أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاهر خضرة - شعراء الأدعية والأذكار














المزيد.....

شعراء الأدعية والأذكار


شاهر خضرة

الحوار المتمدن-العدد: 1536 - 2006 / 4 / 30 - 12:11
المحور: الادب والفن
    


نحن لا نكتب الشعر لندغدغ حواس السلفيين ولا الرجعيين ولا المتخلفين ولا العائشين عيشة عنكبوتيّة في قُرَن النصوص الماضية (النصوص) التي فلحت أرضها البكر وطبعت إبداعها الحديث آنذاك وبدل أن تحفّز على الإنطلاق جمّدت المواهب حولها كالفراشات فما فعلت مواهب الشعراء الإسلاميين على مدى الحقبة الإسلامية إلا تفاسير وتضمين واستظلال ولم تبدع في الشعر وها هي الحقبة الأولى أضعفت الشعر عند جرير والفرزدق كلما التزموا المفاهيم الإسلامية ووظفوها شعرا وحلّقوا شعرا كلما برزت ذاكرتهم الجاهلية في القصائد لأقول إن الشعر كلما وظّف توظيفا إيديولوجيا هبط إلى قرار التبشير والنقل والتضمين والإعلام والخطب الدعائية وابتعد عن الشعر الحقيقي الذي هو الخلق وليس الصفصفة والعمق وليس السفسطة والفذلكة والبديع والمحسنات
وظل الشعر كما يقول الدارسون في أوئل الإسلام هكذا حتى جاء المحدثون وأبرزهم بعبثه كان أبو نواس الذي خلّص الشعر من حوشي الكلام وبداوته إلى إرساء قيم بغداد المدينة العصرية الحديثة وتبعه من تبعه فكان المحطة الأولى وتتابعت الحداثة منذ ذلك الحين ولست معددا أسماء الشعراء المولدين والحداثيين ولكن بإمكاننا أن نذكر أبا تمام والمتنبي وأبا العلاء المعري والذين تنحني جباه السلفيين أمام شعرهم وخروجه على معاييرهم الإسلامية ولا ندري لماذا هل لأنه من الماضي ولكونهم متعلقين بالماضي أكثر من الحاضر والمستقبل أم لأنهم ينظرون بعين واحدة فما هو مسموح لإبي العلاء والمتنبي وأبي نواس وغيرهم غير مسموح لنا كوننا لا نكتب المقفى
لعل هؤلاء القاصريين لم يقرأوا سبب قتل المتنبي الذي كان لهجائه الإباحي للسيد المحترم ضبّة أستغرب كيف لم تمحَ هذه القصيدة من تاريخ المتنبي كونها احتوت على كلمات تخدش حياء العرب البدو والعرب المتأسلمة
وأستغرب كيف لم تحرق أمهات الكتب العربية واحتوائها على أكثر بكثير مما جاء بقصائد المتنبي وأبي نواس وغيرهم
والجواب فقط : أجدادنا كانوا متجذّرين بالحياة ومفاهيمها والإسلام خادم لحياتهم وليسوا هم خادمين له فحسب
بينما الأحفاد وأقصد أصحاب النظرة الوهابية والأخوانية ومن نبت في مدارسهم لا يفرقون عن حركة ابن لادن إلا أنّ تلك اتخذت القتل الذي بداعٍ والذي بدون داع سبيلا وهذه اتخذت القتل الفكري وقتل الحرية للفرد ويحاولون قتل المجتمع متى تمكنوا ونجزم بهذا لمعرفتنا المصدر الفهمي الشرعي لما تنطوي عليه حركتهم .
إنهم قتلة . .
كل من يقتل فكرة قاتل وكل من يقتل حرية قاتل وكل من يريد أن يحدد للآخرين كيف يفكروا وكيف يتحدثون وكيف يكتبون وماذا يعتقدون وبما يكفرون قاتل قاتل قاتل .
هاتوا لي شاعرا عربيا كبيرا على مرّ تاريخكم وهو يؤمن بما تؤمنون ،
كل شعرائكم الذين تعتزون بهم مما يتوافق مع رؤيتكم الإسلامية هم شعراء الدرجة الثانية وكثير عليهم الثانية من الواعظ الشعري الكبير القديم أبي العتاهية إلى الثائر الشعري الإسلامي الأخير أحمد مطر الذي إن تميز فهو تميّز بجرأته السياسية الدعائية التي لا تساوي في الشعر شروى نقير ولكن تدغدغ قلوب المؤمنين ليس إلا وقلوب المؤمنين لا النخبة بل التبع وهي الوجه الآخر للغوغائية العمياء من الجماهير القومية العربية .
ما من شاعر عظيم بمفاهيم أهل الشعر وليس أهل الدين إلا وخرج على مفاهيمكم الإسلامية المتزمتة شعريا .
