صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 4652 - 2014 / 12 / 4 - 20:35
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
أزمة الأحزاب الكردية السورية
س - هل تجد المشاكل التنظيمية داخل الاحزاب الكوردية السورية .. بداية لحركة انقلابية على هؤلاء القيادات , ام انها مجرد حالة غليان وقتية لااكثر مؤثر بالوضع الراهن ..؟
صلاح بدرالين –اعتقد أن الظاهرة – الغليان داخل التنظيمات الحزبية الكردية بدون استثناء تعبر عن حقيقة استنفاذ دور الأحزاب بتشكيلاتها الراهنة وأساليبها وقياداتها العاجزة في الحياة السياسية الكردية فالكرد مثل أي شعب يجتاز مرحلة التحرر الوطني والقومي الديموقراطي أحوج مايكون الى العمل المنظم الثوري القادر على الموامأة والانسجام مع شروط النضال السري والعلني والأحزاب الحالية التي تفتقر الى البرامج الواضحة بمستوى الأحداث الجارية ببلادنا والأسيرة للمواقف السياسية الخاطئة وتتربع عليها القيادات الفاشلة التي خدمت الاستبداد لعقود ولم تمارس أية مراجعة نقدية لسلوكها السابق والراهن مثل هذه الأحزاب لم تعد تمثل طموحات شعبنا في عصر ثورات الربيع وقد شكلت المرحلة الأولى من اندلاع الانتفاضة الثورية ببلادنا اختبارا لتلك الأحزاب وامتحانا لمدى صلاحيتها فتبينت على حقيقتها عارية عندما سلكت طريق ( موالاة النظام بحالة جماعات ب ك ك والحياد بحالات غالبية الأحزاب الأخرى ) وتصدت مجتمعة ومنذ هبة آذار 2004 للحراك الثوري الكردي المقاوم بالتعاون مع جنرالات أمن النظام الذين اجتمعوا في منزل أحد متزعمي تلك الأحزاب وبعد اندلاع الثورة كان من مهامها الأولى معاداة تنسيقيات الشباب الكردي الثائر في مختلف المناطق الكردية من جهة أخرى وأمام مايحدث على الأرض منذ حوالي أربعة أعوام فان الأحزاب بممارساتها السيئة والمسيئة أدت الى عزل الكرد عن الثورة والحراك الوطني العام والفشل تلو الآخر في توحيد الصف الكردي وافراغ المناطق الكردية من سكانها وتعرض من بقي الى الفقر والعوز والحرمان والخوف من ادوات القمع والاكراه بقوة سلاح سلطة الأمر الواقع كما أنها عجزت عن رسم استراتيجية في مجال العلاقات القومية على أساس استقلالية القرار وصيانة الشخصية الوطنية الكردية السورية وبالتالي أرهقت المجتمع الكردي وأوصلته الى اليأس والاحباط بعد الفشل حتى في الاتفاق بينها ان مايجري الآن من تململ وتحركات داخل صفوف الأحزاب الكردية والتي نسمع عنها القليل خاصة في صفوف جماعات – ب ك ك – ماهي الا مؤشرا آخر على رفض الغالبية الساحقة لتلك الأحزاب والبحث عن البديل الذي قد يتمثل بحركة جديدة واسعة وبرنامج واضح وحاسم وقيادة يغلب عليها العنصر الشبابي من النساء والرجال كفوءة متمرسة نظيفة الفكر والعقل والكف وكما أرى فان المستقبل القريب حبلى بالمفاجآت السارة على هذا الصعيد خاصة وأن هناك محاولات تجديدية ثورية على صعيد كل سوريا وليس الساحة الكردية فحسب .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