أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الآن زوروها















المزيد.....

الآن زوروها


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 4269 - 2013 / 11 / 8 - 08:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




" كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور؛ الآن زوروها "
حديث شريف؛ لا أعرف لماذا شريف، ولكنهم يطلقون عليه كذلك، أي هراء نطق به المدعو محمد، يكتسب صفة الشريف فورا، أو هكذا يُصرّ ويتصور المسلمون.

شرح الحديث:
" كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور، لأنني كنت حي، لم أمت بعد، ولم أكن مقبور، فكنت أنهاكم عن زيارتها، لكنني الآن كهل، وعلى مشارف الموت، بفضل زوجتي اليهودية صفية، التي قدمت لي شاة مسمومة، انتقاما مني، لأنني قتلت أباها وأخاها وزوجها، وتزوجتها سبياً وغصباً وقهراً، ولأنني ميت لا محالة، ولم يأتني ملك غبي ليخيرني بين الدنيا وجوار ربي، فاخترت جوار ربي، أنا رغماً عن أنفي سأموت، لأنني لست نبيا ولا رسولا، وليس هناك ملاك يدعى جبريل أحمق يخبرني أو يخيرني، وقطعا لا يوجد رب أحمق منه لكي يرسله، أنتم الحمقى لأنكم تصدقونني، عندما أنهاكم عن شيء ثم آمركم أن تأتوا نفس الشيء، لهوى في نفسي، وهو أنني أرغب أن تقدسوني حيا وميتا، وتصلون على حيا وميتا، وتزوروني حيا وميتا، لكي أتحكم بحيواتكم التافهة وأنا حيا وأنا ميتا ".

المسلمون السنة، يأخذون على المسلمين الشيعة، تطرفهم ومغالاتهم في زيارة القبور، رغم أن رسولهم صرح لهم بزيارتها، أي أنه لا حرج على مسلم، سني كان أو شيعي، أن يزور القبور، رغم أنه عندما صرح وسمح بذلك – بعد أن كان قد نهى عنه – كان إنما يصرح ويسمح به، لكي يتحول قبره إلى قبلة للمسلمين، ومزارا لهم، حتى يؤلهوه وهو ميت، كما يصلون عليه أيضا وهو ميت، أي أن زيارة القبور، التي ينهي عنها الوهابيون، ويستنكرها على الشيعة السنة، مرخص بها من نبي الإسلام صاحب الأمر والنهي والسنة.

المسلم كائن مسكين، بإمكانه إحالة عقله للتقاعد، دون نقاش أو تفكير، أو حتى ذرة من مراجعة، لمجرد أن كومة من العظام مدفونة بقبر، قالت له أفعل أولا تفعل، حتى لو كانت تلك الأفعال ضد العقل الناقد والمنطق السليم، ولا تخضع لشيء سوى لهوى الرجل وقابلية كلامه للنسخ هو وربه، فتارة من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وتارة من بدل دينه فاقتلوه وتارة لكم دينكم ولي ديني وتارة من يتخذ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، والأمر هنا أشبه بماتريكس ديني ضخم، والماتريكس لمن لا يعرفه، هو نظام رقمي تخيُلي ذكي، يتحكم بالعقل البشري، فيوحي إليه ويوهمه أنه يعيش ويحيا ويعمل ويتناسل ويتكاثر، ويصنع له بيئة اجتماعية تنظم له حياته وسلوكه، والإنسان يتعود على ما تراه عينه وتسمعه أذنه، ومع الوقت، يصبح التعود شيء مألوف، أو كما يشير علم الاجتماع؛ العادة طبيعة ثانية.

