ربيع الشعوب..خريف الطغاة !


حميد زناز
الحوار المتمدن - العدد: 3319 - 2011 / 3 / 28 - 21:51
المحور: حقوق الانسان     

كتبت هنا إثر سقوط بن علي وحينما كان نظام مبارك يحتضر في ساحة التحرير أن العالم العربي قد تخلص من نظامين من بين الـ 22 وتساءلت عمن سيكون مرشحا للسقوط بعدهما؟
تسارعت الأحداث و كثر المرشحون فها هو الكذابي يصارع من أجل العزيزية لا أكثر ويعزل الطالح جماهيريا في اليمن وقد باتت خطاباته مضحكة وسخيفة. أما ملك الأردن فلم يعد ملكا بالمعنى المحبوب إلا على أقلية مستفيدة. مملكة البحرين تستنجد بقوة خارجية لقمع شعبها. السعودية يحكمها شيوخ طاعنون في السن لا يشغلهم سوى البقاء على قيد الحياة وإسكات صوت السعوديين المطالبين بالحياة الكريمة. وفي المغرب لن تكفي تنازلات المخزن مهما بلغت إذ وصل التردي أقصاه هناك. في الجزائر الغنية يزداد الشعب فقرا بسبب الفساد وسوء التسيير والإهمال. في سوريا تأزم الوضع وبدأ النظام يطلق الرصاص الحي على المتظاهرين ويعتقل حتى الأطفال.
في بعض دول خليجية هُمّش المواطنون و قد بات واضحا أمر تلك المحاولات الهادفة إلى استبدال السكان الأصليين بآخرين لا تهمهم لا المواطنة و لا الحريات العامة و لا الديمقراطية بل هم هناك من أجل العمل و شغل الوظائف فقط و كدت أن أقول مجرد آلات. دكاترة يقرؤون نشرات الأخبار! من هو العربي الوافد الذي يتجرأ على المطالبة حتى بحقوق نقابية،ناهيك عن مطالبته بدولة قانون يحترم فيها الجميع ! يمكن القول أنه تحت ستار العمالة الأجنبية يهدف البعض إلى خلخلة البنية الديمغرافية اتقاء لشر المحاسبة و المواطنية.
لأسباب معقدة يحدث أن تغفو الشعوب و لكنها لا تنام أبدا و ها هو ربيع الشعوب يطل على الطغاة في عز الشتاء.
من "الشعب يريد إسقاط النظام" انتقلت الانتفاضات إلى مرحلة "الشعب يريد محاسبة النظام" إذ سقطت كل الأنظمة العربية، فقدت كل مصداقية. و ما المظاهرات في كل مكان إلا استفتاءات شعبية ضد لا شرعيتها. فمن يبقى بقوة الحديد والنار يعد من الساقطين. ومن يحاول إسكات الناس بإصلاحات استباقية، فهو أيضا من الساقطين. ومن بدأ يوزع الأموال على الشباب من أجل شراء غضبهم من الساقطين هو أيضا..
فهل يعجل ربيع الحرية بمجيء خريف الديكتاتوريات؟

مرحبا أيها السقوط