هل تحترم الأحزاب الديمقراطية والتقدمية واليسارية والعمالية استقلالية التنظيمات الجماهيرية؟.....18


محمد الحنفي
الحوار المتمدن - العدد: 7960 - 2024 / 4 / 27 - 02:48
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية     

ماذا نعني بالعمل الجماهيري الصحيح؟.....1

إذا كان العمل الجماهيري البيروقراطي، عملا جماهيريا تحريفيا، وإذا كان العمل الجماهيري الحزبي، عملا جماهيريا تحريفيا، أيضا، وإذا كان العمل الجماهيري التابع، عملا جماهيريا تحريفيا، كذلك، فإن العمل الجماهيري الصحيح، هو العمل الجماهيري المبدئي المبادئي، الذي لا يخدم إلا مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ومصالح الشعب المغربي الكادح. وهذا العمل الجماهيري، هو الأساسي، وهو المهم في الحياة التي نعيشها. ذلك، أن العمل الجماهيري الصحيح، يوقظ الناس من نومهم، ويجعلهم يبحثون، كما يجعلهم في مستوى مواجهة الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وإن كتب لنا أن نعيش مطمئنين على أنفسنا، فإن علينا أن نسعى إلى توفير شروط الاطمئنان، التي تصير شرطا للاستقرار الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

وإذا كان الأمر كذلك:

فماذا نقصد بالعمل الجماهيري الصحيح؟

وما هي شروط إنجاز عمل جماهيري صحيح؟

وهل يمكن أن نعتبر: أن العمل الجماهيري القائم الآن في المغرب، عملا جماهيريا صحيحا؟

كيف نجعل الإطار الجماهيري، المبدئي المبادئي، لا ينتج إلا عملا جماهيريا صحيحا؟

كيف نجعل التنظيم الجماهيري، المبدئي المبادئي، لا ينسجم مع أي تنظيم جماهيري غير مبدئي، وغير مبادئي، سواء كان هذا التنظيم اقتصاديا، أو اجتماعيا، أو ثقافيا، أو سياسيا، أو أي تنظيم آخر، سواء كان محليا، او إقليميا، أو جهويا، أو وطنيا، مادام غير مبدئي، وغير مبادئي؟

ما العمل من أجل أن لا يتشكل في المجتمع، إلا التنظيمات الجماهيرية المبدئية المبادئية؟

ما العمل من أجل تجنب إيجاد تنظيمات جماهيرية، غير مبدئية، وغير مبادئية؟

ما العمل من أجل عدم التفكير في إيجاد تنظيمات جماهيرية بيروقراطية؟

ما العمل من أجل جعل التنظيمات الحزبية غير مفكر فيها؟

ما العمل من أجل عدم التفكير في إيجاد تنظيمات جماهيرية تابعة؟

ما هو الفرق بين التنظيمات الجماهيرية المبدئية المبادئية، والتنظيمات الجماهيرية غير المبدئية، وغير المبادئية؟

كيف نجعل الجماهير الشعبية، لا تفكر إلا في إيجاد تنظيمات جماهيرية مبدئية مبادئية؟

كيف تجعل الجماهير الشعبية، لا تفكر، أبدا، في إيجاد تنظيمات جماهيرية، غير مبدئية، وغير مبادئية؟

إن المقصود بالعمل الجماهيري الصحيح، هو العمل الجماهيري اللا بيروقراطي، واللا حزبي، واللا تابع. وهذا العمل الجماهيري، لا يكون إلا ديمقراطيا، تقدميا، جماهيريا، مستقلا، وحدويا، متحررا من الممارسة البيروقراطية، ومن التبعية. والعمل الجماهيري الصحيح، لا يوصف إلا بالعمل الجماهيري المبدئي المبادئي، الذي لا يكون إلا في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، وفي خدمة الشعب المغربي الكادح. وهو ما يوضح لنا: أن العمل الجماهيري الصحيح، هو الذي تنتجه التنظيمات الجماهيرية المبدئية المبادئية، التي لا تكون بيروقراطية، ولا تكون حزبية، ولا تكون تابعة. وأي تنظيم جماهيري، ينتج ممارسة جماهيرية صحيحة، هو تنظيم جماهيري مبدئي مبادئي، حتى إذا رغب في تطور، وتطوير العمل الجماهيري، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وأن ذلك يصير ممكنا، تبعا للتطور الذي يحصل في الواقع، الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