للحق؛ رغم أنني لا أطيق ذلك المدعو محمد، إلا أنه شئت أم أبيت، طقت أم تحفظت، هو داهية حقيقي، بل داهية نموذجي، خرج من بيئة فقيرة معدمة، ببقعة نائية من الصحراء، ربما أجدب بقاع الأرض وأشدها غباء وجهلا ودجلا، ورغم محاولات من سبقوه بالنبوة، ومن لحقوه قد باءت بالفشل الذريع، فهو لم ييأس ولم يتراجع ولم تلن له عريكة، وقد يبدو الأمر كأنه حقيقي، وأن هناك الله وجبريل والوحي وكل هذا الهراء الديني المهترىء منذ آلاف السنين قبل محمد، خاصة حين تعرف أنه صمد قرابة الثلاثة عشرة عاما يدعو لما يؤمن به دون خوف أو كلل، وابتكاره لأسماء جديدة من قبيل الوحي والقرآن والجنة والحور والإسراء والمعراج والبراق، والتي تقترب من تجليات دانتي في كوميديته الإلهية وشكسبير في مسرحياته الخالدة العبقرية، حيث أن 22 عاما، وقت كاف للتأليف والابتكار والوضع والنسخ.

لكن رغم روعة كل هذا؛ يقفز بحدة وعناد، سؤال منطقي إلى الذهن: لماذا لم تنتشر دعوته، بكل صدقها وصبرها وجديتها وقدسيتها وملائكتها وإلهها ووحيها طوال الثلاثة عشرة عاما؛ لماذا لم تنتشر عندما كان الوعد بالآخرة هو المقابل الوحيد، لماذا انتشرت كالنيران في الهشيم بمجرد أن تفتق عقل الداهية عن مقابل مادي دنيوي، آني ومباشر، الغنائم والسبايا؟ لماذا رغم قدسيتها وروحانيتها لم تنتشر شفهيا، والأولى بها وهي حق مطلق أن تمس القلب وتسكن الروح وتنتقل شفاهة وقناعة، لماذا كان عليها وهي مؤيدة من رب العالمين أن تنتشر بالقوة والسيف، بالقتل والحرب، بالاحتلال والغزو؟

الدارس لتاريخ المسلمين بتجرد؛ سوف يكتشف أن المشركين لم يبدءوهم بالقتال، وأن بدر كان كمين إسلامي لقوم كانوا يحتفلون بتجارتهم، ولم يخرجوا أو يستعدوا لحرب، فلا سيوف ولا فرسان، مجرد مجموعة صغيرة للحراسة، لا قبل لها بألف رجل مدججين بالسلاح، في نفوسهم مطامع، وفي قلوبهم كراهية وشهوة لخير السادة ونساءهم، الأمر الذي تداركوه بأحد وكادوا يقتلوا محمد نفسه، لولا أن ضحى بحياتهم الأنصار من أجل نجاته، وهو المقدس المحفوظ من الله شخصيا، ورغم ذلك شجت ربعته وأصيب وجهه، وكاد يموت لولا احتضان أبو دجانه لجسده وتلقيه سيوف وسهام المشركين، وصيحته الشهيرة ذات البريق الأخاذ، من لهم وله الجنة بجانبي، ففزع إليه خلصاء القوم، وبالقوم قطعا خلصاء، ليست الغنيمة بالضرورة مأربهم، وبالخندق أيضا، كانت المكيدة الفارسية ولم يكن خبر السماء، وآلات الحفر والرفع اليهودية، وليست الملائكة الكسالى الأغبياء.

حتى ذلك الوقت؛ أي قبل الغنيمة والحرب والسيف والقتل، كان ليكون محمد أحد أدهى وأشرف المخلصين بالفعل، كـ بودا وغاندي وكونفوشيوس والسيد المسيح أو حتى الداعية المسلم الأمريكي الأسود المناضل الرائع مالكوم إكس، وكل مخلص لم يتخذ من هواه وسيلة ومأربا، محمد أول داهية ديني عبر التاريخ، يتخذ من شعار الغاية تبرر الوسيلة أسلوب حياة، له ولصعاليكه بحياته ومن بعده، فأنت لن تجد مسلم واحد يطلق على غزو مصر احتلال، بحين ستجدهم يطلقون على غزو فلسطين احتلال، رغم أن الأمر سيان، جحافل من الهمج، تغزو مدنيين بسطاء يعملون بالزراعة، من أجل أرضهم وقمحهم وأموالهم ونساءهم، بل أن اليهود لم يسبوا نساء الفلسطينيين، ويزرعون ما يأكلون، أي أنه بالمقارنة، الغزو العربي لمصر أحقر وأحط من الغزو اليهودي لفلسطين، وذريعة المسلمين في الغزو والقتل والسرقة والسطو، هي سنة نبوية شريفة، وأمر إلهي مقدس من الكتاب، قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله، أي أن الله طبقا لكتاب محمد هو أكبر بلطجي ديني مقدس جاءت وجادت به قريحة محمد الجهنمية.

