لماذا انتصرت الغابون على الجزائر ؟


حميد زناز
الحوار المتمدن - العدد: 4779 - 2015 / 4 / 16 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     



يتحسر الجزائريون أو معظمهم بل لم يفهموا كيف فشلوا في الحصول على شرف تنظيم كأس إفريقيا لكرة القدم لطبعة2017 أمام الغابون ذلك البلد الإفريقي الصغير و الفقير في نظرهم...ألم يقل لهم رئيسهم بوتفليقة في خطاب منذ سنوات أن بلدهم العظيم يستطيع تنظيم نسختين من كأس العالم في وقت واحد ؟
و بغض النظر عن الخطابات الرسمية الجزائرية الحالمة التي لا علاقة لها بالواقع و هيمنة المافيا المتحكمة في قرارات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم منذ 30 سنة بقيادة الكاميروني عيسى حياتو ، فالجزائر لا تستحق تنظيم أية دورة دولية في رياضة كرة القدم بل أن الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم عاجزة حتى على تنظيم دوري محلي محترم إذ وصل حال الكرة الجزائرية في هذه السنة إلى مستوى كارثي من حيث التنظيم و المستوى و الأخلاق الرياضية. لقد بدأ الموسم بجريمة قتل في ملعب تيزي وزو راح ضحيتها لاعب شبيبة القبائل الكاميروني إيبوسي و لم يتعظ لا الجمهور و لا أصحاب المسؤوليات الكروية و توالت أحداث العنف بدون انقطاع و أصبح رؤساء النوادي يتحدثون عن بيع و شراء المقابلات على شاشات التلفزيون و الجرائد بل ذهب أحد الحكام إلى اتهام لجنة التحكيم على مستوى الفيدرالية الجزائرية ذاتها بأن بعض أعضائها النافذين يتاجرون و يتلاعبون بنتائج المباريات بتواطؤ مع بعض الحكام. و علاوة على ذلك و على رغم ما يقوله الرئيس بوتفليقة الذي يحكم البلد أو يحكم غيرة باسمه منذ 1999 فلا يوجد ملعب واحد بمواصفات دولية في الجزائر التي يقول عنها أنها تستطيع تنظيم أكثر من كاس عالم !و يجمع كل الاختصاصيين و يصرحون و منذ سنوات أنه لو طبقت القوانين بصرامة لتمّ غلق كل الملاعب الجزائرية بلا استثناء لعدم استجابتها للشروط الكروية المنصوص عليها قانونا لأنها ببساطة غير قادرة على توفير أدنى شروط الأمن لا للاعبين و لا للحكام و لا للجمهور. و نرى اليوم وزير الشبيبة و الرياضة يتهم السيد عيسى حياتو بالانحياز للغابون و غير ذلك من الاتهامات و التبريرات التي يحاول بها ستر الفشل الذي مني به الملف الجزائري. و لكن ما لا يقوله السيد الوزير و هو في رأيي السبب الرئيسي لخروج الجزائر من السباق و الذي كان من المفروض أن ينتبه إليه مسئولو الكرة في الجزائر لو لم يكونوا سذجا هو أن سنة 2017هي سنة "انتخابية" يتم فيها تجديد رئاسة الكونفديرالية الإفريقية، فهل من المعقول أن يرتكب رئيس الكونفدرالية الحالي ، الثعلب عيسى حياتو خطأ إهداء دورة 2017 للجزائر و هو يعلم أن الجزائري محمد روراوة سيكون مرشحا قويا في بلده و قد يكون قادرا على افتكاك الرئاسة منه، هو العارف بخبايا الرشاوى و الكواليس و شراء الذمم و تأثير البلد الذي تتم فيه الانتخابات الشكلية. و نظرا لكل ذلك عمل الثعلب على حرمان الجزائر من تنظيم أية دورة حتى سنة 2025 ليضمن بقاءه على هرم الكرة الإفريقية.
و مع ذلك لا أحد سيقدم استقالته لأن الجزائر تدار بطريقة رديئة و غبية و في كل الميادين.