أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فهد المضحكي - «المرأة ميراث من القهر»















المزيد.....

«المرأة ميراث من القهر»


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 6732 - 2020 / 11 / 14 - 09:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في كتابها الحديث «المرأة ميراث من القهر» تحدثت الدكتورة أماني فؤاد، أستاذ النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون في مصر عن نظرة الثقافة العربية للمرأة في ظل تطورات الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية التي يتشكل فيها تاريخ المنطقة من جديد بعد اندلاع ما اصطلح عليه باسم ثورات «الربيع العربي» حيث لعبت فيها، كما ذكرت في مقدمة الإصدار، دورًا بارزًا باعتبار تأثيرها ووظيفتها وسلوكها السياسي والثورة دون أن تحصد مزيدًا من الحقوق أو الحضور في المشهد الثقافي العام المؤثر إلا قليلاً، وبالنظر أيضًا إلى مكانتها المحورية في الجدل الفكري بين تيارين ينازع كل منهما الآخر؛ التيار الأصولي السلفي باستناده إلى الموروث الديني والفقهي، والعلماني الليبرالي بانفتاحه على خطاب العصر والمتمثل في الحداثة وما بعدها.

كذلك لما تعانيه المرأة في مجتمعاتنا العربية من غبن وأنواع من الظلم التي تنعكس على شخصها، على مظهرها وأفقها الذهني، كما تتحول إلى الأسرة والاستقرار المجتمعي وتؤثر خصمًا واستلابًا من قدرات المجتمع الإنتاجية والمعرفية والاستبداد الذكوري في أغلب حالتها، وأيضًا لما تقاسيه المرأة من مرارات وانتهاكات طالت عرضها وأدميتها أثر الصراعات الدامية في سوريا والعراق وفلسطين وليبيا واليمن والسودان والجزائر.

إضافة إلى التأسيس الأصولي الديني بكل أشكاله الذي يتسرب إلى ثقافتنا ووعينا الجمعي والذي يستلب المرأة إنسانيتها.

لقد تطرقت في هذا الإصدار إلى أشكال قهر المرأة في عالمنا العربي من الناحية التاريخية بدءًا من وأد الأنثى في المجتمع الجاهلي، والشعور بامتهان وجودها، ثم إرغامها على دفع فواتير الغزو والسلب والنهب القبلي العشائري من عرضها وشرفنا وكرامتها، وتحمل التسديد والفقد وانتهاك الأرض من حروب لم تكن طرفًا فيها، وإنما إثارتها نوازع ذكورية محضة لأطماع سياسية واقتصادية من أجل الهيمنة والاحتكار والتسلط، وخلافات عقائدية ومذهبية متعددة، إضافة لخضوعها إلى السلطة الأبوية المستبدة بكل أشكالها؛ الاسرية والكهنوتية والسياسية وتحويلها لمجرد عورة تابعة ناقصة الأهلية.

في هذا الكتاب ناقشت فؤاد أوضاع المرأة المسلمة التي تنتمي للثقافة الإسلامية، أيًا كانت جنسيتها، وأيًا كان وطنها؛ شرقية أم غربية، وناقشت حقوقها وطبيعة حضورها في الوعي الجمعي من منطلق موضوعي، حيث الإعلاء للنظر العقلي والمنطقي، وتفنيد مكانتها من الثقافة الذكورية المتأصلة تاريخيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، عبر الهيمنة السلطوية للسياسة، وباسم العادات والتقاليد، وبطريركية رجال الدين وامتلاكهم حق تأويل النصوص المقدسة التي هي بمثابة المرجعية التي تشكل العقل الجمعي، وطرق تطبيق هذا التأويل في الواقع.

في هذا الصدد ترى ثمة فرق كبير بين سلطة النصوص المقدسة التي ينبغي احترامها وتقديرها وبين سلطة الفقهاء بتأويلاتهم البشرية التي لا تقبل الرد والمناقشة وبين قداسة الدين بمصدره الإلهي، والفكر الديني بمصدره البشري، مع عدم إغفال الاستثناءات المتمثلة في بعض فقهاء المجتهدين، أولى العقول المستنيرة، ممن دافعوا عن حرية الفكر وحقوق المرأة وتبنوا قيم الاجتهاد المتجدد والعدل والمساواة.

كما تناولت صورة المرأة وطبيعة حضورها في خطاب الحداثة، الذي يمثل طرح العصر ونتاج عولمة الفكر والاقتصاد وتشابك العلاقات وتداخل العلوم والمعارف وشيوع التناص السلوكي والفكري والسياسي بين الدول.

ومن بين فصول الكتاب علاقة المرأة بالواقع السياسي في عمومه، والواقع المصري في خصوصه، وكيف يتجلى الحضور الأنثوي في مواد التشريع وموقف المؤسسة التشريعية والقانونية من المرأة ومشاركتها السياسية، وآليات تواجدها العلمي بالوظائف القيادية والقضائية ومناصب صنع القرار.

