أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منعم زيدان صويص - من قتل محمد سعيد البوطي؟














المزيد.....

من قتل محمد سعيد البوطي؟


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 4045 - 2013 / 3 / 28 - 01:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في 21 آذار، قُتل العالم الإسلامي السوري الشهير محمد سعيد البوطي في هجوم إنتحاري على أحد مساجد دمشق، وقتل معه أكثر من خمسين شخصا. البوطي بلغ من العمر 84 عاما، واسمه البوطي لأنه ولد في بوطان بتركيا، وهو كردي الأب والأم. هذا المقال ليس للدفاعا عن النظام السوري ولا عن البوطي كمؤيد لهذا النظام، ولكن لإلقاء الضوء على الدرك الذي وصل إليه الذين يستخدمون الدين كأداة لتنفيذ المذابح وتصفية من يختلفون معهم في الراي.

قبل هذه المذبحة بأيام دعا الشيخ عدنان العرعورمن شاشة ما يسمى قناة "شدا الحرية" التي تبث من القاهرة، إلى عمليات إنتحارية في سوريا وإلى قتل البوطي، وهذا ما قاله حرفيا: "مثل ما شرحتلكم المرة الماضية. كل إنسان عنده حيلة من الشباب الذي دُعي للنفير العام، إذهبوا وتدربوا وتسلحوا. أنا أقول لكم: اللي عنده حيلة وعنده إيمان وعنده بأس وقوة، يذهب ويتدرب، ثم بعد ذلك له طريقان: إما أن يذهب إلى الجيش الحر وإما يمر يسلم على الضباط. مثلا إذا شافهم في نادي الضباط، يسلم عليهم و يقول لهم: بسلم عليكم الشيخ العرعور سلام خاص. وفهْم الشعب السوري كافي. والله لتسمعوا مجازر، والله لتسمعوا أحداث بإذن الله الواحد الأحد، وسيكون نحرهم -- النحر يعني البوطي، لأنه هو الذي أثار هذه الفتنة." وقال: "كثير من الناس يظنون أن البوطي ضل الآن، والله الذي لا إله أللا هو، من خمسين سنة ضال."

وفي حلقة من برنامج "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة، يسأل احد المشاهدين الشيخ يوسف القرضاوي: "هل يجوز إستهداف من يؤيد النظام السوري، وعلى رأسهم علماء السلطة؟ وهل يجوز قتل عامة العسكريين الذين ما زالوا واقفين مع النظام مع العلم أن فيهم من ينوي الإنشقاق ولا يتمكن من ذلك؟" يجيب القرضاوي: "الذين يعملون مع السلطة يجب أن نقاتلهم جميعا -- عسكريين، مدنيين، علما، جاهلين."

قبل أيام قليلة من الهجوم على المسجد الذي كان البوطي يعطي فيه درسا لطلابه، وفي حلقة أخرى من برنامج "الشريعة والحياة،" حمل الشيخ يوسف القرضاوي على البوطي وقال: "الشيخ البوطي وأمثاله ممن يدعون انهم من العلماء سيلقون الله بدماء هذا الشعب." وأضاف: "هذا الشيخ البوطي فقد عقله." وشجع القرضاوي بطريقة ملتوية العمليات الإنتحارية في سوريا. فعندما سئل "هل يجوز في الحالة السورية خاصة، أن يقوم شخص ما بتفجير نفسه ليستهدف تجمعا ما تابعا للنظام ولو نتج عنه خسائر في صفوف المدنيين،" أجاب القرضاوي: "الأصل في هذه الأمور أنها لا تجوز إللا بتدبير جماعي" وأضاف: "عشان يفجر نفسه لا بد أن الجماعة هي التي ترى أنها في حاجة إلى هذا الأمر. إذا الجماعة رأت أنها في حاجة إلى من يفجر نفسه في الأخرين، يعني يكون هذا أمرا مطلوبا، وتُدبر الجماعة كيف يفعل هذا بأقل الخسائر الممكنة." لقد كان هذا عذرا أقبح من ذنب، فالقرضاوي يعلم أن العمليات الإنتحارية التي تنفذها القاعدة وغيرها تتم بالطريقة التي يفضلها هو، فلا أحد يلبس حزاما ناسفا بدون أن يستأذن رؤساءه والمسؤولين عنه، وفي كثير من الأحيان هم يقنعوه بذلك.

وفي إجابة عجيبة على سؤال فيما إذا كان مسموح "الإستفادة من أعضاء الشهداء الذين لا يعرف لهم أهل، لمصلحة أناس هم بحاجة إلى مثل هذه الإعضاء،" يقول القرضاوي، وكأنه جزّار، يوزع قطع اللحم الآدمي على زبائنه: "الشهيد هو ميت من الميتين ويمكن أن يُنتفع ببعض أجزائه، وكل الأجزا تفقد حيويتها وكل ما فيها، بعد أيام." وأضاف: "كونه شهيد لا يمنع من اننا نستفيد من بعض أجزا جثته إذا لم يعرف له أهل."

لا ادري من هو الذي فقد عقلة، البوطي أم القرضاوي. يعتبر جسد الشهيد مقدس حتى انه لا يُغسل، ويدفن ودماؤه لا تزال على جسده وملابسه، ولكن القرضاوي ينصح أتباعه باستغلال أعضائه "أذا لم يعرف له أهل."

