الصف المستقل للجماهير الثورية عن صراع اجنحة النظام، الخطوة الاولى لتحقيق التغيير الجذري


منظمة البديل الشيوعي في العراق
الحوار المتمدن - العدد: 7356 - 2022 / 8 / 30 - 06:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

الصف المستقل للجماهير الثورية عن صراع اجنحة النظام،
الخطوة الاولى لتحقيق التغيير الجذري
لقد تحول الصراع السياسي المستمر منذ اشهر عدة بين جناحي الإسلام السياسي الشيعي المتمثلين بالتيار الصدري والاطار التنسيقي، الى صراع دموي ومواجهات مسلحة في مناطق عدة من بغداد وغيرها من المدن، راح ضحيتها اعداد كثيرة من القتلى والجرحى لغاية الان، مع ما نجم عن ذلك من تدهور لأمان الجماهير وعسكرة أجواء المجتمع وفتح أبواب الحرب الميليشية بين الجناحين.
ان ترويع المواطنين وارهابهم عبر استخدام الاسلحة المختلفة بين اجنحة الاسلام السياسي، يعد منهجا عدائيا ضد المجتمع وجره نحو صراعات لا ناقة له فيها ولا جمل، وهي وسيلتهم للحفاظ على سلطتهم.
لأكثر من عشرة اشهر والصراع بين الجناحين مستمر حول تشكيل الحكومة ونهب ثروات المجتمع وتوزيعها فيما بينهم، صراع سمته الأساسية تدور حول اي من الطرفين سيأخذ حصة الأسد في الدولة والنظام السياسي، و في سلب وسرقة مواردها واحتكارها لنفسه.
ان الازمة الخانقة التي يعيشها الطرفان المتحاربان ومن خلفهما جميع قوى واحزاب النظام البرجوازي الاسلامي القومي في العراق، جاءت كنتيجة للانتفاضة الجماهيرية التي انطلقت في 2019، ولا يزال هذا النظام غارقا في المستنقع الذي وضعته فيه الانتفاضة، غير قادر على الخروج منه، رغم كل محاولات اطرافه ورعاته الاقليميين والدوليين. لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، فالتناقضات التي تعصف به اكثر شدة و حدة من قدرة النظام على حلها.
ان التيار الصدري وبعد سحب نوابه من البرلمان قبل اسابيع والدخول للبرلمان عبر انصاره واعتصامهم امامه، ومن ثم اقتحام مجلس القضاء بعد ذلك، واليوم يهاجم التيار الصدري المنطقة الخضراء عبر المواجهات المسلحة بين ميلشياته ومليشيات الاطار التنسيقي، محاولا السيطرة على الدولة، واضعاف دور خصومه من احزاب وقوى الاطار التنسيقي. في المقابل فأن الاطار بيده مؤسسات الدولة والجهات المسلحة والدعم الايراني غير المحدود، وهو ايضا يقبض على الدولة بكل قوته وغير مستعد للتفريط بمراكزه ومكتسباته وامتيازاته. اما الاطراف الإقليمية والدولية الاخرى فهي بمجملها داعمة للنظام وتحاول ابقاء الوضع على ما هو عليه، من خلال ضمان بقاء التوازنات التي تؤمِن لكل طرف مصلحته في العراق.
وسط هذا الصراع الدائر بين الاطار والتيار، وتعقيدات المشهد الاقليمي والدولي، ليس هنالك اية مصلحة للجماهير في الانخراط مع هذا او ذاك من اطراف هذا الصراع. بالرغم من هذا نرى العديد من الاحزاب والقوى والناشطين والمثقفين ادعياء الاصلاحات الصورية، يدعون الى الوقوف مع حركة التيار الصدري الاخيرة، ويتبنون نفس مطالبه كحل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة وغيرها من المطالب التي تبث الاوهام في صفوف المنتفضين الرافضين لكل هذه المنظومة وانتخاباتها وبرلمانها ومؤسساتها الاخرى.
ان جماهير العمال والكادحين والشبيبة والنساء وكل التحرريين في خندق غير خندق التيار او الاطار، وكل الدعوات المطالبة بالاشتراك مع هذا الطرف او ذاك، محاولات لخلط الاوراق، والاطالة بعمر هذا النظام. فالجماهير بعيدة كل البعد عن مشاريع هؤلاء، وخيارها الثوري هو رسم خطها الفاصل عن من قتلهم وافقرهم وعطلهم عن العمل على مدار عقدين من الزمن.
ان الجماهير الثورية والتحررية في العراق تريد الخلاص من كامل هذا النظام واحزابه و تياراته وميليشياته. وان انتفاضة أكتوبر قطعت نصف المسافة لتحقيق هذه الأهداف. ان المهمة الأساسية بالنسبة لهذه الجماهير الثورية من العمال والكادحين والنساء والشبيبة التحررية، هي قطع النصف الاخر من المسافة وتنظيم صفها النضالي وفق رؤية سياسية وخطة عملية تقوي نضالها التحرري بشكل مستقل عن هذه الاجنحة المتصارعة.
ان اول خطوة عملية لاستغلال الوضع المتأزم الحالي للنظام وقواه، لصالح الثورة والجماهير المفقرة والمضطهدة، هي فصل صف قوى الثورة وهذه الجماهير عن اطراف الصراع الدائر . بالإضافة الى ذلك فإن من مهام الاشتراكيين والثوريين هو استغلال الازمة الحالية، لنشر البديل السياسي الجماهيري الثوري التحرري للنظام السياسي الحالي، داخل اوسع القطاعات من الجماهير، والعمل على تنظيم هذه الجماهير وبناء شبكاتها النضالية الثورية والارتقاء باستعداداتها السياسية والفكرية.
29/ 8/ 2022