر رؤى اجنبية، مكتبة عدنان، بغداد، 2011، ص71-75.
(20)Silia Naef ,the Arab shia and the Fascinaton with Communism :the Example of the life of Husayn Muruwwa (1910-1987) , Asien Afrika Lateinamerika ,28 ,(2000) ,pp ,533-547 .
(21) عباس بيضون , المصدر السابق , ص 26 .
(22) محمد دكروب، المصدر السابق، ص15.
(23) حسين قسام الخفاجي : شاعر شعبي عراقي . ولد في مدينة النجف عام 1890 من عائلة نجفية خرجت العديد من الادباء ورجال الدين , له العديد من الدواويين الشعرية المطبوعة . توفى عام 1960 . ينظر :حميد المطبعي , موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين , ج 2 , دار الشؤون الثقافية العامة , بغداد , 1996 , ص 59 .
(24) محاضرة الدكتور صادق الطائي في الامسية الثقافية التي اقامتها مؤسسة الحوار الانساني في لندن احتفاءا بالشاعر حسين قسام الخفاجي يوم 25/2/2015. موقع: https://www.hdf-ig.org
(25) حسين قسام , قيطان الكلام , مطبعة العدل الاسلامي , النجف , (د.ت) , ص 31 .
(26) صابرينا ميرفان، حركة الاصلاح الشيعي وعلماء جبل عامل وادباؤه من نهاية الدولة العثمانية الى بداية استقلال لبنان، ترجمة : هيثم الامين، دار النهار، بيروت، 2003، ص260.
(27) محمد كاظم مكي، الحركة الفكرية والادبية في جبل عامل، دار الاندلس، بيروت، 1963، ص214.
(28) محمد جعفر ابو التمن: سياسي عراقي . ولد في بغداد عام 1881 من عائلة مارست التجارة والعمل الخيري . دخل المعترك السياسي وشارك بثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني واسس الحزب الوطني العراقي المعارض وانضم لجمعية الاصلاح الشعبي . توفى عام 1945 . وصف بانه (الاب الروحي للوطنية العراقية) . ينظر : عبد الرزاق الدراجي , جعفر ابو التمن ودوره في الحركة الوطنية في العراق , دار للحرية للطباعة , بغداد , 1978 , ص 33 ومايليها .
(29) عباس بيضون، المصدر السابق، ص65.
(30) محسن شرارة: رجل دين اصلاحي لبناني . ولد في لبنان عام 1901 وهاجر الى العراق للدراسة في الحوزة العلمية اسهم بتاسيس جمعية الشبيبة العاملية في النجف عاد الى لبنان عام 1935 اسهم هناك في تعزيز الحركة الثقافية والادبية توفى عام 1937 .ينظر : جعفر الخليلي , هكذا عرفتهم , ج1 , المكتبة الحيدرية , ايران , 2006 , ص123 .
(31) محسن شرارة، بين الفوضى والتعليم الصحيح، مجلة العرفان، (بيروت)، مج16، ج2، ايلول 1928، ص204.
(32) سعد عبد الواحد عبد الخضر، جمعية منتدى النشر واثرها الفكري والسياسي على الحركة الاسلامية في العراق 1935-1964، دار المدينة الفاضلة، بغداد، 2011، ص72 وما يليها.
(33) حسين مروة الحديث الاخير، مجلة الكفاح العربي، (بيروت)، العدد 451، 9 اذار 1987، ص45. ولم ينشر حسين مروة خلال الفترة العراقية كتابا مستقلا، وانما كان نشاطه الثقافي مقتصرا على المقالات الادبية والسياسية والتاريخية.
(34) حبيب المهاجر العاملي: رجل دين لبناني . ولد في لبنان عام 1889 وتوفى عام 1964 ارسله المرجع ابو الحسن الاصفهاني ال مدينة العمارة لمواجهة حركة التبشير المسيحي واصدر مجلة الهدى عام 1928 التي كتب فيها كتاب معروفين اهمهم محمد رضا المظفر . ينظر تفاصيل حياته : جعفر المهاجر، المهاجر العاملي الشيخ حبيب ال ابراهيم سيرته اعماله مؤلفاته شعره، دار الفارابي، بيروت، 2007، ص39-47.
(35) محمد دكروب، المصدر السابق، ص16.