وأشارت هنا لقضية «المنصة حقها» التاريخية «قضية حرمان المرأة المصرية من حقها في تولي القضاء» مستنكرة غيابها عن المنصة منذ نشأة السلطة القضائية المصرية من القرن الماضي رغم نصوص دستورية عديدة تكفل حقها في تولي القضاء.

ومن القضايا التي ناقشتها طبيعة حضور المرأة وتجليات وجودها في مرايا الإعلام عبر البرامج الدينية الموجهة، وصناعة الدراما والأعمال التلفزيونية وكيف صورت الشاشة المرأة المصرية والعربية وأي قيم كانت تستهدف من وراء هذا التصوير، وأي دوافع محركة للكتابات المؤلفين الذين رسموا شخصية المرأة وبأي غايات استهلاكية ذكورية يمارس فعل الكتاب، وكيف اقتصرت هذه الأعمال والمؤلفات الدرامية على نقل الواقع ومحاكاته، دون أن تقوم بدورها الطليعي التنويري للارتقاء بالمرأة وعيًا وحقوقًا وتؤصل لاسترداد حقوقها وحفظ كرامتها، والارتقاء أيضًا بشخصية الرجل وتخليصه من هذه الذكورية الغاشمة، ونظرته الدونية للمرأة.

ومن بينها أيضًا طبيعة تجلي المرأة في الكتابة الأدبية، وكيف ظهرت المرأة بين صفحات المؤلفين - فكرًا وأدبًا - في التراث العربي - شعرًا ونثرًا -، وكيف عبرت الذكورية التراثية عنها، كيف صورتها ورسمت لها حدود وجودها الإنساني ووظيفتها، ثم كيف عبرت عن ذاتها، من خلال الكتابة المسرحية المعاصرة، كيف تأثرت بالموروث الذكوري الأصولي السلفي الضارب بجذوره في الوعي من خلال دراسة (رواية المتنقّبات) ثم صور المرأة في أدب نجيب محفوظ باعتباره أيقونة مصرية وعلامة بارزة في الكتابة الأدبية في أعلى مستوياتها الفنية، تمثل بصيرة الرؤية التي تتجلى بواسطتها ثقافتنا العربية في صورتها الروائية، شخوصًا وأفكارًا وأحداثًا ورؤى متعددة.

تقول عن هذا الكتاب الصادر في يناير 2020 لقد تحريت وأنا أطرح بعض قضايا المرأة أن تتم المناقشة على مستويين؛ الأول الإشارة إلى بُعد التفكير الديني ومحاولة الكشف عن تداعياته وآثاره على النسق الثقافي العام للمجتمعات العربية والإسلامية،

والثاني اعتماد إنجازات العقل البشري وتفعيلها، ثم مراعاة التطور والمرتكزات الفكرية المنطقية التي ينبغي أن تصبح منطلقًا لبحث المفاهيم، هذا التراكم المعرفي والعلمي الذي هو نتاج حضارات شتى تكاملت لتبرزها حقوق ومواثيق دولية أقرها المجتمع الدولي.

وملخص رأيها أن هذا الكتاب ينشد قارئًا منفتح الوعي، يفرق بين الدين والفكر الديني، فهذا الكتاب لا يتطلع بحال من الأحوال لهدم الثوابت النصية وإنما لهدم التأويلات الخاطئة للنصوص ورفض وصاية رموزها الكهنوتية على قراءتنا لها، والقطيعة مع كل ما يثبت عدم صلاحيتها واتساقه مع تطورات ومعطيات لحظتنا التاريخية وما استجد فيها على مكونات كيان المرأة وتطوره وتنوير الوعي وصولاً لقراءة تأويلية صادقة ومستنيرة للنص بما يوافق مقاصده السامية وحقوق الإنسان.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سامي الدروبي علامة فارقة في سيرة الترجمة إلى العربية
- انحسار الأحادية القطبية
- بحر الصين الجنوبي والصراع الأمريكي - الصيني
- المفكر سمير أمين «مفكك الرأسمالية»
- تركيا ونوازع أرمينيا وأذربيجان!
- «كورونا» وتزايد فجوة الدخول!
- الليبرالية والليبرالية الجديدة
- السودان والعلمانية
- حالة حقوق الإنسان في تركيا!
- بريطانيا والإسلام السياسي!
- رحيل المناضلة السودانية زينب بدر الدين
- الأطماع التركية.. والموقف الأوروبي المتذبذب!
- «الطير الهيمان» وداعًا
- حديث عن البرلمانات العربية!
- تقارير عن البطالة في زمن «الكورونا»
- عن مخطط إسرائيل بضم الضفة الغربية!
- أبعاد العلاقات التركية الإيرانية في المنطقة!
- قاسم أمين والانحياز الدائم للمرأة
- تركيا واستعادة الحلم الأمبراطوري القديم!
- العنصرية في بلاد الحريات!


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فهد المضحكي - «المرأة ميراث من القهر»