محمد الدرة

فؤاد علي منصور

الحوار المتمدن-العدد: 1337 - 2005 / 10 / 4 - 11:03
المحور: القضية الفلسطينية
    

محمد الدرة
منذ خمس سنوات اغتيل الطفل الفلسطيني محمد الدرة وهو الآن في جنة الخلد, يقص على زواره وأحبابه حكايته وحكاية شعب مضطهد وأرض مغتصبة,وما زالت قضية فلسطين تؤرق السماء والأرض , وما زالت إسرائيل تنكل بالفلسطينيين وترتكب بحقهم يوميا أبشع أنواع الجرائم , والعالم في نوم عميق ,والعرب نسوا فلسطين وقدسها ,وانشغلوا وأشغلوا بالعراق والسودان وسوريا وووو....
فإلى متى ؟؟إلى متى ؟ ننام ويصحو الآخرون !
يتآمرون علينا ,ويبيعون ويتاجرون,ولا أحد منا ومن حكامنا يلقي بالا لما يحدث ! كاننا في حالة إدمان مستمرة....
محمد الدرة الطفل الشهيد..و الشاهد على رداءة العرب وزمانهم ,قتل أمام العالم بأسره ,ليكون
غصة في قلب العرب وفي حلق إسرائيل .
محمد الدرة تذكر يوم استشهاده الرسالة التي كتبها بدمه إلى والده وإلى كل إنسان شريف :

إلى أبي
أنا آسف يا أبت
لن أستطيع العودة معكم إلى البيت..
أنا آسف يا أبت..
سلّم على أمي.. وقل لها:
ذهب محمد.... وسيعود..
لا تقل لها إنني سافرت..
فهي ستبكي.. وأنا لا أريدها أن تبكي..
لاأريد أن يغلي قلبها عليّ
أنا آسف يا أبت
لن أستطيع الآن أن أعود..
سلّم على إخوتي..
قل لهم : ذهب محمد ليلعب مع رفقاء جدد..
يشبهوني ..أكبر مني ,وأصغر مني
قصتهم كقصتي ,ويعانون ما أعاني
قل لإخوتي: سيعود........
سلّم على جيراننا
وقل لهم: إنني سأعود.. وسأراهم يكبرون.. يتشاجرون
أنا آسف يا أبت لن أستطيع اليوم أن أعود..
فأنا مدعو لنداء خفي..مدعو لحفل بهي
الناس فيه محبون. الناس فيه مخلصون..
الناس فيه أطفال و الأطفال فيه ملائكة.
والملائكة نور، والكل فيه نور على نور.
أنا آسف يا أبت
بخصوص العودة إلى البيت لن أستطيع
أنا مشغول..بصوري الكثيرة
مشغول بألعابي التي لم ألعب يوما بها
مشغول .. بتحضير أقوالي..
مشغول باقتراحاتي. مشغول بأمنياتي..
لاتبك يا أبت , فأنا معكم , لاتحزن لأنني لن أعود معك
فأنا معكم ,ولكني مشغول بالسفر
إني أسمع كلاما لاأفهمه..أسمع غمغمات
وصراخا عاليا يصم أذني.....
أسمع أصواتا بعيدة تتحدث عني
أسمع أصواتا غريبة تترجم همي
ولكن أصواتهم ولغاتهم غير مفهومة !!!
تذكرت أن أسألك يا أبي :
لماذا نطرد من بيتنا ؟؟ لماذا يلاحقنا أشخاص غريبون ؟؟
لماذا يطلبون منا أشياء غريبة ؟؟!!
لماذا يصوب هذا الأحمق بندقيته نحوي ؟؟
لماذا يختفي الأطفال من حارتنا ؟؟
لماذا لايبقون عرقا أخضر في أرضنا ؟؟
أنا ذاهب يا أبت ,وآسف لأنني لن أعود إلى البيت الليلة
لن أنام في ركني ,لن أعانق وسادتي
لن أشاكس إخوتي
أنا آسف لأنني أ مضي دون كلمة..
شعرت بحبك يا أبت..
شعرت بحبك، وأنت تشدني إليك، وتصرخ عالياً
شعرت أن حبك يفوق ما تصورت.
وأنا أدري أن أمي كذلك، وأخوتي كذلك.
أنا آسف يا أبت...
لن أعود إلى البيت..؟
ولن أذهب إلى المدرسة..؟
يا أبت قل لمعلم العربية:
إنني حولت موضوع التعبير : القدس عربية
إلى نص عنوانه : قراءة نقدية

فؤاد علي منصور

#فؤاد_علي_منصور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات