ظاهرات ما بعد الحرب في غزة


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 4559 - 2014 / 8 / 30 - 15:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

أولاً

الشرط فوق الموقف: خمسون يومًا من القتال أنهكت الطرف الإسرائيلي، شلل الجنوب في فعله الاقتصادي والاجتماعي والنفسي أكثر لوثاً من تدميره، ونزوح مائة ألف من سكانه أكثر خنقًا من حصاره، إضافة إلى ذلك تذمر الرأي العام، رأي عام في معظمه مع الحرب، حرب لم تحقق ما أراد، محو غزة من الوجود، بينما لم تبق سوى عدة أيام على بدء السنة الدراسية، فسقطت أوراق نتنياهو الذي لم يبق له سوى القبول بوقف القتال ورفع الحصار جزئيًا – جزئيًا هذا ما لم يقله أحد - وتوسيع مساحة الصيد في بحر غزة. هذا المخرج "المؤقت" تم بإملاء أمريكي، فالورقة المصرية أمريكية، ومصر كَقَطَر شُرّابة خُرج.

ثانيًا

الاستراتيجية فوق التكتيك: تُجمع الصحافة الغربية على أن حماس حققت نجاحًا كبيرًا – يقولون هنا نجاحًا لا انتصارًا – لكنها لا ترى في المفاوضات القادمة حول الميناء والمطار والأسرى ما يُلزم إسرائيل بالقبول. لماذا إذن قبلت حماس بنصف حل ونسيت أنصاف حلول اتفاقات أوسلو التي لم تؤد إلى شيء؟ حماس بالأحرى تناست، فالحرب كإسرائيل أنهكتها، وهدفها البعيد بسحب البساط من تحت قدمي السلطة الفيشية – من فيشي العاصمة الفرنسية تحت الاحتلال النازي – بدأت تتضح معالمه.

ثالثًا

الاتحاد فوق القوة: اجتماع الأفعى ذي الرأس الثلاثي – نتنياهو عبد الله الثاني عباس – في عمان لا معنى آخر له في هذا الظرف المزلزل غير إيهام الرأي العام في البلدان الثلاثة بأن "أوراق اللعبة لم تزل في يدنا". نتنياهو: لن أقبل بشروط حماس، عبد الله الثاني: لن ألغي معاهدة السلام، عباس: لن يكون قرار حرب وسلم غير قراري. المظاهر إيجابية للخيانة كموقف لحفظ الذات، والخيانة الإيجابية تعني لنتنياهو "أنا موجود" وللماريشال بيتان كزميله الهاشمي "أنا غير موجود".

رابعًا

الثورة فوق الانتفاضة: نعم، الثورة في الضفة شيء ممكن على الرغم من التنسيق الأمني المقدس، ليست ثورة الفيسبوك، ليست ثورة الموساد، ليست ثورة الرياح في الشتاء، الثورة شيء ممكن في الدماغ، في المعتقلات، في كل مدن الضفة، فكل مدن الضفة معتقلات.

خامسًا

الفرح فوق الدمع: كل هذه الزغاريد في أنقاض غزة، كل هذه الأغاني في مآتم غزة، كل هذه القبلات على وجنات غزة.