|
انتصار الارادة الشعبية في السودان
شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6198 - 2019 / 4 / 11 - 22:39
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
سجل الشعب السوداني انتصارًا في انتفاضته ضد الظلم والاستبداد ودكتاتورية نظام عمر البشير ، ونجح في عزله واسقاطه ، حيث تم القاء القبض عليه من قبل الجيش السوداني . لقد خاضت القوى الوطنية والتقدمية والديمقراطية ، وفي طليعتها ومقدمتها الشيوعيون ، معارك بطولية رفضًا للفقر والأوضاع الاقتصادية المتردية والتجويع والفساد ، واحتجاجًا على القمع وغياب الديمقراطية والعدالة ، وضد العسف المستشري بحق الحريات العامة وحقوق الإنسان والديمقراطية . ولوقف الحراك الشعبي والاحتجاجات الجماهيرية لجأت قوات نظام البشير المستبدة إلى قمع المتظاهرين والمحتجين ، والزج بمناضلي الحزب الشيوعي السوداني وقيادته في غياهب السجون وتعذيبهم . لكن القمع السلطوي زاد مناضلي الحركة اليسارية السودانية عمومًا عزمًا وتصميمًا على المضي قدمًا في الكفاح والاحتجاج لإسقاط النظام ، ولأجل الخلاص الوطني والتنمية الوطنية والحكم الرشيد . وقامت طلائع الانتفاضة والثورة بتحشيد الجماهير للنزول إلى الشوارع والميادين ، والاستمرار في رفع المطالب الشعبية بالتغيير ، وفي النهاية تحقق الهدف والحلم ، وانتصر الحق على الباطل ، والحرية على الظلم والاستبداد . وبذلك يقدم السودان نموذجًا يستحق عليه التقدير ، في مواجهة الطغمة العسكرية التي تتخذ من المنهج الإسلاموي غطاءً لاستمرار إحكام سيطرتها واستبدادها وتخلفها ، بعد تقسيمها وتجزئتها للسودان ، وارتكاب مجازر بحق المنتفضين والمحتجين ، رغم سلمية الاحتجاجات . إن التاريخ سيسجل بحروف من نار ونور موقف ونضال ودور الحزب الشيوعي السوداني الثوري والكفاحي ، الذي قاد الجماهير ، وتشابك مع آمال وأحلام وتطلعات الجماهير وحركة الشارع وهموم الناس ، والتوازي معها في النضال والمواجهة والاحتجاج والتضحية وايثار مصالحها واهدافها وطموحاتها أساسًا . ومن نافلة القول ، إن الحراك الشعبي السوداني بمضمونه وشعاراته وقيادته ، هو مؤشر ايجابي لإنطلاقة جديدة لليسار التقدمي الثوري الديمقراطي الحقيقي في السودان ، ويعيد الهيبة للشيوعيين واستمرار دورهم في تاريخ الكفاح الوطني والحركة الوطنية الديمقراطية السودانية . فألف تحية للشعب السوداني بانتصار انتفاضه الماجدة ، التي تشكل درسًا وعبرة ، وتمثل ربيعًا عربيًا حقيقيًا ، وتثبت أن إرادة الشعب هي المنتصرة في نهاية المطاف ، وان أساليب القمع والقهر والعسف والاستبداد ، لن تسكت الجماهير الشعبية الغاضبة الثائرة ، ولن ترهب خياراتها الوطنية ، ولن توقف هدير ثورتها ومطالبها العادلة وحلمها في التغيير ورسم الخطوط العريضة لأجل غد سعيد ومستقبل أكثر اخضرارًا .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صدور عدد نيسان من مجلة - الإصلاح - الثقافية
-
قراءة أولية في نتائج الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية
-
صفورية بانتظارك
-
تصريحات نتنياهو ليست شعارات انتخابية فحسب ..!!
-
خلف ظلال روز اليوسف شعبان
-
استقالة بوتفليقة ومستقبل الدولة الجزائرية المنظور ..!
-
قبيل الانتخابات
-
الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري في يافا عروس فلسطين
-
” شاكر فريد حسن ” ناقد متميز مرن التفكير وشاعر منحاز للوطن و
...
-
قمم الخيبات
-
جريمة وضحية جديدة
-
صرخة الأرض
-
في يوم ميلادي
-
أربع سنوات على - عاصفة الحزم -
-
نحو انتخابات الكنيست
-
صرخة غضب
-
اوقفوا العدوان على قطاع غزة ..!
-
لقاء نتنياهو - ترامب
-
الحولان كان وسيبقى ارضًا سورية
-
وغابت شمس الروح
المزيد.....
-
هنية: اليوم التالي للحرب ستقرره حماس والفصائل الفلسطينية
-
نواقص رؤية لحراك 20 فبراير منتسبة إلى الماركسية نقاش مع الرف
...
-
رفح والفاشر: حرب الإبادة والتضامن الواجب
-
كلمة الرفيق أمين عبد الحميد خلال الندوة الصحفية لجبهة مناهضة
...
-
الإمارات تعتمد الإقامة الزرقاء 10 سنوات لذوي الإسهامات الاست
...
-
العدد 556 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك من الخميس 16 إل
...
-
ألمانيا.. كلبان في مهمة خاصة لحماية البيئة
-
انتخابات البرلمان الأوروبى وصعود اليمين المتطرف
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ح
...
-
فاتح ماي 2024 كشف زيف خطاب الدولة الاجتماعية
المزيد.....
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
-
الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج
/ سعيد العليمى
-
جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|