وشروط إنجاز عمل جماهيري صحيح، يصير في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، وفي خدمة الشعب المغربي الكادح، متمثلة في:
1 ـ أن يكون التنظيم الجماهيري مبدئيا مبادئيا، ديمقراطيا، تقدميا، جماهيريا مستقلا، وحدويا، متحررا من الممارسة البيروقراطية، ومن الحزبية، ومن التبعية، يسعى، باستمرار، إلى تطور، وتطوير الأداء الجماهيري، الذي يقود إلى تطور، وتطوير التنظيم الجماهيري، وتطور وتطوير الجماهير الشعبية الكادحة، وتطور وتطوير الشعب المغربي الكادح، وتطور وتطوير العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

2 ـ أن تكون قيادات التنظيم الجماهيري: محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، مبدئية مبادئية، لا تقود التنظيم الجماهيري، إلا إلى إنتاج عمل جماهيري مبدئي مبادئي، لخدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، وفي خدمة الشعب المغربي الكادح، طبقا لما تخطط له القيادة الجماهيرية المبدئية المبادئية، وسعيا إلى تحقيق الأهداف، التي سطرها التنظيم الجماهيري، الساعية إلى تحقيق تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، للجماهير الشعبية الكادحة، في التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق الاشتراكية.

3 ـ أن تحترم الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، مبدئية التنظيمات الجماهيرية، ومبادئيتها. وما تنتجه من عمل جماهيري مبدئي مبادئي، ديمقراطي، تقدمي، جماهيري، مستقل، ووحدوي؛ لأن في ذلك الاحترام، ضمان استمرار تقدم، وتطور، وتطوير التنظيم الجماهيري، والعمل الجماهيري، وتطور وتطوير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

والعمل الجماهيري، القائم في المغرب، الآن، ليس عملا جماهيريا صحيحا، لأن التنظيمات الجماهيرية المنتجة للعمل الجماهيري، إما بيروقراطية، وإما حزبية، وإما تابعة لحزب معين، أو تابعة للإدارة المخزنية المحلية، أو الإقليمية، أو الجهوية، أو الوطنية، مما يجعل العمل الجماهيري، القائم الآن في المغرب، يؤكد بالفكر، وبالممارسة، أنه عمل جماهيري غير صحيح. ونظرا لكون التنظيم الجماهيري المبدئي المبادئي، يكاد يكون منعدما، مما يجعل إمكانية إنتاج عمل جماهيري صحيح، منعدمة، مما يجعلنا نعتبر أن العمل الجماهيري القائم، عملا جماهيريا غير صحيح.

ولجعل العمل الجماهيري المبدئي المبادئي، لا ينتج إلا عملا جماهيريا صحيحا، نرى ضرورة:

1 ـ أن يتأسس التنظيم الجماهيري، على أسس ديمقراطية صحيحة، بمساهمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أو بمساهمة الجماهير الشعبية الكادحة، أو بمساهمة أبناء، وبنات الشعب المغربي الكادح، حتى يشعر المؤسسون: بأنهم معنيون بالتنظيم، وبرعايته، وبتقويته، والمحافظة عليه، وعلى مبدئيته، ومبادئيته.

2 ـ أن يفعل التنظيم، أو قيادة التنظيم، الديمقراطية الداخلية، من أجل جعل جميع أعضاء التنظيم، يساهمون في التسيير، وفي التقرير، وفي التنفيذ، مما يعطي للتنظيم الجماهيري، المنتج للعمل الديمقراطي الجماهيري الصحيح، دفعة قوية، في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة.

3 ـ أن تحترم القواعد الجماهيرية، المرتبطة بالتنظيمات الجماهيرية، مبدئيتها، ومبادئيتها، سعيا إلى جعل التنظيمات الجماهيرية المذكورة، تعتز بقواعدها، وبمسيريها، وبقوانينها، وببرامجها، وبأهدافها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمعرفية، والعلمية، والأدبية، والفكرية، وغيرها من الأهداف، التي يمكن أن تجدها التنظيمات الجماهيرية، المبدئية المبادئية، المناضلة.

