أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - منى المري هوبكنز - نفر من الجن














المزيد.....

نفر من الجن


منى المري هوبكنز

الحوار المتمدن-العدد: 7125 - 2022 / 1 / 3 - 01:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


يحكى بأن الكثير من البشر قد رأوا بعضاً من الجنّ. منهم من اصبح اسطورة ومنهم من تسمع به بين الفينة والاخرى. هناك من يدعي رؤيتهم وهنالك من يُكذبهم ويقول أنه من المستحيل. ولكن العربي والمسلم يؤمن بوجودهم، فلا تنسوا الايمان بهم واجب.

في زمن بعيد، وحتى الان، ذِكرِهم لا يقل. وفي اوقات معينة، كوقت الظهيرة، حين تكون الشمس ساطعة محرقة، يُحذر منهم. الحذر من الذهاب الى المزارع او الاقتراب من شاطئ البحر. في وقت الليل، وبعد صلاة العشاء، حيث يقل التنقل بين افراد الحي، ويقضي الفرد اغلب وقته مع اسرته، في المجلس، او في احتفال زواج او خطوبة، أوقد يكون احتفال الحناء. وعند التوجهه للبيت عادة لا يكون الشخص لوحدة فلا داعي للخوف.

تقنية مستخدمة من الاباء للابناء، نوعا من التحكم، فبدل التشجيع استُخدِم الترويع. واقع لا مفر منه، الخوف المقمّع والحرية المسلوبة منذ الصغر. ومع ذلك، يوجد منهم المِقدام، فيجرؤ على الخروج، ولم يكتف بذلك بل يبحث ويستكشف. ولكن لا اعتقد بأن هذا ام هذه الشجاعة قد واجهه الفزع المخفي، ويا ترى ان حصل، هل من مغيث؟ قد يكون احد الاهل، وبلا شكل سيبقى البقية مختبئين، لا يتجرؤون فلا يدركون، بالوحدة يضعف المخيف، ويفزع المفزع، فتذهب الوحشة و يبدأ عصر جديد.

وان وجد احد هؤلاء الجان الاساطير، لا نكران للوجود، في كل مكان يحضرون، وفي كل وقت يأتون، يشهد لهم الزمان وما نقل من الاشعار والروايات. تختلف المسميات والصفات.

ففي الليل، تبدأ "ام حمار" بالتنقل وتأخذ حريتها مع مجموعة من الكلاب التي تلحق بها. في النهار يسرح ويمرح الانس، اما في الليل فيأتي وقت الجن ليسرح ويمرح. المشاركة جميلة فلسنا وحدنا نملك الارض. رأسها انسان وجسدها حمار، تظهر وتغني فيتبعونها لهوة الدمار.

اما "حمارة القايلة"، فتظهر في وقت الظهيرة وخاصة في القيظ الذي ينتهي بطلوع سهيل. ولكن لا يعني هذا بأنها لا تظهر وتتنقل في وقت آخر. ولنتكلم عن "مرجانه"، التي تُحلق سماء الظهيرة تبحث عن الاطفال، يا ترى ما قصتها؟ هل كانت محرومة، هل هو حس الامومة؟ ام نوايها يملئها الشر. والمسكينة الاخرى، "ام السعف والليف"، التي تقضي وقتها في المزارع وعلى النخيل، تتنقل بينهم، وتتراقص مع السعف الذي يتمايل مع هبوب الرياح. يظهر ظلها للمُبصِر ولكنها دائما مختبئة بين سعف النخيل وليفه. قد تكون هي خائفة كما تُخاف.

هذه هي ثقافتنا، الترهيب اكثر من ماهو ترغيب، فليته فقط على المستوى الصغير، بل يتعدى ذلك و يمس الكبير. فيتم استغلال الفكرة في بث الخوف والرعب في قلوب الاطفال والكبار. فيتنكرون باحدى شخصيات الجان، اناث ام ذكور، فإن كان هدف مرجانة الخطف، يتم الخطف، فيختفي الكثير، فيتم السؤال يا ترى اين السجون؟ وماذا عن ام حمار وقطيعها من الكلاب، تصيد فيأكلون. اين تم التخلص من عظام الشعوب؟

و"السعلوة" ذات الشعر الطويل والجسم الرشيق، تتربص للرجال، فيأتوها ولا تأتيهم، سحرها غلاب، يتبعونها حتى الهلاك. هذا مصيرهم، يغريهم المال، فيتبعونهم فيهلكون. فما ذنبها ان كان البشر ضعيف. افلا يعلمون بأن الجمال زوال، وان العقل دوام؟ افلا يفتحون عيونهم ليروا ما ينظرون اليه. الحق ثابت والضلال زائل.

ولا ننتهي هنا، فأبو مغوي، يتصيد للصيادين، في البحر اثناء الليل يصطادون السمك، فيناديهم، فيتبعوه. يا للخجل، هل لاحظتم وجه الشبه؟ في المتابعة نُعرف، وبها نسقط. يسمعون صوت أبو مغوي كصوت الزميل، يخبرهم بالصيد الوفير، فيسبحوا في الغزير حتى الفناء. فيغويهم ويفنيهم. فتحزن الزوجات، وتقلق على الابناء. ماهو المصير؟ التشرد ام الشحذ؟ ام زوج جديد، ينتهي به المطاف باحدهم.

والويل من "الخبابة" طويلة سوداء، يراها تعيس الحظ، فيظل مرعوب مفزوع. يظن بانها ظل وهي له راصدة، فأين هي صاحبة الظل الاسود الطويل؟ وماذا تريد؟ اعلم بأنها امر مريب، حولك تحيط.

كل المذكور في جهة و"الجاثوم" في الجهة الاخرى، جان خبيث، للصدر مريد، وللخنق سعيد، فتصبح مكروب، ثقيل مهموم، لسانك معقود ونفسك مخنوق. يتصيد للجميع، رجال ام حريم، فلا تترك له المجال بأن يصيب، ولكن للاسف هؤلاء لنا كالمرض الغير معلوم. منهم ينوي الخير ولكن الشر له وليد، ومنهم ينوي الشر فهو شيطان رجيم. نراهم كل يوم، بالتلفاز ام الاخبار، نسمع كذبهم مصدقين. احذروهم فهم منبع الاسى والخيبة.



#منى_المري_هوبكنز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولاء الاعمى لبشر مثلكم
- صراع توم وجيري
- اصمات نهيق الحمار
- فقدت شرفها قطر
- الزلزال السعودي الداشر


المزيد.....




- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- -بلومبرغ-: البيت الأبيض يدرس إمكانية حظر استيراد اليورانيوم ...
- انعقاد قمة المؤسسة الإنمائية الدولية في نيروبي بحضور القادة ...
- واشنطن: خمس وحدات إسرائيلية ارتكبت -انتهاكات- بالضفة الغربية ...
- السلطات الألمانية تدرس اتخاذ إجراءات عقب رفع شعار -الخلافة ه ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي ينتقد أردوغان بسبب موقفه من الحرب ع ...
- الأمير محمد بن سلمان يتحدث عن إنجاز حققته السعودية لأول مرة ...
- زاخاروفا تذكّر واشنطن بمنعها كييف من التفاوض مع روسيا
- الحوثيون: استهدفنا مدمرتين حربيتين أمريكيتين وسفينة بالبحر ا ...
- وفد من -حماس- يغادر القاهرة ليعود برد مكتوب على مقترح صفقة ا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - منى المري هوبكنز - نفر من الجن