أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - حراس البوابات














المزيد.....

حراس البوابات


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6793 - 2021 / 1 / 20 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حَسبنا أن عصر الأستبداد قد ولى , وأن حراب الحراسات قد أختفت الى غير رجعه , ولكن يبدو الأمر كان حلماً , فقد فززنا على واقع أكثر قبحاً , وأشد شراسه من سابقه , فقط هي الوسائل من تغيرت , فبعد أن كانت ظاهره للعيان أصبحت الآن لا تُرى , ويجري التحكم بها عن بُعد ومن غرف مغلقه , ولكنها أشد قمعاً , وأكثر قسوه لمن لا يذعن لها , والويل والثبور وعظائم الأمور لمن لا يداهن ويهادن فراعنة العصر الترامبي . كان الأمل كبيراً عندما فُتحت بوابات وسائل التواصل الأجتماعي , فأستبشرنا خيراً , بأننا على أعتاب عالم جديد يبشر بألف خير , تنطلق فيه الكلمه الحره في فضاء واسع , متحرره من قضبان وقيود القمع الحكومي والأجتماعي ,هاربه الى رحاب أوسع , وفضاء أكبر , ولكن للأسف لم تطول فرحتنا , ولم يدم أملنا حين أنصدمنا بحراس أكثر تعسف , وأشرس توحش لمن لا يطيع قوانينهم الجائره , وتعليماتهم المتعسفه , فما أن تنفسنا الصعداء في أستنشاق هواء الحريه , ألا وعادوا يضيقوا علينا منافذ الهواء , بحجج واهيه , هو أن ما نكتبه من موضوعات وما ننشره من كلمات بأنها كاسره للقوانين والضوابط والتعليمات التي وضعتها صاحبة ؛ الجلاله ؛ ؛والفخامه؛ أدارة الفيس بوك والتي تدار من الغرف المظلمه , هذه الأداره التي أرجعتنا الى ذكريات الزمن المشؤوم لوزارات الثقافه والأعلام في الحكومات الشموليه التي تخشى الكلمه التي تحمل جرعات الوعي الى عقول المواطنين , والتي تبث الحياة في نفوس الجماهير. أصبحت وسائل التواصل الأجتماعي وخاصه الفيسبوك قلعه حصينه لا يدخلها الا الذين يصلون ويسبحون لأمريكا وحلفاءها من الرجعين العرب , ولا يُمنع منها الا من قال لا للتبعيه ! والأذعان لشروط القهر والحرمان, حتى أصبح هناك شعار يقول من لم يكن من المطبعين , فهو في نظرنا من العاصين !, وسيدرج على قوائم الأرهابين ! , بعد ما كان يُحسب في زمن الدكتاتوريات التقليديه من زمر المتآمرين. أنه نذير شؤم لكل من لم ينتج أحتياجاته بيده , ويعتمد في بناء حياته على قدراته , وأنه سيكون أسير غيره , وأن ما نتعرض له من أزمات أقتصاديه ومضايقات في الحريه سببه النمط الأستهلاكي الذي وضعنا أنفسنا بين فكيه , والذي جعلنا لقمه سائغه لمن يتربص بنا الدوائر . لا حياة لأمه لا تزرع غذاءها , ولا تصنع دواءها , ولا تحمي مقدراتها. للأسف أصبحنا أمه آثرت الأستهلاك المريح , والحياة المترفه , وهربت من التحدي , حتى أصبحت لا تقوى على قول كلمة , ولا تتجرأ الرد على كل معتدي وظالم لحقها , ومنتهك لسيادتها. نحن شعوب عندما هجرنا مبادئنا, أستأنسنا بما يروج لنا من التسليه الغير بريئه , فأصبحنا شعوب مبرمجه من قبل الأخرين , من غير أن ننتبه الى واقع يسير بسرعة البرق الى نهايه مره ومؤلمه . لقد بدأوا يؤقلمونا للقبول بواقع نسترخص به مثلنا العليا , ونقدم به ثرواتنا بأيدينا لعدونا خاضعين مذعنين , ونفتح بوابات بلدنا للمحتلين , ونحن طائعين , بل ومهلهلين , مُؤثرين لهم البقاء ومرحبين . أن ما يجري علينا هي مقدمات ستلحقنا بالهنود الحمر وما آل أليه مصيرهم , وجعلهم الآن على حافة الفناء , كل ذلك بمباركة المتطوعين المجانيين من بعض أبناء وطنا , الذين جندوا أنفسهم ليكونوا كلاب حراسه للأجنبي , بل أصبحوا من المحرضين على أبناء جلدتهم من الأحرار , والأدلاء على كل من تظهر عليه مشاعر الوطنيه , وأن كانت على صفحات التواصل الأجتماعي .
أن ما يتعرض له مجتمعنا من حروب هو ما يُطلق عليها بحروب الجيل الرابع والخامس , وهي حروب غادرت الوسائل التقليديه من أسلحه ناريه , الى أسلحه أعلاميه ونفسيه وسبرانيه , أسلحه تستخدم الخصم لتدمير نفسه , من دون أن تترك أثراً للجريمه يدينها قانونياً وتاريخياً , حتى هذه الشعوب أن أستفاقت يوماُ فلا تدين بعد ذلك الا نفسها , لأنها ستكتشف بأنها ضحية سذاجتها , وسيطرة جهلائها عليها , ولم تكن تستمع الا لغرائزها . أننا الآن نُدفع الى الضياع , ونقاد الى تهديم كل مرتكزات ومقومات ثقافتنا وديننا وهويتنا , وحولونا من شعوب مقاومه للمحتل الى شعوب مطواعه له, سياله , هشه لا تقوى على الوقوف بوجه الهجمه المغوليه الجديده بقيادة أمريكا , والأدهى أن من يفتح مصاريع بواباتنا هم من أبناءنا , وهم من تبرعوا أن يكونوا العيون الساهره لهم , بل وأصبحوا هراوات بيد أعداءهم لضرب الشرفاء من أخوانهم , الذين أبوا دخول المحتل الى ديارهم . الخونه من سكنة ديارنا تبرعوا بالوقوف حراس مدججين في بوابات القادمين الجدد من ما وراء البحار , وأصبحوا عيونهم الراصده لكل شارده ووارده ,أين ما كانوا , وتحت كل حجر ومدر , وفي كل شارع وزقاق , ويتتبعوا كلمات الأحرار على كل صفحه وجدار. لقد قبل العملاء من بعض من هو محسوب على بلدنا أن يكونوا أدلاء ومخبرين , ومروجين للقادم المحتل رافعين أعلام نهاية التاريخ , ومبشرين بتنبؤات فوكوياما بأنتصار الكابوي الأمريكي , وأصحاب القبعه السوداء الواقفين عند حائط المبكى .



