أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نادية حسن عبدالله - هل هذا هو سعر صرف الإنسان العربي؟ ترتكب المجازر والجرائم ضد الإنسان السوري والعالم يتفرج..هل هذا سعر صرف الانسان العربي؟














المزيد.....

هل هذا هو سعر صرف الإنسان العربي؟ ترتكب المجازر والجرائم ضد الإنسان السوري والعالم يتفرج..هل هذا سعر صرف الانسان العربي؟


نادية حسن عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3656 - 2012 / 3 / 3 - 20:54
المحور: حقوق الانسان
    


المجازر والجرائم ضد الإنسانية التي أرتكبت في حق الشعب السوري أظهرت رخص قيمة الإنسان العربي… فقد الآلاف حياتهم وماتوا وعانوا الأمرّين من الاستبداد والظلم والقمع، ولم يتحرك العالم الحر ليدافع ويحمي إنسانية الإنسان.

عندما يقتل الآلاف من الأطفال والنساء والرجال في سورية فإن العالم يعجز عن إيقاف هذه المجازر، ويماطل ويماطل، ونتساءل لماذا؟

هل هو رخص قيمة الإنسان السوري بالمعيار الغربي التي سهّلت ارتكاب المجازر بحقنا دون رقيب أو حسيب، كما سهّلت الطريق لإمتهان حقوقنا الإنسانية؟

هل دماء السوريين رخيصة لهذه الدرجة، أين مبادئ وقيم حقوق الإنسان؟ أين الاتفاقيات الدولية حول حماية المدنيين من العنف والقتل والمجازر؟ أين موقف المجتمع الدولي من الجرائم ضد الإنسانية؟

تدهورت قيمة الإنسان السوري الذي يطالب بالحرية والكرامة، وحول المجتمع الدولي قضية الثورة السورية المطالبة بالحرية إلى قضية أزمة إنسانية وحرب أهلية؟ المصالح الدولية تتوافق من اجل خفض سعر صرف الإنسان السوري. المصالح الدولية المرتبطة بمصلحة إسرائيل أولا، تريد أن ترى الشعب السوري ضعيفا، فقيرا، منهكا، وتريد سورية ضعيفة ومنهارة اقتصاديا، ولهذا تركز فقط على العقوبات الاقتصادية عوضا عن دعم الثورة السورية.

أما في أسباب تدهور قيمة الإنسان الاعتبارية فأهمها، الطغيان السياسي والاستبداد، وبالتالي فأن العلاقة هنا تكون طردية بمجال لا يقبل الشك أو المساومة وبعيدا عن الشرح التفصيلي الزائد!...

لا قيمة للإنسان في واقع الاستبداد، ولا مكان للحرية في البلدان ذات النهج الشمولي، والتركيز يكون دائما من قبل الفئة الحاكمة وزبانيتها على طرق الكسب ووسائل الربح وتحصيل الثروة، والهدف الأقصى للأنظمة الفاسدة هو المحافظة على السلطة، وإخضاع الأفراد بالقوة، ونهب الخيرات وسلبها من الإنسان.

النتيجة المعروفة هي ليست هنالك أية قيمة اعتبارية للإنسان في العالم العربي ! والفارق بين سعر الإنسان بين مختلف الدول العربية ليس كبيرا، حتى يمكن أن يذكر أو يشاد به باعتباره انجازا عظيما!...فقيمة الإنسان الاعتبارية في العالم الغربي كنموذج للتقدم، هي اكبر بكثير من قيمة الإنسان العربي!

وهذا ما حدث في سورية، نحن طبعا نحي المواقف الدولية نحو إنقاذ الصحفيين الأجانب، لأنهم جاءوا إلى سورية من أجل السوريين ومن أجل دعم ثورتهم، ولكن. عندما يرى السوريون هذه الجهود والاحتجاجات والمواقف الدولية من أجل عدة أشخاص، ويشعرون بتجاهل المجتمع الدولي لملايين السوريين الذين يتعرضون يوميا لكل أنواع الإرهاب والقمع والظلم من قبل النظام الاسدي يتساءلون. نعم يتساءلون عن المساواة، يتساءلون عن المعايير الدولية، يتساءلون عن حقوق الإنسان والتمييز، يتساءلون عن الموقف الدولي الحقيقي من قضيتهم.

ومن المعروف إنه قبل الثورات العربية، اعتبر الإنسان العربي بأنه عديم القيمة، حيث لا حرية فكرية أو اجتماعية أو دينية أو سياسية، كان يعيش الفرد العربي بدون أمل أو طموح أو مستقبل، ولكن كل شيء تغير فجأة، وصمم الإنسان العربي على الخروج للشوارع مطالبا بحريته التي نسيها منذ زمن طويل، وعندما استفاق وكسر السلاسل وتحرر من قيود الخوف، وفتح عينيه وجد نفسه إن موقعه في آخر السلم ...لا حقوق سياسية له، ولا حقوق اقتصادية، ولا حقوق مدنية، وعندما برزت له الحقيقة وتكشفت له الحقائق اخذ يتساءل من أنا؟ من أكون؟ وكيف تركت هكذا؟ وكيف مرت كل تلك السنوات وأنا صابر وعلى عيني غشاوة، والنظام المستبد يسرقني كل يوم، يسرق لقمتي ولقمة عائلتي، ويسرق حياتي ومستقبل أطفالي، كل ذلك من اجل حفنة من الفاسدين والمارقين والانتهازيين والوصوليين الذين سرقوا الشعوب ونهبوها باسم الانظمة العربية.

