أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - مقاطعة الدنمارك .. ثم ماذا؟














المزيد.....

مقاطعة الدنمارك .. ثم ماذا؟


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 1450 - 2006 / 2 / 3 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإعلامُ العربيُ، منتفضٌ، في بعضِه، غاضبٌ، في ظاهرِه، بعد تطاولِ إحدي الصحفِ الدنماركية برسومِ كاريكاتورية علي النبي محمد صلي الله عليه وعلي كافة أنبيائه ورسلهِ وسلَم. دعاوي المقاطعةِ الدبلوماسية والتجارية اِرتفعَ صَخبُها، الفضائياتُ العربيةُ اِزدادَت ضجةَ، في بعضِها، التطاولُ متعمدُ، الخطأُ كبيرٌ، المسلمون بلا اِعتبارِ.
في عالمِ لم تَعُد فيه أسرارُ تنتشرُ الهمسةُ ولو بلغةِ لا يفهمُها إلا قلةُ، تجوبُ اللفتةُ الأفاقَ ولو كانت سراً في مجاهلِ الصعيدِ، في صحراءِ الخليجِ، في أحراشِ أفريقيا. اِنكشفَت ممارساتُ اِرتُكِبَت باِسم الإسلام، الدولُ الإسلاميةُ لا تنصفُ الأقلياتِ، بفعلِ الحكوماتِ والشعوبِ، بفعلِ ضيقِِ الأفقِِ، في الجميعِ. التعصبُ سادَ، في كل مناحِ الحياةِ، المكابرةُ لا تُخفيه، الإعلامُ المخادعُ لا ينطلي مهما علا صوتُه. ما أكثرَ ما سقطَ من أبرياءِ باِسم الإسلام، في دول المسلمين وفي دولِ اِستضافتهم لما شحَ عيشُهم، لم يكونوا مقاتلين، منهم أصحابُ فكرِ، منهم من تفانوا في خدمة المسلمين. العالمُ رأي وسمعَ وقررَ، شعوباً وحكوماتِ.
تعبيرُ المسلمين عن غضبِهم واجبٌ، تفهمُهم لأوضاعِهم ضرورةُ. الحكوماتُ الإسلاميةُ، ومن ضمنِها العربيةُ، في وضعِ حرجِ، عاجزةُ، قليلةُ الحيلةِ، سَحبُ السفراءِ أخرَ ما عندَها، بلا تأثيرِ، شأنُه من شأنِها. المقاطعةُ الاقتصاديةُ ولي زمانُها، الاتفاقاتُ الدوليةُ تمنعُها، المعاملاتُ مع الدنمارك محدودةُ، ليست مجردَ جُبنِ وزُبدِ، إنها صناعةُ وتكنولوجيا ودواءُ، الخسائرُ متبادلةُ. ما العملُ إذا تطاولَت دولُ أخري علي رموزِ الإسلامِ؟ هل ستمتدُ لها المقاطعةُ أيضاً؟ مستحيلُ، الأضعف يحاربُ نفسَه بالمقاطعةِ، يضعُ نفسَه تحتَ أنيابِ نهازي الفرصِ. الشعوبُ ستكونُ الضحيةَ، ستَمرضُ، سَتُعاني، ستُفرضُ عليها سلعٌ أقلَ جودةً وأعلي سعراً.
الحياةُ سلفُ ودينُ، من خطايانا تصورُ أننا بلا خطيئةِ، أننا الصوابُ وغيرَنا الخطأُ والتأمرُ، نثورُ عندما يدوسُوننا، معنا الحقُ، لكن لا نسألُ أنفسَنا لماذا. لا نبحثُ في داخلِنا إنما نأخذُ بالأسهلِ، نلقي بالتهمِ علي غيرِنا، لا نحللُ، لا ندققُ، طباعُنا فيها التكاسلُ والتخاذلُ والاستغفالُ. إعلامُنا فاقدُ للرشدِ، هدفُه الأولُ أكلُ العيشِ، قليلُ من المبادئ والمنطقِِ، تهييجُ وإثارةُ، لزومُ الشهرةِ. إعلامٌ يستبيحُ الهجومَ علي شيخِ الأزهرِ لأنه اِختلفَ في وعظِه، يجأرُ بالمقاطعةِ ضغطاً علي المشتري، إكراهاً للبائعِ، يتباكي علي أخلاقياتِ لا يلتزمُ بها، دوافعُه ليست فوقَ الشبهاتِ. حكوماتُنا بلا مصداقيةِ، داخلياً وخارجياً، من أين إذن تستمدُ شرعيتَها؟ من الطبيعي أن ينكتمَ صوتُها. أما الشعوبُ ففيها الفقرُ والعوزُ وقلةُ الثقافةِ إن لم يكن الجهلُ، من السهلِ استثارتُها، بكل دواعي العصبيةِ، بالشعاراتِ، مروجو الفتنِ علي أحرِ من الجمرِ، شعاراتُهم جاهزةُ، تسدُ خانةَ، طريقُ لسلطانِ قاهرِ.
دعاوي مطالبةِ الحكومةِ الدنماركية بالاعتذارِ واهنةُ، مع الأسفِ، إنه واجبٌ علينا أيضاً، إذا اعتذرَت الحكومةُ لن تعتذرَ الصحافةُ، لا سلطانُ عليها، ليست صحافتُنا، الصارخون في إعلامِنا يحركهم اِعتيادُ التبعيةِ، الحريةُ الوهميةُ، يصرخون بالأمرِ وبه يصمتون؛ اِعتادوا تمثيلَ أدوارِ الأحرارِ، ما أكبرَ خشبةَ مسرحِ العبثِ، إنها تشملُ كلَ أرضِنا، مع حصارِ الرأي والفنِ، علي المسرحِ الحقيقي.
في مجتمعاتِ يقلُ فيها التفكيرُ، يُعاقبُ، يُجرمُ، تستحيلُ الرؤيةُ، يُرفَضُ الاختلافُ والتفردُ، حتي شيخ الأزهرِ لم يسلم من البذاءاتِ. المقاطعةُ ضرورةُ لإثباتِ الوجودِ، لا تُغني عن الوقوفِ مع الذاتِ، لن يحدث، مع الأسفِ،،
مع الشكر،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس .. أي نموذج؟
- اختيار الوزراء .. من حق الشعب أولاً
- تعليقٌ علي تعليقاتِ
- .. لتشغيل المحجبات
- الحَجُ مرآة
- إسرائيل لن تموت ولن تتيتم
- مأساة اللاجئين السودانيين .. اعتياد الخطأ
- أيجلب الرزق؟!
- الساطور هو الحل
- سبع صنايع .. وحق الجامعة ضايع
- جلباب أبيض شفاف وزوجة منقبة
- في مصر..غياب الوعي..خروج الروح
- إصلاح أم تغيير
- الامبراطوريات لم تعد قابلة للتداول
- الجوائز ..سيف حياء وتربيطات؟!
- لا خداع ولا انقياد
- كرسي لله
- الإعلام والاصلاح
- المرأة عميدة..يا دكتورة أم يا حاجة؟
- لمن الفضل..لإعلامنا أم لإعلامهم؟


المزيد.....




- بحيرات إيطالية لا يعلم بها السواح.. جواهر معلّقة بالتاريخ
- سمكة قرش ضخمة طولها 12 قدمًا.. كاميرا ترصد لحظة اصطيادها
- صور تعرض لأول مرة.. العائلة الملكية البريطانية كما لم ترها م ...
- لغز قديم.. في أي مدينة وقفت الموناليزا باللوحة الشهيرة؟
- الدفاع الجوي الروسي يعترض 4 قنابل موجهة وصاروخين فوق مقاطعة ...
- هدوء هش في كاليدونيا الجديدة ووصول تعزيزات أمنية إضافية من ف ...
- باحثون: الفيلة تتبادل -التحية- فيما بينها عبر هذه الإشارات! ...
- قتال عنيف في رفح بعد دخول أول شحنة مساعدات عبر الميناء العائ ...
- محكمة مصرية ترفع اسم أبو تريكة ومئات آخرين من قوائم الإرهاب ...
- بوتين يبحث مع توكايف التعاون الثنائي بين البلدين ويطلعه على ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - مقاطعة الدنمارك .. ثم ماذا؟