لن تفلح أمة حكمها الإخوان


حميد زناز
الحوار المتمدن - العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 09:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

لم يجن الشعب المصري من إيديولوجية الإخوان المسلمين طيلة ثمانين سنة سوى التقهقر و الابتعاد عن قيم العصر. و لا مستقبل لبلد سلم أمره لهؤلاء سوى الحرب الأهلية. لا هدف لهذه العصابة سوى الانقضاض على الحكم و فرض ما يسمى" شريعة" وهي مجموعة من الأوامر و النواهي لا علاقة لها بإنسان هذا الزمن إذ هي منافية و معتدية على أبسط حقوق الإنسان. كائنات تهدد بقطع يد السارق وجلد الزانية و دك عنق المرتد و لا يهمها لا اقتصاد مصر و لا حرية المصريين و لا شئ آخر غير إرضاء الله و لتذهب المواطنة و حقوق الأقليات و الديمقراطية إلى الجحيم. لقد أعلنوا الحرب على العالم ابتداء من شعارهم الحربي " واعدوا " و من السيفين المرفوعين في وجه من لا يؤمن بوهمهم.

لا سياسة لهم سوى الوعد و الوعيد و ترهيب الناس في الدنيا بعنف تنظيماتهم السرية و بعذاب القبر في الآخرة. لو سقطت مصر بين أيديهم مبكرا و حكموها بشكل مباشر لما وجدت مصر التي نحب ، مصر الثقافة . لو كان الأمر بيدهم لما سمع أحد صوت أم كلثوم و لا رنات عود عبد الوهاب ...ألا يخطبون في كل جمعة بأن الموسيقى حرام تلهي المؤمن عن ذكر الله و هي من عمل الشيطان الرجيم؟ الدنيا متاع الغرور، لو سقطت أم الدنيا بين ايديهم لأصبحت أم الآخرة فلا سينما و لا مسرح، لا يوسف شاهين و لا يسرا و لا كنا تمتعنا بجمال و رقة فاتن حمامة ...لو تركت مصر لهم لما بقيت آثار فن و لا تاريخ فرعون و لكانوا قد هدموا حتى الأهرامات حاملة الأصنام التي تغضب الله و لما كنا عثرنا على رسم عتيق ثمين. إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة يقولون. لولا رجال مصر الأبرار الذين أوقفوا جنونهم منذ البداية لما قرأنا اليوم روايات نجيب محفوظ و لا نقد طه حسين و "أيامه"، و لما كنا سمعنا أصلا عن الرائعة نوال السعداوي و تشريحها المثلج للقلب لغباءاتهم ..
لقد بنيت مصر التي نحب ضد مشروعهم الخرافي و ستبقى واقفة في صف التقدم رغم أنوفهم و لن تصبح لهم مستعمرة أبدا. يتشدقون اليوم بالــ "شرعية " كأنها أبدية و هم أول من لا يعترف بــ "الشرعية" إذا جاءت مخالفة لإيديولوجيتهم. هل تسمح أيديولوجيتهم بالاختيار الحر و تعترف بنتائجه لو صوت الشعب ضد تطبيق الشريعة و فصل الدين نهائيا عن الدولة مثلا ؟؟؟؟ هم يعبثون يتحويل أغلبية دينية إلى أغلبية سياسية حزبية و هو ما فعله الإسلاميون في الجزائر و في السودان و غيرهما.
يقول ماسحو أحذيتهم من مثقفين و أساتذة و صحفيين و معلقين أنهم مصريون و لهم الحق في حكم مصر و أقول لهم أن النازيين كانوا أيضا من الألمان الأقحاح و الفاشيست من الطليان. و مع ذلك حوربوا و هزموا و لم تبق منهم سوى أقلية لا تصل إلى الحكم إطلاقا في كلا البلدين. كيف يمكن الحديث عن "شرعية" تلغي كل الشرعيات الأخرى و تحصر الفعل الديمقراطي في الانتخابات؟ لا معنى لانتخابات في غياب مؤسسات حقيقية و دستور توافقي. الديمقراطية هي حماية الأقليات أولا، هدفها الأصلي هو منع التغول و الهيمنة و لا يبتغي الإسلاميون و في كل مكان غير تطبيق الشريعة و هي بامتياز تغول و هيمنة و إقصاء.