أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الحيدر - على هامش الثامن من شباط.. كيف تصبح مؤرخاً في خمس دقائق دون معلم














المزيد.....

على هامش الثامن من شباط.. كيف تصبح مؤرخاً في خمس دقائق دون معلم


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 5070 - 2016 / 2 / 9 - 03:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على هامش الثامن من شباط.. كيف تصبح مؤرخاً في خمس دقائق دون معلم...
ماجد الحيدر

على عادة العراقيين في كل شيء، انقسموا في هذا اليوم أيضا بين معسكرين متطرفين ضاع بينهما العقل والدراسة التاريخية وتقييم الأشياء على وفق ظروفها التاريخية ومعطياتها الموضوعية. لقد تركوا ذكرى المجزرة الأليمة التي جرت في هذا اليوم الأسود وما رافقها من حمام دم أقامته قوى البعث والفاشية القومية المتحالفة مع الإقطاع والرجعية الدينية بمباركة من الولايات المتحدة ومشاركة مباشرة من "زعيم الأمة" جمال عبد الناصر، وبدلا من يستمدوا العبر والدروس من الأحداث التي رافقت مسيرة 14 تموز حتى نهايتها المأساوية راحوا يتراشقون الاتهامات بالغباء والجهل والخيانة الخ، ومضوا يتصارعون حول شخصيتي عبد الكريم قاسم ونوري السعيد وفضائل ومنجزات وأخطاء وجرائم النظامين الملكي والجمهوري بطريقة عاطفية خالية من التقييم الموضوعي. الغريب أن البعض ممن لم يعيشوا أحداث تلك الفترة ولم يقرأوا عنها سطراً واحداً راحوا يدلون بدلوهم فيقدسون هذا ويشتمون ذاك و "هذا تاج راسك" أو "احترم نفسك قبل أن أحظرك" كما يفعلون مع برشلونة وريال مدريد!
التاريخ وشخصياته لا يقيّمان يا أعزائي بهذه الطريقة السطحية المتعجلة. التاريخ لا يقارَب بطريقة "حِب واحكي واكره واحكي". أعرف أن الغالبية العظمى ممن شاركوا في "النقاش" هم ممن ولدوا بعد تلك الأحداث أو كانوا بعيدين عنها لكن هذا لا يمنعهم من الإدلاء بآرائهم شرط أن يقرأوا على الأقل كتابين أو ثلاثة تمثل وجهات النظر المختلفة ثم يتفضلوا علينا بمداخلاتهم.
ما كان عبد الكريم قديسا ولا وغداً وما كان عبقريا ولا مجنوناً. كان إنساناً بسيطاً محدود الذكاء لا يصلح للسياسة لكنه طيب النوايا ونزيها نظيف اليد ومحباً لوطنه وللفقراء منهم بالتحديد ولهذا أحبوه ويحبونه حتى اليوم.
ما كان نوري السعيد قديساً ولا وغدا وما كان عبقريا ولا مجنونا. كان ثعلباً سياسيا عجوزاً يلعب بكل الأوراق ويتزعم طبقة سياسية مرفهة بعيدة عن الناس وهمومهم. أدخل العراق في دوامة الأحلاف العسكرية وربط مصالحه بمصالح بريطانيا، لكنه كان يعتقد بأن هذا هو الطريق الأمثل لحكم العراق وتطوره.
كلاهما (للتذكير) كان عسكريا تحول الى السياسة فأصاب وأخطأ وتخبط
ما كان العهد الملكي عهداً ذهبيا..تلك أسطورة سمجة: الديمقراطية المدّعاة كانت كذبة سخيفة والانتخابات تزور بصورة منهجية بل ويجري إخبار "سعادة النايب" بفوزه قبل الانتخابات، وكان مجلس النواب يحل أو ينعقد بإشارة من اصبع نوري السعيد أو عبد الإله أو السفير البريطاني. كان الفلاحون يموتون في قراهم من الجوع ويتلقون سياط الإقطاعيين والسراكيل والآغوات فيما النخبة الحاكمة تقضي أصيافها في سويسرا ولبنان. جرت مجازر دموية بحق المسيحيين واليهود والكرد وأهل الجنوب وكانت السجون مكتظة بالمعتقلين السياسيين وجرد الناس من جنسياتهم على أساس سياسي وأعدمت نخب من خيرة أبناء البلاد عربا وكردا. أحد أعلامه (الحصري) كان من أوائل المؤسسين للنهج الطائفي المقيت في التربية والتعليم. جرت انقلابات عسكرية عديدة. العائلة المالكة عائلة غريبة عن العراق جاءت بهم مسز بيل من الحجاز. كان النظام مدنيا في الظاهر لكن أغلب قادة البلاد كانوا عسكريين سابقين مع بعض الحالات التي استلم فيها الوزارة عسكريون في الخدمة. كل هذا لا يمنع وجود إيجابيات ومنجزات وجوانب مضيئة.
عهد عبد الكريم قاسم لم يكن أيضا عهداً ذهبيا (ما من شيء اسمه عصر ذهبي في العراق) : عمت الفوضى وجرت مجازر ومحاكمات عشوائية وإعدامات واشتعلت الحرب في كردستان من جديد. شهدت البلاد ظاهرة عبادة الحاكم الفرد وتنزيهه وعادت السجون لتملتئ بالسجناء السياسيين. تدهورت الزراعة بسبب الهجرة المليونية للفلاحين، كما خرج الضباط من معسكراتهم ليحتلوا مناصب مدنية يجب ألا يحتلوها. لكنه على قِصَره شهد عددا من الانجازات الاجتماعية والتشريعية والاقتصادية التي لم يشهدها عهد من قبله أو بعده ولا يمكن أن ينكرها إلا حاقد أو مغالِط.