ويجب أن نجعل التنظيم الجماهيري، المبدئي المبادئي، لا يتناسب مع أي تنظيم جماهيري آخر، غير مبدئي، غير مبادئي، سواء كان اقتصاديا، أو اجتماعيا، أو ثقافيا، أو سياسيا، أو أي تنظيم آخر: محلي، أو إقليمي، أو جهوي، أو وطني، ما دام غير مبدئي، وغير مبادئي، لا ينسق معه، ولا يتحالف معه، ولا ينخرط معه، في جبهة وطنية، لتحقيق أي هدف، كيفما كان هذا الهدف، سواء كان ذا بعد فردي، أو ذا بعد جماعي، وعلى التنظيمات الجماهيرية، أن تدقق في تحديد:

من هي الإطارات، التي نتحالف معها، أو ننسق معها: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وتنخرط معها في أي جبهة، غير مشبوهة، حتى لا تتسخ سمعتها، ومن أجل أن تحافظ على نظافتها من الاتساخ، عن طريق الانجرار إلى القيام بأي ممارسة مشبوهة، تفقد معها قيمتها المبدئية المبادئية، والنضالية، مما يجعلها تفقد ثقة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كما تفقد ثقة الجماهير الشعبية الكادحة، كما تفقد، كذلك، ثقة الشعب المغربي الكادح، وأن عليها أن لا تنسق، وأن لا تتحالف، إلا مع التنظيمات الجماهيرية المبدئية المبادئية، حتى تحافظ التنظيمات الجماهيرية على ثقة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعلى ثقة الجماهير الشعبية الكادحة، وعلى ثقة الشعب المغربي الكادح، نظرا لدور الثقة في التنظيم الجماهيري، المبدئي المبادئي، في جعله يقوم بدوره كاملا.

وحتى لا تنشط في المجتمع، إلا التنظيمات المبدئية المبادئية، نرى ضرورة:

1 ـ العمل على جعل قيادة التنظيمات الجماهيرية مبدئية مبادئية، حتى يخلو المجال من التنظيمات الجماهيرية غير المبدئية، وغير المبادئية، ومن أجل أن تبقى المبادرة للتنظيمات الجماهيرية المبدئية المبادئية، وأن تقوم قيادتها بتفعيلها، في اتجاه انتزاع المزيد من المكاسب للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وللجماهير الشعبية الكادحة، وللشعب المغربي الكادح، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، من أجل التخفيف من عبء الحياة، وسعيا إلى جعل أي إنسان، يتمتع بكافة الحقوق الإنسانية، والشغلية.

2 ـ العمل على تفعيل مبادئ التنظيم الجماهيري، التي تتحول من التنظيم الجماهيري، إلى عامة الناس، الذين يفعلون تلك المبادئ، في الحياة العامة، بما يساهم في محاصرة قيام تنظيمات جماهيرية، غير مبدئية، وغير مبادئية، نظرا لتشبع الجماهير الشعبية الكادحة، بالتنظيمات الجماهيرية المبدئية المبادئية، ولتشبعها بالمبادئ التي تعتمدها التنظيمات الجماهيرية، التي تجعلها في مستوى إعجاب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وإعجاب الجماهير الشعبية الكادحة، وإعجاب الشعب المغربي الكادح بها، وبصمودها، وبتضحياتها، من أجل الحرص على تحقيق الأهداف، التي يستفيد من تحقيقها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. والجماهير الشعبية الكادحة، والشعب المغربي الكادح.

ومن أجل إيجاد تنظيمات غير مبدئية، وغير مبادئية، نرى ضرورة العمل على:

1 ـ تكثيف تشكيل التنظيمات المبدئية المبادئية، في مختلف المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وفي مختلف القطاعات الاجتماعية، وعلى مستوى مختلف المواضيع، حتى لا يتبقى هنالك مجال، أو قطاع، أو موضوع، لم يعرف وجود تنظيم مبدئي مبادئي، حتى إذا فكر بعضهم في العمل على إيجاد تنظيم غير مبدئي، وغير مبادئي، يهدف إلى تشويه العمل الجماهيري، وتحريفه عن مساره، يجد في سبيل ذلك، صعوبة في عملية التأسيس، في العلاقة مع المستفيدين، الذين ألفوا التعامل مع الجمعيات المبدئية المبادئية.