(36) عباس بيضون، المصدر السابق، ص68؛ محمد دكروب، المصدر السابق، ص16.
(37) حسين الصباح: مخترع لبناني . ولد في لبنان عام 1894 عمل فترة من الزمن مدرسا في لبنان وسوريا ثم هاجر الى امريكا وعمل مهندسا وحصل على العديد من براءات الاختراعات في مجال الطاقة والضوء توفى في امريكا بحادثة سيارة عام 1935 .سعد السعدي , معجم الشرق الاوسط , دار الجيل , بيروت ,1998 , ص 157 .
(38) محمد دكروب، المصدر السابق، ص16.
(39) عبد الرؤوف الامين (فتى الجبل) : شاعر لبناني . ولد عام 1900 وحصل على البكالوريوس في الادب العربي من الجامعة السورية عام 1933 اخذ ينشر قصائده الشعرية باسم مستعار هو (فتى الجبل) سافر الى العراق عام 1939 وعين مدرسا في الناصرية ومحررا في جريدة الهاتف . عاد الى لبنان عام 1945 وعين مشرفا تربويا . توفى عام 1970 . ينظر : جعفر الخليلي , المصدر السابق , ج 3 , ص 253 .
(40) حول توجهات جريدة الشعب والعهد الجديد ينظر: جوزيف الياس، تطور الصحافة السورية في مائة عام 1865-1965، ج2 (1918-1965)، دار النضال، بيروت، 1983، ص110 وما يليها؛ محمد دكروب، المصدر السابق، ص16.
(41) محمد جواد مغنية: رجل دين لبناني . ولد عام 1904 وسافر الى النجف عام 1925 للدراسة في الحوزة العلمية وبقى فيها حتى عام 1936 عاد بعدها الى لبنان وعين قاضيا . له العديد من المؤلفات التاريخية والدينية .توفى عام 1979 . ينظر : هادي فضل الله , محمد جواد مغنية فكر واصلاح , دار الهادي للطباعة والنشر , بيروت , 1993 , ص 12 .
(42) عبد الله محمد علي نعمه: رجل دين لبناني . ولد في مدينة النجف حينما كان والده يدرس في العراق عام 1916 واتم دراسته فيها حتى حصل على درجة الاجتهاد , عاد الى لبنان عام 1950 وعين هناك قاضيا ثم تراس المحاكم الشرعية الجعفرية . توفى عام 1994 .ينظر : لجنة الدليل , دليل جنوب لبنان كتابا , المجلس الثقافي للبنان الجنوبي , بيروت, 2010 , ص 451 .
(43) محمد دكروب، المصدر السابق، ص16.
(44) جعفر الخليلي: كاتب وصحفي عراقي . ولد في النجف عام 1904 واتم دراسته الابتدائية والثانوية فيها اصدر عدة صحف منها الراعي عام 1932 والهاتف عام 1935 التي استمرت قائمة حتى اغلاقها عام 1954 له العديد من المؤلفات التاريخية والادبية اهمها كتاب (هكذا عرفتهم) بسبعة اجزاء, ويعد من اهم رواد القصة في العراق . توفى في دبي عام 1985 . ينظر : ديانا ضياء شاكر الميالي , جعفر الخليلي جهوده الصحفية واراؤه الاصلاحية 1904-1985 , دراسة تاريخية , رسالة ماجستير غير منشورة , كلية الاداب , جامعة الكوفة , 2010 , ص 22 ومايليها .
(45) حسين مروة , مابين عمامتي وسدارتي , جريدة الهاتف (النجف) , العدد 35 , 10 شباط 1939 ,ص11.
(46) حول تأثير الماركسية على افكار حسين مروة ابان دراسته في النجف ينظر: الشيعة والشيوعية (القسم الاول)، مجلة الموسم (هولندا) ، العدد 89-90، 2008، ص13.
(47) حسين محمد الشبيبي: قيادي شيوعي عراقي . ولد في مدينة سوق الشيوخ في جنوب العراق عام 1920 من عائلة نجفية الاصل واكمل دراسته الاولية فيها حتى عين معلما , وانضم للخلايا الشيوعية الاولى في العراق حتى اصبح عضوا في اللجنة المركزية . اعدم مع سكرتير الحزب (فهد) عام 1949 . ينظر : حنا بطاطو , العراق , الكتاب الثاني , الحزب الشيوعي , ترجمة عفيف الرزاز , دار فرصاد , ايران , 2005 , ص 150 .
