أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - دستور المواطنة يؤسس لدولة قوية















المزيد.....

دستور المواطنة يؤسس لدولة قوية


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 7376 - 2022 / 9 / 19 - 22:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الغزو الامريكي البريطاني للعراق واحتلاله، شكَّلَ منعطفاً حاسماً وخطيراً في التطور السياسي للعراق،
ولمجمل المنطقة العربية والعلاقات الدولية,ومن بين نتائجه انتهاك سيادة العراق . وبما ان القضاء على
الديكتاتورية يتطلب تفكيك الدولة المركزية، أي تحويل بعض صلاحيات الدولة المركزية إلى الأقاليم. وبما أنَّ
قيام العملية السياسية في العراق بعد الاحتلال، لم تتم على اسس سليمة و لا تتقدم باضطراد. فالاحتلال
الامريكي يخطط لتحقيق أجندته وهي تقسيم العراق وتفتيته الى كيانات عرقية وطائفية, لغرض افساح المجال
امام القوى الاقليمية الاخرى للهيمنة، وفرض اجندة استعمارية جديدة على المنطقة من خلال تطبيق المشروع
الامريكي الاسرائيلي فيما يعرف (بالشرق الاوسط الكبير) الذي يحاول ان يجمع كيانات عرقية وطائفية عديدة
موجودة. او من خلال خلقها بتطبيق المبدأ الاستراتيجي الامريكي المعروف (الفوضى الخلاقة أو التفكيك
النظيف!)،وتحقيقاً لاهم اهدافها من جراء غزوها للعراق. لأن من يراجع المشروع الامريكي لابد أن يصل الى
حقيقة مهمة مفادها ، ان الكيانات المراد انشائها وفق الاستراتيجية الامريكية ستعمق الطائفية في العراق ،
بموجب تنظيم مؤسساتي محكم. لان مجلس أي محافظة سيتكون سواءً بالترغيب او بالترهيب من الكتل
السياسية التي يمكن ان تكون لها سطوة على تلك المناطق، والخوف يصاحب هذا المنهج اذا اقحمت هذه الكتل
نفسها في صراعات نفوذ بوسائل عقائدية ودينية فيما بينها، حيث سيسمح هذا الوضع بايجاد ارضية فكرية
وسياسية ومجتمعية ، لبدء صفحة جديدة من التناحر العرقي والطائفي ,لان الولاء سيكون للطائفة وللمذهب
وليس للعراق والوطن. وهو ما يتناقض جملةً وتفصيلاً مع الدستور العراقي الجديد الذي وضع في ظل
الاحتلال الامريكي، الذي يؤكد على وجود المساواة بين العراقيين امام القانون بدون اي تمييز بسبب العرق
اللغة، الدين، المذهب او المعتقد والرأي. الديمقراطية لا تستطيع البقاء على قيد الحياة طويلاً ما لم يؤمن الناس
بها، لكن الايمان الواسع الانتشار بصحة الديمقراطية وشرعيتها لا يكفي ايضاً كي يضمن ديمقراطية متماسكة
والمتمثلة باهمية المؤسسات، الدستور، الانظمة الانتخابية والاحزاب السياسية وغيرها. فوجود المجتمع
المدني، اي التركيب الاجتماعي الذي يتكون بطريقة عفوية تلقائية مثل جماعات الخير، وسائل الاعلام
المستقلة، جماعات الحقوق المدنية الموجودة عادةً خارج مجال سيطرة الدولة,تؤدي مهمة تحقيق التفاعل بين
الافراد والحكومة. إن وجود هذه التنظيمات سوف لن يحل محل السلطة ولا الاحزاب السياسية، وإن نشاطاتها
في تنمية الديمقراطية تبقى قضية نسبية، متوقفة على الطبيعة السياسية للنظام والبيئة. لكن للاسف تتميز الدولة
بقوتها و ضعف قوة المجتمع المدني، ان لم نقل غيابه في بعض المجتمعات ، كحالة المجتمع الشرق أوسطي.
