رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 7980 - 2024 / 5 / 17 - 21:28
المحور: الادب والفن     

السيد الرئيس،

نحن اليوم نعيش أجواء قمة رامبوييه 1975، البطالة، التضخم، واستقرار سعر الدولار. الولايات المتحدة لا تزال ترفض التكافؤ في أسعار العملات، لا تزال تنادي بتحديد اتساع تعويمها عن طريق البنوك المركزية، لكننا كما شهدنا يعجز الاحتياطي الفدرالي عن مواجهة التضخم على الرغم من رفعه قيمة الفائدة عدة مرات وخفضها مرة واحدة، فكيف يمكنه الحفاظ على سعر الدولار، كيف يمكنه خلق الأشغال للعاطلين عن العمل؟

سيدي الرئيس،

السوق، النقد، العمل، ثلاث ديناميات جديدة للعولمة التي شاخت في الفضاءات الثلاثة، ولحقن دم الشباب فيها يجب أول ما يجب توسيع السوق وتعميم النقد وتفعيل العمل، أنا أقصد بالسوق السوق الأمريكي، وبالنقد الدولار الأمريكي، وبالعمل العمل الأمريكي. يتسع السوق الأمريكي بامتداده البنيوي في سوق الشرق الأوسط، وليس بالتبادل التجاري، يعمم الدولار الأمريكي بتعميمه في الممالك السبع التي تقام في الشرق الأوسط إضافة إلى أفغانستان عملة لها مثلما الدولار عملة للولايات المتحدة، وليس بالتبادل النقدي، يتم تفعيل العمل الأمريكي بقواه في الولايات المتحدة والممالك السبع التي قوى عملها في الفضائين الاقتصاديين العملاقين قوى العمل الأمريكي المنتجة في كافة ميادين الحياة، التفعيل هنا بالكم وبالكيف.

النتائج كما هو بالضبط حدسكم السيد الرئيس: فيما يخص السوق يَخفض الموزع أسعار السلع تبعًا لامتداد التوزيع على رقعتي الولايات المتحدة والممالك السبع، كثرة البيع تعوض انخفاض الأسعار، وليس انخفاض أو ارتفاع قيمة الفائدة، وفي نفس الوقت تستقر قيمة الفائدة بالسعر الذي يحرك الاقتصاد بشكل مضطرد لأن دينامية السوق تسير معًا ودينامية النمو.

فيما يخص النقد، فيما يخص الدولار عملة واحدة للولايات المتحدة وللممالك السبع، سيكون الدولار نتيجة دينامية من نتائج الذوبان الاقتصادي الذوبان الكيميائي بين اقتصاد العملاق الأمريكي واقتصاد العملاق الشرق الأوسطي، هنا نلغي التكافؤ بين العملات الذي يقف الاحتياطي الفيديرالي ضده وأقف أنا ضده، وفي نفس الوقت نزيل تمامًا التعويم المتوقف دائمًا على الحدث السياسي أو الحدث الاقتصادي، المتوقف على تقلبات البورصة.

البطالة في الولايات المتحدة والممالك السبع مع حركة الاستثمارات المتواصلة حركة الاستثمارات التي لا تنتهي في أرض الاستثمارات التي لا تنتهي أرض الشرق الأوسط في الزمن الأمريكي في الزمن التكنولوجي الأمريكي في الزمن الرأسمالي الأمريكي زمن الهدم والبناء، لن تكون هناك بطالة بعد أن يستوعب التحويل في كافة الميادين والمجالات العاطلين عن العمل لدى الطرفين، وعلى أية حال قوى العمل في الفضائين العملاقين الأمريكي والشرق الأوسطي هي قوى الجديد في الممالك السبع وقوى التجديد في الولايات المتحدة بمعنى قوى النمو في ذاتها وبذاتها.