(48) حسين مروة، من النجف دخل حياتي ماركس، مجلة الطريق (بيروت)، العدد الثاني، السنة الثانية والاربعين، شباط 1984، ص9؛ عبد الحسين شعبان، جذور التيار الديمقراطي في العراق، بيسان للنشر والتوزيع، بيروت، 2007، ص147.
(49) حسين مروة، المصدر السابق، ص9.
(50) كامل مروة، كارل ماركس والاشتراكية، مجلة العرفان، مج 23، ج2، تشرين الاول 1932، ص230.
(51) حسين مروة ، من النجف دخل حياتي ماركس ، ص9.
(52) محمد مهدي كبة: : زعيم قومي عراقي . ولد في سامراء عام 1900 وانتقل مع اهله الى الكاظمية التي اكمل فيها تعليمه ساهم في تاسيس نادي المثتى القومي وتزعم حزب الاستقلال عام 1946 واصبح عضوا في مجلس السيادة بعد ثورة تموز 1958 .توفى عام 1984 . ينظر : حامد قاسم محمد , محمد مهدي كبه حياته ودوره السياسي في العراق , اطروحة دكتوراه غير منشورة , كلية التربية (ابن رشد) , جامعة بغداد , 1999 , ص 44 ومايليها .
(53) حسين من النجف دخل حياتي ماركس ، ص9.
(54) تأسست ثانوية الناصرية عام 1927 وعين اول مدير لها هو محمد باقر حسين. ودرس فيها العديد من الشخصيات الثقافية المعروفة اهمهم الكاتب الماركسي حسين قاسم العزيز. ينظر: عبد الحليم احمد الحصيني: الناصرية تاريخ ورجال، ج1، منشورات الرافد، بغداد، 2013، ص216.
(55) حسن الامين، حل وترحال، رياض الريس للكتاب والنشر، بيروت، 1999، ص141.
(56) رشيد مجيد، الحركة الادبية في مدينة الناصرية، مجلة البلاغ (النجف)، العدد الاول، السنة الثامنة، 1979، ص64.
(57) حسين مروة، خدعة الشيطان، صحيفة البطحاء (الناصرية)، العدد 11 ، 18 تشرين الاول 1946.
(58) عبد الحليم احمد الحصيني , موسوعة رجال ذي قار في العلوم والاداب والفنون , الجزء الثاني , مؤسسة الرافد للمطبوعات , بغداد , 2018 , 292 .
(59) احمد مروة، بمناسبة الذكرى الثلاثين لاستشهاد حسين مروة، مجلة النداء (بيروت) ، العدد 308، 24 شباط 2017. وينظر ايضا: بلقيس شرارة، هكذا مرت الايام، دار المدى، بغداد، 2015، ص82. وذكرت ان حسين مروة كان هادئا في نقاشه بعيدا عن الانفعال وخافت الصوت , وكان يميل الى التيار القومي في بواكير حياته حتى ان والدها محمد علي شرارة هو الذي اقنعه بالتحول نحو الفكر الماركسي.
(60) سلام عادل: قيادي شيوعي عراقي . وهو الاسم الحركي لسكرتير الحزب الشيوعي العراقي بين عامي (1956 – 1963) حسين احمد الرضي . ولد في النجف عام 1922 من عائلة علوية ودرس في مدارسها وتخرج معلما , الا انه ترك التعليم بسبب الملاحقات الحكومية , تعرض للاعتقلال مرات عدة . توفى تحت التعذيب عام 1963 بعد انقلاب شباط الذي قاده البعثيون .ينظر : ثمينة ناجي يوصف ونزار خالد , سلام عادل سيرة مناضل , ج1 , دار الرواد للطباعة والنشر , بغداد , 2004 , ص 22 .
(61) توفيق التميمي، شهادات عراقية، حوارات في ذاكرة عراقية، دار الحصاد، دمشق، 2011، ص238.
(62) بلقيس شرارة، المصدر السابق، ص83.
(63) حول مواقفه السياسية خلال تلك المرحلة ينظر: كريم مروة، الشيوعيون الاربعة الكبار في تاريخ لبنان الحديث، دار الساقي، بيروت، 2014؛ حسين مروة، من النجف دخل حياتي ماركس، ص9.