عملية بناء دولة ديمقراطية في العراق في ظل ظروف داخلية وخارجية بالغة التعقيد ليست عملية سهلة.
وعملية التحول من النظام المركزي وإنعدام التعددية الحزبية(الحزب الواحد), الى نظام سياسي يتبنى التعددية
والديمقراطية والفيدرالية وحقوق الانسان، تحمل في ثناياها كثيراً من التحديات والصعوبات، للحفاظ على
الحرية الوطنية. مقابل الاحتفاظ بالخصوصيات الاثنية، والمذهبية، ووفقاً لمعطيات وواقع الدولة العراقية
الحالية. واتصاف المجتمع العراقي بالتلون الاجتماعي والقومي، انعكست كل هذه الامور على تشكيل هويته،
فلكون ان الموروث الموجود لدى اغلب العراقيين في التفكير والسلوك، هو في اساسه يتكون من الموروثات
الطائفية والموروثات العشائرية. فان وجود هذا الاساس، اثَّرَ على عقلانية القيادات السياسية في مجال اللجوء
الى الحوار، بدلا من العنف و سيادة نزعة الصراع ولمصلحة الطائفة أو العشيرة، بدلاً من البحث عن الحلول
التي تقود الى تحقيق البناء السياسي للدولة. إن الاستعداد لمراجعة مفاصل العملية السياسية، والعمل على
تصحيح ما يمكن تصحيحه وتعديله من الدستور , إلى قانون الانتخابات ومجالس المحافظات ووضع آلية
مناسبة لهذه المراجعة. والاستعداد للتنازل عن بعض المكاسب الدستورية أو القانونية التي حصل عليها هذا
الطرف أو ذاك في ظروف غير طبيعية.
وباعتبار أن الدستور هو الذي يوحد الدولة لذلك يجب اختيار لجنة من خبراء القانون الدستوري تضم مختصين
بالشؤون الدستورية والقانونية من العراقيين ، يتم اختيارهم من قبل المنظمة الدولية دون العودة إلى استشارة
أو موافقة الكيانات السياسية المساهمة في الحكم حالياً لضمان حياديتهم, بعد تهيئة التعبئة الشعبية للدستور،
القائم على أسس المواطنة، ويعرض على الاستفتاء العام . الاستفتاء يصار إلى البدء في عملية التغيير وفق
الخطوط العامة التي رسمها الدستور في كافة مجالات الحياة السياسية، الاجتماعية والاقتصادية.
اصلاح الوضع السياسي العراقي، من منطلق ان العملية السياسية في العراق بعد الاحتلال تحتاج الى مراجعة
وطنية، ليقف الجميع على خط واحد لخدمة استقلال وسيادة العراق، والتخلص من اثار الاحتلال الامريكي.
وهذا يتطلب بصورة جدية البحث من جديد في اجندة صانعي القرار العراقي للبدء بعملية ازاحة لآثار
الماضي والحوار مع كافة التيارات المعارضة للعملية السياسية ، لان حل هذه الاشكالية سيوفر
على العراق معطيات سياسية، اقتصادية، وعسكرية كبيرة.
العمل على إزالة الخلل في مؤسسات الدولة، وإحداث قدر من التوازن وخاصة في قوى الأمن الداخلي والجيش
والمؤسسات العلمية والثقافية، وكذلك مستوى وحجم التمثيل في سفارات العراق، وأن يكون هذا التوازن
منسجما مع متطلبات الكفاءة والموضوعية. احترام المرجعيات والمؤسسات الدينية المختلفة والاستئناس برأيهم
من دون أن تكون لهم سلطة على القرار السياسي للدولة. فالدولة لها مؤسساتها ومرجعيتها الدستورية التي
تنطلق منها كدولة متكاملة وليس ككيان جزئي منفصل عن هذه المؤسسات الطبيعية في كل دولة ذات سيادة.
