أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فهد المضحكي - عن مخطط إسرائيل بضم الضفة الغربية!















المزيد.....

عن مخطط إسرائيل بضم الضفة الغربية!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 11 - 11:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


الاحتلال الاسرائيلي بضمه للضفة الغربية سيقضي على حلم الدولة الفلسطينية، وهو ما ينذر بمخاطر كبيرة جراء عملية الضم ستكون مكلفة بالنسبة للمواطن الفلسطيني.

وهو ما يعني على حد تعبير أدبيات مركز المعلومات الوطني الفلسطيني يكمن جوهر المشكلة الفلسطينية في قضية شعب، ومصير وطن، قضية الغزو التدريجي والاستيلاء المستمر على بلاد بأسرها بالقوة العسكرية، قضية احتلال مضى في غطرسته قاضيًا على المجتمع الفلسطيني الآهل بأبنائه ومستبدلاً به مجتمعًا من اليهود المنقولين في كيان سياسي سلب أكثرية السكان الاصليين ممتلكاتهم، وشرّد المتبقين منهم أخضعهم لاستعمار استيطاني، ويعني أيضًا، إن الشعب الفلسطيني إثر حرب 1948 فقد واقعه المجتمعي بسبب تشتته الجغرافي، وفقد انتماءه العملي إلى وطنه وقيمه المجتمعية، وفقد هويته الحضارية والقومية، فأصبح عاجزًا عن التعبير عنها، كما فقد صفة المواطنة وحقوقها ووجباتها.

تحولت القضية من قضية شعب اغتصب وطنه وله حقوقه التاريخية والقومية إلى قضية لاجئين، المطلوب إغاثتهم لتأمين استمرار حياتهم، وايجاد العمل والمأوى لهم، وسعت اسرائيل إلى إدماجهم في المجتمعات العربية المجاورة لها، لطمس هويتهم والعمل على توطينهم لها، وذلك من خلال الدعوة إلى مشروعات اقترحها الرئيس الامريكي ايزنهاور للتنمية الاقتصادية للشرق الأوسط، بقصد توطين اللاجئين الفلسطينيين، تتوالى نكبات الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال الاسرائيلي بدعم امريكي لا محدود، حيث تسارع سلطات الاحتلال لتنفيذ مخططها ضم أجزاء من الضفة الغربية تنفيذًا لما تسمى (صفقة القرن) التي أعلنتها واشنطن أواخر يناير الماضي بعد أن بدأت فعليًا أواخر العام 2017 بإعلانها القدس عاصمة للكيان الغاصب ونقل سفارتها إليها في مايو 2018 رغم الرفض الفلسطيني والدولي الواسع لهذه الإجراءات التي تنتهك القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية!

إذا كان كما تؤكد إحدى وكالات الأنباء العربية في تحليل لها إن رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن عزمه تنفيذ مخططات الضم بالاستيلاء على مساحات واسعة من الضفة الغربية وإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية عليها وحصر الوجود الفلسطيني في مناطق صغيرة، فإنه يهدف من وراء ذلك إنهاء أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة متواصلة جغرافيًا بضوء أخضر من واشنطن التي أحبطت مشاريع قرارات داخل مجلس الأمن الدولي لإدانة ممارسات الاحتلال وجرائمه!.

تبدو خطط الضم – حسب ما عبَّرت عنه صحيفة «الغارديان» البريطانية ترجمة (عربي 21) – كما لو كانت الجلاد الذي سينفذ عقوبة الإعدام بحق حل الدولتين، لقد غيَّرت اسرائيل من الوقائع على الأرض من خلال النمو السريع للمستوطنات، الأمر الذي غدا معه ذلك الهدف بعيد المنال، إلا أن إعلان السيادة على أجزاء من المناطق المحتلة، ووضع ختم رسمي على الوقائع كما آلت إليه سيكون بمثابة لحظة جديدة ومريعة، والأهم من ذلك إنه سيضيف ظلمًا جديدًا إلى ما تكبده الفلسطينيون من مظالم مع حلول يوم 1 يوليو 2020 لم تعلن اسرائيل عملية ضم أجزاء من الضفة الغربية التي كانت تعد لها في هذا اليوم، يأتي هذا في وقت قال فيه رئيس الوزراء نتنياهو إن تل أبيب وواشنطن ستواصلان خلال الأيام المقبلة مناقشة مسألة فرض «السيادة الاسرائيلية» على أراضٍ في الضفة الغربية المحتلة، ما يعطي إشارة إلى عدم حسم خطوة الضم حتى اللحظة.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: ما الأسباب التي حالت دون الحسم الأمريكي – الاسرائيلي لشكل الضم ومساحاته؟ في هذا الصدد يشير موقع «arabicPost» إلى جملة من الأسباب أولها الخلاف الداخلي في أروقة الإدارة الامريكية، وكذلك الخلاف بين الليكود بزعامة نتنياهو وحزب أزرق – أبيض بقيادة وزير الجيش بني غانتس، بشأن توقيت وحجم وكيفية إخراج الضم، كذلك الخلاف الامريكي – الاسرائيلي، ولعل الخريطة الاسرائيلية الأولية التي كشفها الإعلام الاسرائيلي باعتبارها تمثل الشكل المعدل لخريطة الرئيس الامريكي دونالد ترامب التي طرحها حينما أعلن «صفقة القرن» تظهر بدرجة كبيرة مدى معارضة اسرائيل لنسبة «تبادل الأراضي» التي أتاحتها الصفقة الامريكية.

