أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - عتبات الوعي الانساني تحدد ملامح فكره عبر الزمن














المزيد.....

عتبات الوعي الانساني تحدد ملامح فكره عبر الزمن


سامي كاب
(Ss)


الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 14:40
المحور: المجتمع المدني
    


الانسان عبارة عن حيوان ناطق والدين هو نتاج فكر الانسان قبل تخطيه عتبة الوعي
كلمة انسان مصدرها انس ويأنس وأنس اي انه يميل للعيش في مجتمع من ابناء جنسه وفي هذه الحالة يتشكل الوعي الجمعي وهو يمثل الفكر العام المتكون بتناسق وتوافق وتلاؤم واجتماع واتحاد فكر الافراد اعضاء المجتمع
والفكر العام هو اوسع واشمل واعلى درجة بالوعي من فكر الفرد مهما كان نابغا ومتميزا بتطوره وعلمه ومعرفته وخبرة حياته قياسا لبقية افراد مجتمعه
وهنا يكون الفكر العام حافزا للمنافسة بين الافراد في السباق لوصول اعلى درجة من الوعي وذلك بالبحث والتقصي والتساؤل والاستكشاف والابتكار والابداع والفعل والانتاج والتخمين والمحاولة والتجربة
يعمل الفكر الفردي على رفد الفكر الجمعي بتحصيل جهده وتجربته ومعرفته ووعيه وابداعه فيرتفع مستوى الفكر الجمعي ويتسع مداه افقيا فترتفع درجة المنافسة بين الافراد وتقوى محفزات النمو والتطور والتمدد على مستوى الوعي الفردي وهكذا تكون معادلة التفاعل التبادلي التاثيري اخذ وعطاء وتحفيز وتطور وتمدد وارتفاع في سياق مسار دائري يتسع تدريجيا بموازاة مسار الزمن ومرتفعا بشكل حلزوني ليشكل مجسم مخروط مقلوب راسه في الاسفل وقاعدته في الاعلى
يكون الفكر الانساني متمثلا بهذا المجسم المخروطي غلافه الخارجي يمثل الوعي الجمعي وعناصر مادته الداخلية التكوينية تمثل فكر الافراد
وبالعودة الى راس الهرم في الاسفل نجد انه هلامي رقيق شفاف مرن لان عناصر تكوينه ضعيفة غير صلبة اذ تحتوي افكار مبنية على الوهم والخيال والتوقع والتخمين نظرا لافتقار مادة الفكر المادي الا وهي العلم المأخوذ من تجربة الحياة وممارستها
واذ ان الانسان في بداية تشكل مجتمعه ( الانسان الاول ) يفتقر لخبرة الحياة الكافية التي تمده بالعلم الوافي لايصاله الى درجة الوعي ( فهم المادة الكونية ) فان فكره يتخذ مسارا غيبيا اي يكون غيبي التفكير بمعنى انه يجيب على الاسئلة الواقعية باجابات وهمية تخيلية متخذة من عالم ما وراء المادة ( عالم اللا حقيقة )
واذا ما ارتفعنا في جسم المخروط للاعلى سنجد ان قوام الجسم يصبح صلبا وقويا شيئا فشيئا بتتبع الحقب الزمنية عبر التاريخ البشري منذ نشأة المجتمع الانساني وهذا يتجلى من خلال دراسة الحضارات الانسانية ذات النتاج الفكري بتنوعه وشموليته
وعندما وصل الانسان مرحلة الصناعة واصبحت تشكل مصدر الانتاج الرئيسي له قفز بوعيه قفزة نوعية نحو ادراك المادة واهميتها في حياته وقد تجلت هذه الفترة بالنهضة الصناعية في اوروبا
عندما اكتشف الانسان علم الكيمياء والفيزياء والرياضيات واصبح يشكل المادة لخدمته ويصنعها لرفاهيته تغير مفهومه عن الكون وتغير اسلوب تفكيره وانتقل الى مرحلة جديدة من الفكر تاركا خلفه عالم الوهم والخيال ( عالم ما وراء المادة ) ومنغمسا ومندمجا في عالم المادة ( عالم الوجود والحقيقة والواقع ) حيث انه اصبح يفهم الكون بحواسه وادراكه وتمييزه بناء على معطيات واقعية من عالم المادة الذي يحيط به ويتشكل بكيانه منه
هذه المرحلة من مراحل وعي الانسان سميت بعتبة الوعي الاولى
وبالنظر الى المجسم المخروطي للفكر الانساني نجد ان عتبة الوعي الاولى تفصل ما بين جسد ضيق الافق بالاسفل وجسد واسع الافق بشكل كبير جدا ومفاجئ ( طفرة تحول في الاتساع ) وان المساحات الدائرية الحلزونية ومسارها الراسي المرتفع اخذت تنمو وتتطور بشكل تسارعي متوالي بتتابع طفري وفجائي عكس ما كان سابقا حيث كانت سرعة التطور منتظمة رتيبة بطيئة
وبالسير مع مسار الفكر الانساني الى الوقت المعاصر وتحديدا في بداية اختراع الكمبيوتر ( عصر التكنولوجيا ) نلاحظ ان عتبة وعي ثانية هي اضخم افقا ومنسوبا من سابقتها في عصر النهضة الصناعية لتشكل تحولا طفريا ضخما في جسد الفكر الانساني على مستوى الافق والارتفاع والتسارع
بهذا المفهوم اصبح الدين نتاج فكر بائد يسبق الانسان المعاصر بعتبتين من عتبات الوعي ولذا فانه من السخف ان يتخذ الدين كمنهج حياة او فكر يستحوذ على اهتمام الانسان المعاصر في وقت تتطلب منه المرحلة الارتقاء بوعيه الفردي الى مستوى الوعي الجمعي
لقد كانت عتبة الوعي الصناعية الاولى للانسان مرحلة اكتشاف المادة التي هي اساس الحياة والكون ومنها يتشكل كل موجود وكائن
وكانت عتبة الوعي التكنولوجية الثانية هي مرحلة خلق المادة وتطوير تشكيلاتها الكونية لغاية رفاهية الانسان باعلى درجة ممكنة
اصبح فكر الانسان بعد تخطيه درجتان من الوعي وتوسعه وارتفاع مستواه لحدود وآفاق لا نهائية بل ومتواصلة بتسارع ارعن في التوسع والارتفاع لا يمكن حجزه وتقزيمه وسجنه وقتله في مساحة الفكر الغيبي السخيفة الضيقة الغير مجدية العدمية
اي ان الفكر المعاصر لا يتفق مع الدين بتاتا وبهذا يكون من باب الحكم القطعي بان الدين فكر بائد ذهب مع الانسان الاول وانتهى بتاريخه والعودة اليه والاخذ به يكون جريمة بحق الانسان وتدميرا لحياته
ونقول في هذا الصدد لا اله والحياة مادة والدين فكر بائد لسنا بحاجة له في حياتنا