وعلى كل العراقيين وفي هذه المرحلة،هو تغليب الحكمة وروح الحوار, نشر روح المواطنة كثقافة وطنية
والتعبير عنها في كل مناسبة وعدم السماح لأي ثقافة ثانية تتناقض مع الروح الوطنية، وتوعية الشعب العراقي
بمخاطر التجزئة والتقسيم.
كانت هناك نوايا وخطط لتقسيم العراق مرسومة مسبقاً, ولكن وجود تلك النوايا والخطط لم تأتِ مع الاحتلال
الأمريكي للعراق لعام/2003م, بل هي موجودة قبل سنين. اي لم يتم تغير شيء من الخطوط العريضة لما
سبق تسربة أو تسريبه منذ عقود طويلة عن خطط التقسيم . والوقائع تثبت بان هناك ارادة واضحة المعالم
تعمل على تقسيم الأمة العراقية إلى مزيد من التشتت، لتتحول من مرحلة القوميات التي تلتها الوطنيات إلى
مرحلة الطوائف والعرقيات والعنصريات، بعد أن كانت أمة واحدة .. أن الأطراف المهتمة بالمخطط القديم
لتقسيم العراق ، يتظاهر كل منها بأن ذلك التقسيم خطأ فادح، وخطر ساحق، فهو ضرر لا بُدّ من تلافيه، بينما
تتصرف تلك الأطراف نفسها على أرض الواقع على أساس أن ذلك التقسيم ضرورة لا مفر منها. وبعد مضي
اكثر من عقد من الزمن بأحداثه وتداعياته، لا تزال مواقف هذه الأطراف تدور حول تلك الازدواجية التآمرية.
وبسبب التنوع الديني والمذهبي والعرقي واللغوي فأن العراقيين يفضلون العيش في ظل دولة لامركزية. والتي
لا يسمح فيها بمصادرة الحريات وانتهاك حقوق الانسان كما حدث في ظل النظام الشمولي السابق. وفي نفس
الوقت لا يمكن للعراقيين القبول ، بتمزيق العراق وتفتيته الى دويلات بخيار انشاء الاقاليم العرقية والمذهبية
لمواجهتها للكثير من العوائق والموانع الداخلية والاقليمية. فلا يبقى امام الشعب العراقي وقياداته السياسية
سوى اتخاذ كل ما يلزم من الاجراءات المناسبة والمطلوبة لتفادي شبح التجزئة والتفكيك السياسي وانقساماتها.
وذلك نتيجة لتخوف الجهات والكيانات السياسية العراقية الاخرى من تداعيات تطبيق هذا النظام ، والتي تستند
في تبرير تخوفها ، بان تطبيق هذا النظام يقود الى تقسيم العراق الى كيانات عرقية وطائفية على اساس اثني
وطائفي. لاسيما ان الاحتلال الامريكي حاول ان يزرع المحاصصة الطائفية والعرقية داخل الجسد العراقي،
وقد نجح في آثارة الورقة الطائفية.و تتجلى مخاطر تطبيق هذا النظام بغياب احترام التنوع الاثني،علاوة على
غياب توازن في العلاقات ما بين السلطة الاتحادية وسلطة الاقليم من جهة، والعلاقات الاقليمية والدولية من
جهة اخرى. في ظل عدم التوازن في عملية توزيع السلطات والثروات بين الحكومة المركزية والاقليم
والمحافظات غير المنتظمة في اقليم. والمهددة بنشوب صراع سياسي واجتماعي بينهما، نظرا لعدم حسم الكثير
من الاشكالات الرئيسية. ولغرض افساح المجال امام القوى الاقليمية للهيمنة، وفرض اجندة استعمارية جديدة
على المنطقة من خلال تطبيق المشروع الامريكي الاسرائيلي فيما يعرف (بالشرق الاوسط الكبير) الذي
يحاول ان يجمع كيانات عرقية وطائفية عديدة موجودة.
