|
Jupiter
المصطفى العربي
الحوار المتمدن-العدد: 5592 - 2017 / 7 / 26 - 03:24
المحور:
الادب والفن
ها أنا ذا معك قصد تخفيف آلام الجروح العميقة و محن و نكبات الزمن الظالم ، خطير الأمر عندما لا تجد حتى المواساة الحقيقية وسط بلاد القطيع و الأرواح الميتة ، إنه النزيف و العذاب الدائم و في الجهة الأخرى النعيم و الجبروت و الهذيان و الطغيان ، قلت لك دائما هذا العالم تحكمه الشرور و الخير فيه إما صدفة أو غلط زهق من الأشرار خلسة . إذا أردت أن تعرف أسرار الحياة عليك بإبعاد القطيع و أكاذيبه و سكره و جهله الفظيع و القاتل . الحقيقة دائما صادمة و صعبة بل قاتلة لا يتحملها السفهاء و النصابون و الجهلة . عليك باختراق الطلاسيم لتعرف أن الوجود رعب و شر و أسباب ذلك هو الإنسان الجاهل الشرير المغرور الطاغية . لا شك أنك تعرف السماء أليس كذلك ؟ لا أنت تتوهم أنك تعرفها أما المعرفة الحقيقية ويحك إنك ترقم في الماء و تضرب على الحديد البارد . كوكب إسمه Jupiter أو المشتري بالعربية و يعني يخترق و يضرب و يخبط خبط عشواء أفهمت شيئا ؟ إصبر و تدرب و اخرج من سكر القطيع و الإعلام العاهر المسترزق و الثقافة العاهرة الدنيئة . غير الطريق لترى الشرور و الدماء و المظالم و مدن و بوادي الظلمات التي بعضها فوق بعض و بعضها يفترس البعض كاتينينات و التماسيح و الأسد و كل ما هو شر و شرير . المشتري يحكم السماء و الأرض و ما بينهما و يفعل ما يشاء فقط يقلب الأمور أو القيم فالعدل عنده هو الظلم و الظلم هو العدل ، هذا الأمر اقترب منه روائي إنجليزي جورج أورويل في روايته 1984 . المشتري عالمه مقلوب رأسا على عقب يلعب بالعالم بواسطة النقود و الذهب و الفضة و الؤلؤ و المرجان . الفقر و التفقير لا تناقشه الدساتير و لم أسمع و لم أقرأ أن رئيسا أو حاكما في تاريخ البشرية كله حل مشكل الفقر و بالضبط التفقير تذكر هذا . هذا صدمني و لازلت تحت تأثير الصدمة إلى اليوم . إكتشفت أمرا آخر كل البشر يخجل أو ينفر أو يهرب أو ينزلق بذكاء عن الكلام في الحقائق كالفقر و الظلم و المراحيض و السجون و الطابوهات لماذا ؟ الجواب : إن البشر خبيث و عدو الحقيقة و لذا فإذا تكلم الإنسان أو كتب كتبا فهذا الظاهر يجب رميه مباشرة في النار أو مزبلة الجغرافيا لأنه الكذب أما الباطن فأمر آخر و هذا ما يهرب منه الجهلة و السفلة و القتلة و الكاذبون . إننا تحت تخدير المشتري و تصرفاته الشهوانية المدمرة فلا أمل في بزوغ فجر تغرد فيه العصافير فوق أشجار خضراء معلنة : جاء فجر الخير و انتهى المشتري . أبدا النقود و قطيع البشر المتكاثر أكثر من الجراد و الذي يستهلك فقط و يملأ المراحيض و يتناسل هذا الشر المستطير الذي ذاقت به الأرض بما رحبت يعرف كل شيء إلا الخير . يسوقه سيده المشتري بقضبان النقود يضربه في الخلف دون شفقة و لا رحمة فيتهافت كالخنازير المصابة بطاعون خاص تجري دون وعي لتدمر بعضها البعض . زد في طغيانك يا مشتري و العب بالبشر الهمجي كما يحنو لك و حول العالم إلى القتل و الشر و إياك أن تفسح المجال لشعرة الأمل من الخير .
#المصطفى_العربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجوع
-
وا خنساه !
-
lalchimiste
-
التراث و أنا
-
أركيولوجيا قتل الأحياء و الكلام على الأموات
-
الحرارة
-
الدجال و شهداء كميرة
-
بين شكري و الزفزافي
المزيد.....
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة 70 مترجمة باللغة العربية بجودة HD
...
-
السحر والإغراء..أجمل الأزياء في مهرجان كان السينمائي
-
موسكو تشهد العرض الأول للنسخة السينمائية من أوبرا -عايدة- لج
...
-
المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان
-
تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي
-
بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
-
-الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع
...
-
الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
-
-موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
-
-جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|