|
اصلاح الحكام ، أم المثقفين العرب ؟
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 1270 - 2005 / 7 / 29 - 09:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في مقالنا السابق بيننا ، استشهادا بأقوال مفكرين ، و قراء عرب ، نقلا عن أكبر الصحف العربية الالكترونية ، كيف أن الفساد قد شمل الحكام والمثقفين أيضا، من خلال مواقف أغلب المثقفين العرب – غير المعقولة – من قضايا بالغة الخطورة ، وكيف أن هؤلاء – الغالبية مع الدهشة والأسف – قد اتحدوا ( وهم الصفوة !) مع السوقة والجهلاء ، والحكام الفاسدين المطلوب استئصالهم – أو اصلاحهم - ، في موقفهم من تلك القضايا ، وفي غير صالح الأمة .. !! وختمنا مقالنا بالقول " ان المثقفين هم عقل وضمير كل أمة ، وو صول الفساد حتي العقل والضمير ، هو كارثة يجب أن تدق لها كل أجراس الخطر " . وفي هذا المقال نواصل القاء الضؤ علي تلك الكارثة القومية .. نكبة أمة في عقلها وضميرها ( مثقفوها ..) . كنت أظن أن تلك الكارثة تحط وحسب علي رأس مصر وحدها في مثقفيها دون باقي الدول العربية ، عندما كشف عنها ومنذ النصف الثاني من التسعينيات من القرن الماضي –10 سنوات تقريبا- بعض الكتاب والمفكرين ، منهم الكاتب والصحفي الكبير " صلاح عيسي " الذي كتب سلسلة مقالات – ولعله كان بابا ثابتا في مجلة " أدب ونقد " احدي اصدارات حزب التجمع الوطني – في مصر – وترأس تحريرها الناقدة والمناضلة فريدة النقاش ، تحت عنوان " كلام مثقفين " يكشف فيه أحوال المثقفين – عقل الأمة وضميرها .. – وتعبير " كلام مثقفين " هو علي وزن " تعبير مصري عام : " كلام جرايد " الذي يقصد به المصريون أنه كلام يخلو من الصدق والأمانة ويجب ألا يؤخذ علي محمل الجد ..! وكذلك كتب الكاتب والصحفي اللامع " ابراهيم عيسي – ولا أدري ان كانت بينهما صلة قربي أم هو تشابه في الأسماء – تلميذ مدرسة روز اليوسف والذي حاربته السلطات – وربما لا زالت – مقالا نشره في مجلة " أخبار الأدب " التي تصدرها مؤسسة أخبار اليوم ، ويرأس تحريرها الأديب الكبير " جمال الغيطاني "، كشف فيه فساد المثقفين ، وناشدهم في نهاية مقاله الاسراع باصلاح أنفسهم ، لكي تنهض الأمة .. .. وقبل ذلك بسنوات كتب الشاعر الكبير " أحمد فؤاد نجم " قصيدته الشهيرة التي ينتقد فيها المثقفين ، وكلهم يحفظونها عن ظهر قلب (!) والتي يقول فيها ( بالعامية المصرية ) : يعيش المثقف .. علي قهوة رش ( مقهي بوسط القاهرة ، يرتاده المثقفون ) محفلط ، مألفط ، كثير الكلام .. عديم الممارسة ، عدو الزحام .. بكم كلمة فارغة ، وكم اصطلاح : يفبرك حلول المشاكل قوام .. (!!) .
