في الذكرى الأولى للانتفاضة الجماهيرية للنساء والعمال والشباب في ايران


منظمة البديل الشيوعي في العراق
الحوار المتمدن - العدد: 7735 - 2023 / 9 / 15 - 16:42
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

يصادف يوم (16-9-2023) الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة الجماهيرية للنساء والشباب والعمال والكادحين في إيران، تلك الانتفاضة التي بدأت بمقتل الشابة زينا(مهسا) أميني على يد شرطة الجمهورية الإسلامية، والتي واجهتها القوات الأمنية والميليشيات بالعنف وقتل مئات المتظاهرين وسجن الآلاف وإعدام عدد منهم.
سرعان ما تحولت هذه الانتفاضة التي بدأت بالتصدي لاضطهاد المرأة وارتداء الحجاب الاجباري، إلى هبة طبقية وسياسية على مستوى جماهيري بوجه الفقر والبطالة والقمع السياسي والثقافي للرأسمالية ونظامها السياسي الإسلامي في إيران. كما اجتاحت الانتفاضة معظم المدن والبلدات لأكثر من ستة أشهر، حيث أحدثت الرعب والذعر في بنيان النظام، وهزت احد اهم أركان الإسلام السياسي الذي يستند على اضطهاد المرأة في ايران ومنطقة الشرق الأوسط .
منذ أكثر من أربعة عقود، يحاول النظام فرض التمييز وحالة العبودية على المرأة، وهي الأيديولوجية والاستراتيجية السياسية لجميع تيارات الإسلام السياسي الحاكمة والمعارضة في العالم، بما في ذلك العراق وإقليم كردستان.
هذه هي الانتفاضة الرابعة على التوالي في إيران خلال السنوات الست الماضية بوجه الفقر والبطالة وغلاء الأسعار وفرض الظلم من قبل النظام الحاكم في ايران وهي امتداد لانتفاضات ديسمبر/كانون الأول 2017 ونوفمبر/تشرين الثاني 2019 ويوليو/تموز 2021، وتأتي في أعقاب سلسلة متواصلة من الإضرابات التي شارك فيها عشرات الآلاف من العمال في البلديات ومصانع انتاج السكر والأسمنت والبتروكيماويات ومصاهر الحديد.
حاولت مختلف القوى، منذ البداية، تأطير الانتفاضة وحصرها في اطار أجندة الحركات والتيارات المختلفة للبرجوازية القومية الإيرانية والمجموعات القومية المحلية والليبراليين الإسلاميين ودعاة الملكية والشعبوية الجماهيرية ما فوق الطبقية، هذا بالإضافة الى محاولات الدول الامبريالية الغربية وامريكا لخنق الطاقة الثورية لهذه الانتفاضة الجماهيرية واستغلالها لخدمة مصالحهم الجيوسياسية.
إن الرأسمالية وسلطات البرجوازية الإسلامية والقومية ليس فقط في إيران، ولكن أيضا في العراق وتركيا ولبنان وجميع بلدان الشرق الأوسط، تعيش أزمة عميقة ومتفاقمة غير قابلة للحل. وهي بالإضافة الى الاحتجاجات والتظاهرات اليومية للعمال والكادحين والنساء المضطهدات والشبيبة التحررية، تواجه باستمرار الانتفاضات المتعاقبة لهذه الجماهير التي تناضل من اجل تحرير نفسها من براثن هذا النظام الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي بات يدمر حياتهم. هذه العملية والظرف الثوري، وبضمان الاستقلال السياسي والفكري والتنظيمي للبروليتاريا في خضمها، تتحول الى أزمة ثورية وتزيد من احتمالات اندلاع ثورة اشتراكية.
اليوم، ومع الاقتراب من الذكرى الأولى لهذه الانتفاضة، بات الخوف والقلق يسيطران على نظام الجمهورية الإسلامية برمته والذي يسعى لمنع تجدد هذه الانتفاضة والبحث عن سبل مواجهتها، كونها بركان لم ينطفئ بعد في أذهان المجتمع الإيراني، ولذلك أطلق النظام حملة فاشلة لإعادة فرض الحجاب الإلزامي الذي لم تلتزم به النساء منذ الانتفاضة، كما انه استأنف اعتقال ومعاقبة نشطاء الانتفاضة.
من بين الخطوات المتخذة من قبل النظام الإيراني هو قيامه بعقد اتفاق مع الحكومة العراقية، وبعلم حكومة إقليم كردستان والأحزاب الحاكمة فيه، على إغلاق المقرات التابعة لأحزاب ومنظمات المعارضة في كوردستان ايران والمتواجدة في إقليم كردستان العراق واعطاء مهلة لغاية (19-9-2023)، وفي حال لم يتم تنفيذ طلب السلطات الايرانية، ستشن بدورها حملة عسكرية على الاقليم، وذلك كله من أجل عسكرة الوضع وخلق المأساة خارج حدود ايران بهدف قمع الاحتجاجات الجماهيرية داخل إيران ومنع تجدد الانتفاضة.
نحن وفي الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة في ايران نؤكد على أن سبيل الخلاص من كل معاناة وكوارث الرأسمالية وسلطة الإسلام السياسي الحامي لها، هو النضال لانتصار هذه الاحتجاجات والانتفاضات من خلال تسليحها بأفق اشتراكي وتحقيق تضامن اممي في الشرق الاوسط.
تناضل منظمة البديل الشيوعي في العراق إلى جانب العمال والكادحين والنساء والشباب التحررين وتيار البروليتاريا الاشتراكية في جميع أنحاء العراق والمنطقة من أجل تحقيق مجتمع لا طبقي وحر ومتساوي.
كما تدين المنظمة الاتفاق بين حكومتي إيران والعراق، وصفقات حكومة إقليم كردستان وأحزابها الحاكمة، ضد أحزاب المعارضة الإيرانية المتواجدة في الإقليم، وتعتبر حق اللجوء السياسي وحرية النشاط السياسي والفكري والإعلامي للمعارضة السياسية من الحقوق البديهية، كما وتحمل في الوقت نفسه حكومتي المركز وإقليم كردستان المسؤولية عن حماية أمن هذه المعارضة واللاجئين وأسرهم.

14 أيلول 2023