الصحف الپاريسية


خليل كلفت
الحوار المتمدن - العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 18:42
المحور: الادب والفن     

الصحف الپاريسية
قصة: روبرت ڤ-;-الزر
Robert Walser
ترجمة: خليل كلفت (عن الإنجليزية)
منذ أصبحتُ أقرأ الصحف الپاريسية، التى تفوح منها رائحة القوة، غدوتُ مهذَّبا إلى حدِّ أننى لا أردُّ التحيات، والأهم من ذلك أن هذا لا يدهشنى على الإطلاق. وبجريدة "لو تان" Le Temps فى يدى، أبدو لنفسى فى غاية الأناقة. زدْ على ذلك أننى لن أُلْقِى بعد الآن حتى نظرة عجلى على الأشخاص الطيبين. والصحف الپاريسية – فى نظرى – تقوم مقام المسرح. كما أننى لن أشرِّف حتى أرقى مطعم بوضع قدمى فيه؛ فقد صرتُ مهذَّبا للغاية. وجرعاتُ البيرة لم تَعُدْ تمسّ شفتىّ. وأذنى لا تُطربها سوى رخامة اللغة الفرنسية. ذات مرة كنتُ أَهيم بسيدة، سيدة حقيقية؛ واليوم أجدها غير مهذَّبة إلى حد بعيد، منذ أفسدتْنى صحيفة "لو فيجارو" Le Figaro. ألم تجعل منى صحيفة "لو ماتان" Le Matin نصف مجنون؟ وفى حين يسجل زملائى أنفسهم مرضى فى زمن الأزمة المعاصر هذا، أغدو ممتلئا بالحيوية بفضل صُحُفى. أما الرحلة التى كنتُ أعتزم القيام بها لپاريس فقد اعتبرتُها منتهية، فقد أصبحتُ وثيق المعرفة بعاصمة فرنسا عن طريق القراءة. إنه لَأَمْرٌ سارّ أن يكون المرء فى رُفقةٍ طيبة. وصُحُف الفاتحين تصنع أفضل مجتمع. أما إبداعات اللغة الألمانية فلم تَعُدْ تحصل على أىّ مباركة من جانبى. لقد نسيتُ اللغة الألمانية؛ وأتساءل عما إذا كان ذلك ينطوى على أىّ ضرر؟
(1925)