أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال العبود - انهيار النظام العربي














المزيد.....

انهيار النظام العربي


نضال العبود

الحوار المتمدن-العدد: 1580 - 2006 / 6 / 13 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشهد العالم العربي منذ بداية العقد الأول من هذا القرن تحركات شعبية، اجتماعية- سياسية، بدأت تظهر إرهاصاتها مع انهيار الاتحاد السوفييتي كحامل للاشتراكية – الشيوعية، و مع انتهاء الحرب الباردة بين القوتين العظمتين و التي قسمت العالم إلى معسكرين غربي و شرقي.

و وجد النظام العربي نفسه عارياً و مجرداً من الغطاء شبه الشرعي التي منحته إياه تلك الحرب، و بدأت تظهر نواقصه و عيوبه و هشاشة البنية الأمنية – الإيديولوجية التي تأسس عليها، و التي يبدو أنها تحول دون تغيير سياساته و تكيفه مع النظام العالمي الجديد ذو القطب الوحيد و التي من المرجح أن تعمل على زواله و استبداله بنظم أكثر شعبية و شرعية.

بالرغم من انقسامات الحرب الباردة و آثارها في المنطقة العربية فإن الوحش الأمريكي لم يسع عملياً إلى تقويض الأنظمة التي تدين بالولاء للمعسكر الآخر مع ادعائه نظرياً و إعلامياً بالعكس. فالتقاء المصالح بين الطرفين أي الوحش الأمريكي و النخب العربية الحاكمة حال دون السماح بظهور أنظمة بديلة، لأن النظام الحالي لعب دور الحاجز في وجه الشعوب العربية و حال دونها و دون كسر حلقة الجمود المحيطة بتقرير مصيرها دون وصاية و إلى تحررها من مطامع الآخر المهيمن أي الأمريكي – الصهيوني.

لقد وعت الإستراتيجية الأمريكية منذ رحيل الاستعمار القديم الفرنسي- الانكليزي من الوطن العربي آليات التفكير العربي و حاولت الدخول على الخط مباشرةً من خلال الأحلاف و التكتلات التي تدور في دائرتها (مبدأ إزنهاور لسد الفراغ الحاصل من خروج الاستعمار القديم مثلاً) فدعمت مشاريع الأنظمة الشمولية و خططت لها و شاركتها في اتخاذ القرارات المعادية لشعوبها و عملت على وأد بذور الديمقراطية التي لم تعرفها المنطقة إلا في فترات قصيرة جداً من تاريخها.

فأزمة الديمقراطية أزمة مستعصية في العقل السياسي العربي قبل أن تكون مستعصية في المؤسسات، فخلال القرون الطويلة أصبح الاستبداد فلسفة تدخل ضمن شخصية الإنسان العربي و قناعاته و ممارساته ، و رسخ الفقه و الصوفية هذه القناعات بأن أعطوها شرعية و تم تأطيرها فقهياً و فلسفياً . ففقهياً من خلال طاعة أولي الأمر، بغض النظر عن كيف أصبحوا أولي أمر، و فلسفياً من خلال العقيدة الجبرية لعامة المسلمين بأن الرزق مقسوم و العمر محتوم.

تغيرت المفاهيم في المجتمعات العربية من خلال التطور التاريخي، فأصبحت الحرية فوضى و الشجاعة تهور و الجبن حكمة و تعقل.
و استند الاستبداد السياسي على ركائز الاستبداد العقائدي و الفكري و المعرفي و الاجتماعي لدى الناس ، و لا أمل في التخلص منه قبل أن ينشأ تيار مؤمن بالديمقراطية قولاً و فعلاً، و مؤمن بأن الرأي و الرأي الآخر موجود، و له حق مقدس و مصان يصحح المناهج الاجتماعية في ضوء ذلك كله.

إذن، فهم آليات التفكير العربي من قبل الإستراتيجية الأمريكية و النظام العربي الحليف أمد في ليل العبودية و الاسترقاق المخيم على حياة الشعوب العربية منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها و حتى هذه الساعة عملياً.

تحرر "المعلومات" من القبضة الأمنية للأنظمة العربية التي كانت إلى وقت قريب ملكاً حصرياً لها، جعل الإنسان العربي يضع يده على رأسه و يعي أنه موجود، و جعلته يشعر بحقه في التعبير عن رأيه و الدفاع عن مصالحه، مدفوعاً بغير إرادته بالمعلومات الجديدة التي تدخل غرفة نومه صبح مساء بفعل ثورة الاتصالات التي ترسم لعصر جديد لم تتضح كافة معالمه بعد.
حرية المعلومات هذه أربكت النظام العربي و أفلتت زمام المبادرة من يده، و من يد الآخر الأمريكي بشكل نسبي، الذي لف حولها و دار و أخذ يظهر عجزه عن حماية النظام العربي الذي ساهم هو نفسه في توطيد أركانه و عمل على استمراريته، و ركب موجة التغيير و نصب نفسه حامياً لحقوق الإنسان المنتهكة في هذه المنطقة و مدافعاً عن حرية التعبير و الرأي و اعترف بخطئه التاريخي الذي ارتكبه في دعم هذه الأنظمة، و بحق الشعوب العربية في أن تحيا حياة حرية وازدهار بعيداً عن العبودية و الاستبداد. إذا صح ما يقوله فإن النظام العربي يكون قد تعرض لأقسى صدمة في تاريخه ستجعله يتخبط خبط عشواء في المجهول.



#نضال_العبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخصيب اليورانيوم .. ماذا يعني؟
- مفهوم الأمن الإنساني
- جذور الاستبداد في العقل السياسي العربي
- المثقف و الميكيافيلية
- التخلي عن القطاع العام تفريط بحقوق العمال و إضعاف للسيادة ال ...
- ما هو السبيل للوصول إليها ؟
- أنا و الآخر، صدام الحضارات ... الاستبداد و الشعوب العربية
- الناس لا تأكل شعارات
- لماذا فشل القطاع العام في سوريا؟
- خصخصة القطاع العام في سوريا
- منظمات المجتمع المدني و آفاق الإصلاح
- حماس و روسيا
- القوة العالمية الثالثة
- البحث العلمي بين الشعار والتطبيق
- هل المرأة حقاً هي شرف الرجل؟
- حماس تلج المجتمع الدولي من البوابة الروسية
- مديرية حقول الفساد
- الشفافية في مواجهة الفساد
- تهميش حملة شهادات الدراسات العليا و تداعي القطاع العام في سو ...
- إصلاح العلاقة بين الدولة و المجتمع‏


المزيد.....




- بعضها أوقف التصدير... ما هي الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة ...
- الآلاف يرفعون علم روسيا العملاق في قبرص احتفالا بيوم النصر
- لجنة فلسطينية تدعو أهالي الضفة والقدس والداخل للانتفاضة إسنا ...
- ساحة حرب.. مشاهد مروعة لهجوم نشطاء على مصنع -تسلا- في ألماني ...
- -كتائب القسام- تفجّر نفقا بقوة إسرائيلية في رفح
- الدفاع الروسية تعلن تدمير 3 دبابات -ليوبارد- ألمانية ودبابتي ...
- تأهل المتسابقة الإسرائيلية في مسابقة -يوروفيجين- وسط تظاهرات ...
- السفارة الروسية في الإمارات تنظم أمسية احتفالية بمناسبة الذك ...
- إسرائيل تتحدث عن مغادرة مقاتلين من -حماس- رفح وتكشف عن استرا ...
- لسبب غريب.. صينيون يدهنون وجوههم باللون الأسود (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال العبود - انهيار النظام العربي