الحركات الاجتماعية وعامل الزخم


التيتي الحبيب
الحوار المتمدن - العدد: 5944 - 2018 / 7 / 25 - 00:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     



من وحي الاحداث

الحركات الاجتماعية وعامل الزخم
الزخم الذي نتكلم عنه هنا هو الزخم الذي تسعى له الحركات الاجتماعية التي لا تصبح كذلك إلا إذا تحولت قاعدتها ومحركها اي الحركة الاحتجاجية عبر امتلاك او تحقق ثلاثة عوامل اساسية وظيفية:
1- ترتيب المطالب وصياغة الملف المطلبي وتحديد الجهات المسئولة أو المعنية التي سيتم توجيهه لها.
2- توفير تصور عملي لكيفية خوض النضال اخذا بعين الاعتبار الاستعدادات الحقيقية للجماهير الحاضرة والمكونة للحركة الاحتجاجية، ويمكن أن تكون من أشكال العمل السياسي التالية: خلق جمعيات ذات أهداف خاصة،لقاءات خاصة، لقاءات عامة، مواكب مهيبة، اعتصامات، مسيرات، مظاهرات، حملات مناشدة، بيانات في الإعلام العام، مطويات أو كراسات سياسية. . .
3- أما العنصر الأخير فهو يتعلق بعناصر تحصين الحركة وتمتينها وخلق آليات اللحمة لضمان واستمرارها: مثل الاعتزاز بالانتماء للحركة، تقوية الوحدة، تحقيق الحضور الكثيف والوازن أو ما نسميه بالزخم، تقوية التزام قادة الحركة تجاه بعضهم البعض وتجاه الحركة/ والتزام كل أعضاء الحركة تجاه القادة؛ وهو ما يقوم به اليوم الساهرون على تنظيم الحركات الاجتماعية لما يقومون بتأدية القسم وغيره من تعبيرات الالتزام والتآزر وعدم التفريط في الحركة الاجتماعية.
هذه هي العوامل والتي اذا اجتمعت استطاعت الحركة الاحتجاجية ان تتطور الى حركة اجتماعية. التجربة الملموسة الحديثة ببلادنا قدمت لنا نماذج لهذه الحركات الاجتماعية ومنها حراك الريف وحراك جرادة.
بالعودة الى عامل الزخم الشعبي والذي نعتبر انه غير مفهوم او هو ملتبس كثيرا في فكر المناضلين والنشطاء في الحركات الاحتجاجية نجد عدة ممارسات تحكمها خلفيات ابعد ما تكون على السعي لتحويل الحركات الاحتجاجية الى حركات اجتماعية. فهناك من يعمل في الميدان حتى لا يتحقق الزخم او لا تلتحق الجماهير الواسعة بأية حركة احتجاجية يحضرها او يدعو لها. ولهذا الموقف مبرراته وأسبابه ومن اهمها ان حاملي هذا الموقف لا يعتبرون ان الحقوق تنتزع عبر الضغط الشعبي وإنما عبر المفاوضات ويعتبرون الحركات الاحتجاجية هي نوع من الضغط وتوفير شروط المفاوضات وهي العامل الحاسم. وخلفية هذا الموقف ايضا هو ان اصحابه لا يثقون في الجماهير ويخشون تجاوزها لهم. وهناك من يعتقد أن الزخم هو في إنزال الأعضاء والمتعاطفين للتظاهرات أو الوقفات وبذلك يغفل الشرط الأساسي وهو أن يحضر المتضررون المباشرون وذوي الحقوق والمطالب المباشرة وليس المتضامنين والمتعاطفين فقط بينما المعنيين غائبون أو مهمشون. في هذا يكمن سر زخم حراك الريف وجرادة وزاكورة وافني. فكلما تحقق هذا الشرط خفت إكراهات التجاذبات السياسية والرايات والحسابات السياسوية وسهل حل تناقضاتها لأنها تكون محكومة بخدمة ارادة اوسع الجماهير فيسهل ايضا عزل عناصر التشويش ويتمكن من تحصين الحركة ألاجتماعية.