دوار الصفصافات الذي قرر الإقطاعيون إزالته من الخريطة بدعم من السلطات...


محمد الحنفي
الحوار المتمدن - العدد: 6192 - 2019 / 4 / 5 - 18:35
المحور: حقوق الانسان     

دوار القصافات الذي قرر الإقطاعيون إزالته من الخريطة بدعم من السلطات...

محمد الحنفي

في دائرة سيدي بوعثمان ـ إقليم الرحامنة وفي تراب الجماعة الترابية رأس العين، يوجد دوار الصفصافات، بالقرب من الحدود بين إقليم الرحامنة، وإقليم الحوز. هذا الدوار الذي يعاني سكانه من التهميش،والفقر المدقع، توجد حوله أراضي زراعية غنية، وأرباب الأسر عبارة عن عمال زراعيين، أو عمال بناء، يشتغلون في الضيعات، وفي الأراضي الزراعية، وفي مقاولات البناء.
وفي الشهور الأخيرة، تفتقت عبقرية الأخوين (يوسف بلعظم وسعيد بلعظم)، اللذين يعتبر واحد منهما عضوا في الجماعة الترابية: رأس العين، اقتسم الأخوان الدور بينهما، فتكلف أحدهما باستمالة السلطات المحلية بكل الوسائل، بما في ذلك الإرشاء، بينما أوكلت مهمة تنفير سكان الدوار، والدفع بهم إلى مغادرته، سواء كانوا نساء أو رجالا، مستعملا من أجل ذلك السب والشتم والتهديد، وكشف عضوه الذكري أمام النساء، والبنات في الدوار، حاملا في يده (الجنوية) ومصحوبا بالكلاب البوليسية، في الوقت الذي يكون فيه أرباب الأسر مرتبطين بالعمل ،مهددا النساء والبنات بالاغتصاب.
والأخوان بلعظم عملا معا على تسوير أراضي الدوار، وبناء حاجز في مجرى الماء، الذي يخترق مجموعة من السكنيات، من أجل أن يصير المجرى وسيلة لتخريب تلك السكنيات، لجعل السكان يرحلون عن الدوار، حتى تصير السكنيات في حوزة يوسف وسعيد بلعظم.
وقد رفع سكان دوار الصفصافات شكايات إلى السلطات المحلية: (القيادة والدرك الملكي)، التي لم تقم بأي إجراء تجاه يوسف بلعظم، وأخيه سعيد بلعظم، ثم توجه السكان بشكاياتهم إلى النيابة العامة في المحكمة الابتدائية بابن جرير، وإلى النائب العام بمحكمة الاستئناف بمراكش، ولم تقم النيابة العامة بأي إجراء من أجل حماية أمن، وسلامة سكان دوار الصفصافات، ومن أجل حماية ممتلكاتهم.
وقد توجه السكان بشكاية إلى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة ابن جرير، مدعومة بمختلف الوثائق، التي تثبت أن السكان يعانون من الأخوين يوسف وسعيد بلعظم اللذين يتفرع أحدهما المسلح ب (الجناوة) وبالكلاب البوليسية، لإقامة الليالي الحمراء، صحبة العاهرات، سكرا، وعربدة، وعلى مرأى من السكان، الذين لا يعرفون إلى ذلك طريقا، ولم يذكروا مشاهدته في حياتهم.
وبناء على تلك الشكاية، قامت الجمعية المغربية لحقوف الإنسان، بمراسلة عامل إقليم الرحامنة، ووالي جهة مراكش ـ آسفي، ووكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بابن جرير، والوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمراكش، وإلى والي جهة مراكش ـ آسفي، والوكيل العام لدى محكمة النقض، ووزير الداخلية، معتبرا أن السلطات المحلية: (القيادة والدرك)، برأس العين، لم تتحمل مسؤوليتها في حماية أمن وسلامة سكان دوار الصفصافات. وهذه الجهات كلها مجتمعة لم تقم بأي عمل تجاه حماية أمن السكان، وسلامتهم، وحماية ممتلكاتهم.
وقد أنجز سكان دوار الصفصافات، وقفة احتجاجية أمام قيادة أحد رأس العين، بحضور عضو منتدب من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بابن جرير، وانتزعوا قيام القائد بزيارة الدوار، حيث لم يعر السكان أي اهتمام أثناء زيارته، بقدر ما اهتم بيوسف بلعظم وأخيه سعيد بلعظم، اللذين استضافاه ضيافة نوعية، إلى جانب ما تلقاه من عطاء عرف منه السكان فقط قفة من البيض، وبعد ذلك، أنجز السكان وقفة احتجاجية أمام الولاية (مراكش ـ آسفي) انتهت بقيام الوالي بإحالتهم على عامل إقليم الرحامنة، الذي لم يعرهم أي اهتمام، وقد اتفق سكان الدوار على إعادة بعث شكاية في الموضوع، إلى مختلف الجهات من أجل التعبير عن رفضهم لما يمارس في حقهم، من قبل الأخوين يوسف، وسعيد بلعظم.
والأسئلة التي تفرض نفسها علينا، في معرض معاناة سكان دوار الصفصافات من الأخوين يوسف وسعيد بلعظم، ومن عدم قيام السلطات المحلية بحماية أمنهم وسلامتهم، وبحماية ممتلكاتهم، من أجل أن يعيشوا حياة طبيعية في علاقتهم فيما بينهم، وبالسلطات المحلية، والإقليمية، والجهوية، وبباقي السكان على المستوى الوطني.
فلماذا لم تتحرك السلطات المحلية لحماية سكان دوار الصفصافات، من ممارسات يوسف وأخيه سعيد بلعظم؟
أليس ذلك دعما لهما كإقطاعيين يتسلطان على سكان دوار الصفصافات، الذي أصبح الأمن والسلامة مفتقدين فيه؟
ألا يعتبر الإقدام على الاحتجاج دليلا على أن السيل بلغ الزبى وجاوز الحزام الطبيين؟
ألا تؤدي ممارسة سعيد وأخيه يوسف بلعظم، كإقطاعيين، وبدعم من السلطات المحلية، إلى تشريد دوار الصفصافات بأكمله؟
أليس عدم قيام السلطات المحلية والولائية بجهة مراكش آسفي، بأي فعل، تجاه يوسف وأخيه سعيد بلعظم، اللذين روعا أمن وسلامة سكان دوار الصفصافات، بالتهديد ب (الجناوة)، وإطلاق الكلاب البوليسية عليهم، دليل على وقوف الولاية إلى جانبهما؟
أليست عمالة إقليم الرحامنة هي المعنية بإيجاد حل ناجع لصالح سكان دوار الصفصافات؟
وكيفما كان الحال فإن سكان دوار الصفصافات صامدون ورافضون لممارسات يوسف وأخيه سعيد بلعظم ضدهم، من أجل ترحيلهم من الدوار، وسيبقون صامدين على موقفهم، ومتمسكين بضرورة حماية أمنهم، وسلامتهم، وعدم المس بمكتسباتهم من منطلق أن عهد الإقطاع وعبيد الأرض قد ولى إلى غير رجعة.

التوقيع:
محمد الحنفي