وهكذا هب الشعب السوري ليتحدى النظام الفاسد والقمعي، يطالب بحقوقه المشروعة، حقوقه الطبيعية كأي شعب حر في هذا العالم، يطالب بالديمقراطية وحرية التغيير، والاختيار والحياة الأفضل، وبدأ يقدم نفسه على مذبح الحرية والعطاء السخي من اجل الكرامة التي يحلم بها.

سينال الشعب السوري حقوقه رغم القتل والذبح، والاغتيال والقمع، وأسلحة الدمار والرعب، والتخويف. سينتصر هذا الشعب، مهما طال الزمن على هذه النظام القمعي الذي يقتل شعبه بدم بارد.

لا يمكن أن أنسى هذا الرجل الذي يصرخ، أنا إنسان ما ني حيوان، لعلنا ندرك أن هذه الثورة هي التي ستعيد لنا حريتنا وكرامتنا. إن أهم شعار رفعته الجماهير أثناء الثورة هو احترام الكرامة والحرية، وعدم المساس بحقوق الناس في حياة كريمة، تتبوأ الكرامة فيها المكانة المركزية، وتتشكل فيها سياسة عمومية تدور حول نقطة مركزية ذات أولوية عاجلة هي الاحترام، احترام حقوق الإنسان، احترام الاختلاف والرأي الآخر، احترام الكرامة الإنسانية، واحترام إنسانية الإنسان أولاً.



#نادية_حسن_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواقف العربية والدولية من الثورة السورية - هل هو صراع مصال ...
- مؤتمر أصدقاء الشعب السوري... لم يحقق طموحات الشعب السوري
- نحو استراتيجية للدولة المدنية – المفاهيم - 10 - إعادة بناء ا ...
- نحو استراتيجية للدولة المدنية – المفاهيم – 9 - ثقافة احترام ...
- الثورة السورية من وجهة نظر الامم المتحدة ... والمعارضة الوطن ...
- علمتنا الثورة السورية دروسا في الجغرافية
- ما هي المعاني التي تحملها قافلة الحرية إلى سورية؟
- نحو استراتيجة للدولة المدنية – المفاهيم – 8 - تعزيز ثقافة ال ...
- من له الحق في توزيع صكوك الوطنية وسندات ملكية حب سورية؟
- دور الأمم المتحدة في حفظ السلام - المناطق العازلة والمناطق ا ...
- نحو استراتيجية وطنية للدولة المدنية – المفاهيم –7- الشفافية ...
- نحو استراتيجية وطنية للدولة المدنية – المفاهيم –6- مواجهة تح ...
- نحو استراتيجية وطنية للدولة المدنية – المفاهيم – 5- فصل السل ...
- نحو استراتيجية وطنية للدولة المدنية – المفاهيم – التداول الس ...
- نحو استراتيجية وطنية للدولة المدنية -المفاهيم- التعديدية الس ...
- نحو استراتيجية وطنية للدولة المدنية: القانون وحقوق الإنسان - ...
- الاستراتيجية الوطنية للدولة المدنية: المبادئ الأساسية للمواط ...
- الناتج المحلي الإجمالي للسعادة الوطنية ومؤشرات السعادة الوطن ...
- هل يمكن اعتبار تشكيل مجالس وهيئات للثورة بداية لنوع من التعد ...
- يوم من حياة أم معتقل...


المزيد.....




- أوروبا تدعم لبنان بمليار يورو وتعوّل عليه ضبط تهريب اللاجئين ...
- الأمم المتحدة: معدل الفقر في فلسطين بلغ 58.4%
- -لن نقبل أن نصبح وطنا بديلا-.. ميقاتي: لبنان تحمل العبء الأك ...
- دعما -لاستقرار لبنان- و-تحديات استضافة اللاجئين-.. مساعدات أ ...
- الاتحاد الأوروبي سيقدم دعما -لاستقرار- لبنان ومكافحة عمليات ...
- آخر تطورات احتجاجات الجامعات بأمريكا مع تصاعد الاعتقالات
- توقع بإدراج إسرائيل الشهر المقبل على القائمة السوداء للأمم ا ...
- بعثة أوروبية تتوجه إلى لبنان بدعم بقيمة مليار يورو لوقف تدفق ...
- إعدام سعوديين أدينا بخيانة الوطن وتأييد الفكر الإرهابي
- اليونيسف: رفح تمتلئ بالمقابر والأطفال يُقتلون بشكل ممنهج لكن ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نادية حسن عبدالله - هل هذا هو سعر صرف الإنسان العربي؟ ترتكب المجازر والجرائم ضد الإنسان السوري والعالم يتفرج..هل هذا سعر صرف الانسان العربي؟