|
العراق ... و .. أزمة الهوية
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 07:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أستهلال : ويا حكام المهزومين .. ويا جمهورا مهزوما .. ما أوسخنا .. ما أوسخنا.. ما أوسخنا ونكابر ما أوسخنا .. لا أستثني أحدا هل تعترفون ---------------- ونعوي في الصحراء بلا مأوى .. هل وطن تحكمه الأفخاذ الملكية ؟ .. هذا وطن أم مبغى ؟ هل أرض هذه الكرة الأرضية أم وكر ذئاب ؟ ( * ) مقطع من قصيدة لمظفر النواب / " شاعر عراقي معاصر ومعارض سياسي بارز وناقد ، تعرّض للملاحقة وسجن في العراق ، عاش بعدها في عدة عواصم منها بيروت ودمشق ومدن أوربية اخرى ، ولد عام 1934 ، اكمل دراسته الجامعية في كلية الآداب ببغداد " .
المقدمة والنص وكلمة الختام :
العراق بعد 2003 فقد الهوية ، بل أنتزعت منه الهوية ، ولا أقصد أنه كان له هوية من قبل / بالمعنى المطلق والمتعارف عليه للهوية الوطنية ، ولكن الأن تماما فقد الهوية ، بغداد ليست بغداد ، والراية ليست كما كانت ، والرافدين أصبحا مدفنا للجثث ، و النخيل بل ثمر / وقد نستورد يوما التمر ، كما نستورد باقي السلع ضرورية كانت أم كمالية أو أنتاجية ، العراق بلا هوية ، لا أستطيع أن أحدد مسببات فقدان الهوية ، لأنها لا تعد ولا تحصى ، فتعددت الأسباب والموت واحد / فقدان الهوية ، لا أدري ما الذي حصل ، حكام العراق الحاليين ، ملتحين أو معممين ، وبعضهم غير ذلك ، ولكنهم يصلون ويصومون ويزورون الأضرحة ، وبعضهم حتى يلطمون على سيد الشهداء الحسين / وهو براء منهم ، ولكن الكل ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر أو أغفل النظر عن الوضع ، حتى تضيع الهوية ، فالعراق مقسم ، العراق مجزأ ، العراق مغتصب ، العراق مشرذم ، العراق طائفي ، العراق مذهبي ، العراق بؤرة من الاحزاب و التكتلات ، العراق منهوب ، العراق يحترق ... من المستفيد من كل هذا ، يبقى سؤال بلا جواب !! لأول مرة الحكومة والبرلمان والحكام يتفقون على ثورة / أو أنقلاب ، ضد الشعب ، هي سلب هوية العراق . أيهاجر الشعب أم يفنى الحكام الجدد . تأكد لنا أن رجال الدين و المتدينيين ، عندما يجرمون أو يقتلون أو يسرقون أو ينهبون .. يكونون أكثر دموية و شراسة ووحشية وشراهة من " العلمانيين الكفرة " !! لم نسمع أن الراحل نوري السعيد أو الزعيم عبد الكريم قاسم / مثلا ، كانا من أصحاب المال و العقارات ، وحكام اليوم يملكون المليارات ، كانوا يقولون أن الباشا نوري السعيد " كان يشرب العرق " ، أيها الحكام أشربوا ما تشاؤوا من .. !! لكن أعدلوا و أنصفوا مثله ! وأحكموا مثلما حكم ، وسائل يسأل / من جانب أخر ، ماذا فعل الباشا حتى تخرج المظاهرات / أبان العهد الملكي ، التي تقول " نوري السعيد القندرة وصالح جبر كيطانة " ، أذا كان الباشا " قندرة " .. وهو الذي كان له القدر الأعظم في " وجود دولة أسمها العراق وتأسيس جيشه و جعله عضوا في جامعة الدول العربية و عصبة الأمم .." ، من جانب أخر ، ماذا قدم الحكام الجدد من أنجازات !! وماذا يجب أن نهتف لهم على ما فعلوه بالعراق !! أين أنت أيها الشعب المغيب بمسيرات الزيارات و اللطم ، الحسين لا يحتاج الى مسيرات ولا الى لطم .. الحسين قال " أللهم أجعلني أن أبيت / أبات ، مظلوما ولا ظالما " ، ونحن نقول الى متى يبقى الشعب مظلوما ، مسلوب الأرادة ، لا حول له ولا قوة ، في بعض الأحيان أشكك بأن هذا هو شعب العراق ، الذي يقال عنه شعب الثورات من الأربعينات وحتى مطلع الألفية الثالثة ! متى ترجع لك الهوية الثورية ، وتحاكم من نهبوك وشردوك وجعلوك لاجئا في الشتات .. وأختتم مقالي بمقطع من قصيدة لي في مطلع 2012 عام ، أقول فيها / وهي محاورة بين الحكام و الشعب : ولكن سامحنا أيها الشعب فنحن لا نعرف كيف أسعادك وكيف نحقق لك الاحلام ... ----------------- و كيف نوفر لك العيش و الأحترام و نحن نسينا الله و عبدنا الكراسي و أصبحت حياتنا حرام في حرام ... ----------------- و أنا .. أقول أيها الشعب عش كما قدروا لك مذلولا و أذهب للجحيم أو أنتفض و أشنق الأقزام ...
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدول العربية .. بين الأسلمة و المستقبل المجهول
-
سبي النساء .. بين الشرعنة و الأغتصاب
-
الأسلام بين مفهوم - الدين و الدعوة - ومفهوم - الدولة و السلط
...
-
الاراضي تسقى ماء ، أما أرض العراق فتسقى دماء ..
-
تساؤلات .. في المرتدين وحرية المعتقد
-
قراءة في فتوى - موت المسلمين في بلاد الكفار .. في النار -
-
داعش .. والذبح على الطريقة الهوليودية
-
الدولة المدنية .. هي الحل
-
قراءة في فكر الشيخ محمد عبده .. أمام التنوير و التحديث
-
حل الجيش العراقي .. الطامة الكبرى
-
العشاق .. يقتلون بلا سيوف
-
المرأة في الأسلام .. شبهات و حقائق
-
مذابح الأرمن / الوجه الحقيقي لتركيا اليوم
-
مذابح الأرمن / الوجه الحقيقي لتركيا اليوم ( مع أشارات للت
...
-
4. تركيا و أيران وجهان لعملة واحدة
-
- عاصفة الحزم - .. و صراع القوى
-
3. مصر .. حريق / الأخوان المسلمين ، متى ينتهي !
-
نجيب سرور .. والجلد الدموي للذات
-
2. أهل الجنة .. ومشكلة اللغة العربية !
-
1 . تركيا و قطر .. الى أين !
المزيد.....
-
هذه الصور لا تثبت أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي نجا من حا
...
-
احتجاجات طلابية ضد قانون -الوكلاء الأجانب- في جورجيا
-
اليوم العالمي للشاي: أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم بعد
...
-
من تبريز إلى مشهد: ما خصوصية المدن التي تمرّ بها مراسم تشييع
...
-
هل عادت إسبانيا لمبدأ -التوازن- في علاقتها مع المغرب والجزائ
...
-
-الأسد الإفريقي- في المغرب.. ما جديد هذه النسخة من المناورات
...
-
بدء مراسم تشييع الرئيس الايراني ومرافقيه في تبريز
-
باشينيان يلتقي نائب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكي
...
-
زيلينسكي: سنواتي الخمس كرئيس لأوكرانيا لم تنته بعد
-
السلطات الإسرائيلية تصادر معدات لوكالة -أسوشيتد برس- تستخدمه
...
المزيد.....
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|