أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس رمسيس - مصر – فوز و انتصار الكراهية














المزيد.....

مصر – فوز و انتصار الكراهية


موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3796 - 2012 / 7 / 22 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الانتخابات الرئاسية الماضية كانت "الكراهية" هي الفائز الأول قبل "مرسى" و الإخوان المسلمين و كانت هي المحرك الأساس لشارع و عموم البسطاء من الشعب
نضجت ثمرة "الكراهية" تلك بعد عشرات السنوات من رعاية رجال الأزهر من الإخوان و السلفين لها و احتضان الوهابية و تغذيتها فكريا حتى أصبح الآن الجميع مدعو الى التناول من تلك الثمرة و تذوق طعمها .. ثمرة الحقد والكراهية .. ثمرة الإسلام السياسي الوهابي

لا فرق بين الأزهر و مدارسه الدينة و جامعته و بين الإخوان المسلمين و السلفين ، فالجميع واحد و لا خلاف عقائدي بينهم غير ما يجب ان يعلن أو يبطن الآن و يعلن فيما بعد.. جميعهم في نفس "الملعب" و لكن يتبادلون الأدوار فيما بينهم و جميعهم مسؤولون عن البغض و الكراهية المسيطرة على النفوس ... تجدهم كالوباء المتفشي في كل مكان و بداية من المدرسة الى الجامعة و المسجد و القرية و المدينة وفى كل مؤسسات الدولة

"البغض في الله" و "الكراهية" لغير المسلم حبا في الرسول ... انهما الوصفة السحرية لالتفاف البسطاء من العامة و الغوغاء حولك عندما تخطب و تتحدث الى الناس في المساجد و في الأعلام ... عملية تخدير و تغيب لعقل الأنسان لكى يتصالح مع نفسة (و يرضى عن نفسه) و يجد المبرر النفسي لجهل و التخلف الذى يعيشه يوميا وسط باقية الشعوب في العالم باعتبارهم اعداء الله و رسوله الموعودون بجهنم و بئس المصير مقابل جنات الخلد الوهمية التي ينتظرها و
تتخذ الكراهية أشكال و ملامح كثيرة و منها

- كراهية اليهود المغضوب عليهم من الله اكبر
- كراهية المسيحيين المشركين عموما و الأقباط خصوصا
- كراهية أمريكا و الغرب المشرك الكافر
- كراهية أي تقدم و تحضر و رقى إنساني لكونه بدعه و ضلاله
- الانحطاط بالمشاعر الإنسانية و تغليب الأحاسيس الهمجية و العدوانية
- الانحطاط بالعواطف الفكرية و تغليب المشاعر الجنسية البهيمية
- كراهية الناس أجمعين لكونهم السبب المباشر في تخلف و جهل المسلمين
- الانحطاط بالقيم الإنسانية من امانة و صدق و ... الخ .. تحت مبررات دينية
- كراهية الأوطان و فقدان الهوية لها و فقدان الشعور بالانتماء مقابل الولاء و التشدق الى حياة و ثقافة بدوية غريبة عنه
- كراهية الأصول و الجذور الفرعونية و الحضارة القديمة و احتقارها لحساب ابناء القبائل البدوية المقيمة ، افقد المصريون هويتهم و ماضيهم و جعلهم في حالة انفصام دائم في حاضرهم

أصبح الأنسان عبارة عن بالونه منتفخة يتم شحنها بالكراهية منذ سنوات عدة و أصبح المسلم مدمن على سماع الكلام الذى يثير البغض و الكراهية في النفوس من الشيوخ حتى أصبحت البالون معبئة و قابلة لانفجار في أي وقت
سوف ينتج عن انفجار البالون في أي الأحوال الى أعمال إرهابية و الى حالة مرضية من الهوس الفكري و الانفصام و الى "حالة ردة جماعية" و كراهية مضادة و ملاحقة لشيوخ البغض و الكراهية شيوخ الإرهاب الذين سوف يحصدون ما قد زرعوه من قبل

يتحدث الإخوان المسلمين و السلفين كثيرا عن "النهضة" و عن المشروع النهضوي القادم و أجدني اتساءل .. هل هناك "نهضة" و تقدم حضاري و اجتماعي و ثقافي و تعليمي و اقتصادي في المستقبل القريب أو حتى في البعيد منه عن طريق هؤلاء.؟ ... من وجه نظري انه ضرب من الخيال و هو يعتبر المستحيل ذاته و من قبل مناطحة الرياح و الهواء

"النهضة" كمشروع قومي يحتاج الى أهداف و الى شيء ملهم مجمع وجداني و قومي حتى يمكن من خلاله تجميع و تعبئة الغالبية لتلتف حوله و أثناء ذلك يبدأ المشروع النهضوي في العمل ، لا أجد غير "الكراهية" سابقة الذكر التي من خلالها تلتف و تتجمع الجماهير حولها و هي في نفس الوقت لا تعلم و لا تدرى انها تمارس البغض و الكراهية

المشروع النهضوي يحتاج الى تكاتف غالبية الشعب و وعيه و أيمانه بالنتائج المرتقبة في حالة تنفيذه ... كيف يتم ذلك و هناك الكثيرين ممن يقومون ببيع أصوتهم في الانتخابات من أجل شوية سكر و زيت ... كيف تتم النهضة المزعومة و قد قام الأزهر و رجاله من الإخوان و السلفين في المساجد و الأعلام بتدمير الأنسان ذاته خلال الستين عام الماضية ... كرامة و عزة نفس ...الخ

الكراهية تدمر و لا تبنى .. تأخر و لا تتقدم .. تنحط بالمشاعر و الأحاسيس الإنسانية و لا تسمو بها أو ترتقى بها و تدمر كل القيم و الثوابت التي توارثتها البشرية من قديم الزمن

ماذا قدم "مرسى" لقريته التي قدم منها و هو على أتصال دائم بها و هي أقل ما توصف به عبارة "خرابة" و "مزبلة" ... النظافة و الرقى لا يحتاجان الى أموال و لكن يحتاجان الى نوعية بشرية و نوعية ثقافية غير موجودة في قريته و هو لا يستطيع ان يقدم شيء لقريته الكبيرة "مصر" و سوف تتحول باقية أحياءها الراقية في عهده الى مزابل و خرابات كبيرة

ما يحدث في مصر الآن ذكرني ببواب العمارة الذى ترك قريته و اشتغل كحارس لأحدى العمارات في أحدى الأحياء الراقية ثم أخذ يستقدم أفراد اسرته و أقاربه ليسكنهم حوله ليستقوي بهم امام أبناء العمارة و الحى .. بعد موت صاحب العمارة استطاع اثبات ملكيتها بتزوير مستنداتها و أصبح هو صاحبها و هو لن يتركها حتى الموت أو تنهار... هكذا فعل "مرسى" و الإخوان المسلمين و السلفين فقد أخدوا يتمسكنون حتى تمكنوا من مصر و أصبحت لبيع

مع شكري و محبتي



#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدول الخليجية و التلاعب السياسي في البورصات
- مصر - شعب بلا انتماء و بلا ولاء
- التصويت مع مصر أم ضد مصر
- أصحى يا مصري (شعر عامي)
- مصر .. و الطريق الثالث (2)
- مصر .. و الطريق الثالث (1)
- قصة الحاج مع الحجر
- جيش طنطاوي و عنان – قصيدة عامية
- قضاء مصر قضاء طبلية – قصيدة عامية
- حوار مع الله في الجحيم - قصة قصيرة
- جيش مصر جيش جبان – قصيدة عامية
- كراهية تحت الحجاب - قصة قصيرة
- مقابلة الله في الجحيم - قصة قصيرة
- امة الشيطان – قصيدة
- القبض على الرسول في الجحيم - قصة قصيرة
- خديعة الصراع بين الجيش و الإخوان
- الأقباط ... الحكم الذاتي هو الحل
- المهاجر – قصة قصيرة
- القرية الفاضلة ام القرى - قصة قصيرة
- تبادل الأدوار بين الإسلامين و القضاء


المزيد.....




- المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟
- دراسة: مجرى قديم للنيل ساهم استخدامه ببناء عدد كبير من الأهر ...
- -شريان حياة- بعد إغلاق معبر رفح.. نظرة على الرصيف الأمريكي ا ...
- صحيفة تكشف استراتيجية نتانياهو من أجل البقاء في السلطة
- أولمبياد باريس 2024: كيف يستعد الشباب لتمثيل بلدانهم؟
- وزير خارجية تايوان يقول إن الصين وروسيا تدعمان -النزعة التوس ...
- لقاء الفن والإبداع لرسومات صديقة للبيئة في معرض هونغ كونغ
- -يونهاب-: كوريا الشمالية تزرع الألغام وتنصب الأسلاك الشائكة ...
- الصحف الغربية: تزايد استخدام مقاتلة -سو-57- مع صواريخ -خا-69 ...
- هنغاريا تقترح اعتماد قانون بشأن العملاء الأجانب في الاتحاد ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس رمسيس - مصر – فوز و انتصار الكراهية