أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جميل النجار - أحشاؤنا؛ قنابلٌ موقوتةٌ














المزيد.....

أحشاؤنا؛ قنابلٌ موقوتةٌ


جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)


الحوار المتمدن-العدد: 6695 - 2020 / 10 / 5 - 09:47
المحور: الطب , والعلوم
    


عَلَّمتْنا الكيمياء منذ الصِغر؛ بأن الأكسجين، رغم خموله وعدم قابليته للاشتعال، إلا أنه يساعد على اشتعال النار، التي يتفجر بها الهيدروجين المتوهج؛ عند اندماج أنويته؛ وعندما تقترن ذرة أكسيجين بذرتي هيدروجين؛ يولد جزيء ماء؛ وبتجمع عدة ملايين منه؛ تتشكل قطرة من الماء النقي... الخ.
وتَعَلمْنا من البيولوجي أن عمليات التمثيل الغذائي أو الأيض Metabolism ما هي إلا تفاعلات كيميائية؛ يساعد فيها الأكسجين على احتراق الطعام (كوقود) في الخلايا؛ وتتولد عن احتراقه الطاقة اللازمة لقيام الجسم بوظائفه الحيوية المختلفة، والطاقة الكلية تنتج من حرق الغذاء في ظل وجود الأكسجين في المسعر القُنْبلِيّ (أكسدة الطعام).
وأن الطاقة الناجمة يستهلك الجسم جزءاً منها، وما يتبقى يختزنه على شكل مواد دهنية تشكل رصيداً للطاقة داخل أجسامنا لحين الحاجة إليها؛ ما يعني بأن جميع تفاعلات الاحتراق هي تفاعلات تنشر الحرارة. وفي ظل غياب مثل هذه الطاقة الغذائية؛ لصومٍ طويل أو امتناع قسري؛ يبدأ الجسم في الاعتماد على أنسجته ومكوناته الداخلية؛ أي أن الجسم يبدأ بأكل نفسه بنفسه إن لم يجد ما يأكله؛ بعد نفاذ رصيده من الدهون.
وبعد الاطلاع على بعض الأسرار البيوكيميائية لأجسادنا؛ ستزداد الإثارة اشتعالاً لو علمنا بأن الأكسجين - الذي نتنفسه ويجري بدمائنا- في عملية حرق الغذاء، لا يميل للاقتران والتفاعل إلا مع الهيدروجين المستخلص من عملية الحرق، وهو العنصر المُتَفجِر والقابل للاشتعال في أي لحظة.
وسيزداد الأمر هياجاً وتوهجاً؛ لو علمت بأن وسيلة النقل المنوطُ بها نقل خزان الوقود هذا (الغذاء أو الطاقة)، والذي يتألف من مواد شديدة الخطورة، إلى أجزاء الجسم المختلفة، هو الفسفور الذي يدخل في تركيب الأدينوسين ثلاثي الفوسفات ATP (فوسفات عالي الطاقة)، المسؤول عن نقل وتخزين الطاقة في الخلايا أثناء عملية أيض الكربوهيدرات والبروتينات والدهون، والفسفور عنصر انتحاري؛ فبمجرد أن يلمح في أجوائه درجة حرارة 34 درجة مئوية؛ يستدير ويُشعل النار في نفسه.
كل هذا في وسط بيئي حراري شبه مغلق، إضافة إلى ذلك مناخ العملية المُعبأ بالأكسدة والفسفرة والتميؤ... الخ؛ والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: في ظل توافر كل شروط مثلث الحريق (الوقود، الحرارة، الأكسجين)؛ الأمر الذي يُنذر بمحرقة لا محالة، لماذا لا تشتعل أحشاؤنا وتفلت من تلك المحرقة النظرية؟

والإجابة: ببساطة تكمن في أن تفاعلات تلك العناصر الخطرة يتم ببطء شديد، خلال بضع ساعات، حتى لا تصل حرارة التفاعلات إلى درجة الاشتعال الذاتي auto-ignition temperature، ودرجة الاشتعال الذاتي لمادة ما؛ عبارة عن أدنى درجة حرارة تشتعل فيها المادة تلقائيًا في جو طبيعي بدون مصدر اشتعال خارجي، مثل لهب أو شرارة؛ لذا؛ فقد أفلتت أحشاؤنا من تلك التفجيرات المحرقة!



#جميل_النجار (هاشتاغ)       Gamil_Alnaggar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خِنجرٌ قرآنيٌّ يطعنُ في صُلبِ العقيدةِ
- الحَضارةُ وقِشْرَتِها
- الطبيب الإنسان (قصة قصيرة)
- بطانية الأرض وظاهرة الاحتباس الحراري
- الحمقى؛ قرودٌ عاريةٌ
- لماذا لا نرى الحوائط الزجاجية الشفافة، لدرجة أن أغلبنا كثيرا ...
- من يلعب مع الكبار كمن يلعب بالنفط والنار
- أبشع حرب جرثومية ضمن الأوبئة التي ضربت الأرض عبر التاريخ (در ...
- الخلط المحمود (العلم، العلمانية، والعولمة)
- الاشتقاق اللغوي
- أحلام العلماء تتحقق
- -أسوأ الاحتمالات- و-الاتجاه المعاكس- استراتيجية مقترحة للتفك ...
- -أسوأ الاحتمالات- و-الاتجاه المعاكس- استراتيجية مقترحة للتفك ...
- لماذا تبدو لنا النباتات خضراء؟
- كاردانو يحاور أبوللو
- الفوارق البيولوجية التطورية المعقدة (من وحي التطور الأحيائي ...
- تكتيكات العلاقات الشخصية بين الجنسين (دراسة اجتماعية في نسبي ...
- قالوا: -ناقصات عقلٍ ودين-
- رائِحةُ النُبْل (قصة قصيرة)
- التطور بين التنظير والتدليل من وحي التطور الأحيائي (10)


المزيد.....




- كاميرا العالم توثّق معاناة الفلسطينيين بغزة للحصول على مياه ...
- مغامرات يومية كوميدية بين القط والفار..تردد قناة توم وجيري ع ...
- أسباب كثرة النوم أو النعاس المفرط.. ما هي وكيفية علاجها؟
- لولو صارت شرطية.. تردد قناة وناسة بيبي على الأقمار الصناعية ...
- بلاستيك حيوي يُحول فوسفات المياه إلى سماد.. باستخدام قشر الب ...
- اكتشاف أعمق ثقب أزرق في العالم.. يتضمن كهوفا وأنفاقا
- حب الهيل ..ما هي أبرز المشاكل الصحية التي يعالجها -ملك التوا ...
- طبيبة أردنية أشرفت على مئات عمليات الولادة في غزة خلال الحرب ...
- في السعودية.. مغامر يستكشف التضاريس الأكثر تعقيدًا في صحراء ...
- بـ-خراطيم المياه القوية-.. الفلبين تتهم بكين بمضايقة سفنها ف ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جميل النجار - أحشاؤنا؛ قنابلٌ موقوتةٌ