2 ـ توعية المستهدفات، والمستهدفين، بأمية التنظيمات المبدئية المبادئية، وبخطورة وجود التنظيمات غير المبدئية، وغير المبادئية، على مستقبل العمل الجماهيري، الذي يتعرض للتحريف، والتشويه، وجعله يتحول إلى خدمة الأجهزة البيروقراطية، غالبا ما تتسلط على الإطارات الجماهيرية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، الأمر الذي يجعل العمل على مواجهة التحريف، في صفوف الإطارات الجماهيرية. ومحاربة الإطارات التي تصير في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن أجل أن لا تصير في خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، وفي خدمة الشعب المغربي الكادح. وحتى تصير في خدمة الأجهزة البيروقراطية، التي غالبا ما تتسلط على قيادة التنظيمات الجماهيرية، وفي خدمة الأحزاب السياسية، التي تعودت على أن تتخذ لها تنظيمات جماهيرية حزبية، مرورا بجعل التنظيم الجماهيري تابعا للجهات المخزنية، أو لحزب معين، أو لأي إطار آخر. مما ينعكس سلبا على مسار العمل الجماهيري، وفي خدمة الجهات التي تعودت على توجيه تنظيمات الإطارات، التي تصيير تابعة لها، بفعل تفعيل التوجيهات، مقابل ما تتلقاه قيادة التنظيمات الجماهيرية، من أموال، تساهم في تحقيق تطلعاتها الطبقية، التي تسعى إلى تحقيقها، القيادة الجماهيرية، على أن تتخذ لها تنظيمات، مرورا بجعل التنظيم الجماهيري، تابعا للجهات المخزنية، أو لحزب معين، أو لأي إطار آخر.

3 ـ الحرص على تحقيق التنظيمات الجماهيرية، التي تلعب دورا كبيرا، في جعل المستهدفين، يزدادون تمسكا بالارتباط بالتنظيمات الجماهيرية، المبدئية المبادئية، ويزدادون ابتعادا عن التنظيمات الجماهيرية، غير المبدئية، وغير المبادئية. الأمر الذي يترتب عنه: أن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وأن الجماهير الشعبية الكادحة، وأن الشعب المغربي الكادح، يكتسبون جميعا: الممانعة ضد التعامل مع الإطارات الجماهيرية المبدئية المبادئية، إلى درجة أن عدد منخرطي التنظيمات الجماهيرية، اللا مبدئية، اللا مبادئية، لا يتجاوز عدد أفراده: عدد أصابع اليد الواحدة. وأن القيادة، هي القاعدة، وأن القاعدة، هي القيادة. الأمر الذي يقتضي العمل على ضرورة التفكير، في ارتباط التنظيمات الجماهيرية، اللا مبدئية، اللا مبادئية، بالشرائح الممارسة للانتهازية، من أجل انخراطها في التنظيمات المذكورة، على أساس استفادتها من الكعكة الانتهازية، التي تستبد بها القيادة، التي لا علاقة لها، لا بالعمال، ولا بباقي الأجراء، ولا بسائر الكادحين.

ومن أجل عدم التفكير في إيجاد تنظيمات جماهيرية بيروقراطية، نرى ضرورة العمل على:

استرجاع تاريخ الممارسة البيروقراطية، في تاريخ العمل الجماهيري، بصفة عامة، وفي تاريخ العمل الجماهيري البيروقراطي، بصفة خاصة، وما كان يدخره البيروقراطيون، ولا زالوا، يدخرونه، من ثروات هائلة، على حساب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعلى حساب الجماهير الشعبية الكادحة، وعلى حساب الشعب المغربي الكادح، ومن أجل أن تحقق القيادة البيروقراطية، تطلعاتها الطبقية، التي تجلت على أشكال البلاء، للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وللجماهير الشعبية الكادحة، التي تقضي عمرها، لا تملك إلا، ولا ذمة، في الوقت الذي يصير فيه الجهاز البيروقراطي، مصنفا إلى جانب كبار الأثرياء. ولأن التنظيمات الجماهيرية، لم توجد، أو لم يقدر لها أن توجد، لا لتكون في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. ولا لتكون في خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، ولا لتكون في خدمة الشعب المغربي الكادح؛ بل لتصير في خدمة الأجهزة البيروقراطية، التي تكدس الملايير فوق الملايير، لتحسب من أصحاب الملايير، حتى لا يستفيد العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وحتى لا تستفيد الجماهير الشعبية الكادحة، وحتى لا يستفيد الشعب المغربي الكادح.

