أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - اللعنة على السياسة














المزيد.....

اللعنة على السياسة


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1504 - 2006 / 3 / 29 - 09:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


سألتني تلك الصديقة وقد مزقت آخر دعوة وصلتها لاجتماع::: كيف أمضيت ربع قرن من عمرك عاملا في حقل السياسة دون أن تدرك أن ما بين السياسة والأخلاق وهاد ومسافات.. كيف غابت عنك حقيقة أنّ السياسة والمبادئ ضدان لا يتفقان.. وأضافت بانفعال قائلة-- كنت دائما أحسدك على قوة تحملك وأنا أراك بلا مخالب تجالس ذئابا ومنافقين.. وتجادل ببراءة ذوي النوايا الخبيثة والمدّعين.. لقد كنت أشفق عليك حين كنت تقارع الكذب والدجل بالصدق والاستقامة.. وأنهت كلامها لي بالقول---- انت إنسان تعيش في الزمن الخطأ وتقف في المكان الخطأ وتقاتل بالسلاح الخطأ.....
لقد أيقظتني تلك السيدة من سباتي العميق، لأصحو مفزوعا كأنني كنت أعيش كابوسا منذ سنين وعقود.. وسخرت بجرأة من استسلامي لما كنت أظن انه قدري.. لقد هزتني من الأعماق.. وتجرأت على اقتحام ذاتي التي كنت قد سورتها بألف سور وسور.. وعندما غادرت-- كنت في داخلي أقول.. إنها صادقة، إنها تواجهني بالحقيقة التي كنت أخبئها عن عيون الناس، ولا أود الاعتراف بها حتى مع نفسي-- حفاظا على كبرياء مزيف-- وخوفا من نتائج وانعكاسات اعترافي، بأني لا أصلح بمثلي ومبادئي للعمل الذي كرست له حياتي، وحسمت به خياراتي.. حتى أضحيت كالسمكة التي لا تستطيع مغادرة المياه.. ولم اعد قادرا على الخروج منه إلا له أو إلى ما يتقاطع معه.....
نعم انه زمن التافهين المتسلقين ( زمن الرويبضة )، زمن الأنا التي تطغى على كل شيء، والتي في سبيلها تخاض كل المعارك في السر وفي العلن.. ومن اجلها تبنى التحالفات وتنشا المحاور، وتتبدل مواقع الأفراد تبعا لتبدل شخوص مراكز النفوذ واهبي النعم.. وتضيع المبادئ والقيم في غوغاء أنصاف وأشباه المثقفين، الظّانين أنهم كغيرهم من السادة ذوي الياقات البيضاء.. أمراء يلبسون البدلات والربطات المستوردة، ويحيون السهرات ويقيمون المآدب عربونا للولاء والإخلاص.. ويوهموا الطامعين بالكراسي بأنهم قادرين على كل شيء حتى على تزوير الحقائق الدامغة، وان لديهم إقطاعيات وممالك مفاتيحها بأيديهم وحدهم فيطالبوا بنصيبهم من المغنم وباستحقاقات.. والمضحك المبكي أن المعارك الحقيقية هي التي تدور في الخفاء... في العلن يتبادلون الابتسامات والمجاملات... وفي السر يبنون الاصطفافات، يطعنون في الظهر، ومن تحت الطاولة يمررون الصفقات.. أموال وتوظيفات مقابل سكوت معيب أو تمرير لقرارات..... نعم انه زمن معاوية وليس زمن علي.. زمن يقف فيه الناس مع القوي وليس مع الأصلح، وتتبدل الانتماءات والأهواء ليس بناء على فكر أو عقيدة بل بناء على المصالح الذاتية.
قد تكون السياسة فن الممكن، لكنها عند سياسيينا الفطاحل الذين ابتلي بهم شعبنا الصابر المسكين، تمارس كفن للكسب الغير مشروع، وتحقيق الطموحات الشخصية، والرقص على الحبال، ومسح الجوخ والخداع.. فالمواقف تتبدل بيسر بين ليلة وضحاها، فيصبح المحرم مباح، والمرفوض بالأمس لمائة سبب مرغوب به اليوم لألف سبب.. وتحت شعار الحرص على مصالح الفصيل- أو شعار الحرص على مصالح الوطن- أو الحرص على المصلحة العامة- تختبئ مصالح فردية أنانية، وترتكب الكثير من الجرائم الإنسانية، التي ضحاياها في الغالب هم من الصغار والضعفاء، الغير مشمولين برعاية السادة الأقوياء، ومع الأيام ترسخت في العقول المجردة من الضمير، معادلة مخيفة ترسم العلاقة بين المصالح والأهداف، تقول بلا أخلاق وبلا خجل... ( ألانا أولا ومن ثما الفصيل وآخر شيء يأتي الوطن ).
سيدتي... إني اقر بحاجتي-- ككل الأشياء-- للتغيير... وبأنّي لا أصلح إن بقيت كما أنا لمثل هكذا سياسة.. لكني مصمم على أن لا أغادر معقلي وان لا أهادن أو أخون مبدئي.. ولاني مدمن على السياسة.. سأظل مقاتلا حتى ولو بسيف من خشب.. لعله يأتي اليوم الذي ينتصر فيه الكف على المخرز، والحق على القوة.. وتتحرر العقول والارادات.. وتنتفض القواعد على القمم.



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استحداث وزارة لشئون اللاجئين في فلسطين خطوة بالاتجاه الصحيح
- سعدات والشوبكي ورفاقهما ضحايا التواطؤ الدولي والصمت العربي و ...
- الخلاف مع حماس لا يبرر لأحد الانضمام لركب المنادين بإلزامها ...
- حزب الشعب الفلسطيني - والتحدي الصعب
- من موقع المعارضة يمكن لحزب الشعب الفلسطيني النجاح في ترميم ب ...
- استثناء حماس لحزب الشعب من مشاورات تشكيل الحكومة
- العمل الاهلي ....والحصاد المر
- العمل الاهلي في فلسطين.. والحصاد المر
- قلوبهم معك وسيوفهم مع معاوية
- المدعي العام الفلسطيني .. ومعركة الفئران
- شكوى واعتراض على قائمة فتح
- حول مرض شارون
- المجلس التشريعي الفلسطيني.. له القليل وعليه الكثير
- موقف الكونغرس الامريكي يتسم بالوقاحة- ويعتبر تدخلا سافرا بال ...
- كلمة في حفل تابين المناضل الشيوعي الفلسطيني سامي الغضبان - ا ...
- امرأة من سالم
- **زمن أوّل حوّل**
- انتخابات.. وانتفاضة داخل التنظيمات
- الوضع الفلسطيني الراهن وملامح المرحلة المقبلة
- أخطا الرئيس بعدم حضوره جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة


المزيد.....




- -سرايا القدس- تعرض مشاهد من عملية قصف التحشدات العسكرية الإس ...
- فريق إسرائيل في مسابقة يوروفيجن يتهم منافسين له بـ -الكراهية ...
- شاهد: عاصمة تشيلي تشهد أشد موجة برد منذ 70 عاماً ودرجات الحر ...
- إيران تعتقل حوالي 260 شخصاً بتهمة الترويج لـ-عبادة الشيطان- ...
- معارك ضارية شمال قطاع غزة
- واشنطن تجلي 17 طبيبا أمريكيا من غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل رقيب خلال معارك شمال قطاع غزة (صو ...
- حزب الله يعلن مقتل أحد عناصره جنوب لبنان
- إسرائيل تتنصل من تهمة الإبادة الجماعية
- سيلتقي بن سلمان ونتنياهو.. مستشار الأمن القومي الأمريكي يزور ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - اللعنة على السياسة