وفي عام 1999 – حسبما أذكر - استيقظ الوسط الثقافي في مصر علي دوي هائل لاحتجاج مروع للمثقفة المصرية " أروي صالح " التي كان احتجاجها في المقام الأول يأسا من أن يلحق الاصلاح با لمثقفين ، فضلا علي احباطها – ضمن العموم – من أن يتحقق الاصلاح السياسي - اصلاح السادة الحاكمين.. - ، وعبرت عنه في كتابها " المبتسرون " ... ، ولم يكن احتجاجها كاحتجاج سيد القمني باعتزال الكتابة والتبرؤ من الكتب .. ، بل باعتزال الحياة كلها ، والتبرؤ منها برمتها : بالانتحار .. بالقاء نفسها من أعلي المبني الذي تسكنه..(!) وتركت كتابها ، وثيقة ادانة. أما الناقد المصري الأستاذ أحمد الخميس ، فقد كتب يوم 27/6/ 2006 في مقال له ، نشر بموقع " الحوار المتمدن " : " .. وشهدت السنوات الخمس الأخيرة خمس محاولات لتجميع الكتاب - المصريون طبعا - ، لم يكتب لواحدة منها الاستمرار .." (!!) عزيزي القاريء : انتبه من فضلك ، الكلام السابق للناقد الخميسي ليس عن الحكام العرب الذين نضحك من أمورهم وأمور اجتماعاتهم ونقول القول الذي صار مشهورا : " اتفقوا علي ألا يتفقوا .. " كلا ، وانما ما قيل سابقا كان عن ا لمثقفين .. .. أي أن هؤلاء كأولئك .. ..(!) ان المعركة التي تخوضها الشعوب العربية وفي طليعتها المثقفون العرب لأجل الخلاص من الحكام الفاسدين ، رغم وعورتها وشراستها هي مجرد: جهاد أصغر.. .. فماذا أعددنا للجهاد الأكبر؟ : الجهاد مع النفس .. ..(!) يجب أن تعد له العدة من الآن .. ..
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اتحاد الجهلاء والمثقفين العرب
-
أشهر الكتب التي تبرأ منها مؤلفوها
-
محاولة لايقاف الفتنة الثقافية العربية ، وحروب الردة الفكرية
-
النقاب ، وظلم بن الخطاب..
-
تهديد كاتب مصري آخر بعد تهديد سيد القمني
-
..(!) من معجزات الحجاب.
-
هذا المقال هو اهداء الي كل من دكتور : سيد القمني , جماعة الج
...
-
خطاب مفتوح الي الرئيس مبارك
-
والصينيون : لا يحبون عنترة بن شداد ..!!
-
اليابانيون.. لايحبون عنترة بن شداد إإ...
-
قصة : الحمار والبردعة
-
(!!)في بيتنا عانس..! مأساة كل بيت في مصر
-
الخروج من قفص العروبة
-
الذكري المؤلمة لنكبة 23 يوليو 1952 في مصر
-
جميع أمراض الشعوب قابلة للعلاج – حتي المزمنة ، والتاريخية
-
القرآنيون .. والوقوف في مفترق الطرق
-
حريات لا يحميها القانون المصري
-
نداء الي كتاب العالم المحبين للسلام
-
كيف يكون الاصلاح .. بدون دماء ، بدون د مار ؟؟
-
رأيت حلم - نزار قباني - الذي لم يتحقق
المزيد.....
-
فرنسا: مخاوف من تحول توتال الفرنسية إلى شركة أمريكية.. كيف ي
...
-
بوتين في لقائه مع لوكاشينكو: ليس لدى روسيا مشكلات لم يتم حله
...
-
ماكرون يبحث مع وزراء خارجية 4 دول عربية الوضع في غزة
-
كاليدونيا الجديدة: مقتل شخص برصاص الشرطة مع استمرار الاحتجاج
...
-
-جزيرة الأحلام- تتحول إلى كابوس للسياح.. قتلى وجرحى بانهيار
...
-
الاتحاد الأوروبي يدافع عن الاعتراف بدولة فلسطينية: ليس هدية
...
-
مصادر: بوتين مستعد لوقف حرب أوكرانيا بشرط القبول بالوضع الرا
...
-
خبير: هنغاريا قد تضطر لتعليق عضويتها في -الناتو- إن استمر في
...
-
موسكو تستدعي السفير الروسي لدى أرمينيا للتشاور
-
وفاة مواطن إيراني إثر سماع نبأ تحطم مروحية رئيسي ورفاقه
المزيد.....
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|