(64) طالب الحسن، بعث العراق من البداية المريبة حتى النهاية الغريبة، دار اور للطباعة والنشر، بيروت، 2011، ص373.
(65) ثمينة ناجي يوسف ونزار خالد، المصدر السابق، ص34.
(66) موريس نهرا، الشهيد حسين مروة لم تغيبه رصاصات الظلامية، مجلة النداء (بيروت) ، العدد 308، 24 شباط 2017، ص19. وينظر ايضا: مهدي عامل، حسين مروة الموقف والفكر، مجلة الطريق (بيروت)، العدد 2-3 ، حزيران – تموز، 1988.
(67) عباس بيضون , المصدر السابق , ص 97 .
(68) المصدر نفسه , ص 101 -102 .
(69) بلقيس شرارة , المصدر السابق , ص 83 .
(70) صلاح الخرسان , صفحات من تاريخ العراق السياسي الحديث (الحركات الماركسية 1920-1990) , مؤسسة العارف للمطبوعات , بيروت , 2001 , ص 62 .
(71) مؤيد شاكر كاظم الطائي , الحزب الشيوعي العراقي 1935-1949 دراسة تاريخية , تموز للطباعة والنشر , دمشق , 2013 , ص254 ؛ سيف عدنان ارحيم القيسي , الحزب الشيوعي العراقي من اعدام فهد وحتى ثورة 14 تموز 1958 , دار الحصاد , دمشق , 2012 , ص 60 .
(72) حسين مروة، المصدر السابق، ص10. وذكرت حياة شرارة ان الحكومة العراقية اتخذت اجراءات مشددة بمناسبة مرور عام على معاهدة بورتسموث منها اسقاط الجنسية العراقية عن حسين مروة وزوجته واولاده، واعتبرت ذلك ضربة قوية لعائلتها باعتبارهما كانا مثل العائلة الواحدة في بغداد. ينظر: حياة شرارة، اذا الايام اغسقت ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت ، 2002، ص76.
(73) حسين مروة، المصدر السابق، ص10.
(74) حسين مروة , النزعات المادية في الفلسفة العربية الاسلامية , المجلد الاول , دار الفارابي , بيروت , 2002 , ص4 .
(75) كامل الجادرجي: سياسي عراقي . ولد في بغداد عام 1897 انتخب نائبا عن البرلمان العراقي عام 1927 وانضم لحزب الاخاء الوطني ودخل في جماعة الاهالي عام 1933 . اسس عام 1946 الحزب العراقي الديمقراطي توفى عام 1968 . ينظر : محمد الدليمي , كامل الجادرجي ودوره في السياسة العراقية , المؤسسة العربية للدراسات والنشر , بيروت , 1999 , ص 22 ومايليها .
(76) مهدي شاكر العبيدي، اشتات من حياة حسين مروة، موقع النور، https://www.alnoor.com
(77) عباس بيضون، المصدر السابق، ص86-91.
(78) محمد دكروب، المصدر السابق، ص15.
(79) عباس بيضون، المصدر السابق، ص77.
(80) محمد دكروب، المصدر السابق، ص15. وينظر كذلك: محمد عبد الهادي عبود، الصحافة النجفية 1939-1958، دراسة تاريخية، اطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية الاداب، جامعة الكوفة، 2009.
(81) حسين مروة، الوحدة الاسلامية، مجلة الرسالة (مصر)، العدد 188، 8 شباط 1938، ص16.
(82) حسين مروة، محرم بين الشيعة والسنة، مجلة الرسالة، العدد 195، 29 مارس 1937، ص66.
(83) حسين مروة، دمعة خالصة من النجف على الرافعي فقيد البيان الرفيع، مجلة الرسالة ، العدد 204، 31 مايو 1937، ص
(84) حسين مروة، ناحية من طاغور يجب ان نفهمها نحن، مجلة الرسالة ، العدد 430، 29 سبتمبر 1941، ص28 .
(85) حسين مروة، مقتطفات عن وعد بلفور المشؤوم، جريدة الهاتف (بغداد)، 20 تموز 1937 .
(86) حسين مروة ، هذه الشعوب المزعومة، جريدة الهاتف، العدد22، 6تشرين الثاني 1948.