أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سهيل حداد - عزل سورية سياسة أمريكية خاطئة














المزيد.....

عزل سورية سياسة أمريكية خاطئة


سهيل حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1327 - 2005 / 9 / 24 - 06:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عزل سورية سياسة أمريكية خاطئة
ترافقت زيارة ميليس الأخيرة إلى سورية في إطار التحقيقات الدولية بحادثة اغتيال الحريري بحملة جديدة من التصريحات الأمريكية عن زيادة الضغوط على سورية ومحاولة عزلها دولياً وتحويل ملفها إلى مجلس الأمن تحت ذريعة عدم التزامها بتطيق كل بنود القرار 1559، وعدم قدرتها على ضبط حدودها مع العراق إلى ما هنالك من ذرائع وحجج واهية، واستصدار قرار يقضي بتطبيق عقوبات دولية ضدها. وتزداد شراسة هذه الحملات كلما ازداد فشل الإدارة الأمريكية في العراق.

فهل عزل سورية دبلوماسياً واقتصاديا وإنهاء دورها الإقليمي هو أمر ممكن؟. وهل هو الوسيلة الناجعة لكي تستطيع الإدارة الأمريكية تطبيق سياساتها ومشروعها في المنطقة؟
إن الإجابة على مثل هذا السؤال يحتم علينا أن تكون هناك رؤية شاملة للوضع والحالة التي آلت إليها المنطقة بعد احتلال العراق، والتدخل الأمريكي الفاضح في الشأن اللبناني ومحاولتها لتمرير الصفقات " الإسرائيلية" في غزة والضفة الغربية والقضاء على كل نوع من أنواع المقاومة المشروعة في المنطقة للمشروع الصهيوني.

إن أية قراءة جيو - سياسية وديموغرافية بسيطة لوضع المنطقة يدل بشكل غير قابل للجدل على أن لسورية دور أساسي فيها وهذا الدور غير قابل للتجاهل من أية جهة لها مصالح وتهمها شؤون هذه المنطقة. فدور سورية الإقليمي لا تحدده ظروف آنية أو مرحلية مهما كان نوعها واتجاهها. وقد أثبتت كل المحاولات السابقة لعزل سورية ومعاقبتها اقتصادياً فشلها على كل الصعد. وإن مثل هذا النوع من الضغوطات يدخل ضمن سيناريو أمريكي يهدف إلى إضعاف الموقف السوري الرافض لسياسة الهيمنة والغطرسة التي تمارسها الإدارة الأمريكية وحليفها شارون ضد شعوب هذه المنطقة، وخاصة تمرير مشروعها الشرق أوسطي الذي يخدم مصالحها ومصالح حليفتها "إسرائيل" التي لها دور أساسي في التحريض على مثل هذا النوع من السياسات مما يساعد على كسر طوق عزلتها الإقليمية وفرضها للشروط التي تريدها فيما يخص مشروع السلام وقضية فلسطين واللاجئين في الدول العربية المحيطة، ويكسر شوكة أية مقاومة وطنية ضد مشروعها الصهيوني في المنطقة.

ولكن الجميع يعلم بأن طريقها في سورية شائك جداً مهما كانت الذرائع والوسائل التي تتبعها لتحريض الرأي العام العالمي ضد القيادة السورية ومواقفها. فسورية ملتزمة بكل القرارات الدولية والشرعية الدولية ومتعاونة ومتجاوبة معها إلى أقصى الحدود على عكس حليفتها " إسرائيل" التي تنتهج سياسة التجاهل للشرعية الدولية وكل قراراتها وتستمر بسياستها العنصرية والاستيطانية ومشروعا الصهيوني الرافض لكل أشكال السلام العادل والشامل. بالإضافة إلى أن الشعب السوري بكافة أطيافه يرفض رفضاً قاطعاً هذا النوع من الممارسات والضغوطات والتهديدات. ويزداد وحدة ولحمة وطنية وشعبية. فهل أمريكا تجهل ذلك؟. فإذا كان هذا صحيح فعلى الإدارة الأمريكية مراجعة حساباتها وإعادة النظر في المعلومات المضللة التي تردها من مصادر لا يهمها إلا توتير الوضع في المنطقة وجر أمريكيا إلى ما لا يحمد عقباه. أما إذا كانت تعلم ذلك وتستمر بتدخلها في شؤون شعوب المنطقة ومصيرهم، وتمارس سياستها الفاشلة والرامية لزعزعة استقرار المنطقة وأمنها لتبرير مواقفها الخاطئة عبر ذرائع واهية بات الصغير والكبير يعرفها مثل نشر الديمقراطية على الطريقة الأمريكية بغض النظر عن تقبل الشعوب لها، ومحاربة الإرهاب الدولي، والتي في الحقيقة هي ذرائع لنهب ثروات هذه المنطقة وخاصة النفط وإقامة أنظمة تابعة وتطبيعية مع "إسرائيل" وجعل شعوب هذه المنطقة مستهلكين لنواتج اقتصادها، فمشروعها فاشل لعدم قناعة شعوب المنطقة بمصداقيته.

