حول الاحداث الدموية في قطاع غزة ومحيطها بيان منظمة البديل الشيوعي في العراق


منظمة البديل الشيوعي في العراق
الحوار المتمدن - العدد: 7758 - 2023 / 10 / 8 - 23:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

هاجم المسلحون التابعون لـ ( حركة المقاومة الإسلامية - حماس) فجر يوم السبت المصادف ٧ / تشرين الأول – أكتوبر ٢٠٢٣ في عملية مباغتة المدن في إسرائيل براً، بحرا وجوا وبالأخص المستوطنات المجاورة لقطاع غزة في عملية نوعية ، أدت، وحتى ساعة اعداد هذا البيان، الى قتل المئات من الجنود والمدنيين في إسرائيل وجرح الآلاف وأسر أعداد غير معروفة منهم وتدمير العديد من الآليات العسكرية. بالمقابل ردت الحكومة الإسرائيلية، وكعادتها، بقصف قطاع غزة بالطائرات والمدافع ما أدى الى تدمير العديد من الوحدات السكنية ومقتل المئات وجرح الآلاف من المدنيين. ومن مستجدات هذه المعركة دخول حزب الله اللبناني في هذا الصراع أثر قصفه صباح اليوم مزارع شبعا الواقعة على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وبالمقابل القصف المدفعي الإسرائيلي للبنان.

هذه العملية حلقة أخرى من سلسلة المعارك التي دارت وتدور باستمرار بين الطرفين، وأسبابها المباشرة تعود الى الممارسات الاجرامية والاعتداءات اليومية المتكررة التي ترتكبها القوى الأمنية والجيش في إسرائيل وتحت امرة الحكومة اليمينية الشوفينية بقيادة بنيامين نتنياهو وباستمرار ضد الفلسطينيين في مختلف مناطق فلسطين.

ان استمرار المؤسسة البرجوازية الحاكمة في إسرائيل وحكوماتها المتتالية في قمع واضطهاد الفلسطينيين، واحتلال المزيد من أراضيهم، وتشديد سياساتها التوسعية والاستيطانية بوصفها دولة عسكرتارية متغطرسة، هو السبب الرئيسي وراء كل ما يحدث من سفك دماء الناس المدنيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل، سابقا وفي الوقت الحالي، وهي المسبب الرئيسي لمجمل هذه المآسي التي باتت ملازمة لوجود دولة اسرائيل ولحد الان، وهي أيضا الارضية الخصبة التي تنمو عليها التيارات القومية الشوفينية العربية وتيارات الإسلام السياسي من أمثال حماس والجهاد وغيرهما، وتسلطها على رقاب الجماهير في فلسطين وبقية دول منطقة الشرق الاوسط.

ان عملية التطبيع بين إسرائيل وبعض من الدول العربية، والعلاقات المتواصلة شبه الخفية بين إسرائيل والسعودية واحتمال مشاركة الأخيرة في عملية التطبيع، خلق مناخا سياسيا جديدا في منطقة الشرق الأوسط، بحيث لم يبق مجالا أمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحليفتها حركة حماس سوى التأثير على الوضع لصالحها عن طريق عمل عسكري وذلك دون ادنى اهتمام بما ينجم عن ذلك من جرائم قتل مدنيين في إسرائيل وقطاع غزة.
فالدول الامبريالية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية سارعوا جميعا الى اسناد ومؤازرة الحكومة اليمينية في إسرائيل ودعمها في هذه المعركة واطلاق يد آلتها العسكرية لتفعل ما تشاء من قتل ودمار في غزة وغض الطرف عن ممارساتها الاجرامية اليومية بحق الأبرياء في فلسطين.

مع بدء هذا الهجوم العسكري لحماس اعلنت حكومة إسرائيل بانها في حالة حرب من اجل ان تبرر ما تقوم به من مجازر بحق الفلسطينيين ولتنفيذ استراتيجيات أخرى غير معلنة مع احتمالات توسع دائرة الحرب الحالية. ان توسع دائرة هذه الحرب وما ينجم عنها من مآسي جديدة للجماهير في فلسطين واسرائيل والمنطقة، هو من ضمن الاحتمالات الواردة، وبالأخص في ظل ازمة عميقة تعيشها الأنظمة الحاكمة فيها، وفي أجواء اشتداد تضارب المصالح الجيو سياسية والجيو اقتصادية لمختلف القوى الامبريالية والإقليمية في المنطقة.

لقد أثبت التأريخ بأن حل قضية معقدة ومتشابكة كقضية فلسطين لا يأتي عن طريق الحروب وممارسة العنف من قبل طرف ضد آخر، لان كل من هذين الطرفين له أهدافه الخاصة التي لا تمت الى جوهر المسألة بصلة. فالحكومة الإسرائيلية ليس في برنامجها الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، أما حركة حماس فهي الأخرى تسعى الى إقامة امارة إسلامية ليس في قطاع غزة فحسب بل وفي كل أرجاء فلسطين ويتضح ذلك من خلال ممارستها في حكم القطاع منذ عام ٢٠٠٥.

ان من يدفع ثمن كل هذه المآسي والويلات هم العمال والكادحون والمدنيون الابرياء من كلا الطرفين، فهم الوحيدون الذين لا مصلحة لهم في هذه الحروب ومطلبهم الوحيد هو الحق في العيش بأمن وسلام في المنطقة وهذا لا يأتي، في الوقت الحاضر، سوى عن طريق حل الدولتين، تكون دولة فلسطين حالها حال إسرائيل متمتعة بسيادة كاملة.

نحن وفي الوقت الذي ندين هذه الحرب وعملية قتل الأبرياء من كلا الجانبين، نتضامن مع الجماهير المضطهدة في فلسطين والشغيلة التحررية في إسرائيل التي لها مصلحة في إيجاد الحل السلمي لقضية فلسطين وندعو الى ايقاف هذه الحرب فورا.