والمتنبي أيها السلفيون انتبهوا لاسمه فهو اعتبر نفسه الـ( لا ) بعد خاتم الأنبياء ولم يقلها عبثا فهي (لا) الرفض لما تفهمونه وتؤمنون به وهو (المتنبيّ) قولا وشعرا وفعلا , هكذا قال وهكذا طؤطئت الرؤوس السلفية والشعرية أيضا أمام شعره وخروجه على تدينكم الشعري .
وما أعظم أبي نواس الذي لم يخش من إقامة الحدود عليه إذ تغزّل لا بالغلمان فقط بل بالتلذّذ في اللواط والخمر أم الموبقات على ما يفتون .
وكم بورك شعره عند الأجداد المنفتحين وكم درّس شعره في حلقات المشايخ في مساجد بغداد وحواضر الإسلام عندما كان الإسلام دين الحياة لا دين الداعين للموت والتخلف والشعر المقفّى الملتزم بالأخلاق .
وهل أبو العلاء المعري كان شاعرا مؤمنا درويشا صفّافا للتفعيلات ونظّاما للمواعظ التي تصلح لمنابر الخطباء يوم الجمعة ؟
أم أنه أعاد النظر بكل ما سبقه من معتقدات وقيم إسلامية وغيرها فهل قرأتم أيها الجامدون ؟
وأين أنتم من فكر الصوفية ذي الإيمان الخارج على سلفية التبعية والتوجه مباشرة إلى الله المطلق ليتحدوا به كأن لم يرسل نبيا .
والشعر الصوفي أليس خروجا على سلفية النقل والدوران حول النص بعقلية المفسِّر الذي كان ركيزة للسلطة بكل أبعادها .
وكم قُتل صوفي لشعره وكم قُتل ثائر بشعره حين يصل الشاعر إلى أن التصريح برأيه الديني شعرا فوق معنى حياته التافهة مع هؤلاء .
أما ما يُتَمَسْكَنُ تحت مظلته من شعر وعظيّ أو فقهي أو حتى مدحيّ فهو نظم في الشعر لا يرتقي أن يحتذى كمثال في الشعر من بردة البوصيري إلى معارضتها الشوقية إلى كل نظّامي أناشيد الاحتفالات بالموالد التي يستأهل عليها شاعرها كمّية أكبر من الملبّس وبيض الحمام المحلّى .
لذا أيها الشعراء المتعاطون للشعر الإيماني لتتقربوا به زلفى إلى الله .. دعوا الشعر فإن كتب الأدعية المسجوعة تملأ أرصفة الشوارع في كل المدن الإسلامية
اجعلوها ملاذا لقرائحكم وزيدوا عليها بمصطلحات العصر كأن تقولوا :
اللهم احرق ابيستمولوجيا الشعر الحديث وأنطلوجيا الشعر المترجم
وقصيدة النثر ما ظهر منها وما بطن يارب الشعر المقفى
واحرق اللهم المشرقي أدونيس والمغربي محمد بنّيس
ونجِّ اللهمّ شعراء الحركات الإسلامية واغفر لهم تفعيلاتهم الحديثة (الاضطرارية)
أللهم لا تهيّئ للشعر الإسلامي من يتبنّى قصيدة النثر لا على طريقة التغريب ولا على طريقة النفّري الضال المضل .
أللهمّ ثبّت في ذاكرتنا فتاوي نواقض الإيمان
وامحُ قصيدة قارئة الفنجان لأنها من التنجيم
يا من تقول للشعر زلْ فيزول يا رب (المسلمين)
بعد أن كنت رب العالمين



#شاهر_خضرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة النثر في مواجهة ديمقراطية مع الإسلامويين
- أسئلة وأنا متكئ
- قد سمع الطين
- محمود درويش شاعر فلسطيني عربي إنساني


المزيد.....




- فنانو مسرح ماريوبول يتلقون دورات تدريبية في موسكو
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- دائرة الثقافة والإعلام الحزبي تعقد ندوة سياسية في ذكرى النكب ...
- كراسنويارسك الروسية تستضيف مهرجان -البطل- الدولي لأفلام الأط ...
- كيت بلانشيت تدعو السينمائيين للاهتمام بقصص اللاجئين -المذهلة ...
- المتسابقة الإسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ترفض عرضا من وزار ...
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- مصر.. فنانة مشهورة تشتكي للشرطة من -إزعاج- السودانيين
- -تشريح الكراهية-.. تجدد نزعات قديمة في الاجتماع الحديث
- مهرجان كان السينمائي: فيلم -رفعت عيني للسما- وثائقي نسوي يسر ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاهر خضرة - شعراء الأدعية والأذكار