وبالإضافة إلى وجود خلافات في صفوف المستوطنين أنفسهم حول الضم، فإن من بين الأسباب الضغط الكبير الذي مارسه جهاز المخابرات «الشابك» الاسرائيلي ومعه الجيش على المستويات السياسية لعدم تنفيذ الضم بصورة شاملة بطريقة تجلب مخاطر أمنية وسياسية على اسرائيل.

تذهب بعض التحليلات إنه يفترض أن تبدأ «اسرائيل» عملية ضم أجزاء من الضفة الغربية يوم الاربعاء 1 يوليو، لكن الولايات المتحدة الامريكية وعلى الرغم من أن سفيرها في «اسرائيل» كان أكثر المتحمسين لعملية الضم لم تعطِ الموافقة النهائية على آليات تطبيق الخطة، خوفًا من ان تأتي العملية بردود فعل عكسية تؤثر سلبًا في الانتخابات الامريكية (كان ترامب في الأساس مستعجلاً على الضم، لاستثمار الموضوع في الانتخابات لكن ردود الفعل الدولية والفلسطينية المعترضة، والخوف من نتائج عكسية، دفعاه إلى التريث).

وبعبارة أخرى، فالانتخابات الرئاسية الامريكية هي الموضوع الأكبر الذي يشغل بال الرئيس دونالد ترامب في هذه الأثناء، لاسيما إن استطلاعات الرأي تعطي منافسة الديمقراطي جوبايدن تقدمًا بنسبة 14% مع ذلك يفكر ترامب كثيرًا فيما اذا كان دعمه لخطوة الضم من شأنه أن يفيد بالانتخابات المقررة نوفمبر القادم من عدمه.

هناك نشاط فلسطيني وعربي ودولي واسع يناهض خطوة الضم التي تنتهك القانون الدولي وتجعل حل الدولتين مستحيلاً.. الخطوة كما وصفها خبير الأمم المتحدة مايكل لنك نهاية وليس بداية دولة فلسطينية حقيقية وستثمل شكلاً حديثًا من أشكال الفصل العنصري وشذوذًا سياسيًا في القرن الـ21.

ومع ذلك فإن مواجهة خطط الاحتلال الاسرائيلي لعملية الضم بحاجة لأدوات فعالة لمنعها لا تقتصر على التصريحات السياسية التي لا تغني ولا تسمن من جوع، ولا على الشجب والاستنكار والإدانة ومزايدات الاسلام السياسي بكل أطيافه، بل بحاجة إلى فعل حقيقي وواقعي على الأرض.. فعل مرهون بالموقف الفلسطيني ووحدته، ومرهون ايضًا بتحرك المجتمع الدولي لمعاقبة اسرائيل على تمردها على الشرعية الدولية التي تدعوها إلى وقف أنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وتنفيذ قرار الأمم المتحدة بشأن إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما تؤكد عليه منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبعاد العلاقات التركية الإيرانية في المنطقة!
- قاسم أمين والانحياز الدائم للمرأة
- تركيا واستعادة الحلم الأمبراطوري القديم!
- العنصرية في بلاد الحريات!
- الجائحة تضاعف اللامساواة!
- العلاقات الدولية و«الكورونا»
- «كورونا» والحديث عن تفكّك الاتحاد الأوروبي!
- أثر «كورونا» على الاقتصاد الخليجي
- بمنأي عن -كورونا-.. العلمانية قانون طبيعي للحياة
- العرب وتداعيات -كورونا-
- هيلين بولاك
- فوائد فيروس كورونا
- فشل الإدارة الأمريكية في امتحان «كورونا»
- إخفاق العولمة في زمن الكورونا!
- كورونا وإشكالية الخرافات والشائعات!
- كل التقدير للمرأة في يومها العالمي
- عن تقرير -توفير مستقبل لأطفال العالم-
- حروب -العثمانيين الجدد-
- كامل شيّاع
- مخاطر تزايد حجم الدين العالمي!


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فهد المضحكي - عن مخطط إسرائيل بضم الضفة الغربية!