جامعة عربية أم نقابة رؤساء و ملوك عرب؟


حميد زناز
الحوار المتمدن - العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 07:41
المحور: المجتمع المدني     

ربما سيطرح المواطن العربي الجديد سؤالا كثيرا ما غُيّب و حُورب من طرف السلطات الجاثمة على صدره منذ عقود وهو ذلك السؤال المتعلق بمدى صلوحية الجامعة العربية وجدوى بقائها على شكلها الحالي، و هذا بعد الصمت المريب الذي لاذت به إزاء ما يهز الوطن العربي من ثورات وبقاءها ليس مكتوفة الأيدي فحسب إذ نعرف منذ الأزل أنها عاجزة بل هي اليوم غير قادرة حتى على الجعجعة، فكيف ينتظر منها عاقل طحينا؟
كيف يمكن أن يبقى هذا الكيان المفلس واقفا بعد الجريمة التي ارتكبها عدونا معمر ضد الشعب الليبي؟ ماذا فعلت الجامعة المسماة عربية من أجل الشعب العربي؟ هل منعت مجنون طرابلس من قتل شباب ونساء وأطفال وشيوخ ليبيا؟ هل وقفت مع الشعب اليمني ؟ هل آزرت شعب البحرين؟
ما معنى ذلك الموقف الباهت من جلاد هائج ملت الجماهير من سخافاته المزمنة و انحطاط أخلاقه ؟ ما معنى تعليق عضوية ليبيا والقذافي يكاد أن يحرقها؟ الأمر و الأدهى أن بعض الأنظمة تورطت حسب بعض المصادر حتى في مساندة القذافي عسكريا! على عمر موسى أن يدفن رأسه في التراب حتى لا يسمع صراخ أهلنا في ليبيا و تحذيراتهم من طائرات العقيد وأولاده.
أثبتت نقابة الرؤساء و الملوك و السلاطين العرب فشلها الذريع في تقديم أي حماية للمواطن العربي. ولا أحد يطالبها اليوم أن تغيّر جلدتها،فماذا ننتظر من ناد يتكلم أعضاؤه باسم شعوب لم تنتخبهم أصلا؟ و لكن سترغم الشعوب العربية هذا الشيء حل نفسه بنفسه ويستبدل حتما بتنظيم آخر لا يدخل فيه سوى من كان إلى الديمقراطية ينتمي: فصل الدين عن الدولة، فصل العائلة عن الدولة، المساواة بين المرأة والرجل، إرساء المواطنية بدل الرعية،الاحتكام إلى صندوق الاقتراع...
بشرت الثورة بميلاد الشعب العربي ودقت أول مسمار في نعش النظام السياسي العربي الرسمي. و ربما تنقل هذه الثورة الأصيلة العرب من وحدة شكلية غبية إلى وحدة حقيقية ذكية