#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين منهج العالم الغيبي والله وهم موجود في راس من يؤمن به ف ...
- الاخلاق اساس الحضارة والسلوك يمثل الصبغة الحضارية
- مثليو الجنس فئة في المجتمع تستحق الحياة والاهتمام والاعتبار
- لا اله والحياة مادة والله بدعة والدين من صنع البشر
- حكايات حب وخواطر واحلام احس من خلالها بوجودي كانسان
- انا انسان وجدت كي اعيش حياتي كاملة بقناعة وحرية
- حقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة حول الحب والغيرة
- تطور نظام الحياة للانسان من الدين للعلمانية تبعا لرقيه
- صناعة الحياة وادوات صنعها ونتاجها الحضاري
- حياتي ثورة متواصلة والثورة فلسفتي بالحياة
- الحب فلسفتي ومادة بناء شخصيتي
- صور جميلة من الحب تعطي للحياة قيمة ورقي
- حق المرأة بالحياة لا يخضع لمعيار المساواة مع الرجل
- امرني الله بحب النساء واني مطيع لامره
- العقلية الناقصة المحدودة غيبية التفكير غرائزية السلوك
- اجمل هدية مني للانسانية موضوعها الحب والسلام والحرية
- موعدي مع حبيبتي هو موعد مع الحياة
- العقلية الدينية ما زالت مخدرة مغيبة لم تتجاوز عتبة الوعي بعد
- الانسان آلة من الدم واللحم قابلة للبرمجة والتطوير والتحديث
- من تجليات افكاري في سكرة بعيد المراة


المزيد.....




- مصدر لـCNN: إسرائيل تطلع منظمات الإغاثة على خطط لإجلاء المدن ...
- إجلاء قسري لمئات المهاجرين الأفارقة من مخيمات في العاصمة الت ...
- إجلاء مئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخيمات في ...
- إجلاء قسري لمئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخي ...
- وقفة أمام مقر الأمم المتحدة في بيروت
- نائب مصري يحذر من خطورة الضغوط الشديدة على بلاده لإدخال النا ...
- الأمم المتحدة: فرار ألف لاجئ من مخيم إثيوبي لفقدان الأمن
- إجلاء مئات المهاجرين الصحراويين قسرا من مخيمات في العاصمة ال ...
- منظمة حقوقية: 4 صحفيات فلسطينيات معتقلات بينهن أم مرضعة
- السفير الروسي ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا المستقيل يبحثان ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - عتبات الوعي الانساني تحدد ملامح فكره عبر الزمن