أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - بحر الصين الجنوبي والصراع الأمريكي - الصيني















المزيد.....

بحر الصين الجنوبي والصراع الأمريكي - الصيني


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 6713 - 2020 / 10 / 24 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين الحين والآخر نسمع عن تصاعد التوتر في بحر الصين الجنوبي، ثمة تقارير تقول إنه لا يزال صراع النفوذ والهيمنة المتصاعد بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في هذه المنطقة يلقي بظلاله على الأمن والاستقرار العالمي، لينذر بنشوب حرب عالمية ثالثة، ما لم يتم التدخل التفادي انعكاساته على السلام العالمي مستقبلاً.

بحر الصين الجنوبي هو ثاني أكبر مسطح مائي وهو جزء من المحيط الهادي، وتطل عليه الصين واندونيسيا والفلبين وفيتنام وتايوان وماليزيا وسنغافورة وبروناي، ومنه تمر حوالي ثلث تجارة العالم، أو ما قيمته 5.3 تريليون دولار سنويًا، حصة الولايات المتحدة من هذه التجارة 1.2 تريليون دولار.

بحر الصين الجنوبي كما يشير تقرير مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية يحتوي على ثروات كبيرة، وفيه جزر حيوية غنية وهناك خلافات حول استغلال هذه الجزر، فالبحر يحتوي على ما يزيد على 17 مليار طن من النفط وفقًا لدراسات صينية، بينما تقول الولايات المتحدة إن الاحتياطات المؤكدة تصل إلى 7.7 مليار طن، وبغض النظر عن الفرق الكبير بين التقريرين فإن هذه الكميات مهمة جدًا بالنسبة إلى دول تعتمد بشكل كبير على النفط والغاز، كما يعتمد ملايين الناس على هذا البحر للحصول على الاسماك سواء للتجارة أو للغذاء، وينطوي هذا على أهمية كبيرة إذا عرفنا أن ما يقارب من نصف سفن الصيد في العالم تعمل على هذا البحر، وهذا يوفر عائدات ضخمة ويشغل أيديًا عاملة كثيرة.

أهمية البحر بالنسبة للدول المطلة عليه لا تقتصر على الثروات فقط، فهو حيوي وله أهمية استراتيجية كبيرة جدًا كمعبر تجاري، خاصة مع نمو التجارة العالمية التي تمر عبره، وتمر من خلاله نسبة 80 في المئة من واردات الصين من الطاقة ونحو 40 في المئة من اجمالي تجارتها عبر هذا البحر، ما يزيد من أهمية البحر الاستراتيجية اقليميًا ودوليًا.

في هذه البقعة من العالم ثمة تنافس أمريكي - صيني، وثمة اتهامات متبادلة بين الجانبين تتعلق بعسكرة المنطقة اذ تحول بحر الصين الجنوبي إلى أكثر مناطق العالم ازدحامًا بالسفن الحربية، وهذا بالطبع يزيد من فرص التوتر القائمة هناك بشكل مستمر خاصة مع كثرة المناورات العسكرية بأحدث الاسلحة البحرية، وبرغم أن المنطقة لم تشهد صدامات مسلحة بين البلدين، فقد وقعت أحداث خطيرة عدة تنذر بصدامات مسلحة.

بعض المحللين يرون أن الولايات المتحدة الامريكية تحاول إثارة المشاكل والتدخل في الشؤون الداخلية والمسائل السيادية والمتعلقة بجمهورية الصين الشعبية بداية من هونغ كونغ والتبت وتايوان، مرورًا بالخلافات التجارية واستهداف شركات التكنولوجيا الصينية، ثم قضية بحر الصين الجنوبي التي تبدو أكثر سخونة وخطورة من المحتمل تهدد طرق التجارة العالمية والسلم والامن الدوليين.

ويعني وفق تحليل موقع «روز اليوسف» ان منطقة بحر الصين الجنوبي ورقة تستخدمها واشنطن لمساومة وابتزاز الصين لتعطيل السلام والنظام الاقليميين، بينما تصر الصين على التنمية السلمية فيها، وتدافع بحزم عن أمن سيادتها والحفاظ على السلام والاستقرار في تلك المنطقة.

وأدى مؤخرًا اختراق المدمرة الامريكية «يو إس إس موستين» التي كانت تحمل على متنها صواريخ موجهة نحو المياه الاقليمية للصين بالقرب من جزر «باراسيل» في بحر الصين الجنوبي إلى زيادة التوتر في تلك المنطقة.

