المؤتمر العربي العالمي فرنسا سرقت فكرتي


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5163 - 2016 / 5 / 15 - 12:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

أولاً
بعد عرض مشروعي على الشبكة العنكبوتية، وأصدائه الكبرى التي ترددت في كواليس السياسة العربية والعالمية، تقوم فرنسا اليوم –دون استشارتي- باقتراح فكرة مؤتمر دولي لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، رفضها نتنياهو، ولم يؤيدها كيري، بينما قبلها الماريشال بيتان الفلسطيني، لأني أقدم للأمريكي وللإسرائيلي حلاً يحفظ على الأرض كل شيء كما هو، وفي الوقت نفسه يرضي كل الأطراف، ما عدا حكام مراحيض رام الله الذين رأوا في المبادرة الفرنسية سفينة إنقاذ مما هم فيه من غائط متلاطم لدكتاتورية عمرها يناهز نصف القرن منذ عام 1965.

ثانيًا
لست أدري كيف يفكر الرفاق الاشتراكيون الفرنسيون غلط في كل شيء، وهم خارج السلطة أفكارهم ثورية، لهذا صوَّتُّ لهولاند، وهم داخل السلطة أفكارهم انهزامية، لهذا لن أصوِّتَ لهولاند، هل تعرفون لماذا؟ لأن الرفاق الذين يقولون عن أنفسهم اشتراكيين منذ اليوم الأول الذي لهم في الحكم تبدأ حساباتهم الانتخابية للفترة القادمة، فيصبح كل تحرك لهم مرتبطاً بشيزوفرانيا البقاء في الحكم بأي ثمن، لهذا سرقوا خطتي في إقامة المؤتمر العربي العالمي أول ما سمعوا بها، وفي ظنهم أنها ستكون ورقة انتخابية رابحة تدلل على هيبة الرئيس ونفوذ فرنسا، والا إيش؟ هل تعتقدون أن "إيرو"، وزير الخارجية الفرنسي في تل أبيب صباح هذا اليوم الأحد 15 مايو وفي رام الله بعد الظهر لسواد عيون الفلسطينيين والإسرائيليين؟ أقول لكم ورقة انتخابية! بينما مواطنيّ الفرنسيون آخر ما يهمهم إسرائيل وآخر آخر ما يهمهم فلسطين، طالما أن الأمر لا يمس الوضع الاقتصادي، وبالتالي جيوبهم، وهذا ما لم يفهمه هولاند والفريق الحاكم من المؤتمر الذي أدعو إليه، العامل الاقتصادي، فالدولة الفلسطينية كما أراها دولة اقتصادية، ورشات اقتصادية، ثورات رأسمالية، استثمارات لا تعد ولا تحصى محلية ودولية، تحتاج إلى ملايين الأيدي العاملة، مليون من الأيدي العاملة الفرنسية على الأقل، هذا ما يُبِين الفرق بين مؤتمرنا ومؤتمر الاشتراكيين، وهذا ما يؤثر في الفرنسيين.

ثالثًا
ثم يا هولاند ويا إيرو ويا فالس (رئيس الوزراء الفرنسي الذي يتباكى بانتهازية لا مثيل لها على قرار لليونيسكو ضد التزوير الأركيولوجي للإسرائيليين في القدس)، ما دخلكم أنتم؟ والسرقة عني عينك عينك عندما يصرح وزير الخارجية الفرنسي بالمناسبة أنَّ لأماكن العبادة الخاصة بالأديان الثلاثة وضعًا راهنًا كما كانت عليه دومًا! نتنياهو لديه الحق في المطالبة بمفاوضات فلسطينية-إسرائيلية بدون أية شروط مسبقة. ما يمكنكم فعله مشكورين إعطاء مقر لمؤسسة مؤتمرنا وميزانية مريحة وفيزا ثم بطاقة إقامة لمعاونيّ.

رابعًا
عشرة أسئلة سيوجهها إليّ الإسرائيليون والأمريكيون: 1) الدولة الفلسطينية؟ الاعتراف المتبادل للهوية وللشرعية وكل شيء يبقى على الأرض كما هو. 2) حق العودة؟ التعويض والعمل والسكن أينما أريد كما هو دأب سكان الاتحاد الأوروبي. 3) القدس؟ عاصمة موحدة بعلمي الدولتين على بناية بلديتها، وبعلم كل دولة على بنايات وزاراتها بينما تبقى أماكن العبادة كما كانت عليه دومًا تحت سلطة رجال الدين. 4) المستوطنات؟ تبقى، ولتشريعها يحمل المستوطنون الجنسيتين الإسرائيلية والفلسطينية، الأمر نفسه بخصوص المزارع الإسرائيلية في الأغوار التي لا يتكلم أحد عنها، وهي أهم بكثير من المستوطنات. 5) الهوية اليهودية لإسرائيل؟ على عيني وراسي تمامًا كالهوية العربية لفلسطين ولكل بلد عربي، بشرط عدم إقصاء الأقليات، اليهود عندنا وغيرهم، والعرب عندهم وغيرهم. 6) الجيش؟ ينسحب الجيش تمامًا ومن كل مكان في فلسطين إلى ثكناته في إسرائيل، فلسطين جيشها الافتراضي هو الجيش الإسرائيلي كما هو الجيش الأمريكي هو الجيش الافتراضي لبنما، لأن فلسطين دولة اقتصادية بحتة كبنما كهونج كونج كسويسرا كسنغافورة كلوكسمبورغ كأيرلندا... 7) الأمن؟ يبقى التعاون الأمني لستة أشهر، بعد ذلك يكون الاستقلال كليًا إلا من تبادل المعلومات الهامة دون المساس بحريات الأفراد بتاتًا، ومع الأيام ستقل أهمية هذا الجهاز شيئًا فشيئًا إلى حد حصره في إعطاء شهادات حسن السلوك. 8) السلطة الفلسطينية؟ تسليمي مفاتيح الضفة الغربية لأسلمها للمؤتمر، مع ضمان ألا يمسس أفرادها أي أذى، الموظفون لن يمسسهم شيء، وعلى العكس سيتم قلع النظام البيروقراطي المتخلفي الإسلاموي من جذوره وإرساء قواعد نظام مدني حديث حديث حديث بل وأكثر من حديث. 9) سلطة حماس؟ الشيء نفسه، لن يمسس أفرادها أي سوء، سنتركهم يديرون المساجد، ونتركنا ندير الكباريهات، وسيكون لهم مثلنا كلنا حق الاستثمار والتنافس والاكتساب الشريف. الشرط الأساسي في هذا الباب رفع الحصار عن قطاع غزة على الفور مقابل تدمير كل الصواريخ، وهذا شيء طبيعي لدولتنا الاقتصادية، وجزء لا يتجزأ من دينامية السلام. 10) الحب؟ بالأطنان، بدون أية عنصرية جنسية، وبصدق كل العواطف البشرية.

خامسًا
أنا على استعداد لمقابلة أي زعيم سياسي غربي أو عربي أو يهودي في أي وقت يريد، وفي مقهى من مقاهي الحي اللاتيني، لأني لن أطأ أعتاب إقامة أي رئيس أو أي ملك إلا بصفتي الرسمية، بعد إقامة المؤتمر العربي العالمي، بما أنني لست عميلاً لأحد، ولن أكون عميلاً لأحد، وبما أنني لا شيء عندي أخفيه، بدأت كل شيء على أنترنت، وسأنهي كل شيء على أنترنت.


[email protected]