سيدي الرئيس،

بناء على ما سبق أفتح ثلاثة ملفات من التاريخ الأمريكي الذي هو تاريخكم وتاريخ مواقع نفوذكم:

الملف الإسرائيلي
المسألة اليهودية تجد حلها لا كمسألة إثنية كمسألة دينية، كمسألة إثنية أو دينية تتحول المسألة اليهودية إلى مسألة عسكرية مسألة صراعات لن تنتهي مسألة حروب سرمدية ليست آخرها الحرب الدائرة في غزة، بينما تجد المسألة اليهودية حلها بسوقها الذي هو جزء لا يتجزأ من سوق الممالك السبع هذا السوق الذي هو امتداد بنيوي امتداد أمني لسوق الولايات المتحدة، المسألة اليهودية تجد حلها بنقدها الذي هو الدولار في الولايات المتحدة والممالك السبع وفي المستقبل الرقمي للعملة الأمريكية الدولار عملة العالم، المسألة اليهودية تجد حلها بالعمل قوة من قواه التي هي قوى العمل ذاتها في الممالك السبع والولايات المتحدة، أنا أوجز بقوى العمل قوى المجتمع بتلاحمها الإنساني. في إسرائيل وفي فلسطين وفي سائر بلدان الممالك السبع مسألة الهوية ومسألة السيادة ومسألة الدولة تمضي بإرادة السوق وإرادة النقد وإرادة العمل، إرادات ثلاث للتكنولوجيا في ذات الوقت ولرأس المال.

الملف الأوروبي
المسألة الأوروبية تجد حلها لا كمسألة أوكرانية، المسألة الأوروبية تجد حلها في الخطوط التي تحدد وجهة المسألة الأوروبية ومقدورها، الخطوط هي السوق والنقد والعمل، أوروبا جغرافيا بين الولايات المتحدة والممالك السبع لا بد من سوق الفضائين العملاقين المرور عبرها، أوروبا يورو يستقر باستقرار الدولار كعملة واحدة للفضائين العملاقين، أوروبا فضاء عمل للفضائين العملاقين يقع بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، فضاء عمل وتفاعل بين قوى العمل في أوروبا وقوى العمل في الشرق الأوسط وفي أمريكا، هكذا ينتهي التنافس بين الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية، هذا التنافس سيبقى وسيدوم بين قوى العمل من ناحية النوعية في الإنتاج المتعدد الخواص والأبعاد، شيء طبيعي في الشروط التكنولوجية المتكافئة والشروط الرأسمالية المتكافلة.

الملف الدولي
باختصار، سيدي الرئيس، بالسوق والنقد والعمل، السوق الأمريكي والنقد الأمريكي والعمل الأمريكي الذي هو سوق ونقد وعمل الممالك السبع، بهذه الديناميات الثلاث روسيا توضع في المكان الذي تريده الإرادة الأمريكية، دولة عادية في إطار ذاتها ليست مهددة لأوروبا ليست مهددة لأحد، بل على العكس بقوتها النووية هي دولة مهددة لنفسها، وهي لهذا ستعمل على التخلص من هذا الخطر المهدد لنفسها وللبشرية. النظام سينهي نفسه بنفسه، التغيير في الشرق الأوسط سيكون بداية للتغيير في الاتحادية الروسية بداية للتحويل، المِحدلة الروسية قدر هذا النظام الموضوعي (أكثر من 300000 جندي قتيل)، إرادة التحويل الأمريكية في الشرق الأوسط هي إرادة العلمانية إرادة الديمقراطية إرادة السلم. هذه الإرادات بالممالك السبع والولايات المتحدة ثلث البشرية قوة ديمغرافية وعولمية ستجبر الصين الانكفاء على نفسها، ستجبر الصين التخلي عن أطماعها، ستجبر الصين ممارسة الحمائية –ولا بأس- هكذا تحتمي أمريكا منها، فلا يحتاجها حتى مراقبتها من الفلبين.

سيدي الرئيس،

"لكل زمان دولة ورجال" مثلما يقول المثل العربي، أنتم ونحن دولة هذا الزمان ورجاله، لاستراتيجيتكم الجديدة، لطرقككم الجديدة، ولحكمتكم الفذة.

أدعو لك بطول العمر وبالفوز