علي الخليلي ابن صفي ابن بلدياتي


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 4294 - 2013 / 12 / 3 - 16:42
المحور: الادب والفن     

أرسلت إليك اليوم روايتي الأخيرة هاملت على جريدة "الأيام"، لأني لا أعرف إيميلك، فإذا بها تعود إليّ، مع كلمة "مرفوض"، لأن "الأيام" لسان حال محمود عباس، وأنت أدرى الناس بعلاقتنا الحميمة، أنا وهو، ولسان حالي يقول الوَشَقُ أيضًا علاقته حميمة بالحمار اللُّدَّاويّ، والنَّسر أيضًا علاقته حميمة بالضَّبُع النابُلُسِيّ، والنِّسرين أيضًا علاقته حميمة بالضفادع التي هي صحفيو "الأيام" في مستنقعات التركيع اليومي، والترقيع اليومي، والتفقيع اليومي، لهذا سُميت جريدتهم بهذا الاسم. لن أطيل عليك، فأنت تسعى إلى النوم الهادئ. كلمة "مرفوض" دفعتني إلى البحث عن إيميلك، فإذا بخبر موتك يعميني. كيف تموت دون أن تقول لي؟ هل الأيام جعلتك تنساني؟ أنا ابن صفك وبلدياتك؟ هل طلعة الشويترة تنسى الأقدام التي صعدت عليها؟ هل طلعة النجاح تنسى الظلال التي كبرت عليها؟ هل طلعات جرزيم تفضل أعيادًا أخرى غير أعيادنا؟ هل نابلس بكل طلعاتها ونزلاتها لم تعد تحبنا؟ كيف تموتُ، يا عَلِيُّ، دون أن تُمَسِّي عَلَيَّ قبل ذهابك إلى النوم؟ كيف أمكنك أن ترتكب مثل هذا الجرم الصغير فيّ؟ جرمك صغير لكنه يسبب لي أقسى ألم. كيف تذهبُ إلى النوم قبلي؟ أنا لا أنام في الليل بطبعي، لكنك أَثَرْتَ في نفسي الحنين إلى النوم، يا لك من أخ وصديق وفيّ!

لن أبكيك أكثر مما بكتك زوجك أو ولداك أو أخوك غازي أو كل فرد من أفراد عائلتك وكل صديق، لكني سأذكرك كل يوم، إلى أن يجيء يومي، فنلتقي...



باريس الثلاثاء 2013.11.03