بارونات اليهود ماذا تنتظرون؟


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 7972 - 2024 / 5 / 9 - 19:48
المحور: الادب والفن     

هذه ليست المرة الأولى التي أكتب فيها إليكم، قضية اليهود الإسرائيليين تهمني بالقدر الذي تهمني فيه قضية العرب الفلسطينيين، هناك قضايا سياسية من غير الممكن فصلها عن كونها في نفس الوقت قضايا إنسانية قضايا كونية ذات أبعاد تتجاوز المنطق، باعتقادي المسألة الفلسطينية-الإسرائيلية من هذا النوع الميتافيزيقي الذي يتجاوز المنطق، مما يتطلب التجسد بالآلهة أو على الأقل بالأنبياء، وأنا لهذا أعتبرني نبي اليهود في الوقت الذي أنا فيه ملك الفلسطينيين

7 أكتوبر بمثابة انتهاء المحنة للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني في التاريخ الحديث ولليهود والعرب في التاريخ منذ كان التاريخ، لليهود والعرب في التاريخ القديم، الدماء سالت من الطرفين لتسري نهرًا واحدًا من أوجاع وعذابات البشر الذين يغسلون بدمائهم الأشرار من الطرفين والأشرار من كل الأطراف في الكون، فينجون بغيرهم وبأطفالهم، وفي نفس الوقت يصنعون المستقبل الآمن لأطفالهم، ويضمنون للبشر سلام البشرية

7 أكتوبر هذا التاريخ المحول للتاريخ كما أتنبأ بقيام الممالك السبع في الشرق الأوسط، ممالك سبع بما فيها مملكة إسرائيل العلمانية الديمقراطية السلمية، أنتم أيضًا تساهمون في صنعها، لأن صانعي الحرب في إسرائيل مثلهم مثل صانعي الحرب في فلسطين، هم بلغة الكتب المقدسة صانعو الشر ضد-الخير، وهم بلغة التاريخ صانعو الطخ طيخ ضد-التاريخ، الممالك السبع ممالك الخير والتاريخ لليهود في العالم وليس فقط في إسرائيل مثلما هي الممالك السبع ممالك الخير والتاريخ للعرب في الشرق الأوسط ولأمم الشرق الأوسط، الخير والتاريخ أصدقائي وأصدقاؤكم الأمريكيون هم معهما كما أعتقد لأنهم لأن حضارتهم في مرحلتها التكنولوجية الحالية حضارة الخير لكل الشعوب حضارة هي في جوهرها إنسانية حضارة هي في مداها غير إيديولوجية، حضارة الخير هذه هي في نفس الوقت التاريخ الأمريكي الذي هو تاريخنا نحن جميعنا