أتركونا إذن من هذا الأسلوب المتعصب في "التشجيع"
اتركوا نوري وكريم قليلاً وتأملوا في هذا اليوم وعبره. انظروا الى شلة الأوغاد والمنحرفين الذين جعلوا من الثامن من شباط أكثر الأيام سوادا في أرض السواد.. راجعوا فعال، وسيرة، الوحوش الكاسرة التي خرجت من أقبية الظلام أو نزلت من القطار الأمريكي حاملة رشاشات بورسعيد لتبث الخوف والرعب في أزقة عكد الأكراد والكاظمية وتصب الرصاص المصهور في أفواه المعتقلين وتصبغ حمامات فائق حسن باللون الأسود.. استذكروا قليلاً المئات والآلاف من خيرة مثقفي العراق وشبابه وكوادره العلمية والتربوية الذين ضاقت بهم غرف قصر النهاية والمقابر السرية وقاع نهر دجلة في هذا اليوم المشؤوم وما تلاه. تذكروا أسماء مجرمين من أمثال عبد السلام عارف وأحمد حسن البكر وحردان التكريتي وصالح عماش وعلي صالح السعدي وطاهر يحيى وصبي المافيا في حينها صدام حسين وغيرهم من غربان الفاشية التي عاد الكثير منها ولكن بأسماء وعباءات وعمائم جديدة.
إقرأوا رحمة على والديكم.. و "استأنسوا" بكل الآراء ثم تكرموا علينا بـ "شذراتكم" الخالدة، فإن لم تقدروا على هذا الحمل ودوخة الرأس فاكتفوا بقراءة ما يكتبه الغير ووضع اللايكات على ما "يلوك" لكم .. وكفى الله المؤمنين...




#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم الأول بعد الأبوكاليبس - نص شعري
- ستيفي سمث- لا الوح بل أغرق
- ستيفي سمث - ولا حدثناه عنها - شعر
- ضحك كالبكاء - عن -السَن أوف ذا بِج- هنري كيسنجر والسقيفة وأخ ...
- رسالة الى كيسنجر العجوز
- وليم بتلر ييتس - حين تهرمين
- ظهور المخلِّص أو المجيء الثاني لوليم بتلر ييتس
- لانغستن هيوز - دكتوراه فلسفة
- أودن - أوقفوا الساعات
- إدث سِتويل - در ودر يا حصان الخشب
- أودن - الأكثر حبا
- أمة تضحك الأمم - وما على الحالمِ من حرج
- أودن - الهبوط على القمر
- أودن - درع أخيل
- ألمائيل - قصة قصيرة جدا
- لو كنت حياً
- لا تطل الحديث - شعر
- الشاعر!
- المحسنون - قصيدة لرديارد كبلنغ
- يهوذا عميخاي - الآلهة تذهب وتأتي، الصلوات تبقى للأبد


المزيد.....




- بلينكن: لو توفرت معلومات عن مكان السنوار سنمررها إلى إسرائيل ...
- زيلينسكي يتهم الدول الغربية بترك الباب مواربا في علاقاتها مع ...
- خطة أمريكية للتطبيع بين الرياض وتل أبيب
- بلينكن يعرب عن رغبة الغرب في استخدام الأصول الروسية كضمان لق ...
- سحب السفيرة وتصريحات نارية.. ما وراء الخلاف الدبلوماسي الحاد ...
- تساقطت من الأشجار -مثل التفاح-.. العثور على 83 قردا نافقا في ...
- القدر المحتوم لقادة إيران... موت أو عزل أو صراعات
- الغارديان: مهاجمو شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة يتلقون مع ...
- شولتس: لا يمكن المقارنة بين فظائع الإرهابيين وإدارة إسرائيل ...
- الرئيس التونسي: سياسة الدولة لا يجب أن تقوم على الرتق وعلى م ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الحيدر - على هامش الثامن من شباط.. كيف تصبح مؤرخاً في خمس دقائق دون معلم