محمد نبيل
الحوار المتمدن-العدد: 3704 - 2012 / 4 / 21 - 21:21
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
أيها الزمن أسبّح باسمك ، أستغفرك و أتوب إليك ، سأسير معك أينما تمضي ، سأسير وفق تعاليمك أنت ، أنت يا مبهم الصفات و التكوين ، أنت يا غامض الماهية يا عظيم ، أنت الأمل و المدد و الحرية و العدل ، أنت المعز المذل و إلى شطرك وحده سأولي وجهي ، و بنظامك أنت سأضحض كل الأنظمة الكائنة ، وعلى نظامك أنت سوف أسعى لتأسيس دولتي .
فالنظام مثله مثل أي منتج بشري يصنعه الإنسان ، له مدة صلاحية ، والزمن وحده هو من يستطيع أن يعلن انتهاء صلاحية هذا المنتج أي أنه تعفّن ، وكل قوى الكون منفذة لتعاليم الزمن ما عدا بنو الإنسان فينقسمون إلى فئتين ، فئة تعصي تعاليم الزمن (تسير عكسه) و فئة أخرى تطيعه (تسايره) ، ففئة تتشبث بنظام فاسد و فئة تريد أن تسقطه وفقا لتعاليم الزمن ، فمن يعصون أوامره أولئك هم الكفرة الفجرة و من يسايرونه و يستبصرونه جيدا أولئك لهم النعيم حيث العيش و الحرية و العدالة الاجتماعية و الكرامة الإنسانية .
إن الزمن الذي فرض المجتمع المشاعي في الماضي هو نفسه الزمن الذي فرض مجتمع النظام بكل آلياته الحديثة ، فالآن أصبح النظام سلعة أساسية لا يمكننا الاستغناء عنها و لكن صلاحيتها هي التي تنتهي عندما تفسد أو تصبح منظومة عفن ، حيث تبدأ البشرية في إنتاج سلعة أخرى ( نظام أحدث ) أطول في مدة الصلاحية مراعية في ذلك عوامل فساد النظام السابق حتى تتلاشها في نظامها الجديد .
و لكن ثمة الكفرة الفجرة الذين يتشبثون بالنظام المنتهي الصلاحية ( العَفِن ) و بإسلوبه و بكامل آلياته ، فيقفون عقبة أمام المسايرين للزمن و المؤمنين به ، ومن هنا يأتي النضال ضدهم أو الجهاد في سبيل الزمن حيث الصراع من أجل العيش و الحرية و العدالة الاجتماعية و الكرامة الإنسانية و الدولة المدنية المقامة على أسس ديمقراطية حقيقية ( سمات النظام الجديد ) .
آجلا أم عاجلا سيستخدمون كل ما لديهم من قوة و عتاد واهمون أنهم سوف يصلبون الزمن ربما شبه لهم لكنهم لن يستطيعوا صلبه و سينقلبون قردة خاسئين و سنعد لهم ما استطعنا من قوة حتى نبدوا أكثر صدقا مع أنفسنا و مع زمننا .
لم يساورني الشك لحظة بإن الزمن هو الله ، فكل صفات الله هي صفات الزمن و كل أسماء الله الحسنى تصلح لإن تكون أسماءا للزمن ، فالله أقصد الزمن ليس له اصطلاح علمي أو تعريف جامع شامل مانع له ، فيتخيلونه الرياضيون بطرقهم و الاجتماعيون بطرقهم و الفلاسفة بطرقهم و يظل هو في غلافه البمبونيِّ و ملكوته الأعلى يتحكم في كل شئ لا يبالي لتلك التعريفات الخنفشارية وعلينا ألّا نبالي أيضا ، فقط ، نستبصره و نطوف حول كعبته الزمنية .
أريد ألّا أعبد شيئا سواه لا السلطة لا الجاه لا المال لا الناس ، يأمرنا الآن أن نطهِّر بلادنا ممن أفسدوا فيها و قضوا على الأخضر و اليابس أولئك الكافرين به ( اللذين يسيرون عكسه ) .
أنا الآن قد أسلمت وجهي لك فأعينني على الخروج من منظومتي العفنة و سِر يا زماني فإنِّي تابعُك .
#محمد_نبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