خفايا الربيع (الشتاء) المغربي

أولاً)

تنعكس الآية في الحالة المغربية، فالتحرك الشعبي كان تلقائيًا، والمطالب كانت عفوية، تحاذر المساس بالملك - أنا ربكم الأعلى (!) -، وتطالب بحياء بالتخفيف من صلاحياته. وبالمقابل، تحرك الملك باتجاهين، الأول باتجاه المغاربة كمسلمين وبوصفه أميرًا للمؤمنين عليهم طاعته، والثاني باتجاه الإخوان المسلمين (حزب العدالة والتنمية) الذين أطاعوا جلالته، وذلك بمنع شبابهم من الاشتراك في كل التظاهرات الجماهيرية تحت كافة أشكالها، والتزموا بإسلام جلالته، كجزء من الزمن الإسلامي الأمريكي.

ثانيًا)

رجل الدين المغربي الأول هو الملك (أمير المؤمنين)، ورجل الأعمال المغربي الأول هو الملك (روتشيلد المغرب)، يسيطر محمد السادس على الإسلام، ويسيطر على الاقتصاد، سلطته الإسلام القائم في المال، لهذا، المغرب دونه، سيَغْرُبُ ويزول، ولهذا، أعطى لنفسه صلاحيات أمير المؤمنين الأبدي ورجل الأعمال الذي لا يُمس مقابل تنازله للإخوان المسلمين عن سلطة مجلس النواب، وبما أن هؤلاء يعملون من خلال سلطة الملك، لم يتغير شيء فيما يخص سلطته الدستورية إلا شكليًا.

ثالثًا)

الإصلاحات المستحيلة في فضاء اقتصادي يصف صُندوق النقد الدولي آفاقه بالجيدة (!) هي مستحيلة لسبب أساسي: الوهم الديمقراطي، القهر المتواصل بوجه دميم باسم، وجه الإخوان المسلمين، والتخلف الدائم بإصبع خشين ناعم، إصبع جلالة الملك، الأوسط، فالاحتكار الملكي كان احتكارين وصار واحدًا وثلاثة أرباع، والحاشية، كمشة من الرأسماليين والسياسيين المتناكحين اضطرتها الأحداث إلى التخلي عن بعض مغانمها للرعاع من أجل أن تكسب صمتهم... إلى زمن ليس بعيدًا، فالطبقات الفقيرة تركها الملك في البؤس وجار عليها ببؤسها، مما جعلها تربط مصيرها به وبالمخدرات التي هو يدير شأنها، أليسه رجل أعمالها؟


رابعًا)

الغرب في زمن أمريكا الإسلامي راضٍ تمام الرضاء، فرنسا تصف ذلك سيميائيًا، تحت رموز وعلامات حكمة محمد السادس وحنكته، بالحكم الرشيد، بينما الحقيقة شيء آخر: المغرب كماخور جنسي وديني واقتصادي. جنسي، ما عليك سوى أن تقوم بجولة في فنادق مراكش وأغادير وفاس وسائر المدن المغربية، ديني: قل حزب العدالة والتنمية واسكت، اقتصادي: قم بزيارة للخزينة العامة وسلم لي على الخازن.


خامسًا)

التوسع الإسلامي من مغربي إلى مغاربي وسلطة مغربية بحنكة وحكمة ملكيتين من جوه الزمن الإسلامي الأمريكي، يعني داعش الشمال الأفريقي: أمير المؤمنين محمد السادس أنا جاهز.