في النهاية مهما حاولت الإدارة الأمريكية من استصدار قرارات لعزل سورية والضغط عليها سيبقى لها دور إقليمي وحضور قوي في المنطقة لأن وعي الشعب السوري لما يجري من حوله، يحتم على الإدارة الأمريكية وحلفائها أن يدرك أن عزل سورية هو أحد الأخطاء القاتلة التي ترتكبها الإدارة الأمريكية في حقه وحق شعوب هذه المنطقة وسيفضح مشروعها وذرائعها ويزيد من كراهيته وكراهية شعوب هذه المنطقة للولايات المتحدة الأمريكية ورسالتها وحضارتها. فهذا الشعب الذي ضحى وناضل من أجل كل القضايا الوطنية والعربية العادلة وبذل الرخيص والغالي في سبيلها، هو صاحب حق ومشروع عادل في الحياة في أمان واستقرار في منطقة يسودها السلام والعدل لجميع شعوبها. ولن يتم هذا السلام والأمن والاستقرار إلا باستعادة شعوب المنطقة لحقوقها المغتصبة والأراضي التي تحتلها "إسرائيل"، وأن تستعيد شعوب المنطقة حريتها من كل أنواع الاحتلال العسكري. وأية سياسة أو مشروع أو طرح تخرج عن هذا الإطار مآلها الفشل، وعلى الإدارة الأمريكية أن تسعى بدلاً من شن الحروب واستعداء الشعوب والتحريض على العنف والإرهاب أن تقيم وترعى مبادرة سلام تعيد لهذه الشعوب حقوقها وتضمن استقرارها وازدهارها. وهذا ما يقود إلى الازدهار والانفتاح الاقتصاديين والتبادل الفكري الحضاري وزوال العنف والكراهية بين الشعوب والأمم.
دمشق، في 21/09/2005.
د. سهيل حداد
[email protected]



#سهيل_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلام الفتنة والتحريض والذل، نهج أم عمالة
- ما وراء قتل الرموز الوطنية في لبنان !!
- الحقيقة الواضحة لمن يريد معرفتها
- الدين لله والوطن للجميع
- رسائل الإخوان المسلمين الأخيرة وشعاراتها الخداعة .. مناورة أ ...
- سوق هال الفضائيات العربية، والمزايدات السياسية
- التخوف الأمريكي وأبعاده
- -سورية في قلب الهدف الأمريكي-
- رسالة ديموقراطية إلى ما يسمى العالم الحر


المزيد.....




- فيديو يظهر تصرفا غريبا لشرطي أمريكي أمام حانة.. أشعل سيجارًا ...
- كيف كشفت صحفيتان كوريتان عن فضائح جنسية خطرة لنجوم كبار في ع ...
- غالانت يهاجم نتنياهو: هل بدأ تبادل الاتهامات بين الحكومة الإ ...
- حقوق مجتمع الميم في أوروبا.. مالطا تحتفط بالصدارة
- أغذية لا ينصح بها على متن الطائرة
- نتنياهو: منفتح على فكرة تولي فلسطينيين محليين إدارة غزة إلا ...
- سيرسكي: أوكرانيا تتخذ الاستعدادات للدفاع في مقاطعة سومي
- بوتين يصف الخطط الروسية الصينية لاستكشاف القمر بأنها -مثيرة ...
- بوتين يتحدث عن مهام بيلاوسوف وشويغو
- نزوح فلسطيني جديد من رفح


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سهيل حداد - عزل سورية سياسة أمريكية خاطئة