عدم دفع رواتب عمال وموظفي إقليم كوردستان، سياسة مخزية للحكام ضد الجماهير


منظمة البديل الشيوعي في العراق
الحوار المتمدن - العدد: 7723 - 2023 / 9 / 3 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

استمرارا لنهجهم التعسفي، أوقفت حكومة إقليم كوردستان والحزبان الحاكمان الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي)، والاتحاد الوطني الكوردستاني(اليكيتي)، ومنذ اكثر من شهرين، صرف رواتب العمال والموظفين العاملين في وزارات الإقليم، وذلك بذرائع مختلفة بالأخص ذريعة مشاكلهم مع الحكومة المركزية والقوى الاسلامية الحاكمة في بغداد .وهذا ما اوجد وضعا اقتصاديا مزريا بالنسبة لمعظم الجماهير في الإقليم.
وذلك، فضلا عن غياب اية مشاريع لتحسين الخدمات العامة، وتفاقم نسبة البطالة، خاصة بين الشباب والشابات، وانتشار واسع للفقر والعوز، مما ضيق الخناق على حياة غالبية سكان الاقليم. تزامنا مع هذه الأوضاع المزرية يزداد يوميا صف أصحاب المليارات والملايين من الدولارات في الإقليم، من أوساط الحزبين الحاكمين وحواشيهم من الرأسماليين الفاسدين.
ان الممارسات القمعية لقوى السلطة ضد جماهير المتظاهرين في السنوات السابقة، وفرضها لنظام سياسي استبدادي، قائم على القمع وعلى الأيديولوجيا القومية والإسلامية، نظام لا يكترث لتوفير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والخدمية والثقافية لجماهير الشغيلة في الإقليم، لم تكن من أجل إدامة سلطتها الميليشية الفاسدة فحسب، بل وأيضا، وبشكل متزامن، كانت من اجل توطيد اركان النظام الرأسمالي وبناءه الفوقي السياسي والإيديولوجي.
بالإضافة الى القوى الحاكمة، فان كل القوى المعارضة البرجوازية في الاقليم بمختلف اتجاهاتها وأجنحتها، بكلا حركتيها القومية والإسلامية واحزابهما ومفكريهما ومثقفيهما، فضلا عن النيوليبراليين القوميين مثل(حزب الجيل الجديد)، تولت ولا تزال تتولى مهمة الحفاظ على هذا النظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي القائم الذي يتسم بوجود انقسام طبقي عميق بين البروليتاريا والبرجوازية في مجمل بنيانه، نظام يتسع فيه الاستقطاب الطبقي ويزداد حدته على صعيد المجتمع كل يوم.
لذلك، وبينما يغرَق مجتمع كوردستان في الفقر والبطالة ويعاني من نقص الخدمات، فإن كل من القوى الحاكمة والمعارضة البرجوازية أغرقت المجتمع أكثر من أي وقت مضى في الخرافات القومية والدينية، من جهة، و من جهة اخرى، فان النيوليبراليين مثل ( الجيل الجديد) منهمكين في نشر الأوهام في أوساط الجماهير بأمل التغيير عبر الانتخابات .
وفي هذا السياق، بات القوميون ينشرون المخاوف والقلق من احتمال انهيار النظام الحاكم في الاقليم، ويروجون للتعصب والكراهية القومية، ويقوم الإسلام السياسي بتوجيه ضرباته القاتلة المتواصلة إلى حريات المرأة في كوردستان وتقويض صفوف نضالات العمال والشبيبة المعطلة عن العمل؛ عبر الافكار والسياسة الاسلامية ومحاربة أي أفكار تحررية واشتراكية.
في المقابل، تستمر القوى والاحزاب القومية والإسلامية الحاكمة وحكومتها في بغداد، والتي هي ايضا لا تكترث لانتشار الفقر والعوز والبطالة في صفوف جماهير الاقليم، في نزاعاتها مع حكومة الإقليم. لقد جعل الطرفان جماهير إقليم كوردستان رهينة لتحقيق مصالحهما السياسية والاقتصادية ومتطلبات مناوراتهما الجيوسياسية وعلاقاتهما مع القوى الاقليمية والدولية. كما وان السلطات الحاكمة في بغداد باتت منهمكة في تأجيج نار التعصب القومي بهدف ذر الرماد في عيون الجماهير وإلهاءها وللتستر على فسادهم، وبالتالي الرد على نقص الخدمات وتفشي الفقر والبطالة بين معظم جماهير العراق بالترويج للتعصب القومي.
من اجل الخلاص من هذه الأوضاع المأساوية، ليس هناك سبيل سوى تقوية وتوحيد صفوف نضال العمال والكادحين والعاطلين عن العمل والنساء المضطهدات والشبيبة وجميع التحرريين، سواء في إقليم كوردستان او على صعيد العراق، وفق مصالحهم الطبقية المستقلة والموحدة، وبدون أي تمييز على اساس الدين او المذهب او القومية او الجنس او العرق او اي نوع آخر من انواع التمييز.
اليوم، إن توازن القوى الطبقية في إقليم كوردستان هو لصالح البرجوازية الحاكمة وقواها وتياراتها، وما لم يقم العمال والمعدمون في الإقليم بتغيير هذا التوازن لصالحهم بأنفسهم سوف لا يتحقق اي تغيير جذري لمصلحتهم. ان الانجرار وراء الأفق والايديولوجيا القومية والدينية والقبول بذرائع النزاعات مع بغداد، وتعليق الآمال على الانتخابات، لن يؤدي إلا الى إطالة امد الوضع المأساوي القائم. يكمن الحل في تقدم النضال الطبقي البروليتاري في إقليم كوردستان وفي جميع انحاء العراق.
أن الصف النضالي الموحد القائم على أساس المصالح الطبقية المستقلة للعمال والكادحين والمعدمين، وحضور هذا الصف كقوة جماهيرية مؤثرة بوجه السلطة القومية والإسلامية في الإقليم، هو الخطوة الأولى لإنهاء هذا التلاعب بمعيشة وحياة الجماهير.
إن منظمة البديل الشيوعي في العراق تدين بشدة كلاً من حكومة إقليم كردستان والحكومة المركزية، وتحملهما مسؤولية الفقر والجوع المفروض على جماهير إقليم كردستان. كما وتناضل بحزم جنبا الى جنب مع العمال والكادحين وجميع التحرريين لإنهاء الوضع الاقتصادي المزري للجماهير في الإقليم وفي عموم العراق .
يجب الإنهاء الفوري للسياسة المخزية لعدم دفع الرواتب
30 آب 2023