في 23 آذار، بعد يومين من مقتلة، أذاع تلفزيون دمشق آخر مقابله مع البوطي إستمرت حوالي سبعين دقيقة. وكانت قد سُجلت ولم يحن الوقت بعد لإذاعتها فقتل قبل أن تذاع، ومن يشاهد هذه المقابلة سيعرف طيبة هذا الرجل وإيمانه العميق بدينه وحبه لكل الناس، فلم يهاجم أي إنسان، كما فعل العرعور والقرضاوي، ولم يدعُ إلى ذبح الذين يؤيدون النظام، أو إلى تنفيذ "المذابح" التي بشر بها العرعور الشعب السوري. ولم يُفتِ بأن الناس مسموح لهم أن يتقاسموا أعضاء الشهيد "إذا لم يُعرف أهله." وعندما سأله المذيع إذا كان يبنى توقعاته "بانتصار سوريا" على مؤشرات سياسية أجابه: "أنا لا أتعامل مع السياسة،" وأضاف: "أنا ليس من شأني أن أدخل في سراديب السياسة وأن اتعامل مع الإقنعة السياسية الملونة المنافقة."

وفي إنتقاد ضمني للنظام ولومه لأسباب لم يسمّها، قال: "ولكنني أعتمد في هذا على الشيء ذاته الذي إعتمدت عليه يوم حذّرت من هذه المصيبة قبل قدومها. أنا ذكرت على الملأ وفي حديث متلفز أن غضبة إلهيه قادمة للسبب الفلاني: كيت وكيت وكيت وكيت، والمسألة تقتضي أن نحسب حسابا لهذا الأمر وأن نراجع مواقفنا، وانا لا أريد أن اقول ما هي الأسباب. الواقع أن هذا الذي قلته تحقق على الرغم أن في الناس من استخف بكلامي." وقال: "لقد قلت هذا للسُلطات، وقلت ينبغي أن نعلم أن هنالك أسبابا لهذا الذي جرى وينبغي أن نتفادى هذه الأسباب."

ويقول البوطي إنه يتفق كليا مع العلمانيين اذا كانو، بهذه الصفة التي تبنوها، "يطمحون إلى حرية العقيدة." وعندما سئل عن العقيدة الماركسية أجاب: "نحن في دولتنا الإسلامية إذا ناس تبنوا هذا المعتقد لا نلجم أفواههم ولا نغلق صحفهم." وقال: "إرفعوا شعار الدولة الإسلامية المدنية." وعندما سئل عن موقف قطر وتركيا، دعا الله أن "يلهمهم الرشد" وأضاف: "ما موقفنا؟ هذا هو السؤال المهم: إذا ذهبت هذه الغمّة، وهذه الغيمة راحت، وعادت سوريا إلى وضعها، فماذ ينبغي أن تتخذه سوريا قيادة وحكومة وشعبا من هؤلا؟" وأجاب الرجل الطيب على سؤاله قائلا: "إنه العفو. ينبغي أن نتخذ الموقف الذي إتخذه سيدنا يوسف من إخوته."



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفح الكيل وبلغ السيل الزبى!!
- فشل دول الخليج في سوريا وبهلوانيات قطر
- المعذرة يا -دكتور-
- الهجاء في الشعر .. والردح في السياسة
- كما تكونوا يولّ عليكم
- عباءه لبشار
- القوائم الإنتخابية العديدة في الأردن عكست حب الظهور، لا حب ا ...
- هل خدم حزب الله لبنان أو القضية الفلسطينية؟
- فاروق القدومي يصر على إرجاع الضفة الغربية للأردن!!
- هل لعب المفكرون العرب أي دور في ثورات الشعوب العربية؟
- هل هذه صحوة الضمير اليهودي؟
- الحكم الديني يُفضي حتما إلى الدكتاتورية
- اليهود إذا إنتقدوا إسرائيل
- عندما يتكالب على الأردن القريب قبل الغريب
- أبو حفص الموريتاني وسياسة الجزيرة التحريرية الجديدة
- ميشال عون وسوريا، وتضحيات لبنان
- المسيح كان ثائراً على الديانة اليهودية
- ملالا يوسف زاي .. -جان دارك- باكستان
- الغرب يعوّل على الإخوان المسلمين في محاربة الجهاديين
- مؤامرات وحقائق


المزيد.....




- أمين عام حزب الله اللبناني يبرق إلى المرشد الأعلى الإيراني م ...
- فرحة الأولاد كلها مع قناة طيور الجنة! استقبل التردد الجديد ع ...
- القوى الوطنية والإسلامية تدعو إلى تضافر الجهود لوقف جرائم ال ...
- -فرنسا، تحبها ولكنك ترحل عنها-... لماذا يختار مسلمون ذوو كفا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة لإيران بعد تغريده بالفارسية
- “ثبت وناسة وطيور الجنة”.. أهم ترددات قنوات الأطفال الجديدة 2 ...
- صالحي: الشهيد الرئيس رئيسي خسارة عظيمة للأمة الإسلامية +فيدي ...
- قائد الثورة الاسلامية يعزي باستشهاد رئيس الجمهورية
- بوتين يعزي المرشد الأعلى بوفاة الرئيس الإيراني
- مركز -تكوين- والتنوير الانتقائي المستأجر عبر السلطة وفلكها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منعم زيدان صويص - من قتل محمد سعيد البوطي؟