أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد جيجاك - سنكلوز مدعو للمؤتمر - 3 -














المزيد.....

سنكلوز مدعو للمؤتمر - 3 -


محمد جيجاك

الحوار المتمدن-العدد: 5135 - 2016 / 4 / 17 - 12:45
المحور: كتابات ساخرة
    


سنكلوز مدعو للمؤتمر
- 3 -

محمد جيجاك

صدفة سمع سنكلوز أن صديقه القديم الفار من البلد هو عضو في لجنة تحضير مؤتمر للأدباء الأحرار. بعث سنكلوز له عشرات الإيميلات مدون فيه مطولات تذكِره بالصداقة القديمة بينهما وبالأمسيات الأدبية التي حضراها سوياً، وبضع طرائف هنا وهناك، ويختم ايميله بكيل من المديح الباذخ لدماثة خلقه، وظرافته، ثم يطلب منه برجاء ولغة فكهة، ادراج اسمه في قائمة المدعويين للمؤتمر المزعوم. ماطل صديقه في الردود بعد كشف نوايا سنكلوز ودواعِ مراسلاته المكثفة له، متحججاً أنه لا يملك الوقت الكافي للرد عليه، شهر كامل ولا يستطيع صديقه نطق كلمة نعم أو لا بسبب الاحراج ! فقط كان يردّ بعبارة واحدة على كل رسائل سنكلوز “ سنرى ما سيحدث وسأخبرك لاحقاً “، ثم يتجاهله عسى يستيقظ فيه نخوة الإحساس ويتوقف عن بثّ رسائله التوسلية. استنفد كل الحيل المتاحة لإفهام سنكلوز بشكل غير مباشر أنه ليس أهلاً لحضور هكذا مؤتمر. فكتب له أخيراً رسالة قصيرة متضمنة إهانة طفيفة :
- حسناً.. سأضيف اسمك لقائمة المدعوين لكن اللجنة التحضيرية لن تتكفل بمصاريف تنقلاتك والاقامة لمدة اسبوع
طار سنكلوز من الفرح، وثب إلى حيث زوجته التي كانت على بعد خطوتين منه تكنّس غبار الصيف أمام عتبة الباب، وأخبرها بسرور طفل حصل على لعبة كبيرة:
- سأذهب إلى مؤتمر الأدباء
لم تتوقف زوجته عن كنسها الغبار، قالت بلا مبالاة:
- أخيراً استجاب صديقك لتوسلاتك.. مبروك
لم يكترث سنكلوز لجفاء زوجته، فهو يعرف أنها الوحيدة تعرف تدابيره الخفية وسبله الوضيعة للظهور تحت الأضواء. فتح سنكلوز صفحته الفيس بوك وكتب :
( هذا الصّباح تلقيتُ دعوة لحضورِ مؤتمر الأدباءِ والمثقفين المستقلين الأحرار. جزيل الشكر للّجنة المُنظِمة لاتباعها المعايير المهنية الدقيقة في ارسال الدعوات لنخبة منتقاة من الشريحة للمثقفة الواسعة في الوطن).
ثبّت سنكلوز صفحة منشوره على شاشة اللابتوب وراح يرد على تدفق التهاني في التعليقات على خبره. علّق أحدهم “ لتكن صوتنا المقهور في المؤتمر، أنتم أمل هذه الأمة في الخلاص من الظلم والاضطهاد” غُمر سنكلوز بسعادة لا توصف، تخيّل نفسه منطاداً معبأ بهواء ساخن يجوب سماء الوطن.
رمق زوجته من الخلف، تأمّل مؤخرتها المترجرجة تحت فستان فضفاض، استيقظ في داخله رغبة مفاجئة لركوبها، كبح رغبته وتودد إليها قائلاً :
- بعد اسبوع سأسافر، سأبقى اسبوع وأرجع، ماذا أجلب لك من ذاك البلد ؟
رفعت زوجته رأسها، استدارت إليه، حدّقت فيه للحظات وقالت بتحدّ :
- لم يبقى لدي سوى سوار واحد، لن أبيعه لتسافر بثمنه
ضحك سنكلوز ضحكة ثعلب وقال :
- ألا تعلمين ..هناك سيكافئون كل من يحضر المؤتمر بمبلغ محترم
قهقهت زوجته وردّت بسخرية تذكِره بوعوده السابقة :
- كان لدي ثلاث أساور، الأول بعته لتطبع بثمنه قصصك في كتاب، فلم تبع من الكتب سوى خمسة، والثاني بعته لتشتري مكتبة خشبية مستعملة ومائة كتاب من القياس الكبير لتزين بها غرفتك وتتباهى أمام ضيوفك المثقفين، والآن ستذهب إلى المؤتمر الذي لم يدعونك إليه أصلاً ..
شعر سنكلوز بجبل من ثلج انقلب على جسده الضئيل وطمر حتى حلمه في تبوء المنبر هناك، تجمّد الدمّ في عروقه، عصر أصابعه يسدّ الطريق أمام نوبة هستريا على وشك الظهور، أراد أن يقفز إلى عنقها ويخنقها ببطء حتى يشفي غليله من استخفافها به.
تركها وذهب لأمه التي كانت تطحن الحنطة في وسط الدار، تملقها ببضع عبارات مجاملة، سألها عن أحوال القرحة في معدتها، حدّقت أمه في وجه مستغربة لطفه المفاجئ، عادت لعملها وقالت بإنكسار:
- ما دام زوجتك مستمرة في بلادتها ستبقى معدتي متقرّحة
وثب سنكلوز مثل هارون وسألها مستفسراً :
- زوجتي هي سبب ألم معدتك، ماذا حدث؟ ..حسناً
هرع إلى زوجته، نهرها في ظهرها آمراً :
- اذهبي إلى أمي حالاً، اسأليها ماذا تريد منك فعله
بحلقت زوجته في عيني سنكلوز مباشرة، غرغر الماء في عينيها، رمت المكنسة من يدها، سلّت السوار الأخير من معصمها الأيسر، ناولته إياها دون أن تنبس بكلمة.



#محمد_جيجاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدمة تفجّر المثانة
- المثقف سنكلوز - 2 -
- المثقف سنكلوز - 2 -
- مثقف سنكلوز
- ميلانيا
- حيز واسع من الهشاشة
- وحي برائحة العفن
- وحي برائحة العَفَن


المزيد.....




- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...
- مصر.. تأييد الحكم بالسجن 3 سنوات للمتسبب في مصرع الفنان أشرف ...
- بعد مسرحية عن -روسيات ودواعش-.. مخرجة وكاتبة تواجهان السجن ف ...
- بقضية الممثلة الإباحية.. -تفاصيل فنية- قد تنهي محاكمة ترامب ...
- مصر.. القبض على فنان شهير بالشيخ زايد بتهمة دهس سيدتين
- صلاح الدين 25 .. متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 25 م ...
- غزة تحت النار.. الشعراء الشهداء إذ ينثرون إبداعاتهم


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد جيجاك - سنكلوز مدعو للمؤتمر - 3 -