طالما كان موقف الصين واقتراحها بشأن قضية بحر الصين الجنوبي ثابت وواضح، فهو يعامل دائمًا البلدان المجاورة على قدم المساواة ويحافظ على أقصى قدرة على ضبط النفس في الحفاظ على السيادة على جزر بحر الصين الجنوبي وما يتصل من حقوق ومصالح في هذه المنطقة، ووفقًا لـ«إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي» الذي توصلت إليه الصين ودول الاسيان في عام 2002، تلتزم الصين بحل النزاعات المتعلقة بالسيادة ذات الصلة مباشرة من خلال المفاوضات، وهي ملتزمة بالعمل مع دول الاسيان للحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي.

وحقق التعاون -حسب تقديرات الصين- بين الصين وبلدان الاسيان في مجالات البحث والإنقاذ البحري، وحماية البيئة البحرية، والبحث العلمي البحري وغيرها من المجالات.

في حين أن التدخل الامريكي يثير الأزمات في تلك المنطقة، وبشكل واضح على الرغم من ان الولايات المتحدة ليست طرفًا في النزاعات في بحر الصين الجنوبي، لكنها تدخلت مدفوعة بمصالحها الذاتية، ما جعلها تبذل قصارى جهدها لإثارة العواصف وتعكير مياه بحر الصين الجنوبي، وليس هناك شك -وهو ما أشار إليه التحليل سالف الذكر- وتستغل قضية بحر الصين الجنوبي لإثارة الأزمات!

بالإضافة إلى أهمية بحر الصين الجنوبي لتدفق التجارة الدولية، فإنه يمثل المنفذ الرئيس للصين إلى البحار والمحيطات المفتوحة في العالم، ومن الصعب تصور أن الصين تتحول إلى قوة عالمية رئيسة إذا تمكنت الولايات من شل حركتها وخنقها هناك، لذلك فإن صدام النفوذ في منطقة بحر الصين الجنوبي على وجه الخصوص يمثل عقدة الصراع في الوقت الحاضر بين القوتين الرئيستين في العالم، وهذا ما يفسر موقف وزير الخارجية الامريكي مايكل بومبيو في اعلان رفض بلاده تأكيد بكين سيادتها على بحر الصين الجنوبي ومحاولات واشنطن تحريض الدول المحيطة ضدها.

في مقابل ذلك، تذهب تقديرات خبراء الاستراتيجية العسكرية في الصين إلى انه في حال اختارت الولايات المتحدة مواجهة مسلحة مع الصين، فإن من المرجح هو احتمال أن يحدث ذلك حول تايوان أو في بحر الصين الجنوبي، وتذهب هذه التقديرات إلى أن أبعاد شبح حدوث مثل هذا الاحتمال يتطلب ان تستعرض الصين قدرتها على الردع العسكري، بما يجعل القيادة الامريكية في غير شك من قوة رد الفعل الصين الذي يمكن ان يسبب خسارة فادحة الولايات المتحدة، وفي هذا السياق أجرت الصين مناورات بحرية واسعة النطاق على مرحلتين في بحر الصين الجنوبي.

في الواقع فإن التنافس الامريكي - الصيني في شرق آسيا ليس مرتبطًا بالمصالح المتشابكة هناك فقط، وإنما يأتي في سياق التنافس بينهما على مستوى عالمي، فالولايات المتحدة تعتبر الصين أكبر تحدٍّ أو ربما تهديد للهيمنة الامريكية في العالم، إذ تنمو الصين اقتصاديًا بشكل متسارع، وفي الوقت نفسه تعمل على تحديث قوتها العسكرية وهي تطمح إلى تغيير موازين القوى الدولية، ولهذا تسعى إلى توسيع نفوذها في العديد من مناطق العالم خارج مجالها الحيوي شرق آسيا.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفكر سمير أمين «مفكك الرأسمالية»
- تركيا ونوازع أرمينيا وأذربيجان!
- «كورونا» وتزايد فجوة الدخول!
- الليبرالية والليبرالية الجديدة
- السودان والعلمانية
- حالة حقوق الإنسان في تركيا!
- بريطانيا والإسلام السياسي!
- رحيل المناضلة السودانية زينب بدر الدين
- الأطماع التركية.. والموقف الأوروبي المتذبذب!
- «الطير الهيمان» وداعًا
- حديث عن البرلمانات العربية!
- تقارير عن البطالة في زمن «الكورونا»
- عن مخطط إسرائيل بضم الضفة الغربية!
- أبعاد العلاقات التركية الإيرانية في المنطقة!
- قاسم أمين والانحياز الدائم للمرأة
- تركيا واستعادة الحلم الأمبراطوري القديم!
- العنصرية في بلاد الحريات!
- الجائحة تضاعف اللامساواة!
- العلاقات الدولية و«الكورونا»
- «كورونا» والحديث عن تفكّك الاتحاد الأوروبي!


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - بحر الصين الجنوبي والصراع الأمريكي - الصيني