والعمل من أجل التنظيمات الجماهيرية الحزبية، غير مفكر فيها، فإنه يجب العمل على جعل أي تنظيم تحريفي، غير مفكر فيه، سواء تعلق الأمر بالتنظيم الجماهيري الحزبي، أو تعلق بالتنظيم الجماهيري التابع، أو تعلق بالتنظيم الجماهيري البيروقراطي؛ لأن هذه التنظيمات، جميعا، تحريفية.

وفي أفق عدم التفكير في التنظيم الجماهيري الحزبي، نرى:

1 ـ ضرورة توعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وتوعية الجماهير الشعبية الكادحة، وتوعية الشعب المغربي الكادح، بخطورة التنظيم الجماهيري الحزبي، على مستقبل العمل الجماهيري، بصفة عامة، وعلى خطورة العمل الجماهيري الحزبي، على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعلى الجماهير الشعبية الكادحة، وعلى الشعب المغربي الكادح، خاصة، وأن التنظيم الجماهيري الحزبي، يهمل مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كما يهمل مصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ويهمل، أيضا، مصالح الشعب المغربي الكادح، ولا يخدم إلا مصالح الحزب، والحزبيين، ويعتبر أن كل منخرط في الحزب، منخرط في التنظيم الجماهيري الحزبي. وكل منخرط في التنظيم الجماهيري الحزبي، منخرط في التنظيم الحزبي، ويتم التعامل معه على أنه حزبي، لا فرق في ذلك بين الحزب الرجعي، أو الحزب البورجوازي الرجعي، أو الحزب الإقطاعي الرجعي، أو الحزب الإسلامي الرجعي، أو الحزب البورجوازي الصغير، سواء كان تقدميا، أو رجعيا، أو الحزب اليساري، الذي لا يقتنع بالاشتراكية العلمية. والحزب الوحيد الذي يرفض اعتماد التنظيم الجماهيري الحزبي، هو التنظيم اليساري العمالي، الذي يقتنع بالاشتراكية العلمية، لأن اعتبار التنظيم الجماهيري الحزبي مشروعا، يتناقض، تناقضا مطلقا، مع مبدئية التنظيم الجماهيري، ومبادئيته.

2 ـ ضرورة العمل على عدم تدخل الأحزاب، كل الأحزاب، في التنظيمات الجماهيرية، التي لا تكون إلا مبدئية مبادئية، ولا يتم التنصيص على مبدئية، وعلى مبادئية أي تنظيم جماهيري، في القوانين المنظمة للعمل الجماهيري، حتى يتم قطع الطريق، بصفة نهائية، أمام حزبية التنظيم الجماهيري، الذي لا يكون إلا مبدئيا، وإلا مبادئيا، ولا يكون شيئا آخر، ليصير تحريف أي حزب للتنظيم الجماهيري، في ذمة التاريخ، الأمر الذي يترتب عنه: منع جميع الأحزاب، من اتخاذ التنظيمات الجماهيرية، تنظيمات جماهيرية حزبية، مما يعتبر دعما للعمل الجماهيري المبدئي المبادئي.

3 ـ إمساك الجماهير الشعبية الكادحة، عن الانخراط في التنظيمات الجماهيرية الحزبية، بمن فيها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والتي لا تكون إلا واعية، بخطورة تحريف الأحزاب المختلفة، للعمل الجماهيري، باتخاذها تنظيمات جماهيرية حزبية، تتخذها وسيلة، لجعل التنظيمات الجماهيرية حزبية، ووسيلة للتوسع الحزبي، الذي يجعل الحزبي، يزداد قيمة، بوصوله الى الجماهير الشعبية الكادحة العريضة، التي تقوم بدور كبير، وأساسي، في جعل الحزب يحتل المقاعد الجماعية، والمقاعد البرلمانية، فيصير قائدا للجماعات الترابية، وقد يصير الحزب مترئسا للحكومة.

ولذلك، فإمساك هذه الجماهير، عن الانخراط في التنظيمات الجماهيرية الحزبية، يعتبر مشروعا، لأنه يقطع الطريق عن استغلال الأحزاب السياسية، للتنظيمات الجماهيرية، فيما هو حزبي، ومن أجل أن تتوسع الأحزاب في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة.