أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مروان عثمان - عشائر ...احزاب في مهب الاستبداد















المزيد.....

عشائر ...احزاب في مهب الاستبداد


مروان عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 1462 - 2006 / 2 / 15 - 11:18
المحور: القضية الكردية
    


لقد كانت الدعوة التي وجهت الى بعض الشخصيات الاجتماعية والعشائرية الكردية في الاونة الاخيرة لمقابلة رئيس الجمهورية ومانجم عنها من تداعيات وانعكاسات متشظية موضوع الساعة ، على الاقل كرديا ، في الوسطين السياسي والشعبي ، وقد تم تناولها من قبيل العديدين من الكتاب والصحفيين والسياسين الكرد في سوريا، واعتقد بان الدعوة كان لها اكثر من انعكاس على المدى المنظور ، بشقيه القريب والبعيد ، على الحركة السياسية وعلى الفعاليات الاجتماعية الاهلية والمدنية الكردية ويمكن اجمالها بـــــ :
اولا - على صعيد الدعوة بحد ذاتها: حيث لم تكن الا دعوة خلبية ، واضرت بتلك الشخصيات ، وافقدتها ، الى حد كبير ، بعض ماكانت تتمتع بها ، على الاقل بعضها ، من احترام وتقدير ، في الاوساط الشعبية الكردية ، واظهرتها بانها شخصيات هشة وهامشية ، لا تملك رؤى ومواقف مبدئية ثابتة ، فانها لم تصدق ان تلقت دعوة من قبل ذات الاجهزة التي عملت المجازر بحق شعبها والتي لها تعامل تاريخي طويل معها وتعرف تمام المعرفة بانها لا تعمل ابدا على البحث عن الحلول للمشاكل وانما تعمل من اجل تسويفها وترحيلها الى ازمنة لا تأتي ابدآ .ومن ناحية اخرى لقد وعدتها هذه الاجهزة اكثر من مرة بوعود لم تف باي منها . من جهة اخرى لم تتعظ من تجربة الاحزاب الكردية الثلاثة " يكيتي، ازادي والاتحاد الديمقرطي " والدعوة التي وجهت الى تلك الاحزاب ، بمعية السيدة الجميلة والمجهولة ، التي اوصلتهم الى نفس العتبة التي تم ايصال الشخصيات العشائرية والاجتماعية اليها بدلا من عتبة رئاسة الجمهورية .
ثانيـآ - على الصعيد الكردي الحزبي العام : باستدعاء تلك الشخصيات من قبل اجهزة النظام السوري ، شعرت اغلب الفصائل الحزبية الكردية وكأن البساط يسحب من تحت اقدامها ، ، فقد رأت في ذلك بان النظام قد وصل الى قناعة بان عليه ، ان يحاور الشعب الكردي ولكن ليس عن طريقها هي ، وانما عن طريق شخصيات وفعاليات اجتماعية . وان رهانها التاريخي الذي عملت عليه في التعاطي مع النظام بخطابها السياسي وممارساتها النضالية - ، اللذين لم يرتقيا، يوما، الى مستوى طموح الشعب الكردي او يصلا الى تشكيل قوة مادية تكون قادرة على انتزاع بعض الحقوق القومية الكردية من النظام السوري ،- قد تهاوى . فالحركة السياسية الكردية ، وبكل فصائلها ، دائما ، كانت تبق الباب مواربا وتبق الجسور، وليست شعرة معاوية فحسب، بينها وبين النظام قائمة وممهدة وفي كل فعل نضالي تقوم به او في كل تصريح او مقال يصدر عنها او باسمها كانت تضع عدم التأسيس للقطيعة مع النظام في الاعتبار الاول ، ولم تكن تريد من ذلك تجذير وتأصيل الفعل النضالي وانما ايصال النظام واركانه المتنفذة الى ضرورة فتح حوار معها. من هنا نستطيع فهم حذرها الدائم وغير المنطقي ، فيما مضى ، من تصنيف نفسها من ضمن المعارضة وحذرها من اطلاق تسمية المعارضة عليها . وان النظام بتوجيه الدعوة الى الشخصيات الكردية الاجتماعية والعشائرية قد وصل الى تلك النتيجة او على الاقل انه على وشك الوصول اليها ، ولكنه قفز على تلك القوى – الاحزاب الكردية - التي مازالت ، رغم ماعليها من مثالب ونواقص ، التعبير السياسي للشعب الكردي في سوريا.
اعتقد ان النظام السوري اصبح يرى في القضية الكردية في سوريا خطرآ قائما وحقيقيآ عليه وعلى وجوده واستمراره ، وخاصة بعد ان استطاعت هذه القضية ان تبرهن على اصالتها ومن ثم على عمقها وزخمها الجماهيريين خلال السنوات القليلة الماضية من خلال عدة احداث تعد سوابق خطيرة وغير مسبوقة في حياة هذا النظام ، وان هذا الخطر له ابعاد وتداعيات قد تكون قاتلة بالنسبة للنظام :
1- ان الشعب الكردي ، نتيجة راهنية المد القومي ومايتفرع عن هذا المد من ضخ روح الفعل وبالتالي القدرة على دك جدران الخوف التي سوّر النظام بها سوريا وشعبها ، فانه قادر ان يقلب الموازين لغير مصلحة النظام ، ولعدم قدرة النظام على اعادة ترميم جدران الخوف لدى الشعب الكردي ثانية ، رغم كل ماقام به من عميات القتل تحت التعذيب والاغتيال والاعتقال التعسفي والاعتباطي ، وخاصة بعد الانتفاضة الاذارية في العام 2004 وما تلاها من استمرارية بعض الافعال النضالية العملية ، بهذا الشكل او ذاك ، منذ الانتفاضة وحتى الان ، مرورا بالمظاهرات والاعتصامات التي رافقت اختفاء الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي وتلك التي تلت اغتياله واستمرارية الاعتصامات امام المحاكم وتصاعد نبرة التذمر في الاوساط الشعبية الكردية بالترافق مع سرعة النزول الى الشارع ، وان المؤشرات تؤكد على احتمال تصاعدها واخذها ابعادا اعمق واوسع في قادم الايام
2- ان التوزع الجغرافي للشعب الكردي في معظم المناطق والمحافظات السورية وخاصة في المدن الكبيرة وباعداد كبيرة جدا ، فان النظام يتخوف من انعكاس الفعل الاحتجاجي، الذي يمارس عمليا من قبل الفئة الشبابية الكردية ، الى الفئات الاخرى من الشعب السوري ، في تلك المناطق التي يتواجد بها الشعب الكردي .
3- ان راهنية القضية القومية الكردية في سوريا وحضورها الملفت للنظر على الصعيدين الاقليمي والدولي ، تدفع بالنظام الى الخوف من تدويل القضية القومية الكردية على غرار ماحصل لكردستان العراق ، وخاصة بعد تزايد الاصوات الكردية المطالبة للمجتمع الدولي للتدخل وللضغط على النظام السوري بوقف الانتهاكات الممارسة بحق ابناء الشعب الكردي وبازالة السياسات العنصرية المطبقة اتجاههم وبايجاد حل عادل للقضية الكردية في سوريا .

لهذه الاسباب ولعدم وجود رغبة حقيقية لدى النظام على حل القضية الكردية او اية قضية سورية اخرى، لاسباب تتعلق ببنية النظام ، ليس امامه الا اللعب بالوقت و اطلاق الوعود وممارسة سياسات تشويهية للشخصيات والاحزاب والقوى التي يتخوف النظام من قدرتها على التاثير على الشارع الكردي او التي يعتقد بانها هي وراء الممارسات الاحتجاجية وتناميها لدى الشعب الكردي . وان الدعوة الموجهة الى بعض الشخصيات الاجتماعية والعشائرية الكردية ، والدعوة التي سبقتها ، واخذت ذات المنحى، والتي وجهت الى حزب يكيتي الكردي وحزب ازادي الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا تاتي ايضا ضمن هذا الاطار. وان مايتردد بين حين واخر من شائعات وافتراءات تنال احزاب او شخصيات او قوى مجتمعية ، داخل الوطن او خارجه ، غير بعيد عن هذه السياسية الجديدة بزخمها وتواترها المتصاعد والقديمة بجذورها ، والمتمثلة بـ :
- افراغ الساحة من شخصيات او قوى تكون قادرة على استقطاب الناس وتفعيلها ، وحين تظهر بعض بوادر الجرأة او الفعل الممارساتي على حزب ما او شخصية ما ، سرعان مايتم تحشيد مايمكن تحشيده من قوى وشخصيات - ، وكبديهية ، الاستبداد الامني باجهزته الاخطبوطية ، يكون الحاضر الدائم في كل ذلك ، - ضدها حيث تقوم بكل الوسائل على تشويهها عن طريق تصيّد اخطائها او الافتراء عليها او جرها الى مواقف وممارسات تفقدها بريقها وزخمها . ومايتم على صفحات الانترنيت ومايصدر من بيانات وبيانات مضادة من قبل شخصيات او احزاب او قوى وهيئات المجتمع المدني وما يتم تداوله في بعض غرف الدردشة الالكترونية ، السورية والكردية ، من عمليات التخوين ومن التطاول والافتراءات ، كل ذلك ياتي في نفس السياق .
- فتح قنوات مواربة مع بعض الاحزاب والقوى والشخصيات للحد من فعلها اولا ومن التاثير عليها ووضعها رهن تسريب هذه القنوات وتسريب مايتم فيها ، ولخلق جو عام يولد عدم الثقة والشك بين كل الشخصيات والقوى والرموز المعارضة، كما حصل مع بعض الشخصيات المعارضة من عقد لقاءات سرية مع بعض رموز النظام او بعض رؤوس الفساد في سوريا .

ضمن اجواء كهذه التي يدفع باتجاهها النظام واجهزته وشخوصه المتنائرة هنا وهناك ، يبق الفعل المعارض، عصيا على التحقق، نسبيا، او غير قادر ، ايضا نسبيا، علىانتاج النهايات الطبيعية والمنطقية المرجوة .

وبالعودة الى موضوع الدعوة ، اعتقد انها تاتي في السياق العام لمنهج سياسات النظام السوري ، وهي توليد صراعات ونزاعات مجتمعية والامعان في تشتيت وشرذمة الفئات والشرائح الاجتماعية السورية عامة والكردية خاصة والاستمرار في التعالي على السياسي الجامع لحساب الطائفي والقبلي والعشائري المشتت .
واعتقد ايضا ، ان نجاح النظام ، في سياساته هذه ، تتحمل وزرها ، الى حد كبير ، القوى والشخصيات السياسية والثفاقية وهيئات المجتمع المدني السوري ، حيث بقيت ومازالت رهينة محابسها المزمنة الايديولوجية والسياسية والعملية . وان مطالبة الحركة السياسية الكردية بانها هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الكردي ويجب ان تكون هي وحدها "العنوان" لمن يريد التداول بشان القضايا الكردية ، السياسية والاجتماعية والمعيشية ، بقدر ماهي مطالبة محقة وطبيعية ، بقدر ماتخلت هذه الحركة ، طوعا !؟ ، عن دورها هذا ، عبر سيرورة سباتها التاريخي على صعيد خطابها السياسي وفعلها العملي ، حيث جردت نفسها من كل عناصر القوة والفعل والتاثير، اي انها اصبحت فارغة الجعبة من كل ما يمكن ان تفاوض بها وعليها مع النظام او مع غيره هذا من جهة اساسية، اما من جهة اخرى فان الحركة او على الاقل معظم احزابها قامت بنفس الفعل المدان الذي قامت به الشخصيات الاجتماعية والعشائرية الكردية ، حيث انها قبلت دعوات باقل منها ، من حيث المستوى والجهة الداعية ، من جهة ، ورضت لنفسها ان تكون ضمن الوفود العشائرية والاجتماعية ، من جهة اخرى، فالدعوة ، التي وجهت الى الاحزاب الكردية الثلاثة المذكورة سابقا ، كانت مشروطة بان يكون ممثلي هذه الاحزاب ضمن وفد اجتماعي وعشائري وقد قبلت تلك الاحزاب ذلك وذهبت الى دمشق على هذا الاساس .

اعتقد ان الوقت مازال متاحا امام الاحزاب الكردية كي تصبح، عن حق وجدارة " العنوان الكردي الوحيد " ، وان تكون قادرة على استعادة دورها التمثيلي المفقود ، عليها ان تبحث عن اوراق تملئ بها جعبتها الفارغة ولايمكن لها ذلك الا عبر النزول الى الشارع بفعل نضالي حقيقي . وان النظام باستئثار دعوته الاولى بثلاثة احزاب فقط من بين كل الاحزاب الكردية كان يعي مايفعل لانه كان يحسب لهذه الاحزاب الثلاثة حسابا ، وحين تأكد من ان هذه الاحزاب لاتختلف عن غيرها ، اهملها هي ايضا كسائر الاحزاب الاخرى في الدعوة الجديدة .



#مروان_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كمال سيد قادر ....الجميل المختلف
- وحيدآ.. سيدو رشو
- عـذرا يابـنـتي لم اعـد اعـرف كيـف افــرح
- الحركة السياسية الكردية في سوريا واغتيال الفعل
- مروان عثمان يبدأ إضراباً مفتوحا عن الطعام


المزيد.....




- مندوب مصر لدى الأمم المتحدة: نرفض العدوان الإسرائيلي على رفح ...
- من بينهم أمل كلوني.. خبراء قانونيون يوضحون سبب دعمهم لإصدار ...
- المحكمة الجنائية الدولية ترفض الاتهامات الإسرائيلية بـ-معادا ...
- المحكمة الجنائية الدولية ترفض الاتهامات الإسرائيلية بـ-معادا ...
- ما فرص تنفيذ مذكرات المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال مسؤولين ...
- بايدن: طلب المحكمة الجنائية الدولية مشين
- جونسون: الكونغرس الأمريكي قد يتخذ أي إجراءات ضد المحكمة الجن ...
- هل الجنائية الدولية قادرة على اعتقال نتنياهو بتهم جرائم حرب؟ ...
- جنوب إفريقيا ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن أوامر ...
- ماذا بعد طلب خان إصدار أوامر اعتقال ضد قادة بإسرائيل؟


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مروان عثمان - عشائر ...احزاب في مهب الاستبداد