محمد نجح قبل 1435 عام بصناعة أول ماتريكس إسلامي طبيعي، نجح الرجل رغم بداوته وجهالته وفقره ويتمه في صناعة عشرات الآلاف من المنتجات الإسلامية، التي تفعل نفس الشىء بنفس الوقت لنفس الغاية، ألا وهي عبادته هو شخصيا وحفظ تراثه ونقله جيلا بعد جيلا، المسلمون لأنهم لم يروا الله، وقطعا لن يروه، يكادوا يعبدون محمد، تماما كما يعبد المسيحيون يسوع المسيح، نجح الرجل بجعل سلالات بشرية كاملة أن تصلي عليه وتزور قبره وتطلب شفاعته، نجح بجعل أمه كاملة وذراريها لا تفعل شيئا سوى تأليهه والدعاء له وبواسطته، والكسل ثم الكسل ثم الكسل، حتى أنك لن تجد أمة حتى الآن لا هم ولا شغل شاغل لها سوى الدعاء والصلاة على حبيبها وشفيعها وزيارة قبره والتبرك به، وكأن الله كائن استثنائي، عليه فقط القبول، يستوى بذلك السنة بأوليائهم والشيعة بأئمتهم وغيرهم من المسلمين المساكين.

نجح الرجل وهو حي وهو ميت؛ أن يجعل جحافل من الأمم تعبده حيا وميتا، تصلي عليه عشرات المرات باليوم والليلة، تذكر أسمه مقرونا بالله في الآذان، تتبرك وتتشفع باسمه، ولابد تذيله بصلاة الله عليه، وكأن الله حاجب لديه وليس ربهم وربه، نجح الرجل أن يضع الشيء وضده، الأمر ونقيضه، بعقول سلالات بشرية كسولة كاملة، نجح أن يجعلهم مزدوجون ومتناقضون، بأمر يخرج من فمه، بحديث شريف، كنت قد نهيتكم؛ الآن زوروها، ولو أن سيرته لا تمتلئ بالتناقضات والسبي والدم، لربما استحق عن جدارة تلك المكانة، فلا غضاضة بقوم يحترمون قوادهم الروحيين ومخلصيهم، الشر كل الشر، هو في عبادة الطواغيت وتأليهها والاقتداء بها بحياتها ومماتها.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله أكبر كذبة
- يضر ولا ينفع
- الميّتة
- روح الله
- الإمام العفيفي
- قلب الله
- الله الشبح
- الله البشري
- الحيرة الحمقاء
- عقل المُلحد دليلُه
- فصيل وثني
- تاريخ زائف
- الرب الشرقي
- هل أتاك حديث الزنديق
- تحصيل حاصل
- في البدء كانت الفتنة
- العُهدة العُمرية
- ساديزم
- أخطر الأسلحة
- علماء مُلحسون


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف قاعدة للطيران ال ...
- قائد الثورة الإسلامية يصلي على جثمان الشهيد رئيسي ومرافقيه غ ...
- واشنطن تترقب من سيخلف المرشد الأعلى خامنئي بعد وفاة رئيسي
- نيجيريا.. إنقاذ 350 رهينة من قبضة -بوكو حرام-
- “نزلها مباشر” تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 لمشاهدة ...
- قائد الثورة الاسلامية: مجلس الخبراء مظهر من مظاهر الديمقراطي ...
- روسيا.. محكمة في بيلغورود تقرر طرد كاميروني متورط في دعم جما ...
- من هم خلفاء المرشد الأعلى المتوقعون بعد وفاة رئيسي؟
- انتخابات 2024 ودعم إسرائيل.. لمن سيصوت اليهود الأميركيون؟
- أمين عام حزب الله اللبناني يبرق إلى المرشد الأعلى الإيراني م ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الآن زوروها