شهادات (14) دكتور بركات زلوم


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 08:56
المحور: الادب والفن     



كلما اشتد العتاب كلما كان ذلك إشارة إلى امتلاء قلب المعاتب بمحبة صادقة وصافية كالفضاء. أفنان :لا أنساك ولا أملك القدرة على فعل ذلك، وكلامي هذا ليس لعبة لغة إنما هو حس قلب، قلب لا يملك أن ينساك لأنك أيضًا لا تملك أن تنساني، فأنا وأنت نتربع على شريط محبة واحد، ولا أظن إلا أننا نقع على مساحة واحدة فوقه. أفنان: ليس كسلاً أن أتراخى، هو شيء آخر له علاقة برهق الزمن وأعبائه وضيقه على اتساعه .أما أنت فعليك أن تسامحني عن الأمس وعن اليوم وعن الزمن الآتي الذي سوف تتكرر فيه أخطائي معك، لكن سوف يتكرر شيء آخر، ذلك الشيء الذي لن ينتهي، وهو أننا فوق شريط واحد من محبة أبدية لا تملك القدرة على الانتهاء، وإن كانت تملك القدرة على التكرار والتجدد في فضاء رؤية واحدة للحياة والكون. "شارع الغاردنز"، روايتك، غير قابلة للخضوع للسرد، فهي شبكة من العلاقات التي لا تتراتب في انسيابية متطورة على نحو أفقي ولا ملتقطة لعين عابرة أو قراءة عابرة. الرواية هنا نص متعب، يشبه نصًا هاربًا من الائتلاف مع السردية ومع شكلانية الأسس التي قامت عليها الرواية وفق مفاهيم ما قبل الحداثة. هكذا أنت في شارع الغاردنز تنتقل من زمن إلى زمن ومن حدث إلى آخر ومن مكان إلى مكان مختلف، لكنك تدرك هذا الاختلاف الناهض دومًا في النص مثل وتر القوس، هو ناهض في بناء متماسك ورؤية محددة تملك إدارة العلاقات بين شخصيات الرواية على نحو يجعلنا في مواجهة نص مثير في هروبه، لكنه يمسك بقارئه منذ البداية إلى النهاية ويغريه على مطاردته.