وليد عبدالكريم
(waleed abdulkarem)
الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 25 - 16:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن الالتباس والخلط الذي أراه وأقرأه عند كثير من الناس و ثلة من المثقفين بين مجالي الإيمان والمعرفة شائع جدا وهو يشكل برأيي المصدر الأهم لسوء الفهم والمغالطات التي نقرأها ونسمعها في الإعلام ومرد ذلك للخلط وعدم التمييز بين مجالين مختلفين كليا وهما مجال الإيمان ومجال المعرفة والعلم .
لن أتشعب في هذا المقال في محاولة استقصاء التعريفات المختلفة للإيمان و المعرفة بل سأدلف مباشرة للمقصود بهما
فالإيمان والمعرفة كلاهما يتفقان في أنهما يتضمنان القبول والتصديق بقضية أو ادعاء معين لكنهما يختلفان في طبيعة القضايا أو الادعاءات
فالقضايا والادعاءات الإيمانية غالبا ما تكون غير قابلة للملاحظة والتحقق والتكذيب بمعنى أنها قضايا لا يمكن البرهنة أو الاستدلال عليها مثل وجود الجن أو الملائكة أو الروح إلخ لذلك يلجأ المؤمنون بها إلى القبول والتصديق بها بلا دليل وهذا ليس عيبا أو خطأ ولا ينقص في قدر القضية الإيمانية بل يؤكد ما اجمع عليه المؤمنون من ضرورة الإيمان بالغيب والتسليم بما ورد في النصوص الدينية بينما القضايا المعرفية تتميز بقابليتها للملاحظة Observable والتحقق Verifiable والتكذيب Falsifiable والكشف Detectable بمعنى أننا نستطيع أن نتحقق منها ونثبت أو ننفي صحة تلك القضايا من عدمها وهي كل القضايا الموجودة في العلوم الطبيعية والعلوم الانسانية .
لكن الاشكال الأكبر هي في رفض المتدينين التقليديين لهذا التقسيم حيث يزعمون بأن هذا التقسيم سيحيل ايمانهم ل تفضيلات ذاتية و وجهات نظر غير ملزمة ، وهذا الرأي وإن كان فيه شيء كثير من الواقع إلا أنه يتجاهل بأن هذا التقسيم لا يجعل من القضايا الايمانية خاطئة أو خرافية بل كل ما سيفعله أنه يحيلها إلى قضايا غير قابلة للتحقق أو التكذيب حسب الشروط السابقة فقط وعموما فلابد أن يعي المتدينون التقليديون من أن هذا التقسيم هو نتاج الابستمولوجيا الحديثة و كل الجامعات في الدول المتقدمة لا تقبل أي بحث أو دراسة أو فرضية أو مسلمات غير قابلة للتحقق والملاحظة والتكذيب .
#وليد_عبدالكريم (هاشتاغ)
waleed_abdulkarem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