الدور العربي مطلوب اليوم أكثر، لإحداث التوازن ونزع المخاوف من جرّ العراق بعيداً عن عمقه الاستراتيجي
الطبيعي، في إعادة موقعه في العالم والمنطقة العربية بشكل عام ومع البيئة الاقليمية ودول الجوار بشكل
خاص لاسيما العالمين العربي والإسلامي. وهذا يتطلب بناء مؤسسة مهنية كفوءة لإدارة هذه العلاقات
الخارجية وإعادة تعريف أولويات العراق في الأمن القومي وتعزيز الجبهة الداخلية، لأنها نقطة انطلاق نحو
العالم الخارجي بالشكل الذي يحفظ مصالحنا وأمننا الوطني وأن إقامة سياسة متوازنة مع المحيط الإقليمي
بالذات قائمة على حسن الجوار والتعامل بعقلانية وموضوعية وعلى قدر كبير من المسؤولية وإقامة علاقات
مع دول الجوار دون تمييز واعتماد سياسة الحياد المرن والمتوازن، وإعطاء تطمينات إلى دول الجوار بشأن
مسألة تأثيرات النظام الفيدرالي أو النظام العقدي بين الجماعات العراقية، وأن تتضمن الاتفاقيات
العراقية مع أية دولة ضمانات بعدم تهديد الأمن الإقليمي.



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد العالمي التضخم والانكماش
- الفساد من أهم عوائق التنمية في الدولة الحديثة
- الإستقرار ألأمني وألسياسي ومدى تأثيره على التنمية
- القانون يحفظ الحريات دون المساس بالنظام العام
- الأمن المائي وأثره على الأمن القومي بلدان حوض دجلة والفرات ( ...
- بناء النظام السياسي والتَحَوّل الديمقراطي
- التكییف القانوني للواقعة الاجرامية وفقاً للقانون ...
- العلاقة القانونية والسياسية بين سلطة الحكم والفرد بعد ألإنتخ ...
- الدستور يسمو على القوانين العادية
- العادات والسلوك الاجتماعي داخل الجماعة
- ضعف الشرعية السياسية يؤدي إلى إختلال الحياة العامة
- أزمة مفهوم المرفق العام ساهمت في توسِّع القانون الإداري
- تهديد الإرهاب الدولي للسياسة الوطنية
- آثارُ الجرائمِ المالية والفساد على إقتصادات الدول
- التكییف القانوني لحكم القانون على الواقعة وقرار ...
- السياسة النقدية والائتمانية وتأثيرها على ميزان المدفوعات
- النُظم الإنتخابية إنعكاسَها على الناخبين وعدم إقصاء اي طرف و ...
- تأثير التكنولوجيا على الإقتصاد العالمى والقانون
- عدم التعسف في إستعمال الحق
- أثر الإحتلال والطائفية والفوضى على الوحدة الوطنية العراقية


المزيد.....




- بين الجُزُر والحصون.. في ساحل كرواتيا معالم وتجارب آسرة ترضي ...
- مالكوم إكس والدعوة إلى مقاومة الظلم العنصري بـ-أي وسيلة ضرور ...
- رفح ـ إسرائيل تواصل قصفها وتعثر على أنفاق على الحدود بين غزة ...
- سموتريش: أعتقد أننا في طريقنا إلى الحرب مع -حزب الله-
- وزراء خارجية شنغهاي للتعاون ينظرون في أستانا في الترشيحات لم ...
-  وزيرة خارجية جنوب إفريقيا: ما يحدث في فلسطين فصل عنصري
- الدفاع الروسية: قواتنا تتقدم في خاركوف والخسائر الأوكرانية ب ...
- برلماني مصري: -الحكومة زي الأم اللي مش قادرة تهتم بأولادها ف ...
- هل باتت واشنطن والرياض قاب قوسين أو أدنى من توقيع اتفاق تعاو ...
- الجيش يعلن إحباط -محاولة انقلاب- في جمهورية الكونغو الديمقرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - دستور المواطنة يؤسس لدولة قوية