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناضلون بين قسوة الأنظمه وتنكر الجمهور
- حرب الأذواق في تدمير الأخلاق
- ما بين الأسطوره والدين السماوي
- أحزاب ركبت صهوات الخلاف وحملت رماح الصراع فمزقت نسيج مجتمع و ...
- بوابة العنف
- خرافات الماضي وأوهام الحاضر
- أختلفت الأزمان وتشابهت الوسائل
- الحقيقه بين المنطق والعاطفه
- رؤيه في الدوله والنظام السياسي الأسلامي
- خدعة القرن
- ماذا يحدث في منطقتنا؟
- العراق وتجربة الحكم في لبنان
- رؤيه في الدوله والنظام السياسي الأسلامي- الجزء الثاني
- أحذرو اليد المروانيه
- رؤيه في الدوله والنظام السياسي في الأسلام
- رؤيه في واقع ملتبس
- (الحرب السريه على الشيعه ما المقصود منها)
- لماذا يعادي الغرب الوسطيه في العالم العربي والأسلامي
- لماذا تغضب شعوب العالم؟
- الجوكريه على دين واحد


المزيد.....




- الأحزاب السياسية البريطانية تخوض حملاتها الدعائية للانتخابات ...
- شاهد: ملايين الهنود يدلون بأصواتهم في الجولة السادسة للانتخا ...
- وزيرة الدفاع الإسبانية تصف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ب ...
- توتر بين مصر وإسرائيل.. أزمة معبر رفح تجاوز للخطوط الحمر
- الجيش السوداني: روسيا طلبت نقطة تزود بالوقود مقابل إمدادنا ب ...
- الفلاحي: إسرائيل فرطت بأسراها وصور المقاومة فضحتها
- خبير عسكري: عمليات المقاومة تكبد جيش الاحتلال خسائر كبيرة في ...
- شاهد.. القسام تستهدف قوات الاحتلال بالقنص والهاون جنوب مدينة ...
- هجوم روسي على خاركيف وتحقيقات جنائية مع قادة أوكرانيين
- رئيس وزراء أرمينيا: الأحوال الجوية سبب هبوط مروحيتي اضطراريا ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - حراس البوابات