حوارات بين علي خامنئي وأفنان القاسم 4


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5764 - 2018 / 1 / 21 - 18:28
المحور: الادب والفن     

علي: كلامك، دكتور، كلام الصديق الصدوق، لا سبيل إلى الشك فيه، والبرهان على ذلك إيرن لك مما هي لي، عظماء أَرَادَتْنا، وأعظم منا أردناها، لكني جربت كمشروعك مشروعًا، فكان الفشل في اللحاق بالعظماء، وبالتالي أعظم منا إيران كيفها؟
أفنان: هل تعني مشروع صندوق النقد الدولي الذي باء بالفشل، سيدي المرشد الأعلى؟
علي: قيل لنا معه يكون اندماجنا في النظام الاقتصادي العالمي!
أفنان: لو كانت إيران فرنسا، وإيران ليست فرنسا! بعبارة أخرى، الاندماج في النظام الاقتصادي العالمي في الغرب اندماج بين دوله، ولباقي الدول التبعية والرضوخ. صندوق النقد الدولي هو أداة النظام الاقتصادي العالمي إلى استعمارنا بشكل يتماشى والعصر الحديث، إنه مؤسسة القهر المالي على أكمل وجه.
علي: القهر المالي، هذه هي العبارة دكتور!
أفنان: خَصْخِصُوا قيل لكم، وتقشفوا، فتكون لكم الاستثمارات، بينما الاستثمارات في إيران تكون بشروط أولها السلام الاجتماعي وثانيها السلام الإقليمي، الباقي كله أوهام. إيران كانت ضحية الأوهام التي يختفي صندول النقد الدولي خلفها، لِيُخفي برامج قهره المالي.
علي: وهل يكفي السلامان؟
أفنان: لا يكفيان، سيدي المرشد الأعلى.
علي: ماذا تقول إذن دكتور.
أفنان: يجب أن يرافق السلامين توريش إيران كعاصمة من العواصم الخمس الفذة، وتوريش هذه العواصم معها، فالتوريش وحده هو من يفرض إيران والشرق الأوسط على النظام الاقتصادي العالمي، وبالتوريش يكون الاندماج، ووضعُ حدٍ للقهر المالي. الأمريكان والفرنسيون والروس يتكلمون عن إعادة بناء وتعمير الشرق الأوسط، بوقاحة لا مثيل لها، فهم يريدون إعادة بنائه على طريقتهم القديمة لشرق أوسط قديم، تابع، خاضع، مستَغَل، وليس هذا من مطامح إيران في المنطقة، وليس هذا من مطامح باقي دول المنطقة، كما نرى، أنا وأنت، سيدي المرشد الأعلى. وعلى العكس، مع مطامحنا في التغيير والتعمير والتطوير، ستمارس إيران القهر المالي على صندوق النقد الدولي.
علي: تحت أي معنى؟ أنا ضد كل أنواع القهر، كما تعلم.
أفنان: تحت معنى أن تفرض إيران على صندوق النقد الدولي هي شروطها، وأن تفرض إيران هي شروطها على صندوق النقد الدولي أن تلجأ إلى الخصخصة مع إنشاء شركات خاصة ذات رؤوس أموال مشتركة، فلا تكون الخصخصة صفعة للعمال، ولا يكون التقشف الطريق الوعر إلى جيوب الناس.
علي: من السهل قول شركات خاصة ذات رؤوس أموال مشتركة.
أفنان: الخطوة الأولى إلى تحقيق ذلك، سيدي المرشد الأعلى، كما سبق لي أن شرحت في ورقتي عن العواصم الخمس الفذة، أن نصنع من طهران سليكون فالي الشرق الأوسط، وبعد النجاح المؤكد للشركات التكنولوجية، لأن عصرنا عصر التكنولوجيا، ومن يعمل في التكنولوجيا اليوم لهو الرابح غدًا ودومًا، ستبيع إيران من السندات ما لا يصدق، فتهرع رؤوس الأموال الأجنبية، لتساهم، وخاصة لتستثمر. عند ذلك، إيران بالعظماء الذين أرادتنا، تكون أعظم منا نحن الذين أردناها.
علي: أنا لم أكن طوال عمري تشاؤميًا دكتور.
أفنان: ولا أنا، يا شقيقي.
علي: لا بد من آلية لكل هذا.
أفنان: تمامًا، يا شقيقي.
علي: يمكنني أن أحزرها.
أفنان: قوس قزح، يا شقيقي.
علي: كجزء من النظام الاقتصادي العالمي.
أفنان: كصندوق النقد الدولي الذي لنا ولكن بدون نقد.
علي: أعرف، فللمال عاصمته الفذة.
أفنان: قوس قزح هي المؤسسة التي تصنع المعجزات لنا وللغرب ولسائر شعوب العالم، ولكن لنا أولاً ثم للغرب ثانيًا ثم لسائر شعوب العالم ثالثًا، ببرامجها ومخططاتها ومشاريعها وامتداد ذراعها بعيدًا داخل سائر الدول العميقة، لِتَمُد، وتستمد، وهي بمدها واستمدادها، تكون الضامن للنجاح. عندئذ، تجربة إيران، مع صندوق النقد الدولي، ستغدو من مخلفات الماضي.
علي: أنت المستقبل دكتور.
أفنان: أنا المستقبل، سيدي المرشد الأعلى، وأنت المستقبلان.