التنوير6: حقوق الإنسان


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 4884 - 2015 / 8 / 1 - 19:49
المحور: الادب والفن     

1) لماذا يخشى النظام العربي عين المواطن، فيعمل كل ما في وسعه على ألا تكون هناك انتخابات نزيهة أو ألا تكون هناك انتخابات إطلاقًا، بينما يرجو النظام الغربي مواطنيه، ويتوسل إليهم بالتسجيل في قوائم الاقتراع، ويحثهم على المشاركة في الانتخابات؟ لأن في الغرب كل مواطن ملزم بممارسة هذا الحق الذي هو واجب في نفس الوقت، وتحسيس المواطن بخصوص حقوقه وواجباته فيه تفعيل للمواطنة التي ترفد النظام وتقويه. إذن مم أنت خائف أيها النظام العربي؟

2) لماذا يدفع النظام العربي المواطن إلى التخلي عن حقوقه، والنظر إليها بعين اليأس، بينما يزرع النظام الغربي في نفس مواطنه الأمل بحقوقه كما يزرع الأمل بالمستقبل؟ لأن في الغرب على المواطن أن يكون عمادًا لسياساته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وبالتالي عمادًا لمؤسساته، وبتالي التالي عمادًا للنظام نفسه في حمايته والإبقاء عليه؟ إذن مم أنت خائف أيها النظام العربي؟

3) لماذا يعرقل النظام العربي جهودَ كلِّ ذي طُموح إلى السلطة، كحق جوهري لكل مواطن، بينما يشجع النظام الغربي مواطنيه على ممارسة هذا الحق؟ لأن في الغرب الذي يعشق سياسيوه السلطة كما نعشقها كما يعشقها الرومان واليونان أمس والهنود والإنجليز اليوم، أساطين الديمقراطية من قبلنا، هذا الغرب يدرك أن القوانين التي سنها لحمايته لن تحميه حتى ولو كانت أكثر القوانين عدالة إلا إذا جعل من نفسه نظامًا منفتحًا بمواقف تعبر عن هذا الانفتاح، كرفض للهيمنة –في حالتنا إلى ما لا نهاية- وكتأكيد للشراكة في السياسة كالشراكة في المواطنة، من صالح الواحد إلى صالح الكل؟ إذن مم أنت خائف أيها النظام العربي؟

4) لماذا يشعر النظام العربي بالاطمئنان، وهو يرى مواطنيه محرومين من كافة الحقوق، على الأقل الأساسية منها كالحق في التعليم والحق في التعبير والحق في العلاج والحق في اللباس –نعم حتى اللباس- والحق في التنفس والحق في الحياة والحق في الحق، بينما في الغرب كافة هذه الحقوق الاجتماعية كالسياسية شيء بديهي؟ لأن الغرب في نظامه عرف التكافل الاجتماعي هذا صحيح، لكن الأهم هو نظرة الغرب إلى مستقبله الذي هو من مستقبل مواطنيه، هو يقوى ويعلو على أكتاف لا بد أن تكون قوية تستطيع حمله، فأَحَلَّ التفاهم بين الناس محل النزاع، وذلك بإشباع الرغبات والحاجات، بالقدر الذي يستطيع عليه. إذن مم أنت خائف أيها النظام العربي؟

5) لماذا النظام العربي بوجهين وأحيانًا بثلاثة وأحيانًا بعشرة وأحيانًا بمائة وأحيانًا بألف، للمواطن في دساتيره كافة الحقوق، حتى في السعودية، وفي ممارساته تجاه مواطنيه يعمل كل ما في وسعه لإفراغ هذه الحقوق من جوهرها، حقوق الرجل قبل المرأة، فالمازوخية والقضيبية وجهان لعملة واحدة، بينما يوفر النظام الغربي لمواطنيه كل الوسائل ليمارسوا حقوقهم، لماذا في رأيكم؟ لأنها أسهل وسيلة سلمية لممارسة النفوذ عليهم. إذن مم أنت خائف أيها النظام العربي؟

6) لماذا النظام العربي السلطة لديه ملكه؟ كان الرجل الثاني في عهد بومدين يقول عن أراضيه التي بمئات الهكتارات "مال بابا"، اشتراكية بومدين هذه هي: الجزائر لهم مال بابا! ومن يرفع صوته احتجاجًا، تبعًا لقانون حرية الرأي الذي تتباهى به الجزائر الاشتراكية، يخنق صوته، والصحافة الحرة –يا سلام- ستطلع في اليوم التالي بالبنط العريض: الثورة الزراعية من الشعب وإلى الشعب! بينما السلطة في الغرب مهنة ككل المهن، تمارسها، وليس السلام عليكم، إذ تمارَس عليك كافة حقوق المُسَاءَلة، وعليك تقديم حسابًا عن أعمالك، لماذا؟ لأنها الطريقة الوحيدة للحيلولة دون المباركية والسيسية والأسدية و... و... و... إذن لهذا أنت خائف أيها النظام العربي!

7) لماذا يقمع النظام العربي كافة الحريات حرية التعبير حرية الرأي حرية التظاهر حرية الإضراب حرية الاحتجاج حرية التأييد أو عدمه حرية الحب حرية الكره حرية الحلم حرية... حرية... حرية... بينما الغرب يرى في كل هذا أساسًا للديمقراطية –ويالله يالله ولكن بالمقارنة معنا شتان بين الثرى والثريا-؟ هل تعرفون لماذا؟ لأن الديمقراطية كأداة بيد النظام هي من وراء تقدم الغرب وتطوره. إذن لهذا أنت متخلف أيها النظام العربي!

8) لماذا يواصل النظام العربي سياسة الاستبداد الجميل منذ قرون من القهر، بينما النظام الغربي بعد معاناة مثلنا وتخلف وسخام وغرام وهباب الطين في العصور الوسطى، فَهِمَ نفسية مواطنيه التي كانت في الحضيض كنفسيتنا اليوم، ونفسية كهذه وحالة كهذه لن تكون أبدًا محركًا للخروج من الظلام والظلامية ولا عاملاً للتماشي مع العصر بخطى عملاقة من التقدم والتطور؟ لأن كل هذا شرطه مواطنون ليسوا مرضى في نفوسهم، مواطنون يحتضنون مشاريع النهوض بملء أذرعهم. إذن هلا تفهم أيها النظام العربي؟


يتبع التنوير 7 وأخير